وضع داكن
24-04-2025
Logo
الروائع العلمية : الرائعة 053 - ظاهرةُ التمويه عند الحيوانات
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

التخطيطات العسكرية الدفاعية والهجومية عند الحيوانات.


 إنه موضوع في التمويه لا يصدق ، إن الله عز وجل خلق كل نوع من الكائناتالحية في الطبيعة بخصائص تميزه عن غيره ، فبحسب البيئة التي يعيش فيها يستخدم كل كائن هذه الخصائص الفطرية لحماية نفسه ، أو للتربص بفريسته ، فبعض الكائنات يخفي نفسه بتقنية تمويه عالية جداً ، وبعضها يتصنع ويمثل ، وبعضها يسلك التكتيك الذكي ، هذه السمكةنفخت نفسها فلم تستطع السمكة الأخرى أن تلتهمها .
أيها الإخوة المشاهدون ، تتابعون في هذا الفيلم الخصائص الخارقة للكائنات الحية ، وسوف نرى نماذج من خلق الله تعالى في الطبيعة ، التمويه واحد من عناصر الفن العسكري الذي لا يمكن الاستغناء عنه ، فالقدرة على التخفي عن أعين العدو ، والقدرة على الإخفاء في أثناء هجوم العدو مهمان إلى أقصى الدرجات ، العجيب من هذا الأسلوب المسمى بالتمويه ، والذي يستلزم تحضيراً مفصلاً أنه ليس محصوراً لدى الناس العقلاء ، بل هو مستخدم أيضاً من قِبَل الحيوانات العجماوات ، الحيوانات المموِّهة خلقت متناسقة تماماً مع البيئة التي وجدت فيها ، ووضعت تحت حماية خاصة بألوانها ونقوشها ، وبنية أجسامها ، حتى إن أجسام بعض الكائنات متناسقة مع بيئتها إلى حد يصعب تميزها عن النباتات المحيطة بها ، أفعى مع غصن كأنها غصن تماماً .
الإنسان بعقله يستخدم التمويه ، لكن الحيوان لا يملك عقلاً ، ولا يعرف ما الذي يحميه ، قال تعالى :( قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى )

هداية الله العامةُ لجميع مخلوقاته.


هداه إلى مصالحه ، الحقيقة أن في هذه المشاهد آيات باهرات دالة على عظمة الله عزوجل ، بعض العنكبوت بنفس لون الزهرة كما رأينا قبل قليل ، وبعض الوحوش بلون النباتات المحيطة بها ، وبعض الفهود والأسود كلها تعيش أجواء البيئة التي هي فيها ، فكأنها جزء من النبات التي هي خلفه ، وهذا شيء عظيم جداً ، ويأخذ بالألباب ، كأن الله سبحانه وتعالى تولى هداية الكائنات إلى مصالحها ، هذه هداية الله العامة لكل الخلق ، كل مخلوق مهيأ ليواجه الأخطار المحدقة به ، كل مخلوق مهيأ كي يتلاءم مع البيئة التي خلق فيها ، من أكبر الوحوش إلى أصغر الوحوش إلى الفراشات إلى الكائنات الدقيقة جداً كلها آتاها الله نوعاً من التمويه كي تنجو من عدوها وكي تصل إلى غذائها .

ظاهرة التمويه عند الطائر في أجواء الشتاء والثلوج.


الحقيقة أن المشاهد التي سوف نراها هي في الغابات ، لكن كيف أن هذا النمر ألوانه متناسقة مع البيئة التي يعيش فيها ، الآن سينقض على هذا الغزال ، على كل أحياناً تكون الأرض مجتمعاً كمجتمع الغاب كما نسمع ونرى كل يوم في الأخبار .
الآن تعيش في القطب كائنات عالية الكفاءة في التمويه ، تعيش قريباً من القطب في أبرد مناطق العالم كائنات ماهرة في فن التمويه ،بعد قليل نبحث عن قابلية الطائر الخارقة للتمويه الذي كان سبباً في بقائه في هذا الأقاليم ، الآن الموسم خريف ، المكان صخري ، تساقطت عليه الثلوج ، وطائران قطبيان مختفيان هنا ، هل بإمكان الإخوة المشاهدين رؤية هذين الطائرين ، هما كالبيئة تماماً ، يكاد من المستحيل التمييز بين الطائر والمكان الذي قبع فيه .
الحقيقة بوجود تمويه تام متقن في ريشهما يقلدان به الأرضية الطبيعية ، والآن لندقق أكثر طبقات الثلج ، هذه نسخة مطابقة لريش الطائر الأبيض ، والأرضية الترابية الظاهرة بين الثلوج أيضاً رسمت بعناية فائقة على ريش الطائر ، الأرضية ومظهر الطائر يكاد التمييز بينهما يكون مستحيلاً .
نحن الآن في الشتاء ، الموسم شتاء ، الثلج يغطي كل شيء ، يحصل تغير معجز في جسم الطائر القطبي ، يزول لون ريشه المشابه للأرض ، أما الريش الأسود الذي نراه في مقدمة رأسه فهو محيط بالعين ليحفظها من الإشعاعات العاكسة للثلج ، والتي قد تسبب العمى .
نحن أستاذ علاء ، قد لا نستطيع أن نمشي في الثلج من شدة الانبهار ، الآن الموسم ربيع ، بدأت الثلوج بالذوبان ، بين الثلوج الذائبة تخضر النباتات ، وأما ريش الطائر القطبي فيظهر ريش جديد بلون النباتات المخضرة ، له ريش في الثلج أبيض ، له ريش أخضر في الربيع .

ظاهرة التمويه عند الطائر في أجواء الصيف.


الآن يدخل بعد قليل في موسم الصيف ، الموسم صيف ، غابت الثلوج تماماً ، واخضر الغطاء النباتي ، وأظهر الطائر القطبي تمويهاً فائقاً أيضاً ، إذا يلاحظ أن جسم الطائر تغيير لون ريشه تغيراً ثالثاً متناسقاً مع الفصل الذي هو فيه ، هذا من خلق الله عز وجل ، ومن عظمة آياته الدالة على وجوده ووحدانيته وكماله ، والطائر ليس عاقلاً ، كل مظاهر التمويه الخارقة تحتاج إلى تفسير طبعاً ، يستحيل على الطائر القطبي بالتأكيد تعيين لون ريشه بحسب وسطه الذي يعيش فيه ، فهو لا يملك ذلك العقل الذي يعرف به الفائدة التي يجنيها التمويه .

المصدر: الإيمان هو الخلق - مقومات التكليف - الندوة : 37 - الشهوة - شهوة المال - التمويه في عالم الحيوان

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

نص الدعاة

إخفاء الصور