- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
كم هو وزن الحوت الأزرق, وكم هو طوله, وكيف يولد ؟
أيها الأخوة المؤمنون, هذه الحيتان التي تجوب المحيطات من آيات الله الدالة على عظمته, الشيء الذي يلفت النظر، تقدير بعض العلماء لعددها، أنها تزيد عن مئةٍ وخمسين ألف حوت في بعض الأوقات، من نوعٍ واحد، وهو الحوت الأزرق، هذا الحوت الذي يزن مئةً وثلاثين طناً، ويبلغ طوله خمسةً وثلاثين متراً، فلو ضربت وزن هذا الحوت بعدد الحيتان، لكان الرقم مذهلاً، لو قسِّم على أهل الأرض, لأصاب كلُّ إنسانٍ, من الستة آلاف مليون, أربع كيلو غرامات ، في كل عام .
أيها الأخوة المؤمنون, يولد هذا الحوت ولادة، يصل طوله حين الولادة إلى سبعة أمتار، ويزن طنين، يستطيع الحوت أن يبقى في البحر أكثر من ثلاثين دقيقة, لأن طريقة بناء جسم الحوت تجعل هذا الأوكسجين الذي استنشقه يخزَّن في عضلاته، وفي دمه، وفي أنسجته، وعشرة في المئة يخزَّن في رئتيه .
حركته في البحار :
أيها الأخوة, كيف يجوب هذا الحوت الكرة الأرضية، طبعاً في البحار، من الشمال إلى الجنوب، يذهب إلى القطبين، ويعود إلى خط الاستواء، وتعلمون أن هناك فروقاً كبيرة في درجات الحرارة؟ قال: إن طبقةً من الدهن تقيه من البرد، تصل سماكتها إلى متر تحيطه، فإذا توجَّه نحو خط الاستواء، قلَّت: هذه الكميات الدهنية إلى النصف تقريباً حيث المياه الدافئة, ولا يشبع الحوت بوجبةٍ أقلَّ من أربعة طن، أي يسند بها معدته كما يقولون .لو نظرت إلى أحواض السمك، إلى أسماك صغيرة، فيها من الأجهزة، ما في هذا الحيوان الكبير، ولكن على شكلٍ مصغر، فتبارك الله الخلاَّق لما يشاء .
وظيفة آيات الله في الكون :
فالبحر وما فيه من حيوانات، في البحر ما يزيد عن مليون نوع من السمك، هذه كلها خلقت لنا, قال تعالى:
﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ﴾
﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً﴾
خلق الله سبحانه وتعالى هذه الآيات لوظيفتين, الوظيفة الأولى؛ وظيفة دلالية، والثانية دنيوية, قال تعالى:
﴿نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ﴾
كل شيءٍ خلقه الله عزَّ وجل فيه تذكرة ومتاع .