وضع داكن
25-12-2024
Logo
الروائع العلمية : الرائعة 052 - التمساح
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

رحلة مع التمساح.


 في موضوع عن التمساح ، الحقيقة إنه حيوان يلفت النظر ، أحيانا تجد بلدا غربيًا شديد القسوة على الشعوب الأخرى ، وعلى المواطنين هو من أرحم ما يكون .
 لنقم برحلة إلى قارة إفريقيا ، ونتابع هذا الشكل من الحماية التي تصل إلى حد الروعة ، تعيش في نهر النيل تماسيح النيل ، والتماسيح من أشد أصناف الحيوانات اكتراثاً على وجه الأرض ، ومع ذلك تأخذ هذه الحيوانات مكاناً لها من أشفق أمهات العالم .

التمساح من أرحم الحيوانات بصغارها.

 
 هناك حالتان حادتان ، تغرز أثنى التمساح بيوضها في رمال الشاطئ ، وعندما يحين وقت فقس البيض تبدأ بحفر الرمال بدقة واهتمام ، إنها دقيقة جداً ، كي لا تتضرر بيوضها ، تبدأ البيوض بالفقس بمجرد إزالة الرمال عنها ، وتظهر التماسيح الصغيرة كما نرى على الشاشة ، وفي هذه الأثناء تحدث واقعة عجيبة جداً ، تحرك التمساح الأم أسنانها الحادة ، وتفتح فمها الضخم ، وتضع صغارها في فمها ، أوائل المشاهدين لهذه الحادثة من العلماء ظنوا أن التمساح يأكل صغاره ، لكن الحقيقة مختلفة تماماً ، فآمن مكان في الساحل لأجل الصغار أفواه أمهاتهم .
 تضع الأم جميع صغراها واحداً واحداً في فمها برحمة واهتمام كبيرين ، الصغار الخارجة من البيوض كأنها تستنجد بأمها كي تدخل إلى فمها ، تأخذ التمساح البيوض التي لم تفقس بعد أيضاً ، وتضغط على البيض بخفة بحيث تزيل قشرتها فقط ، هذه الأسنان الحادة كالشفرة يمكن أن تمزق جاموساً ، وهي من أشد الأسنان في الحيوانات ، جاموس بأكمله تمزقه ، وإذا مسكت بيضة ابنها فبضغط خفيف ، وتضغط على البيض بخفة حيث تزيل قشرتها فقط ، هذه الأسنان الحادة كالشفرة يمكن أن تمزق جاموساً كبيراً ، أو غزالاً عندما يعض التمساح فريسته ، تأخذ هذه التماسيح صغارها التي في فمها إلى النيل ، إلا أنها عندما تأخذ صغراها تتصرف برحمة ودقة إلى درجة أن الصغار لا يتأثرون بأي ضرر من هذه الأسنان الحادة .
تعود الأم إلى النهر بعد أن ملأت فمها تماماً بصغارها ، تأتي إلى الماء الضحل الآمن التي عينته من قبل ، ثم تفتح فمها ، وتهزه باهتمام تضع الصغار والبيوض التي لا تزال في قشورها ، في ذلك الماء بلطف ، وفي لحظة يغطي الماء صغار التمساح ، يتحول حيوان مفترس ، ومتوحش كالتمساح إلى أم حنون ذات رحمة بإلهام من الله تعالى في فترة وضع بيضها ، الصغار من الآن تحت حماية القرب من أمهاتها في كل لحظة .

التمساح لا يأكل لحم تمساح.

 
 أما القصة الثانية دقيقة جداً وهي : في الأيام نفسها يلاحظ نشاط تحت التراب قرب عش التمساح ، تفقس بيوض السلاحف تحت الرمال وتخرج صغارها إلى السطح شيئاً فشيئاً ، هذه الكائنات الصغيرة التي لا تملك حماية تجاه الأخطار مضطرة إلى الوصول إلى الماء في أقرب وقت كي تعيش هناك كما نرى ، إنها تركض بشكل معجز إلى الماء بمجرد ولادتها ، الآن وفي طريقها تماسيح ضخمة لا تضر التماسيح الصغار أبداً ، بل تمر صغار السلاحف بأمان أمامها ، أمام هذه الوحوش الضارية ، هذه السلحفاة التي نشاهدها على الشاشة ضلت طريقها ، وتواجه في لحظة تمساحاً جائعاً يتشمس على الشاطئ يكبرها بالآلاف الأضعاف ، يشعر التمساح بالصغير ، ولأول وهلة تبدو السلحفاة وكأنها فقدت حياتها ، تفتح التمساح فمها فجأة وتأخذ صغير السلحفاة بين أسنانها الحادة ، إلا أن هدفها ليس أكلها ، بل يعمل هذا التمساح على وضع السلحفاة في فمه ، ويعدله على أن يكون على وضع صحيح ، وتحمل التمساح السلحفاة الصغيرة التي أضاعت طريقها ، ولم تستطع الوصول إلى الماء بشكل محير ، ويأخذها ، ويدفعها إلى الماء .

ويقتل بعضنا بعضا عيانا.


 إلى الآن تم قتل خمسة آلاف طفل فلسطيني في ست سنوات ، والتمساح يحافظ على صغير السلحفاة .
الحقيقة نحن نعيش في عالم متوحش ، الإنسان بلغ أعلى درجة في التقنية والاختراع ، لكنه في العلاقات الإنسانية في الحضيض ، الله تعالى خلق كل كائن على وجه الأرض أودع فيه عاطفته تجاه أولاده ، فهذه من آيات الله الدالة على عظمته .

المصدر: الإيمان هو الخلق - مقومات التكليف - الندوة : 46 - الاختيار - العقيدة وانعكاسها على السلوك - حنان التمساح على صغاره

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور