وضع داكن
08-11-2024
Logo
برنامج تأملات دعوية - قناة اليرموك - الحلقة : 04 - التربية بأسماء الله الحسنى
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) ﴾

[ سورة الأعراف ]

الدكتور: بلال نور الدين:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين، إخوتي الأحباب في مستهل حلقة جديدة من برنامج "تأملات دعوية" يطيب لي أن أبدأ بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كما يسرني أن أـرحّب باسمكم جميعاً بفضيلة شيخنا الدكتور: محمد راتب النابلسي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الدكتور: بلال نور الدين:
أكرمكم الله سيدي ونفع لكم، نحن اليوم نريد أن نتحدث في مسيرتنا الدعوية عن قضية مهمة جداً: التربية بأسماء الله الحسنى، الحقيقة أن هناك مصطلحاً سمعته منكم مراراً في دعوتكم الكريمة إلى الله، وأنتم تقولون: هناك تعريف بالآمر، وتعريف بالأمر، ولابد أن يجتمع الطرفان معاً، وألا تكون الدعوة تعريفاً بأمر الله فقط، ومن التعريف بالآمر الأسماء الحسنى، ولكن قبل أن أدخل في الأسماء الحسنى ماذا تعنون سيدي بقضية معرفة الآمر قبل الأمر؟

معرفة الآمر قبل الأمر:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
أضرب مثلاً من واقع الناس: وأنت تركب السيارة والإشارة حمراء، لماذا تقف؟ لأنك تعلم علم اليقين أن واضع قانون السير علمه يطولك من خلال هذا الشرطي، أو من خلال هذه الكاميرا، وقدرته تطولك، قد يسحب منك الإجازة سنة، فأنت حينما أيقنت أن واضع قانون السير علمه يطولك، وقدرته تطولك إذاً لا تعصيه، الأمر واضح تماماً، يعني هناك حالات قد تكون لا يوجد فيها كاميرات، الساعة الثانية ليلاً لا يوجد آمر، ممكن أن تتجاوز الإشارة، فالحقيقة الآمر قبل الأمر، إن عرفت الآمر ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر، إن عرفت الأمر ولم تعرف الآمر تفنّنت في التفلت من الأمر ، فهذه القضية هي ملخص الملخص، لذلك لما اهتممنا بالأمر فقط، ولم ننتبه للآمر هناك مشكلة كبيرة جداً، لماذا النبي بقي حقبة طويلة في مكة؟ موضوعات مكة، والآيات كلها عن الإله. 
الدكتور: بلال نور الدين:
والجنة والنار.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
الجنة والنار وكليات الدين وجاءت التفاصيل في المدينة، فإذا عرفت الآمر ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر، وإذا عرفت الأمر ولم تعرف الآمر نفننت في التفلت من الأمر، هذا ملخص الملخص.
الدكتور: بلال نور الدين:
إذاً تعريف الناس بالآمر، تعريف الدعاة إلى الله للناس بالآمر مُقدَّم على الأمر، أو مرافق له.

عندما تتصل بالله تعرف ما هي السعادة:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
يعني القرآن المكي كله تعريف بالآمر، أما بالمدينة الأمر، إذا عرفت الأمر ولم تعرف الآمر تفننت في التفلت، كأني وضعت يدي على مشكلة المسلمين الأولى، المسلمون يملكون نصف ثروات الأرض، عندهم ممرات مائية أصل التجارة الدولية، نستطيع أن نتحدث لساعة أو ساعتين حول ميزات الأمة الإسلامية، لأنها ما طبقت هذا الدين لم تقطف ثماره، ويوجد مثل بسيط: أنت تركب دراجة واجهت طريقين: طريق هابط، وطريق صاعد، الحقيقة الهابط أيسر لراكب الدراجة العادية وليست النارية، والطريق معبد، وفيه رياحين وأزهار، ولكن ينتهي بحفرة عميقة جداً فيها وحوش كاسرة، ما أكلت شيئاً قبل يومين، تنتظره، أما الطريق الصاعدة غير معبدة، فيها حفر، فيها أكَمَات، فيها غبار، فيها جهد كبير، لكن هذا الطريق الصاعد ينتهي بقصر منيف لمن وصل إليه، لو أننا قبل أن نجد الطريقين وجدنا لوحة كُتِب عليها مصير الطريق الهابط والصاعد، هكذا الدعوة الإلهية، أحياناً الدنيا فيها تفنن، فيها لذائذ، فيها أشياء كلها إباحيات، أما إذا اتصلت بالله، بأصل الجمال والكمال والنوال، بصاحب الأسماء الحسنى والصفات العلا، بالذات الكاملة، عندئذ تعرف ما هي السعادة، يعني الأنبياء كانوا قمماً في السعادة، وكل إنسان تعرّف إلى الله، له علاقة مع الله يقول لك: ليس على وجه الأرض –ليس كِبْراً- من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني، فأصل الجمال والكمال والنوال، صاحب الأسماء الحسنى والصفات العلا سمح لك أن تتصل به، سمح لك أن تقيم خطاً ساخناً معه، إذا كان ثلث الليل الأخير نزل ربكم نزولاً يليق بكماله إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له؟ هل من سائل فأعطيه؟ حتى ينفجر الفجر.

(( نزلُ ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا حين يبقى ثلثُ الليلِ الآخرُ فيقولُ: من يدعوني فأستجيبَ له من يسألني فأعطيَه من يستغفِرُني فأغفرَ له وفي اللفظِ الآخرِ يقولُ جل وعلا: هل من تائبٍ فيتابَ عليه هل من سائلٍ فيعطى سؤلَه هل من مستغفرٍ فيغفرَ له؟ حتى ينفجرَ الفجرُ. ))

[ ابن باز ]

يعني الإنسان إذا ذاق طعم القرب، وقال كلاماً من يعرف هذا الكلام؟ من ذاق هذا الطعم، فالإنسان ذاق طعم الدين من رضي بالله رباً والإسلام ديناً، فيعني الإنسان عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك، غذاء العقل العلم، وغذاء القلب الحب، وغذاء الجسم الطعام والشراب، فإذا غذّى عقله بالعلم، العلم بالله، وبأمره، وبخلقه. 
الدكتور: بلال نور الدين:
العقل بالعلم، والقلب؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
والقلب بالحب الذي يسمو بك، تحب أهل الإيمان، تحب العمل الصالح، تحب الأقارب، تحب زوجتك، هذه حلالك، دائماً يوجد منظومة قيم المؤمن يسعد بها، الآمر قبل الأمر.
الدكتور: بلال نور الدين:
وهنا سيدي من الآمر قبل الأمر أريد أن أنتقل إلى التربية بالأسماء الحسنى، والآمر له أسماء حسنى، واليوم هناك علم أنا أسميه، وأرجو ألا أكون مخطئاً "علم غائب" وهو علم الأسماء الحسنى، أنتم لكم مئات الدروس المرئية، والمسموعة التي عُرضت على شاشات كثيرة، وعلى إذاعات كثيرة في تعريف الناس بالله من خلال أسمائه الحسنى، ولكم كتاب في ذلك، ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا﴾ كيف أدعو الله بها؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
فادعوه بها، أنت إذا أردت أن تتصل بالذات الكاملة، ارحم عباد الله حتى تتلقى رحمته، الأسماء الحسنى الحقيقة مئة اسم، وفي روايات أخرى 260 اسم أيضاً، فأنت إذا تقرّبت إلى الله بكمالٍ مشتقٍ منه، إذا أردتم رحمتي فارحموا خلقي.  

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) ﴾

[ سورة آل عمران ]

يا محمد، بسبب يعني، هذه باء السبب، ﴿لِنتَ لَهُمْ﴾ ، فلما لنت لهم التفوا حولك وأحبوك، وأنت أنت بالذات ﴿وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ معنى ذلك أنت متاح لك أن تصل إلى أعلى درجة في الحياة، أن تتصل بالذات الكاملة، بأصل الجمال والكمال والنوال، بالإله العظيم، الخالق الكريم، بالمربي الرحيم، يعني الذات الإلهية شيء غير معقول إلا أن نذوق طعم القرب.

ديننا دين الحب:


لذلك نحن ديننا دين الحب، مرة ثانية: الله -عز وجل- بيده حياتنا، والموت بيده، والصحة بيده، والمرض بيده، والقوة بيده، والضعف بيده، لكن ما قبل أن نعبده إكراها، قال:

﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) ﴾

[ سورة البقرة  ]

بل أراد أن يكون الحب أصلاً في العلاقة به، فلذلك قال الله:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)﴾

[ سورة المائدة ]

الدكتور: بلال نور الدين:
إذاً سيدي التربية بالأسماء الحسنى، ﴿فَادْعُوهُ بِهَا﴾ بمعنى أن نأخذ نصيبنا من هذا الاسم.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
تخلّقوا بأخلاق الله. 
الدكتور: بلال نور الدين:
نأخذ من اللطيف اللطف، ومن الرفيق الرفق.

الاستقامة والعمل الصالح: 


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
تخلقوا بأخلاق الله، ثم أقبلوا عليه بهذه الوسيلة، وابتغوا إليه الوسيلة، تخلّقت بأخلاق الله، الله عز وجل رحيم، رحمت من دونك، الله عادل، عدلت مع من حولك، يعني كل مكارم الأخلاق مشتقة من الله -عز وجل-، ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا﴾ فلذلك الإنسان عندنا 8 مليارات، فيهم أحد يحب الفقر؟ المرض؟ أبداً، لذلك نحن سنقول الآن شيئاً متعلق بـ 8 مليارات إنسان، يحب سلامته الإنسان، يحب سعادته، يحب استمراره، سلامته باستقامته، إن صحّ التعبير الاستقامة سلبية؛ أنا ما أكلت مالاً حراماً، أنا ما كذبت، ما غششت، والعمل الصالح إيجابي؛ أنفقت من مالي، من علمي، من جاهي، من قوتي.
الدكتور: بلال نور الدين:
العمل الصالح سعادة،
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
سعادة، الاستقامة..
الدكتور: بلال نور الدين:
سلامة.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
سلامة، والعمل سعادة، إن ذُكر العمل الصالح وحده يعني الاستقامة والعمل الصالح، والعمل إن ذكر وحده...
الدكتور: بلال نور الدين:
والاستقامة وحدها أيضاً تعني الاستقامة. 
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
أما إن جاءتا معاً تفرّقتا، فالاستقامة سلبية، ما أكلت مالاً حراماً، ما كذبت، ما غششت، ما أفسدت بين زوجين، والإيجابية؛ أنفقت من مالي، من علمي، من جاهي، من صحتي...إلخ
الدكتور: بلال نور الدين:
سلامته وسعادته واستمراره.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
الاستمرار العمر يعني.
الدكتور: بلال نور الدين:
تربية الأولاد.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
فالإنسان إذا شخص فتح محلاً تجارياً لشهر وباع بألف ليرة، وآخر فتح وجمع وباع بمليون، ما عاد للزمن قيمة، المكاسب، فسيدنا سعد بن معاذ بالإسلام.
الدكتور: بلال نور الدين:
عاش ثلاثاً وثلاثين سنة.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
نعم، أسلم وعمره ثلاثين، ست سنوات، اهتز لموته عرش الرحمن، معنى ذلك أن الإنسان عندما يعامل الله -عز وجل- ممكن أن يكون سبّاقاً.
أعيد المثل: إنسان فتح محله التجاري فربح ألفاً بشهر، والآخر ربح 100 ألف بخمسة عشر يوماً، فالعبرة بالنتيجة، لذلك: ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء.
الدكتور: بلال نور الدين:
استمرار وجوده وهو يحب ذلك هل ممكن أن يكون بتربية أولاده؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
الحقيقة هناك نقطة دقيقة، أنا كنت بأمريكا أذكر أنهم يعيشون حياة تفوق حد الخيال، ولكن قل له ابنك يُصاب بالمقت، خسر ابنه، الإنسان لا يسعد إلا أن يكون ابنه على شاكلته، هذه حقيقة سعادة كبيرة جداً، فالمؤمن ربى ابنه، ودرسنا بالجامعة أن التربية تبدأ من يوم الولادة، ممكن أول سبع سنوات أخطر سبع سنوات بحياة الطفل، عاداته، تقاليده، مبادئه، قيمه، كله بهذا الوقت، فنحن إذا تعرفنا إلى الله، وأنجبنا أولاداً، هذا الابن استمرار لنا، فكل إنسان يحب الكمال، السلامة، 
الدكتور: بلال نور الدين:
والسعادة والاستمرار.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
السعادة والاستمرار، السلامة بالاستقامة، والسعادة بالعمل الصالح، والاستمرار بتربية الأولاد، والأولاد يعني بالحقيقة أكثر شيء مسعد الابن الصالح، الابن الصالح يسعد من حوله.
الدكتور: بلال نور الدين:
أريد أن أستثمر هذه الفرصة في رسالة إلى شبابنا اليوم، الشباب سيدي، من هم الشباب؟ العلاقة بين الشباب والشيوخ؟

كل إنسان له هدف أكبر منه فهو شاب دائماً:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
الشباب أمل الأمة، مستقبل الأمة، قوة الأمة، ما من شيء أحب إلى الله تعالى من شاب مؤمن، لكن هناك معنى آخر دقيق، أنا أقول كلمة قد لا تُقبَل مباشرة، هناك إنسان يتمتع بكل خصائص الشباب بالـ 95، وهناك إنسان يشبه المتقدم بالسن مع الخرف بالـ 33 مادام لك هدف أكبر منك فأنت شاب دائماً.
كان الشيخ بدر الدين الحسني -رحمه الله- إن رأى شاباً يقول له: يا بني أنت كنت تلميذي، وكان أبوك تلميذي، وكان جدك تلميذي، عاش 97 سنة، فصار من هو الشاب؟ كل إنسان له هدف أكبر منه فهو شاب دائماً، وكل إنسان هدفه فقط شراء بيت، وزوجة، وعمل فقط، نسي ربه -عز وجل-، هذا..
الدكتور: بلال نور الدين:
شاخ وهو شاب.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
شاخ وهو شاب، صار هذا المعنى الثاني، لذلك الحقيقة مرة زرت صديق لي بالعيد، ففتح والده وقال لي والله يا عم محمد ليس هنا، قلت له: سلم عليه، قال لي: ممكن أن تدخل لخمس دقائق؟ فدخلت، قال لي: يا عم أنا عمري 95 سنة، قمت البارحة بفحوصات كاملة فكانت نتيجتها كلها تمام، قال لي: أنا لا أعرف الحرام، لا حرام المال، ولا حرام النساء.
فلذلك الإنسان عندما يعرف الله عرف كل شيء، ويقول أنا أسعد إنسان وهو صادق، والسعادة لا علاقة لها بالحجم المادي، ولا بمساحة البيت، ولا، ولا، ولا، أن يُتاح لك أن تتصل بالذات الإلهية، بأصل الجمال والكمال والنوال.
الدكتور: بلال نور الدين:
مرحلة الشباب، عندما نتحدث عن الشباب طبعاً نتحدث أيضاً عن الشابات ولكن من باب التغليب، الشباب والشابات، ما علاقة الشباب بالشيوخ، بكبار العلم؟ هل الشيوخ والعلماء هم الموجهون للشباب؟ كيف تمثلون هذه العلاقة بين الشاب والشيوخ؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
أنا أفهم الشاب هو المحرك في السيارة، أفهم الشيخ أب أو شيخ رباني بالمقود، وأفهم الطريق المعبد هو الشرع، فالأمة تتفوق بقوة شبابها، بتوجيه علمائها الربانيين على منهج الله وهو الشرع الإلهي، لا يوجد غير هذا الطريق، ويوجد قيم أخرى استُحدثت لكن لم تنجح، 
الدكتور: بلال نور الدين:
واليوم يواجه الشباب خطر التطرف، وهنا لا أعني بالتطرف فقط ما يتكلم به وسائل الإعلام، وهو تطرف بشكل أو بآخر، وإن كان هناك مبالغات فيه، لكن هو تطرف، لكن أيضاً خطر التطرف الآخر، وهو التفلت.

أنواع التطرف:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
عندنا تطرف تفلتي، وتطرف تشددي، فالتفلتي الإباحية، والتشددي التكفير والتفجير، والإسلام وسطي، الإسلام منهج كامل، كمال مطلق، هذا منهج الله عز وجل، والشباب قوة الأمة، وأمل الأمة، ومستقبل الأمة.
الدكتور: بلال نور الدين:
كيف نعصمهم من هذين التطرفين؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
أول شيء بحاجة لحاضنة إيمانية

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) ﴾

[ سورة التوبة ]

الشاب بحاجة أن يكون له صديق مؤمن، سهرة مع مؤمنين، رحلة مع مؤمنين ﴿اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ آية ثانية: 

﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا(28) ﴾

[ سورة الكهف ]


الشباب أمل الأمة:


فالشباب أمل الأمة، مستقبل الأمة، قوة الأمة، ويوجد معنى آخر: الشباب لا علاقة لها بالعمر، مادام هدفك هو الله أنت شاب بالـ 95، مادام هدفك الدنيا فقط، ولَأَن تسقط من السماء إلى الأرض أهون من أن تسقط من عين الله.
الدكتور: بلال نور الدين:
ما خطر هذا سيدي؟ خطر الشاشة على الشباب؟

خطر الشاشة على الشباب:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
والله الذي لا إله إلا هو، أرجو أن يكون كلامي دقيقاً، شاشة الحائط، والآيباد، والهاتف، والله إن لم تُضبَط بحكمة بالغة لا يوجد استقامة، ولا قرب من الله، الغرب لما يئس من أن يُقنِعنا بالكلمة أقنعنا بالصورة، الأفلام، هناك أفلام لا ترضي الله -عز وجل- أبداً، هو ملك شبابنا، أو ملك بعض الشباب بالأفلام، فما لم تُضبَط شاشة الحائط مع شاشة الآيباد مع شاشة الهاتف لا يمكن أن يُطبَّق الدين في هذا البيت.
الدكتور: بلال نور الدين:
الطريق غير سالكة، وهذا الهاتف سيدي فيه يخرج شهوات وشبهات، ليست المشكلة فقط في الشهوات على عظمها، لكن هناك ما يُثار من شبهات اليوم حول ديننا أيضاً تخرج على هذه الشاشات مع عدم وجود علم كافٍ عند الشاب.

لابد من طلب العلم:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
لابد من طلب العلم، يعني عفواً حتى يُكتب قبل اسم الإنسان بالبطاقة "د." 23 سنة دراسة، أما حتى الإنسان يستحق جنة إلى أبد الآبدين، للتقريب: بين الأرض والشمس 156 مليون كم، والشمس أكبر من الأرض بمليون و300 ألف مرة، ويوجد نجم صغير "برج العقرب" أحمر اللون يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما:

﴿ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) ﴾

[ سورة الحاقة ]

الله العظيم إن رأيته عظيماً لابد من أن تستقيم على أمره، أما إذا تعلمت علماً نسيت أن تعرف أصل الجمال والكمال والنوال هنا مشكلة كبيرة.
الدكتور: بلال نور الدين:
إذاً رسالتنا إلى الشباب أن يطلبوا العلم.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
نعم، ويحتاج الشاب إلى حاضنة إيمانية.
الدكتور: بلال نور الدين:
حاضنة إيمانية وعلم.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
يحتاج إلى صديق مؤمن، سهرة مع مؤمنين ﴿اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا﴾ بمعنى وجدناه غافلاً، عاشرت القوم فما أبخلتهم: ما وجدتهم بخلاء ﴿وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ .
الدكتور: بلال نور الدين:
سيدي أيضاً عندما نتحدث عن الشباب كنا نتحدث طبعاً عن الشابات، لكن أيضاً اليوم نساؤنا، بناتنا، تلك النساء اللواتي في طرقاتنا، في جامعاتنا، اللواتي يخرجن بغير ما أمر الله تعالى به، ويكون ذلك سبباً لفساد بعض الشباب والشابات، هذا الأمر ما توجيهكم له؟

نصيحة للشباب والشابات:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
والله الشاب كُلِّف بنص القرآن الكريم بغض البصر: 

﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)﴾

[ سورة النور ]

والمرأة كُلِّفت بالحجاب، فإذا طبقت المرأة ما كُلِّفت به حسب آراء الفقهاء بالحجاب، والشاب بغض البصر سلمنا من أخطار هذه اللقاءات، فلابد من غض البصر، ما جاءت بحديث ضعيف، جاءت بآية قرآنية.
الدكتور: بلال نور الدين:
أمر إلهي واضح.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾ والمؤمنة باستقامتها على أمر الله لها معاملة خاصة

(( اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا ))

[ ابن ماجه ]

 الخيرات.
الدكتور: بلال نور الدين:
وأنتم سيدي تقولون هناك عبادة للفتاة اسمها "إحصان أو إعفاف الشباب" .
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
نعم والله، عفواً المرأة مُحببة، هكذا أراد الله -عز وجل-، أما حينما تتحجب طبّقت أكبر عبادة تخصّها، ستر مفاتنها على العوام، على العامة، هذه عبادة كبيرة جداً، والشاب فتوّة وقوة وطموحات وشهوات، ولذائذ، بهذه الفترة لا يوجد شيء أغلى من الشاب على الله، 
الدكتور: بلال نور الدين:
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: 

(( إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه ))

[ رواه أحمد ]

في دينك ودنياك وعاقبة أمرك.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
والله زوال الكون أهون على الله من أن تدع شيئاً لله ثم لا تُعوَّض خيراً منه في دينه ودنياه، في دينه: سلم له خطه الساخن مع الله، ودنياه تأتيه وهي راغمة.
الدكتور: بلال نور الدين:
والنظرة سيدي سهم من سهام إبليس، فغض البصر هذه عبادة للشاب والشابة.

عبادة غض البصر:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
كلما غض إنسان بصره كأنه وضع ليرة من الذهب بوعاء كبير، يوم الزواج يجد معه آلاف الليرات الذهبية، حينما يغض الإنسان بصره عن محارم الله له مكافأة في الدنيا قبل الآخرة، زواج ناجح، أولاد أبرار، مكانة اجتماعية، استقيموا ولن تحصوا الخيرات.
الدكتور: بلال نور الدين:
ولكن اليوم سيدي سامحني الشباب يقولون الطرق مغلقة، البطالة عالية، سبل الزواج مغلقة.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
معي جواب دقيق، أنا حينما أسمح للمال أن يلد المال كما تفضلت، طبعاً الربا أقصد، يعني هناك شيء مخيف، حينما لا أسمح للمال، أسمح للأعمال أن تلد المال، المال يتوزع توزيعاً صحيحاً.
مرة قرأت مقالة عن شركة في فرنسا عندها مثلاً عدد كبير من الفروع، فكم عامل يعمل؟ عشرات الألوف بشركة واحدة، هذا الحلال، فنحن لما سمحنا للمال أن يلد المال هذا الحرام، عندئذ تتجمع الأموال في أيدي قليلة، ويُحرَم منها الكثرة الكثيرة فصار هناك إرهاب، بطالة، إرهاب، هنا الآن لي رأي معين أخطر شيء بحياتنا البطالة والعنوسة، والبطالة تنتهي بالعنوسة.
الدكتور: بلال نور الدين:
لأنه لا يوجد سبل للزواج، لكن رغم كل هذه الظروف السيئة، أليس للشاب المؤمن الذي يريد العفاف أن يعينه الله؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:

﴿ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2)﴾

[ سورة الطلاق ]

والله زوال الكون أهون على الله أن يتقي شاب ربه ولا يُكافَأ في الدنيا قبل الآخرة،

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) ﴾

[ سورة الرحمن ]

جنة القرب، وجنة الخلد.
الدكتور: بلال نور الدين:
وفي الحديث الشريف ثلاثة حق على الله أن يعينهم وذكر منهم الناكح يريد العفاف:

(( ثلاثةٌ حقٌّ على اللَّهِ عونُهُم: المُجاهدُ في سبيلِ اللَّهِ، والمُكاتِبُ الَّذي يريدُ الأداءَ، والنَّاكحُ الَّذي يريدُ العفافَ ))

[ صحيح الترمذي ]

الدكتور: محمد راتب النابلسي:
أبداً، معونة إلهية والله.
الدكتور: بلال نور الدين:
نعم، يعينه رغم كل الظروف.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
أتمنى أيضاً من أولياء البنات أن يتلطّفوا مع من خطبهم.
الدكتور: بلال نور الدين:
بطلباتهم، بمهورهم.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
مادام الابن مؤمن، ومستقيم، يجب أن يتلطف الأهل قليلاً.
الدكتور: بلال نور الدين:
(( أعظم النساء بركة أقلهن مهوراً. ))
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
وأعظم شفاعة أن تشفع بين اثنين في نكاح، هذه أكبر شفاعة.
الدكتور: بلال نور الدين:
سيدي الفاضل في ختام هذه اللقاءات التي سعدنا بكم بها، وسعد الإخوة المتابعون بها، أحب أن نوجه رسالة للمتابعين، رسالة تتعلق بحياتهم، تتعلق بسعادتهم، تتعلق بما يعانيه اليوم المسلمون في شتى أمصارهم حتى بدأ اليأس يتسلل إلى القلوب وينال منها.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
أخي الكريم، هناك 8 مليارات إنسان، يوجد أحد منهم يحب الفقر؟ أبداً، المرض؟ أبداً، قِصَر العمر؟ أبداً، فلما الإنسان يستقيم على أمر الله، استقيموا ولن تحصوا الخيرات.
الدكتور: بلال نور الدين:
لن تحصوا الخيرات.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
طبعاً هناك فهم آخر غير معقول يخالف آية معينة، لن تحصوا الخيرات، مستحيل وألف مستحيل أن تعبده وتندم على العبادة. 

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)﴾

[  سورة النور ]

والعبادة: طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية.
الدكتور: بلال نور الدين:
إذاً مهما تكن الظروف المحيطة صعبة معقدة لكن يمكن للإنسان أن ينجو في هذا الزمن زمن الفتن.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
كلمة "على" قبل لفظ الجلالة يعني الله ألزم ذاته العلية بما بعدها:

﴿ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) ﴾

[  سورة النحل ]

﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى(12)  ﴾

[  سورة الليل  ]

"على" قبل لفظ الجلالة، الله تولى بذاته العلية مكافأة هذا الشاب المؤمن، والله لتأتيه زوجة صالحة، ويأتي للشابة المؤمنة زوج صالح، هذه مكافأة في الدنيا قبل الآخرة ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ جنة في الدنيا وجنة في الآخرة.
الدكتور: بلال نور الدين:
جنة الدنيا هي القرب والسعادة.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
القرب، والآخرة الخلد.
الدكتور: بلال نور الدين:
سيدي أشكر لكم هذه الإحاطة الماتعة، المفيدة، وأغبط نفسي على الجلوس أمامكم.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
بارك الله بك وأعلى قدرك.
الدكتور: بلال نور الدين:
أستاذنا الفاضل، وقد تربينا، وتعلمنا منكم الكثير، جزاكم الله خير الجزاء، وأحسن إليكم.
إخوتي الأكارم، ونحن نتحدث عن التربية بالأسماء الحسنى فإن ابن عمر رضي الله عنهما كان في شعاب الجبال فوجد راعياً يرعى غنمه، فأراد أن يمتحنه فقال له: بعني هذه الشاة، قال الراعي: هذه الشاة ليست لي، قال: خذ ثمنها، قال: قلت لك ليست لي، ولو قلت لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب لصدقني، فإني عنده صادق أمين، ولكن أين الله!
متى ما أدركنا أن نقول أين الله قبل كل تصرف نقدم عليه فقد تربينا على معرفة الآمر، وعلى أسماء الله الحسنى، وصفاته الفضلى.
سعادتي كانت غامرة بلقاء شيخنا الفاضل، وسعادتي غامرة بمتابعتكم الطيبة، أستودع الله دينكم وأمانتكم، وخواتيم عملكم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.  

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور