- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (007)سورة الأعراف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم، إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
أيها الإخوة الكرام، مع الدرس الخامس والعشرين من دروس سورة الأعراف، ومع الآية التاسعة والخمسين، وهي قوله تعالى :
﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(59)﴾
لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ
1 – قصصُ الأنبياء تثبت قلبَ النبي عليه الصلاة والسلام :
أيها الإخوة، هذه الآية مهمتها أن تخفف عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يعانيه من تكذيبٍ ومعارضةٍ، وقد قال الله عز وجل :
﴿ وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ
قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في نص هذه الآية يزداد ثبوتاً بسماع قصة نبي دونه، لست وحدك يا محمد الذي يُكذَّب، لست وحدك يا محمد الذي يعاني ما يعاني، لأن معركة الحق والباطل معركة أزلية أبدية، وطّنوا أنفسكم على ذلك، كان من الممكن أن يكون الكفار في كوكب آخر، وكان من الممكن أن يكونوا في قارة أخرى، وكان من الممكن أن يكونوا في حقبة أخرى، ولكن شاءت حكمة الله أن نجتمع معاً في كل زمان ومكان، وهذا الاجتماع يقتضي معركة أزلية أبدية من آدم إلى يوم القيامة.
2 – لابد من الابتلاء في الدعوة إلى الله :
حينما يوطن الإنسانُ نفسَه على واقع يقبله، ويتعامل معه، معركة الحق والباطل معركة أزلية أبدية، يا محمد لست بدعاً من الرسل، لست وحدك الذي تُكذَّب، لست وحدك الذي تُؤذَى، قال عليه الصلاة والسلام : عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ ، وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ ، وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ ))
(( عن عبدالله بن مغفَّل رضي الله عنه قال: قال رجلٌ للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، والله إني لَأُحِبُّك، فقال: ((انظر ماذا تقول!)) ، قال: والله إني لأحبك، ثلاث مرات، فقال ((إن كنتَ تحبُّني فأَعِدَّ للفقر تجفافًا؛ فإن الفقر أسرع إلى من يحبُّني من السيل إلى منتهاه)) ؛ ))
هناك ابتلاء وهناك امتحان .
﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ(2) ﴾
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا
مستحيل وألف ألف مستحيل ألا تُمتحن، أو ألا تُبتلى. قيل للشافعي:
﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ
يا محمد لست :
﴿ قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (9)﴾
لست وحدك الذي تُكذَّب، لست وحدك الذي تُعارَض، لست وحدك الذي يُنكَر بك، هذه سنة الله في الخلق.
فاتني أن أقول لكم: لماذا أراد الله أن نكون معاً، في كل زمان، وفي كل مكان ؟ لماذا أراد أن يكون أهل الحق مع أهل الباطل في كل مكان؟ على مستوى الأسرة، على مستوى الحي، على مستوى الدائرة، على مستوى المستشفى، على مستوى المدرسة، أناس مع الحق في أعلى درجة من الكمال، أناس في أدنى درجة من السخف والاستهزاء والتنكيل، هذه سنة الله في الأرض، الحكمة منها أن الحق لا يقوى إلا بالتحدي، وأن أهل الحق لا يستحقون الجنة إلا بالتضحيات .
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ(142) ﴾
يجب أن تؤمن أن الابتلاء أحد سنن الله في الأرض، أنت مُمتَحن .
3 – الإنسانُ ممتَحَنٌ في كل شيءٍ :
بالمناسبة: أنت ممتحن فيما أعطاك الله، أعطاك صحة مُمتحَن بها، أعطاك مال ممتحن به، أعطاك مكانة ممتحن بها، أعطاك علماً ممتحن به، وممتحن أيضاً فيما زُوِي عنك، كنت تتمنى أن تكون ذا دخل غير محدود، فدخلك محدود، هذا امتحان ثانٍ، كنت تتمنى أن تكون لك زوجة على نمط آخر، فكانت على نمط لا يرضيك، هذا امتحان ثانٍ، أنت مُمتحَن فيما أعطيت، ممتحن فيما زُوِيَ عنك. لذلك من أدق أدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يَنْفَعُنِي حُبُّهُ عِنْدَكَ ، اللَّهُمَّ مَا رَزَقْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي فِيمَا تُحِبُّ اللَّهُمَّ ، وَمَا زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ فَرَاغًا لِي فِيمَا تُحِبُّ ))
يا رب، أعني على توظيفه في مرضاتك، قال تعالى :
﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ
ابتغِ بالمال الدار الآخرة، ابتغِ بوسامتك الدار الآخرة، ابتغِ بفصاحتك الدار الآخرة، ابتغِ بعلمك الدار الآخرة، ابتغ بغناك الدار الآخرة، ابتغِ بوجاهتك الدار الآخرة ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ﴾
عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ))
يا محمد لا تحزن، لا تحزن، لا تضجر، لا تيأس ﴿مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ﴾
﴿ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ
والآن المؤمن يُسخَر منه، محدود، جامد، متزمت، لا يتحرك، لا يطّلع على ما في الدنيا من مباهج، يخاف من المرأة أن يختلط بها .
﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ(34) ﴾
الكافر يضحك قليلاً، وسيبكي كثيراً، أما المؤمن فقد يبكي قليلاً، ولكن سيضحك كثيراً، بطولتك أنه حينما يولد الإنسان كل من حوله يضحك، وهو يبكي وحده، أما إذا وافته المنية فكل من حوله يبكي، فإذا كان بطلاً يضحك وحده .
﴿ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ(26) ﴾
لذلك : ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ﴾
فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ
قال بعض علماء البلاغة: ﴿لَقَدْ﴾
علّةُ وجود الإنسان عبادةُ الله وحْدَه :
علة وجودنا أن نعبد الله، مَن الجهة التي ينبغي أن نعبدها؟ الجهة التي خلقت، والجهة التي صورت، والجهة التي أبدعت، والجهة التي ترزق، والجهة التي تحيي وتميت، هذه الجهة ينبغي أن تعبدها.
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(21) ﴾
مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ
﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ﴾
﴿ مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ
يا رب، ماذا فقد من وجدك؟ وماذا وجد مَن فقدك؟ وإذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟
﴿مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ﴾
(( مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ ))
﴿مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ﴾
﴿مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾
إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
حينما يتخذ الإنسان إلهاً آخر الآن سيرضي هذا الإله الآخر، سواء كان رجلاً قوياً، رجلاً غنياً، قد يتخذ شهوته إلهاً، إذا كان يحب زوجته، وكانت فاسقة ويرضيها من أجل أن تبقى عليه راضية فقد اتخذها إلهاً، إذا أراد أن يرضي ابنه في معصية الله اتخذه إلهاً، إذا أراد أن يرضي من فوقه، وخاف أن يصوم في رمضان فأفطر أمامه اتخذه إلهاً.
لذلك أيها الإخوة، الذي يتخذ من دون الله إلهاً أمامه عذاب عظيم، لأنه سوف يخرج عن منهج الله، وسوف يرضي هذا الإله الذي اتخذه إلهاً، ولئلا تقعوا في حيرة، إذا أمره بمعصية ينفذ أمره فوراً، إذا أبعده عن عمل خيّر ينفذ أمره فوراً، أنا لا أقول: هناك في عالم المسلمين من يقول: هذا إله، لكن العبرة أنه يُعامل كإله ويُطاع في معصية ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ﴾
العبادة: طاعة طوعية ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية
سيدنا عمر كان له مظهر لم يكن يُرضي بعض ولاة الشام، قال له أحدُهم: يا أمير المؤمنين، أهكذا تقدم عليهم هكذا؟ قال له: << يا أبا عبيدة، والله لو قالها غيرك لنكّلت به، نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغير الله أزلنا الله >>
عداوة الكفار لخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام :
أيها الإخوة، لماذا العداوة التي صُبَّت على النبي عليه الصلاة والسلام ؟
بالمناسبة، كلما ارتقيت في سلم النجاح ازداد الخصوم، حتى في بعض الأقوال أنه " لا بد للمؤمن من مؤمن يحسده، ومن منافق يبغضه، ومن كافر يقاتله، ومن نفس تُرديه، وشيطان يغويه " الأنبياء جميعاً كان لهم مكان محدد، وزمان محدد، لكل قوم نبي، زمان محدد مكان محدد، إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام أُرسل إلى كل الأمكنة، هو :
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ
أُرسل إلى كل الأزمنة، إلى نهاية الدوران، لا شك أنه سيد الأنبياء والمرسلين ورسالته تشمل الأمم أجمعين، والأزمنة كلها، فلذلك كان التكذيب. بالمناسبة: لماذا أوذي النبي في الطائف؟ لأنه قدوة لنا، يعني قدوة للدعاة إلى يوم القيامة، أي إنسان دعا إلى الله، هناك من عارضه، هناك من انتقده، هناك من مكر به، هناك من أَورَى صدر الأقوياء عليه، لك في النبي أسوة حسنة، ذهب إلى الطائف وكُذِّب، وسُخر منه، وأُغرِي الصبيان بأن يضربوه، وضربوه ، وسال الدم من قدمه الشريف، قال:
(( يا رب ، إني أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي وهواني على الناس ، يا رب المستضعفين إلى من تكلني ؟ إلى صديق يتجهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولك العتبى حتى ترضى ، لكن عافيتك أوسع لي ))
مَن أنت أمام النبي عليه الصلاة والسلام ؟ لما قال:
(( إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ))
الْأَخْشَبَيْنِ: أي الجبلين
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(1) ﴾
لو أن شخصاً ضعيفاً في حفظ القرآن الكريم أيّة كلمتين تناسبان هذه الآية؟ أنا أعتقد :
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ ۚ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
لأنه نقله من مكة إلى بيت المقدس، أسرى به، وعرج به إلى السماوات العُلا حتى بلغ سدرة المنتهى، إذاً: ﴿إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
﴿إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾
العبرة بالنتائج والخواتيم :
لذلك أيها الإخوة، ما من محنة تصيب المؤمن إلا وراءها منحة من الله، وما من شدة تصيب المؤمن إلا وراءها شدة إلى الله .
﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(139) ﴾
والعبرة بالنتائج، هؤلاء الأقوياء الأشداء المسيطرون في عهد النبي زعماء قريش، سادة قريش، كبراء قريش، علية القوم، الأغنياء، الأقوياء، الذين تفننوا في التنكيل بأصحاب النبي، أين هم الآن؟ في مزبلة التاريخ، قل: أبو جهل، ماذا تقول بعدها: الله يرضى عنه ؟! دمره الله، لعنه الله، قل: سيدنا الصديق، رضي الله عنه وأرضاه، سيدنا عمر، هؤلاء الذين وقفوا مع الحق هم في أعلى عليين، الحياة هكذا، إياك، ثم إياك، ثم إياك أن تقف في خندق معادٍ لدين الله، كن مع الحق.
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
سيدنا بلال عبد حبشي، قال له سيده لسيدنا الصديق: والله لو دفعت به درهماً لبِعتُكَه، قال له : << والله لو طلبت به مئة ألف درهم لدفعتها لك >>
السيدة عائشة السيدة الأولى، المصون، العفيفة، الطاهرة، اتهمت في أقدس ما تملكه امرأة، لماذا اتهمت؟ لتكون أسوة لكل مؤمنة إلى يوم القيامة بريئة وطاهرة واتُّهمت، الله عز وجل جعل من الصحابة نماذج تُحتذَى .
قصص الأنبياء نماذج وقوانين :
الآن قصص الأنبياء لمن؟ للأنبياء؟ ماتوا ، لمّا يقول الله جل جلاله :
﴿ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ
1 – قصة سيدنا يونس :
سيدنا يونس وجد نفسه في بطن حوت، وإذا كانت الأسعار غالية، عندك مشكلة، عندك كساد، هل تساوي هذه أن تجد نفسك في بطن حوت في الليل في أعماق البحر؟ هل من مصيبة أكبر من أن تجد نفسك في بطن حوت؟
الحوت وجبته المعتدلة أربعة أطنان، أنت لقمة واحدة، يرضع وليده 300 كغ في اليوم 3 مرات، طن من الحليب كل يوم، يفتح فمه فيجمع 4 أطنان بين الظهر والعصر، نبي كريم وجد نفسه في بطن حوت: ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾
﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ
هذه القصة وانتهت، الآن قُلبت إلى قانون: ﴿وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾
2 – قصة سيدنا موسى :
﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) ﴾
بالمعطيات الأرضية، فرعون بجبروته، بطغيانه، بأسلحته الفتاكة، بحقده، بتألُّهه، يتبع نبياً كريماً، وشرذمة من بني إسرائيل.
هناك أمل بالنجاة، إلى أن وصلوا إلى البحر، البحر أمامهم، وفرعون وراءهم، هناك أمل؟ الأمل صفر: ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾
﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ(62) ﴾
الله على كل شيء قدير
أيها الإخوة، إذاً : قصص الأنبياء أيضاً تثبيت للمؤمنين .
3 – قصة سيدنا يوسف :
سيدنا يوسف قال :
﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ
جعله عزيز مصر، وكل الأنبياء والمرسلين قصصهم درس لنا.
بالمناسبة: كل قصة من القصص المتكررة عولجت في القرآن الكريم في سور متعددة، وكلّ مكان من زاوية، وكل مكان لهدف، نجمع ما قيل في سيدنا موسى في كل السور تجد القصة متكاملة، نجمع ما قيل في سيدنا نوح من كل السور قصص متكاملة، إلا قصة واحدة عولجت في سورة واحدة هي قصة سيدنا يوسف، لكن مغزاها التوحيد.
فإخوة يوسف أرادوا به كيداً، وضعوه في غيابات الجب، واحتمال الموت % 99 ، فالذي حصل أنه صار عزيز مصر، وخضعوا له، وخروا له سُجَّداً ، قال :
﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا
﴿ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ
سورة يوسف فيها آية واحدة هي المغزى، دققوا في هذه الآية :
﴿ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
أنت تريد وأنا أريد، والله يفعل ما يريد، عبدي كن لي كما أريد أكن لك كما تريد، كن لي كما أريد ولا تعلمني بما يصلحك، أنت تريد وأنا أريد فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد .
﴿ قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(60) ﴾
قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
1 – مَن هم الملأ ؟
من هم الملأ؟ الملأ عِليَة القوم، سادة القوم، أو الذين يملؤون عينك مهابة شخصية مرموقة، شكل، منطق، هدوء، وقار ﴿قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ﴾
2 – تهمةٌ قديمة : إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
﴿إِنَّا لَنَرَاكَ﴾
يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ
﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ
قالوا: ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ﴾
1 – الردُّ : يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ
قال: ﴿يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ﴾
﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ﴾
2 – النبيُّ نبيٌّ يوحى إليه : وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ
بالمناسبة: أعداء المسلمين بمكر خبيث يوهموننا أن نبينا محمد عبقري، مصلح اجتماعي كبير، رجل فذ، لا، نبينا نبي يُوحَى إليه، النبي عليه الصلاة والسلام لا يُطرح في مجتمع المسلمين على أنه عبقري، ولا على أنه مصلح، هو نبي هذه الأمة، يتلقى وحياً من السماء، لذلك الإسلام ليس كما يفهمه بعض أعداء الإسلام، أنه منتج أرضي للتراث، لا، ليس تراثًا، الإسلام وحي السماء، الوحي لا علاقة له بالبشر. الدليل: لما اتُّهمت السيدة عائشة رضي الله عنها، لو أن الوحي من عند النبي بعد دقيقة تأتي آية التبرئة، أربعون يوماً بغير إثبات، ولا نفي، حتى يعلمنا الله أن هذا الوحي مستقل عن النبي الكريم، لا يملك له استدعاء ولا رداً. فلذلك :
﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ﴾
﴿ أُبَلِّغُكُمْ
أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
1 – معنى : أُبَلِّغُكُمْ
﴿أُبَلِّغُكُمْ﴾
﴿أُبَلِّغُكُمْ﴾
2 – أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي
﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي﴾
﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ(25) ﴾
فحوى دعوة الأنبياء واحدة، ملخصة بكلمتين: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾
3 – وَأَنصَحُ لَكُمْ
﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ﴾
يا إخوان، والله لا أبالغ، هذا الذي يتوهم أن الإسلام صوم، وصلاة، وحج، وزكاة، هذا إنسان واهم، الإسلام ولا أبالغ مرة ثانية، هذا الإسلام 500 ألف بند، يبدأ من فراش الزوجية، وينتهي بالعلاقات الدولية، منهج كامل، أما حينما ظنه المسلمون عبادات شعائرية صار حالهم إلى ما آل إليه، الإسلام ليس في المسجد، بل في بيتك، في كسب مالك، في إنفاق مالك، في علاقاتك مع النساء، في نزهاتك، في أفراحك، في أتراحك، في سفرك، في حلِّك، في ترحالك، الإسلام منهج كامل. ﴿ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾
4 – وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
إخواننا الكرام، مرة ثانية أستخدم هذا المثل للتوضيح:
قال لك طفل: معي مبلغ عظيم، والده مدرس، عقب أيام العيد قال لك: معي مبلغ عظيم، أنت تقول: 200 ليرة، مسؤول كبير بالبنتاغون يقول لك: أعددنا لحرب العراق مبلغاً عظيماً، تقدره 200 مليار دولار، فإذا قال ملك الملوك :
﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا
من 200 ليرة إلى 200 ملياراً دولار، ضرب خمسين يعني، الآن أقلّ من خمسين، فإذا قال خالق السماوات والأرض: ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾
رتبة العلم أعلى الرتب :
﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾
﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ
قال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
قال تعالى :
﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا
القرآن اعتمد قيمتين فقط: قيمة العلم، وقيمة العمل، وأما القيم الأخرى فلم يعبأ بها القرآن، الوسامة، والذكاء، والغنى، والقوة، هذه قيم أغفلها القرآن الكريم .
(( رب أشعث أغبر ذي طمرين ، مدفوع بالأبواب ، لو أقسم على الله لأبره ))
﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ(1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ(2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ(3) ﴾
الذين كانوا في الأرض في القمم، قد تجدهم يوم القيامة في الحضيض، والذين كانوا في الحضيض في المقياس الاجتماعي يعني موظف بسيط، لكنه مستقيم، قد تجده يوم القيامة في القمم:
﴿خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ﴾
﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾
﴿ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
الدين واحد، أما الشرائع فمختلفة، بحسب العصور والتطورات والأمصار وشريعتنا الحمد لله خاتمة الشرائع وخاتمة لما قبلها.
أيها الإخوة:
﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ
يعني من غير المعقول أن يذكر الله عباده بهذا القرآن، غير مألوف، إله رحيم خلق العباد لجنة عرضها السماوات والأرض، إذا غفلوا، يعني ممكن أن تتصور أباً جالساً في غرفة الجلوس والمدفأة مشتعلة، طفله الصغير اقترب منها أن يبقى ساكتاً؟ لا يتحرك؟ لم يكن أباً ساعتئذٍ، لا بد من كلمة تنبيه، لا بد من تحذير، فإن لم يسمع يقوم الأب بيده يمسكه، أليس كذلك؟ هذه الرحمة.
لذلك ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ﴾
﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ﴾
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
قال تعالى:
﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) ﴾
قال تعالى:
﴿ ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) ﴾
فالذكر هو القرآن الكريم ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ﴾
(( إنَّما أَنَا بَشَرٌ، أَرْضَى كما يَرْضَى البَشَرُ، وَأَغْضَبُ كما يَغْضَبُ البَشَرُ، ))
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ
ولولا أن النبي بشر تجري عليه كل خصائص البشر لمَا كان سيد البشر.
﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾
﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ(64) ﴾
كانوا في عماء:
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124)قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ (126) ﴾
والحمد لله رب العالمين