- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠1الروائع العلمية
الكرية الحمراء :
وفي الميليمتر المكعب ما يزيد عن خمسة ملايين كرية حمراء، وقطر الكرية الحمراء سبع ميكرونات،
وهذه الخلية الحمراء تُصنَّع في مجموعة معامل، أبرزها نقي العظام،
فحينما تشتري لحماً بعظمه، وتطبخ هذا العظم مع اللحم، ويأتي ابنك الصغير ليأكل لُباب العظم، هذه الأسطوانة السوداء التي ينعم بها ابنك حينما يأكلها هي نقي العظام، هنا تُصنَع كريات الدم الحمر، وهذا المصنع يصنع في الثانية الواحدة اثنين ونصف مليون كرية،
وهذه الكرية الحمراء تعمِّر مئة وعشرين يوماً، وبعدها تموت، وتجري مراسم الدفن في الطحال،
فالطحال مقبرة للكريات الحمراء، وفي كل يوم تجول ألفاً وخمسمئة جولة في الدم، تقطع في عمرها ألفاً ومئة وخمسين كيلو متراً،
فالكرية الحمراء التي قطرها سبع ميكرونات، والتي تعيش مئة وعشرين يوماً، تقطع في حياتها طريقاً طوله ألف ومئة وخمسون كيلومتراً، وتنقل للأنسجة ستمئة لتر من الأوكسجين،
أحياناً الإنسان يشعر أن يده نمّلت، أو تخدّرت، يكون الدم قد قلّ وروده إلى الأنسجة، فلذلك الدم يحمل إلى الأنسجة والخلايا والأعضاء والأجهزة، وكل مكان في الجسم الدم الذي يحمل الأوكسجين، وتأخذ هذه الكرية من ناتج الاحتراق غاز الفحم، وتعيده إلى الرئة لينفث في الزفير،
هذه العملية نقل الأوكسجين، وأخذ غاز الفحم، ولذلك سمّى العلماء كرية الدم الحمراء حمّالاً لا يعرف التعب أبداً، منذ أن تولد إلى أن تموت.تصنيع الكرية الحمراء :
وكما قلت قبل قليل: مصانع الكريات الحمراء في نقي العظام تنتج في كل ثانية واحدة اثنين ونصف مليون كُرية، وأنشط المراكز العمود الفقري، وبعدها ريَش الصدر، وبعدها عظم القص، وبعدها تأتي عظام الأطراف، لكن الله سبحانه وتعالى لحكمة بالغة جعل لهذه المعامل معامل احتياطية، فلو أنها توقفت عن العمل يعود الطحال والكبد ليصنع كريات الدم الحمراء، وفي أثناء عمل نقي العظام يصبح الطحال والكبد مستودعاً لكريات الدم الحمراء، فإذا تلقى الكبد أمراً من الكظر بطرح كميات من الكريات في الدم،
يأخذ من مخزونه، ويطرح في الدم، أما إذا توقفت المعامل عن العمل فينقلب الكبد والطحال إلى معملين يصنّعان كريات الدم الحمراء.
فأيّ آلية حصلت؟ قال هناك مركز بالغ الحساسية يعمل على مراقبة الدم باستمرار، وهذا المركز موجود في الكليتين، فإذا نقصت كمية الدم عن حجمها الدقيق أرسل هذا المركز أمراً هرمونياً إلى معامل كريات الدم الحمراء يحثها فيه على مضاعفة الإنتاج،
وإذا زادت كمية الدم عن حدها الطبيعي، وارتفع الضغط، وكان الإنسان في حالة خطرة يصدر هذا المركز أمراً إلى معامل كريات الدم الحمراء بتقليل الإنتاج، ولذلك أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام أن نحتجم، لماذا؟ هناك أسباب كثيرة تحدثت عنها في خطبة سابقة .
(( مَنْ أَرَادَ الحِجَامَةَ فَلْيَتَحَرَّ سَبْعَةَ عَشَرَ، أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ، أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَلاَ يَتَبَيَّغْ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَيَقْتُلَهُ ))
الحجامة و فقر الدم اللامصنع :
وكيف أن الكليتين تتوقفان كلياً عن العمل، ويسمى هبوطًا مفاجئًا في وظائف الكليتين، كذلك يتوقف نقي العظام فجأة عن تصنيع الكريات من دون سبب، والعلماء إلى الآن لا يعرفون السبب، يقولون: هذا المرض مجهول السبب، فقر الدم اللامصنع، والنبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى، أمرنا أن نحجتم في كل عام مرة أو مرتين، لأن نقص الدم في الشرايين يدعو مركز تعيير الدم في الكليتين إلى تنبيه المعامل لزيادة إنتاجها، وفي هذا تنشيط لها، وصيانة لها من الموت المفاجئ، ففي الحجامة صيانة لمعامل كريات الدم في نقي العظام،
وهذا الذي قاله النبي عليه الصلاة والسلام: ﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلْ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(11) ﴾
﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ(88)﴾
﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ(21) ﴾
أمراض الدم اختصاص كامل :
وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
***
وهي الخلية الوحيدة التي تفقد نواتها، بينما أيّ خلية لا تعمل إلا بالنوية والنواة، والحكمة إلى الآن غير معروفة، والله سبحانه وتعالى دعانا إلى التفكر.﴿ فَلْيَنظُرْ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ(5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ(6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)﴾



