- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠1الروائع العلمية
الفيل:
ننتقل إلى الفيل ، هنا إفريقيا التي أمامنا ، في هذه القارة تعيش كثير من الكائنات المتنوعة .بالمناسبة ، حدائق الحيوان في إفريقيا حدائق مفتوحة ، إذا لم يدخل الزائر إلى سيارة مصفحة يؤكل ، أما الحدائق التقليدية فالحيوانات في قفص ، الآن مجتمعنا حديقة حيوان إفريقية .
هذا هو الفيل:
هذا الفيل أكبر حيوان بري على وجه الأرض ، أجسامها الضخمة تبدو ، وكأنها منزل يتحرك ، وزن فيل واحد يساوي وزن خمسين شخصاً تقريباً .تعيش الفيلة سبعين سنة في الظروف الطبيعية ، وتتجول على شكل قطعان غالباً ، وفي كل قطيع ثلاثون فيلاً تقريباً ،
يقاد القطيع من قِبَل فيل أنثى ، والقرارات التي تتخذها تُنفذ من قبل الجميع.
وهناك نظام وانضباط كاملان يسير عليه أفراد القطيع ، والذي يُراعى فيه النظام الطبقي ، يأكل كل فيل وسطياً في اليوم مئتين وخمسين كيلو غراماً من الأعشاب ، هذا يعني أن قطيعاً مؤلفاً من ثلاثين فيلاً يستهلك سبعين طناً يومياً من العشب تقريباً .
ولا شك أن حاجة الفيل إلى الماء تحت الشمس الحارقة حاجة ملحة أيضاً ، و لهذا فهو يُضطر إلى ارتياد نبع الماء يومياً ،
وليحصل على الماء والطعام لا بد له من أن يقطع مسافة خمسين كيلو متراً دون توقف أحياناً ، وهو لا يتحمل البقاء من دون ماء أكثر من ثلاثة أيام ، خلقت أجسام الفيلة بشكل يتناسب مع البيئة الصعبة الموجودة فيها .
والآن لندقق في بعض خصائص الفيلة هذه ، وذلك عن قرب ، لنرى معاً معجزات الخالق في هذه الحيوانات الثقيلة .
الخرطوم الطويل:
الحقيقية أن الخرطوم أكبر مساعد للفيلة ، عمليات متنوعة كثيرة تتحقق بهذا الخرطوم ، كان العلماء في القرن الثامن عشر يظنون أن خرطوم الفيل عضلة واحدة ، لكن البحوث الحديثة أدهشت العلماء ، ففي حين لا تتجاوز عضلات الإنسان ستمئة وتسعاً وثلاثين عضلة.
اكتشفوا وجود مئات الآلاف من العضلات في الخرطوم الواحد ، هذه العضلات التي تُرى على شكل حلقات بعضها فوق بعض تعطي خرطوم الفيل مرونة كبيرة .يتكون الخرطوم من مجموعتين أساسيتين من العضلات ، العضلات الموصولة تقاطعياً تؤمن دوران الخرطوم حلزونياً إلى الجهات كلها ،
وتمكنه من التحركات الثقيلة ، وتعمل عمل الرافعة التي نستخدمها في رفع الأثقال .
المجموعة الثانية من العضلات تقوم بأدق الحركات ، وتتميز بحاسة اللمس كأصابع الإنسان تماماً ،
والخرطوم ليس أنفاً فقط ، بل هو كل شيء بالنسبة إلى الفيل ، هو الحواس كلها وأكثر ، ولذا إذا تضرر الخرطوم يمكن أن يكون سبباً في موت الفيل في مدة قصيرة .
المدافعون عن نظرية داروين يدعون أن الخصائص التي تملكها الكائنات ظهرت تدريجياً نتيجة المصادفات ، وعن هذا فإن بنية معقدة كخرطوم الفيل لا تستطيع القيام بمهمتها إلا بعد ظهور مئات الآلاف من العضلات معاً ،
وفي آن واحد ، وهذا بحسب زعمهم يستغرق وقتاً طويلاً ، ولو لم تكن هذه المجموعة من العضلات موجودة معاً لعجزت الفيلة عن الحركة ، ولماتت في مدة قصيرة ، وهذا لم يحدث أبداً .
إن الفيلة تستخدم خرطومها بسهولة منذ ملايين السنين على أكمل وجه ، وهذه التصاميم في أجسام هذه الحيوانات تُظهر لنا مرة أخرى بديع خلق الله تعالى .أستاذ علاء ، نحن أمام كون مدهش بسمائه وأرضه ، ومخلوقاته الكبيرة والصغيرة ، البعوضة أحياناً فيها أشياء مذهلة ، والفيل فيه أشياء مذهلة .
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
***
المصدر: الإيمان هو الخلق - العقيدة والتوحيد - الندوة : 59 - محصلة التوحيد ـ الفيل