الدين والحياة - الرائعة : 043 - التكامل في المجتمع
- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات / ٠2الروائع الاجتماعية
- /
- ٠1الدين والحياة
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
هناك تكامل في المجتمع
الله عز وجل قال:
﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165) ﴾
الآن أعطاك مواهب أنت لا تقدر أن تفتح صدراً بالمنشار، وتزيل الأغشية عن القلب، وتفتح البطين، وتضع دساماً جديداً، وعملية معقدة سبع ساعات، هذا فعلُ جراح القلب، والمساء عادي جداً، فتح بطنين أو ثلاثة وهو مرتاح، وتنفتح شهيته على الأكل، كيف يأكل؟ وكله دم، والإنسان مثل الميت أمامه، بعد هذا يعمل صعقة للقلب، إما أن يتحرك، أو عظّم الله أجركم، أنت ما عندك إمكانية أن تكون جراح قلب، أنت عندك إمكانية أن تصلح سيارة، لا سمح الله ولا قدر تشعر في قلبك بشيء غير طبيعي، تأتي إلى الطبيب بكل أدب، يلزمك عملية؟ تعالَج معالجة عادية؟ يجب دخول المستشفى؟ لا تعرف، أنت بدرجة عالية جداً من الأدب، الآن أنت أمام الطبيب، الله رفعه عنك بموهبته، ألم يمكنه من علم جراحة القلب؟ فهو الآن أعلم منك، هذا الطبيب عنده سيارة أصدرت صوتاً غريباً من المحرك، تأتي مصلّح السيارات للمعالجة، فيقول: هذا المحرك لا بأس به أم يجب أن نغيره؟ الآن بالعكس، الطبيب الجراح يقف أمام الخبير بشؤون المركبة بكل أدب، وينتظر منه كلمة، المحرك سليم، أم عُطب؟ كم يكلف؟ أنت لا تستطيع مثلاً أن تصنع ثياباً، أما الخياط فصناعة الثياب سهلة عليه جداً، يعني كل واحد سمح الله له أن يتفوق في شيء .
فنحن في تبادل، أنت أحياناً تحتاج إلى طبيب، والطبيب يحتاج أن تعطي ابنه دروس رياضيات، فلما يكون ابنه ضعيفاً بالرياضيات هو بحاجة إليك، لما تشعر بقضية في قلبك فأنت بحاجة إليه ( وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ) ، يعني كل إنسان مفضَّل ومفضول، بكل قضية، مرة يكون مفضَّلاً، ومرة يكون مفضولاً، هناك عدالة، لكن العلماء يقولون: بالمجموع ثابت، يعني أنت ما جعلك صاحب شركة، جعلك محاسب بشركة، معاشك محدود، صاحب الشركة أعلى منك في الدخل، لكن أنت أكثر راحة بالٍ منه إذا حدثت مشكلة في الشركة، أنت لا علاقة لك، إذا كان هناك إشكال على البضاعة، ويوجد ضرائب، أنت لا علاقة لك، احترق المستودع، أنت مرتاح، محاسب، فالمحاسب دخله قليل، ودخل صاحب الشركة أكثر، لكن في الأزمات شديدة الصعوبة تنعكس الآية ، معناها الله أعطى كل شخص مئة درجة لكنهم موزعين، عنده زوجة ممتازة، أخذ من العشرة ثماني درجات على الزوجة، عنده ولد سيئ أخذ واحداً عليه، شخص آخر عنده زوجة سيئة جداً علامتها واحد، عنده أولاد نجباء ثمانية، فوزع الدخل مع الصحة، مع راحة البال، مع النشاط، مع السمعة، مع الذكاء، يتبين أن كل شخص أخذ عشر درجات من الله، أو مئة درجة، هذا يسمونه المجموع ثابت. ( وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ) فأنت مرة مفضل ومرة مفضول ، يعني لا تبتعد، لو عندك مجاري مسدودة، تبحث عن رجل عمله في المجاري، تقول: هل نكسر البلاط؟ طمئني، هو مرح بهذا الموضوع، يقول لك: أنا مهندس مجارير، هو يقول لك: الأمر يحتاج إلى تكسير البلاط، أو لا يحتاج، إذا سدت المجاري تأتي إليه، وإذا سدت شرايينك تأتي إلى الطبيب، كله أصبح مسدوداً ، ( وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ) معنى دقيق جداً : أنت دائماً مفضل ومفضول .