- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
إليكم بعض الكلمات التي وردت في الإعجاز الحسابي في القرآن الكريم :
أيها الأخوة الأكارم, موضوع إعجاز القرآن الكريم شيءٌ بات مسلماً به، هناك إعجازٌ رياضي، هناك إعجازٌ تشريعي، هناك إعجازٌ بلاغي، هناك إعجازٌ بياني، هناك إعجازٌ علمي، أنواع الإعجاز التي جاء بها القرآن، والتي جعلها إعجازاً إلى أبد الآبدين موضوعٌ مسلمٌ به، لكن الشيء الذي يلفت النظر أن من هذه الإعجازات من بين قائمة إعجازات القرآن الكريم: الإعجاز العددي أو الإعجاز الحسابي .
فمن يصدِّق، أن في القرآن الكريم كلِّه بدءاً من سورة الفاتحة، وانتهاءً بسورة الناس، في القرآن الكريم كلِّه وردت كلمة: البر، اثنتي عشر مرة بالتمام والكمال، لو فتحت معجم القرآن الكريم المفهرس -المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم- وجدت أن كلمة البر تعني: البَر اليابسة، والبِر الإحسان، والبُر القمح, البَر وردت اثنتي عشرة مرة، وفي مرةٍ واحدة وردت بصيغةٍ أُخرى, قال تعالى:
﴿فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً﴾
فإذا جمعنا هذه الكلمات، مجموعها ثلاث عشرة كلمة، والنبي عليه الصلاة والسلام لم يرَ البحر، ولم يركب في البحر، ولا يعنيه من البحر شيئاً لكنَّ كلمة البحر وردت في القرآن الكريم ثلاثاً وثلاثين مرة بالتمام والكمال، وإذا شئتم ارجعوا إلى معاجم القرآن الكريم في هذا اليوم، واستعرضوا الآيات التي وردت فيها كلمة البحر.
فإذا جمعت آيات البر, وهي ثلاث عشرة آية, مع آيات البحر, وهي ثلاثٌ وثلاثون آية، يكون المجموع ستٌ وأربعون آيةً, تشكِّل وحدةً هي البر والبحر، فإذا قسَّمت آيات البر على هذا المجموع، كانت النسبة بالضبط هي نسبة البر إلى البحر على وجه الأرض، النسبة هي واحد وسبعين بالمئة بحر، وتسعٌ وعشرون بالمئة بر، فإذا قسَّمت ثلاث عشر على ستٍ وأربعين، يكون الرقم مساوياً لهذه النسبة .
فهل هذا الكلام كلام بشر؟ كيف جاءت عدد آيات البر مع عدد آيات البحر، مع نسبة آيات البر إلى مجموع آيات البر والبحر؟ كيف جاءت هذه النسبة مطابقةً لنسبة البر إلى البحر ؟ هذا لونٌ من إعجاز القرآن الكريم، واصطلح على تسمية هذا الإعجاز، بالإعجاز الحسابي .
وردت كلمة الشهر في القرآن الكريم اثنتا عشرة مرة بالتمام والكمال، هل هذا صدفة ؟ هل هذا من صنع بشر؟ هل هذا كلام بشر؟ كلما مرَّت الأيام، وكلما تقدَّم العلم، وكلما تقدمت البحوث العلمية، يكتشف في القرآن الكريم أوجهٌ للإعجاز لم تكون معلومةً من قبل .
كلمة عن القرآن الكريم :
يا أيها الأخوة المؤمنون, هذا القرآن الكريم كلام الله، وفضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه، هذا القرآن الكريم هو الكتاب المقرر الذي نؤدِّي فيه جميعاً الامتحان، هنيئاً لمن تعلمه، هنيئاً لمن قرأه، هنيئاً لمن علمه، هنيئاً لمن تعامل معه، هنيئاً لمن جعله دستوراً له في حياته، هنيئاً لمن أخذ به، هنيئاً لمن صدَّقه، هنيئاً لمن عمل به، القرآن غنىً لا فقر بعده، ولا غنىً دونه، القرآن شافعٌ مشفَّع، القرآن حبل الله المتين .
يا أيها الأخوة المؤمنون, عودوا إلى هذا القرآن، ارجعوا إليه، فهو النبع الأول للإسلام ، إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم, قال تعالى:
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ﴾
وهو في القرآن, قال تعالى:
﴿فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾
﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
يا أيها الأخوة المؤمنون, ألوان الإعجاز لا تعدُّ ولا تحصى، هذا بعضٌ من إعجاز القرآن الكريم .