- محفوظات / ٠4مقالات
- /
- ٠1مقالات الشباب
تمهيد :
كنت في الشام قبل عقد من الزمان عضواً مؤسساً لجمعية مكافحة التدخين في سورية، وكان يرأس هذه الجمعية وزير الصحة آنذاك وأقيم بمناسبة افتتاح هذه الجمعية حفل كبير في مركز ثقافي حضره علية القوم وقد ألقيتُ في حفل الافتتاح كلمة هذا عنوانها.
التدخين ومضاره :
ذكرت منظمة الصحة العالمية " وهي منظمة علمية كتاباتها وإحصاءاتها موضع ثقة ودقة عاليتين "
الحقائق المخيفة عن التدخين :
١- شركات الدخان تنتج دخينتين يومياً لكل إنسان على وجه الأرض، وعدد سكان الأرض وقتها ستة آلاف مليون، وفي أحدث إحصاء لعدد سكان الأرض٧٢٠٠ مليون إنسان، وهذا يعني أن خمسة عشر ألف مليون دخينة تقريباً تُنتج كل يوم، والحقيقة المرة أن أعداد المدخنين في الشرق الأوسط يتزايدون، وأن عدد المدخنين في بلاد الغرب يتناقصون علماً بأن نفايات المواد الأولية التي يصنع منها الدخان ترسل إنتاجها إلى الشرق الأوسط حصراً.
٢- الكميات الفلكية التي تنتجها شركات الدخان فيها من المواد السامة ما لو أخذت في الدم دفعة واحد لاستطاعت أن تبيد الجنس البشري بأكمله.
٣- عدد الذين يلقون حتفهم، أو يعيشون حياةً تعيسة من جراء التدخين، يفوق عدد الذين يلاقون حتفهم من الطاعون والكوليرا والجدري والسل والجذام والتيفوئيد وبقية الأمراض مجتمعة.
٤- مجموع الدخل الذي تحققه الدول الكبرى من جراء الضرائب الباهظة على إنتاج التدخين وبيعه، هو أقل بكثير من الأموال التي تُنفقها الحكومات لمعالجة الأمراض الناتجة عن التدخين.
٥- إن بين كل ثلاثة مدخنين واحد يلقى حتفه بسبب التدخين.
٦- الآثار المدمرة للتدخين لا تظهر بشكل واضح إلا بعد أمد ليس بالقصير.
٧- تحتوي السجائر على أربعة آلاف مادة كيماوية على شكل غازات، ومواد معظمها سام ومضر بالصحة العامة.
٨- ألف وفاة كل يوم في العالم بسبب الدخان، وهذا العدد يزيد سبعة أضعاف على عدد الذين يموتون في حوادث السير، علماً بأن أعلى نسبة يموت بها الناس بسبب حوادث السير، لذلك قالت منظمة الصحة العالمية :
إن التدخين يعد سبباً حتمياً لأمراض مميتة.
أثر التدخين على جسم الإنسان :
١- ضعفّ بتغذية الأعصاب و ضعف في الذكاء، وهناك علاقة بين الذكاء والغذاء، فكيف بالعلاقة بين الذكاء والسموم.
٢- التهاب الأنف والبلعوم المزمنين، والتهاب الحَنجرة والقصبات الرئوية.
٣- تضيّقٌ دائمّ في الشرايين، وقد يتحول التضييق إلى انسداد، فتكون الذبحة الصدرية، أو تكون الجلطة القاتلتين.
٤- سرطان الثدي عند المرأة المدخنة.
٥- إن تدخين المرآة الحامل يسبب الإقياءات المتكررة والتشنجات، وتسرعاً في نبضات قلب الوليد.
التدخين السلبي أو التدخين غير الإرادي :
إن الأشخاص الذين يتعرضون بشكل يومي للغازات والمواد المنبعثة من تدخين السجائر من زملائهم في العمل، أو الأولاد من أبيهم، أو الزوجة من زوجها، أو الأولاد من أمهم هؤلاء جميعاً لا يدخنون بشكل مباشر، ولكنهم ينضوون تحت مصطلح اسمه ( المدخن السلبي ) ؟ وهذا الذي لا يدخن ، ولا يريد أن يدخن، تظهر على صحته آثار قد لا تصدق، ومنها:
١- الربو ولاسيما ربو الأطفال ، وأحد أسبابه تدخين الأب أو الأم في البيت.
٢- ضيق التنفس الليلي، وضيق التنفس الذي يتبع أيّ جهد عضلي.
٣- احتمالات الإصابة بأمراض القلب هي ضـٍعف احتمالات الإصابة لغير الذين يتأثرون بالتدخين السلبي.
٤- قلة القدرة على الإنجاب عند النساء اللواتي يتعرضن إلى التدخين السلبي.
٥- ضعف الذكاء عند الأطفال.
الخلاصة :
أيها الأخ الكريم هذا أثر التدخين فيمن لا يدخن، فكيف فيمن يدخن؟
والإنسان حينما يدخن، وحينما تضعف إرادته عن أن يقلع عنه.
ألا يرحم زوجته؟
ألا يرحم أولاده؟
ألا يرحم من يلوذ به؟
نسب المدخنين في الدول المتقدمة تقلّ ستين بالمئة، يعني أربعون بالمئة أقلعوا عن التدخين، بينما نسب المدخنين في الدول المتخلفة زادت ثمانية وثلاثين بالمئة.
هم يَدَعون التدخين حفاظاً على صحتهم، وإدراكاً لمضار التدخين فيمن حولهم، وفي العالم المتخلف ترتفع نسب المدخنين عن ذي قبل ٤٠٪ تقريبا.
وصايا تعين المدخن على الإقلاع عن التدخين :
١- أن يمتلك إرادة قوية.
٢- أن يتخذ قراراً حازماً لا رجعة فيه.
٣- أن يعمق وعيه الصحي بإبعاد الأخطار الناتجة عن نتائج التدخين.
٤- وإن كان المدخن مؤمناً ينبغي أن يعمق وعيه بحكم التدخين في الإسلام المنطلق من الآية الكريمة :
﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾
٥- ينبغي أن يقلع عن التدخين في وقت مبكر من حياته.
٦- وينبغي ألا يقلع عنه بالتدريج، بل يجب أن يقلع عنه دفعة واحدة.
٧- وألا يفقد الأمل إذا حاول مرة بعد مرة ولم ينجح ( قصة الأزهري والنملة ).
٨- وعليه أن يستفيد من خبرات الذين أقلعوا عن التدخين كلياً.
٩- إدمان التدخين وإدمان الخمر ... الدخان ٨٥٪ والخمر ١٥٪ ( الشرح ).
١٠- الحكم الشرعي بالأدلة العامة لا الخاصة قال تعالى:
﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
الخاتمة :
وفي الختام قال أحد العلماء :
ما رأيت مدخناً عاقلاً