بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
اللّهم لا علم لنا إلا ما علّمتنا، إنّك أنت الحكيم العليم، اللّهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدْنا علماً، وأرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول، فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصَّالحين.
إخوتي الكرام؛ لو أحدهم سألك سؤالاً غريباً، لماذا تصلي؟ تقول له ببساطة ما بعدها بساطة: إن الصلاة فرض، واضحة، هل تعتقد أنه في بعض الحالات يمكن أن تكون الدعوة إلى الله فرض؟ كالصلاة تماماً، الدليل:
﴿ قُلْ هَٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى وَسُبْحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ(108) ﴾
بنص الآية الذي لا يدعو إلى الله على بصيرة ليس متبعاً لرسول الله.
﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(31) ﴾
هذه الدعوة فرض عين على كل مسلم، ولكن في حدود ما يعلم ومع من يعرف فقط، جلست جلسة يوجد داعية مقبول عند الناس تأثرت بتفسير آية، اذكر هذا التفسير لزوجتك؛ داعية، اذكره لأصدقائك في سهرة معينة، أحمل ورقة وقلماً وجدت معنى لطيفاً بآية أو حديث أو قصة مؤثرة اكتبها عندك، جلست في البيت مع زوجتك، مع أولادك بسهرة معينة، بلقاء معين، بسفر معين، هذه الدعوة إلى الله في حدود ما تعلم ومع من تعرف فرض عين على كل مسلم، الدليل- لولا الدليل لقال من شاء ما شاء-: (قُلْ هَٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى) .
كل واحد منكم أيُّها الإخوة الكرام حضر خطبة جمعة، الخطيب نجح بتفسير آية تأثرت بها اذكرها لوالدتك، لأخيك، لزوجتك، بسهرة، بلقاء، بسفر، هذه الدعوة كفرض عين على كل مسلم، لكن الصفة قيد في حدود ما يعلم ومع من يعرف، بهذه الطريقة تتسع دوائر الحق، الحقيقة الحق هو الله ، والحق الشيء الثابت و الهادف، والباطل الشيء العابث والزائل، إنشاء جامعة حق لتخريج طلاب علم كبار دعاة إلى الله، أما السيرك يوم، شهر، أسبوعين ثلاثة ألعاب بهلوانية، الباطل شيء والحق شيء، الحق هو الله، فأنت إذا دعوت إلى الله ليس معك شهادة عليا ولست خطيباً ناجحاً، أنت إنسان لك اختصاص معين، لك حرفة معينة حضرت خطبة الجمعة إذا كان هناك قصة تأثرت بها أو حديث أو آية انقلها لزوجتك هذه الدعوة إلى الله كفرض عين تتسع من خلالها دوائر الحق.
نحن لو أمضينا وقتنا في كلام لا يقدم ولا يؤخر، الآن أنت اسمع سهرات الناس كلها، كلها كلام معروف من الفضائيات، معروف من كل وسائل النشر، ما عملت شيئاً أما أنت يجب أن ترقى، لكن قبل أن نتابع، هل تصدق أن الإنسان هو المخلوق الأول عند الله؟!
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا ٱلْأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلْإِنسَٰنُ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا(72) ﴾
لأنه رُكّب المَلك من عقل بلا شهوة، رُكب الحيوان من شهوة بلا عقل، رُكّب الإنسان من كليهما، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة، وإن سمت –لا سمح الله ولا قدر – شهوته على عقله أصبح دون الحيوان، لا يوجد حالة وسط؛ إما أن تكون فوق الملائكة بنص القرآن أو دون أقبح حيوان، إذاً الدعوة فرض عين في حدود ما نعلم ومع من نعرف، هذه بلقاء، بسهرة، بنزهة، بسفر، ساعة تكون مرتاحاً مع زوجتك، حاول المعلومات الدينية المنعشة، أنت حينما تتعلم إنسان آخر.
الإنسان: عقل يدرك، وقلب يحب، جسم يتحرك، غذاء العقل العلم، غذاء القلب الحب الذي يسمو بك طبعاً، غذاء الجسم الطعام والشراب، فإذا غذّيت عقلك بالعلم، وقلبك بالحب، وجسمك بطعام وشراب اشتُري بمال حلال تفوقت عند الله، فإذا اكتفيت بواحدة تطرفت.
والتطرف خطير جداً هناك:
1-تطرف تفلتي: إباحية.
2-تطرف تشددي: تكفير وتفجير.
كلاهما تطرف، الإسلام وسطي يعني بعض الأبيات الشعرية:
فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي رأوه لمــا وليت عنا لغيرنا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعـت عنك ثياب العجب وجئتنا
ولــو ذقت من طعم المحبة ذرة عذرت الـذي أضحى قتيـلاً بحبنـا
ولــو نسمت من قربنا لك نسمة لــــمُت غريباً واشتياقـــاً لقـربنـا
فما حبنا سهـلٌ وكل مـن ادَّعـى ســهـولته قلنـا لـه قــد جهـلتنـا
الإنسان هو المخلوق الأول عند الله تعالى:
إخواننا الكرام؛ أنت المخلوق الأول عند الله بالنصوص القطعية أنت مخلوق للجنة، الدليل:
﴿ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ(119) ﴾
ألف مقولة أخرى لا تقبلها، خلقنا ليرحمنا، خلقنا ليسعدنا في جنة عرضها السماوات والأرض، الحقيقة الدقيقة: أن هذا الإنسان مخلوق أول الله أعطاه عقلاً، هذه الطاولة أمامي طول، عرض، ارتفاع، هذا الجماد: طول، عرض، ارتفاع، وزن، حجم، حسناً والنبات؟ طول، عرض، ارتفاع، وزن، حجم، إلا أنه ينمو، المخلوقات المتحركة؟ وزن، حجم، طول، عرض، ارتفاع، ينمو إلا أنه يتحرك، وأنت أيها الإنسان لك من الجماد: وزن، حجم، طول، عرض، ارتفاع، من النبات: النمو كان طفلاً صار....، و من بقية المخلوقات المتحركة: تمشي، إلا أن الله أكرمك بقوة إدراكية سمِّها العقل، الفكر لا يهم ، يهم أنه عندك قوة إدراكية، هذه القوة الإدراكية شيء ثمين جداً أنت كُرّمت به، فأنت عندما تعرف لماذا أنت موجود، إذا كان أب ميسور مادياً أرسل ابنه إلى باريس لينال الدكتوراة بـ(السوربون)، هذا الشاب بباريس بأكبر مدينة بأوربا، علة وجوده بباريس ماهي؟ الدراسة، له أن يدخل إلى مطعم فيأكل، أن يجلس في حديقة فيتنزه، أن يقتني كتاباً فيقرؤه؛ أما علة وجوده، سبب وجوده الدراسة.
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) ﴾
العبادة شيء دقيق جداً: هي طاعة طوعية، من مخلوق حادث، طارئ، كثير الخوف، كثير الشهوات، اتصل بأصل الجمال والكمال والنوال، اتصل بصاحب الأسماء الحسنى والصفات العُلى، اتصل بالذي بيده كل شيء، والذي يُرجع إليه كل شيء.
﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلْأَمْرُ كُلُّهُۥ فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(123)﴾
هذا الإله العظيم بيده كل شيء، هناك مليار مجرة من خلقه، ودرب التبانة نقطة على مجرتنا، المجموعة الشمسية بأكملها.
من هو الله؟ هناك مفهوم شعبي، أما من هو الله؟! لماذا في القرآن 1300آية تتحدث عن الكون والإنسان؟! من هذه الآيات:
﴿ إِنَّ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱخْتِلَٰفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ لَءَايَٰتٍ لِّأُوْلِى ٱلْأَلْبَٰبِ(190) ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَٰطِلًا سُبْحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ(191) ﴾
أنا –ما شاء الله -أمام شباب كُثر، الأرض تدور حول الشمس بمسار إهليلجي دورة كل عام، الشكل البيضوي له قطران: أطول، وأصغر، حسناً الأرض هنا، انتقلت للقطر الأقصر، المسافة قلت، الجاذبية ازدادت، لابد من أن تنجذب إلى الشمس، تتبخر في دقائق وانتهت الحياة كلها، ترفع الأرض سرعتها لينشأ من رفع السرعة قوة زائدة تكافئ القوة النابذة تبقى على مسارها.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِۦ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا(41)﴾
هذه آية كونية؛ انتقلت للقطر الأطول، المسافة زادت، الجاذبية ضعفت، تخفض الأرض سرعتها، يد من؟! قدرة من؟! علم من؟! عظمة من؟! خالقنا، ربنا بيده كل شيء، إليه يُرجع كل شيء، فلابد من أن نعرف الله، إن عرفناه -والله لا أبالغ-يقول أحدكم إن عرف الله كما ينبغي: ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني، إذاً هذه الأساسيات أنك عبد لله لابد من أن تعرف الله.
1-إذاً الكلية الأولى: الفكر، العقيدة، المنطلق النظري.
2-الشيء الثاني الحركة: نتحرك لنأكل، الأنبياء كانوا يمشون في الأسواق.
﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَّآ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِى ٱلْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا(20) ﴾
مفتقر الإنسان بوجوده إلى الطعام والشراب، مفتقر إلى ثمن الطعام، فنحن الآن نفهم الدين مليون كتاب مليون عالم، ملايين....، أريد الحدود الأساسية؛ كلياته: العقيدة أول كلمة، الحركة: يوجد بحث عن عمل، بحث عن طعام، الحركة وفق منهج كائن متحرك، فإذا أنت قرأت القرآن تجد فيه الحلال وفيه الحرام ، يجوز ولا يجوز، شيء يرضي الله لا يرضي الله، فأنت مخلوق مكرّم.
فلابد من طلب العلم، إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، إذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، إذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، هذا العلم ممكن أن تأخذه من شيخ، من عالم، من كتاب، من ظاهرة معينة، الله أعطاك فكراً، هذا العقل أغلى أعظم شيء بالإنسان، هذا العقل البشري فيه مبادئ ثلاث:
1-مبدأ السببية، لا يمكن أن يفهم شيئاً بلا سبب أبداً؛ سافر، أطفأ الكهرباء كلياً بالبيت، عاد بعد شهر الأضواء متألقة، لماذا يضطرب؟ لا يقبل المصابيح أن تتألق من دون سبب؛ هذا مبدأ السببية.
2-الغائية: قد ترى سيارة شاحنة وراءها سلسلة، أنت ليس لك علاقة بالشحن إطلاقاً، لكن لماذا هذه؟ هذه عندما تأتي صاعقة تمتصها وترسلها لباطن الأرض، مبدأ السببية، الغائية.
3-وعدم التناقض ، هذا الفكر أعظم جهاز بين أيدينا، ممكن أن تعرف الله من خلاله.
﴿ يَقُولُ يَٰلَيْتَنِى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى (24) ﴾
الآيات تفوق حد الخيال-دققوا-:
﴿ تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤْمِنُونَ (6) ﴾
الآيات كونية، تكوينية، قرآنية، الكونية: تفكر، التكوينية: نظر، القرآنية: تدبر (إِنَّ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱخْتِلَٰفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ لَءَايَٰتٍ لِّأُوْلِى ٱلْأَلْبَٰبِ*ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ) الكونية: تفكر، التكوينية: نظر.
﴿ قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ(69) ﴾
وهناك آية ثانية:
﴿ قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ ثُمَّ ٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ(11) ﴾
الأول حرف للترتيب على التعقيب(الفاء) و (ثم) للترتيب على التراخي، والقرآنية: تدبر، فأصبح عندنا آيات كونية: خلقه (تفكر)، تكوينية: أفعاله (نظر)، آيات قرآنية : كلامه (تدبر) (فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤْمِنُونَ) هذا الجانب الفكري، العقلي، الإيديولوجي، الحركة يوجد حرام ويوجد حلال، يجوز، لا يجوز، شيء يرضي الله، لا يرضي الله.
سأقول كلمة دقيقة أيها الشباب ما من شهوة أُودعت في الإنسان على الإطلاق إلا جعل الله لها قناة نظيفة طاهرة تسري خلالها، حرمان بالإسلام لا يوجد، اشتهيت المال اعمل، اشتهيت المرأة تزوج، ما من شهوة أُودعت في الإنسان إلا وجعل الله لها قناة نظيفة طاهرة، إذاً بالإسلام لا يوجد حرمان إطلاقاً، وأي منهج آخر فيه حرمان ما نجح إطلاقاً.
فلذلك أيها الإخوة؛ لاحظت الشباب كُثر، الشباب أمل الأمة، الشباب قوة الأمة، الشباب بمعنى دقيق جداً لكن اقبلوه، يوجد شاب يتمتع بكل معاني الشباب بالخامسة والتسعين، كيف هذه؟! وهناك أحدهم بالواحد والثلاثين يتمتع بمتع الجهل، أنت إذا اتصلت بجهة أكبر منك شاب دائماً، إذا كان الله هو هدفك، والله كان عندنا عالِم جليل بالشام هذا العالِم بلغ السابعة والتسعين، إذا رأى شاباً في الطريق يقول له: يا بني أنت كنت تلميذي، وكان أبوك تلميذي، وكان جدك تلميذي، مات بالثامنة والتسعين، علّم بالثامنة عشرة.
علة وجودنا العمل الصالح ومعرفة الله –عزَّ و جلَّ-:
علة وجودنا العمل الصالح، علة وجودنا أن نعرف الله –عزَّ و جلَّ-ذات كاملة، فلما الإنسان ممكن ينشغل بعمله فجاءته الوفاة، ماذا يوجد جواب عندنا انتهى كل شيء، البيت لم يعد لك ولا السيارة، ولا المال انتهى كل شيء، فلذلك الإنسان إذا عرف الله –عزَّ و جلَّ-يعمل توازناً، إذاً أول كلية الفكر، العقيدة، الإيديولوجيا، تحتاج إلى طلب علم، من أجل أن تضع أمام اسمك (د.) فقط ثلاث وعشرون سنة دراسة، حتى تستحق الجنة إلى أبد الآبدين ألا تحتاج لطلب العلم، تحضر مجلس علم، تقرأ القرآن، تتابع قضية إسلامية؟
فلابد من طلب العلم، إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، إذاً أول شيء الفكر، منطلق نظري، إيديولوجيا فوق، حركة هناك منهج فيه حلال فيه حرام، فيه يجوز لا يجوز، فيه فرض فيه سنة، فيه واجب فيه مباح.
لابد من طلب العلم، ومرة ثانية إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، إلا أن العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كُلَّك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً، ويظل المرء عالِماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علِم انتهى.
إخواننا الكرام؛ لابد من طلب العلم، والعلم يوجد عندنا يقين:
﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ(5) ﴾
1-عندنا يقين حسي: هذه الطاولة خشب لها طول، عرض، ارتفاع، يقين حسي هذا.
2-وهناك يقين عقلي؛ هذه المركبة توقفت يكون هناك نقص بالوقود هذا يقين عقلي.
3-وهناك يقين ثالث إخباري.
اليقين الحسي أدواته الحواس الخمس سمع، عين، بصر أدواته واستطالاتها ميكروسكوب، تلسكوب، واليقين العقلي؛ العقل مبادئه الثلاث: مبدأ السببية، والغائية، وعدم التناقض، واليقين الثالث الإخباري، الله قال بكلمة دقيقة جداً:
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَٰبِ ٱلْفِيلِ(1) ﴾
أحدكم شاهدها هذه؟!لكن الله قال: (أَلَمْ تَرَ) إلا إخبار الله ينبغي أن تأخذه وكأنك تراه، إذاً العقيدة جانب والحركة جانب، والآن الثمرة:
﴿ إِنَّنِىٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعْبُدْنِى وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكْرِىٓ (14) ﴾
إن صليت ذكرت الله، لكن هناك آية ثانية:
﴿ فَٱذْكُرُونِىٓ أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِى وَلَا تَكْفُرُونِ(152) ﴾
إنك إن ذكرت الله ذكرك الله –عزَّ و جلَّ-، إذا ذكرك شيء لا يُصدق منحك أشياء دقيقة جداً منها التوفيق، لا يوجد غير آية واحدة:
﴿ قَالَ يَٰقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّى وَرَزَقَنِى مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَىٰكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا ٱلْإِصْلَٰحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِىٓ إِلَّا بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88) ﴾
منحك الحكمة:
﴿ يُؤْتِى ٱلْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ ٱلْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلْأَلْبَٰبِ(269) ﴾
منحك الحكمة والتوفيق وإلى ما ذلك.
إخواننا الكرام؛ لا شيء يُثمّن كأن تعرف الله، والإنسان إذا عرف الله –عزَّ و جلَّ-معرفة عميقة جداً صار إنساناً آخر، الآن ماذا يحصل؟ لما تعرف الله معرفة دقيقة تشكّل حياتك تشكيل إسلامي، تختار زوجة مؤمنة، تربي أولادك، خروج بناتك، تختار حرفتك، هناك مئات الخيارات إذا عرفت الله تستخدم هذه المعرفة في توجيهك توجيهاً صحيحاً فأيها الإخوة الكرام؛ أرجو الله –عزَّ و جلَّ-أن ينفعنا جميعاً بما علمنا، وأن تكونوا من المؤمنين الصادقين، وأنا أقول لكم: هذا بلد طيب جداً، يوجد فيه إيجابيات كثيرة جداً، فالإنسان إن عرف الله عرف كل شيء، استقيموا ولن تحصوا، مرة هناك عالم قال: لن تُحصوا الاستقامة، غير معقول! معنى ذلك: لن تحصوا الاستقامة يعني صعبة الاستقامة، أما استقيموا ولن تحصوا؛ لن تحصوا الخيرات من هذه الاستقامة، بارك بكم ونفع بكم.
الملف مدقق