الروائع العلمية : الرائعة 064 - كيف يفكر الإنسان؟
- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠1الروائع العلمية
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
كيف يفكر الإنسان؟
1- عن طريق المصورة:
من أجل أن يبلغ هذا المطلب لابدّ من التعرّف على طبيعة تحرك الإنسان في الدنيا، وما الذي يؤثر في تحركاته، الموضوع الآن يتسم بطابع علمي، الموضوع الذي سوف نأخذ منه بعض اللمسات، نحن في حياتنا اليومية عندنا بصر، عندنا سمع، عندنا شم، عندنا ذوق، عندنا إحساس بالحرارة والبرودة والضغط والنعومة والخشونة بالجلد، فسمعُنا، وبصرُنا، وذوقُنا، وشمُّنا، وجلدنا ينقل لنا أحاسيس العالم الخارجي،
والإنسان ينطوي على نفس، تفرح، تحزن، تغضب، تُحب، تبغض، تخاف، تتألم، تتشوق، تكره، هناك مشاعر داخلية وهناك أحاسيس خارجية، المشاعر الداخلية والأحاسيس الخارجية تنتقل إلى مركز في الدماغ تحب أن تسميه: مركز الإدراك،
لك ذلك، العلماء القدامى سموه: المصورة، أي مكان تجميع الصور، عندنا صور بصرية، صور شمِّية، صور سمعية، صور داخلية، صور ذوقية،
هذا المركز يتلقى صوراً خارجية وصور داخلية، هذا المكان اسمه المصورة.



2- الخيال:
المصورة مركز تجميع معلومات إن صح التعبير أرشيف، هذا المركز يرسل إلى مركز آخر وهو مركز التخيل،
الذي اخترع الطائرة، أو اخترع السيارة، أو الذي كشف الكهرباء، أو كشف هذه المخترعات، هذا استعان بمصورته أو بمركز الإدراك وألّف من هذه التي يعرفها شيئاً جديداً، هذا هو التخيل، كيف يتخيل الإنسان؟ يأخذ من معلوماته، من مبصَراته، من مشموماته، من أذواقه، من أحاسيسه، من مشاعره الداخلية شيئاً جديداً، أي ليس هذا الجديد كلياً لكن مواده الأولية قديمة، لكن شكله جديد، فهذه المصورة أو هذا المركز مركز الإدراك بالتعريف الحديث، هذا المركز يُمِدُّ مركز التخيل بالمواد الأولية.

المهندس حينما يرسم بناء، يعمل في هذا الرسم عن طريق مركز المُخيلة، ما من إنسان يُبدع، الشاعر الذي ينظم الشعر، هذا المكان مركز المُخَيلة، يسمونه: الخيال الخلّاق، هناك خيال شعري، خيال فني، خيال علمي، خيال فلسفي، الخيال أنواع، على كل يعتمد الخيال على المعلومات، والصور، والأحاسيس التي يتلقاها الإنسان من محيطه الخارجي ومحيطه الداخلي، وهذه الصور النفسية والحسية تُخَزّن أيضاً في الذاكرة.
3- التفكير:
عندنا مركز ثان في الدماغ الذاكرة، وقد تحدثت في مناسبات عدة عن الذاكرة، وكيف أنها تحتوي على مليون مليار معلومة الذاكرة، هذه المُدركات، أو هذه الصور، أو هذه المصورة، أو هذا الأرشيف بالتعبير العلمي، هذا ينتقل إلى مركز آخر اسمه: مركز البحث العلمي، أو يسمونه: التفكير، أي أنت سمعت قصة تفكر فيها هل هي صحيحة؟ يوجد عندك مقاييس، تقيسها ببعض المقاييس، إما مقاييس نقلية قرآنية، أو مقاييس عقلية، أو مقاييس واقعية، على كل إذا سمعت قصة، أو شاهدت مشهداً، أو رأيت ساحراً أمسك بسكين وأدخلها في بطنه، هذه صورة، لكن هذه الصورة نُقِلَت إلى مركز البحث العلمي، ليكون نَصْل السكين يدخل في مقبضها، قد تكون حيلة هذه، تُفكر، التفكير عملية تحليل وتركيب وقياس
وتمحيص وتدقيق ودراسة المقدمات والنتائج.

عملية تحليل البحث العلمي عن طريق التفكير:
مركز البحث العلمي يتناول هذه الصور وهذه المشاعر فيحللها ويركبها ويقيسها ويزينها إلى أن يفرزها، يفرزها إلى أربعة أنواع، أول نوع: الوهْم، أحياناً الإنسان يسمع قصة، يقول هذه كذب غير صحيحة، خرافة، خلط، خلال دقائق ما الذي حصل؟ الأذن نقلت الصوت، مركز الإدراك أدرك معنى القصة،
مركز الإدراك نقلها إلى مركز البحث العلمي أي فكر فيها فقال لك: هذه خرافة، فهذا المركز مركز البحث العلمي يُمَحّص الصور والمشاعر، يُصنفها في اربعة تصانيف:

أول صنف: الوهم، الوهم لا أساس له من الصحة، أخي قال: يوجد دواء إذا الإنسان مات وشربه يحيا، نقول له: خلط، مركز البحث العلمي رفض هذه الفكرة، رفض هذا المبدأ، يوجد دواء يُضاعف العمر، يعيش الإنسان مئة وعشرين سنة فيه إذا شربه،
ليس صحيحاً، مركز البحث العلمي يُصنف الأشياء تصنيفاً آخر، على مستوى الشك، الشك إذا كان برهان الإثبات في مستوى برهان النفي، شيء يُحيّر، هذه القصة من جهة صحيحة، من جهة غير صحيحة، هذه توضع في تصنيف الشك، الشك يُعاد النظر فيها،
تُخزن في الذاكرة ريثما يتمّ التحقق منها، ويوجد عندنا قسم ينتقل إلى مستوى غلبة الظن، أي أغلب الظن أنه صحيح، ويوجد عندنا قسم خطير جداً هو قسم اليقين، فالبحث العلمي أو مركز التفكير يُصَنف كل الصور، والمشاعر، والمشاهدات، والمسموعات، والمُبصَرات، والقصص، والأفكار، كل شيء وصلك يصنفه، وهْم، شك، غلبة الظن، اليقين، اليقين قطعي، غلبة الظن قريب من القطعي، الشك يُخزّن ريثما يُبَت فيه، أي يستوي نقضه مع إثباته، الوهم يُلغى، ومركز البحث العلمي يزود الذاكرة بنتائج بحوثه.


المصدر: العقيدة الإسلامية - الدرس : 07 - تخزين العقيدة في العقل ومقارنة أي أمر بها