الروائع العلمية : الرائعة 060 - أمم أمثالكم- النملة الخياطة.
- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠1الروائع العلمية
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
النملة الخيّاطةُ :
نبدأ بالنملة الخياطة ، هنا الغابات المطيرة في أستراليا ، هذه الأشجار تؤوي أكبر مستعمرات في العالم للنملة الخياطة .
تبني النملة الخياطة التي يبلغ طولها ستة ميليمترات مملكتها بنفسها ، يتم بناء المملكة بفضل التعاون المعجز ،المواد الأساسية التي تستخدم في بناء هذه المملكة هي الأوراق .
المرحلة الأولى تُجَمع الأوراق في مكان واحد ، وذلك لإمكانية لصقها ببعضها ، ولأجل ذلك تُكَون النملات العاملة فيما بينها سلسلة حية ، يمسك بعضها ببعض ، وتشد لجهتها في الطرف الآخر ،
وتستخدم فيها أعجب التقنيات ، النملة التي تشاهدونها تحمل دودة ، أختها التي لم تخرج إلى الحياة بعد ، المكان الذي أتت بها إليه هو بالضبط قسم لصق الأوراق ببعضها ، وتبدأ الدودة مباشرة بإفراز حرير لاصق ،
هذه النملة العاملة كما نشاهدها تنسج الأوراق بمسدسها اللاصق بشكل مكوكي ، وتلحم بعضها ببعض ،النملات البالغة غير قادرة على إنتاج الحرير المستخدم كلاصق ، وحرصاً على مستقبل المملكة تضحي الدودة الصغيرة بكل الحرير الذي تحتاجه لنفسها ، مما يتسبب ذلك في نقص نموها ، ولن تبقى نملة كاملةً ، غير أن هذه التضحية لا تذهب أدراج الرياح ، فإن النملات العاملة ترعى هذه الدودة داخل مملكتها على آخر حياتها .
كما نرعى أبناء الشهداء ، قال تعالى :
﴿ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ﴾
بالضبط ، عملية نسج الأوراق تستلزم تعاوناً كبيراً ، ولذلك تعمل بعض العاملات من الداخل ، وبعضها الآخر من الخارج ، وبهذا تلتحم الأوراق ببعضها إلى أقصى درجات المتانة ، البناء الذي أنشئ معجزة هندسية من ناحية سهولة الاستخدام والمتانة وتقنية الإنشاء .
عملية نسج الأوراق يستلزم تعاوناً كبيراً
تعرف النملات بشكل ملهم في أي موضع تشد الأوراق ، ومن أين تربط خيوط الحرير دون حاجة إلى أي إدارة أو مراقبة ، ولهذا يصف العلماء تصرفات هذه الكائنات الصغيرة التي تعمل معاً كدماغ واحد بأنها معجزة كبيرة .
إن اشتغال هذه الكائنات الصغيرة التي لا تملك عقلاً ، وليس لها قائد يقودها ، ويحركها وفق خطط تصل إلى أقصى درجات الذكاء للوصول معاً إلى غاية مشتركة .
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾
المصدر:
الإيمان هو الخلق - مقومات التكليف - الندوة : 50 - الاختيار - الأدلة النقلية والعقلية والحسية ـ مجتمع النمل