وضع داكن
25-02-2025
Logo
من أجمل ما قرأ الدكتور : معاملة الأسير في الإسلام
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
لقد حُفرت لطفكم في ضميري إلى الأبد. خلال 498 يومًا عشتها بينكم، ورغم العدوان والجرائم التي تحملتموها، تعلمت المعنى الحقيقي للرجولة والبطولة النقية واحترام الإنسانية والقيم.
كنتم الأحرار المحاصرين، بينما كنت الأسير، وكنتم حماة حياتي. اعتنيت بي كما يعتني الأب الحنون بأطفاله. حافظتم على صحتي وكرامتي ونعمتي، ورغم أنني كنت بين أيدي رجال يقاتلون من أجل أرضهم وحقوقهم المسلوبة، ورغم أن حكومة بلدي كانت ترتكب أبشع إبادة جماعية ضد شعب محاصر، إلا أنكم لم تسمحوا لي قط بالجوع أو الإذلال.
لم أعرف المعنى الحقيقي للرجولة رأيتها في عيونكم ولم أدرك قيمة التضحية حتى عشت بينكم حتى رأيتكم تبتسمون في وجه الموت تقاومون عدواً مسلحاً بأدوات الدمار لا شيء لديكم سوى أجسادكم العارية.

مهما بلغت من البلاغة أو التعبير فلن أجد كلمات تعكس قيمتكم الحقيقية ولا تعبر عن دهشتي وإعجابي بأخلاقكم النبيلة.

هل دينكم يعلمكم حقاً معاملة الأسرى بهذه الطريقة؟

ما أعظم هذا الإيمان الذي يرفعكم إلى مستوى تنهار أمامه كل قوانين حقوق الإنسان التي وضعها الإنسان وتنهار أمامه كل بروتوكولات الحرب!

حتى في أصعب اللحظات تظهرون العدل والرحمة ليس من خلال الشعارات الفارغة بل من خلال واقع تجاربكم فلا تتنازلون عن مبادئكم حتى في أحلك الظروف.

صدقوني لو عدت إلى هنا فلن أكون إلا مجاهداً في صفوفكم. لأنني تعلمت الحقيقة من شعبكم، وأدركت أنكم لستم أصحاب الأرض فقط، بل أنتم أصحاب المبادئ والقضية العادلة.

إخفاء الصور