- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
قال تعالى : كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا...........
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أيها الأخوة الكرام: من الإعجاز العلمي في قوله تعالى:
﴿ كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا﴾
لأن أعصاب الحس نهاياتها غزيرة في سطح الجلد فإذا احترق الجلد توقف الألم، إذاً لابد من تبديل الجلد حتى يستمر الألم وهذا من إعجاز القرآن العلمي.
سمَّاها بعض العلماء: أجراس الإنذار المبكِّر في الجسم البشري, بعض الدول المتقدمة في مقياس العصر، لا في مقياس الإسلام, تبتدع ما يسمى بأجهزة الإنذار المبكر، والله زُوَّد هذا الجسم الذي خلقه في أحسن تقويم بهذه الأجهزة، أجهزة الإنذار المبكر .
الفرق بين الجلد والأمعاء .
يقول الله عز وجل:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً ﴾
هذه الآية تشير إلى أن مواقع الإحساس بالألم، وألم الحريق بالذَّات موجودةٌ في الجلد، فمن أجل أن يذوقوا العذاب، كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها.
أما الأمعاء قال تعالى :
﴿ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ﴾
ليس هناك إحساس بالحرارة ولا بالألم في الأمعاء، ولكنه إحساس بالضغط فإذا جاء الضغط كافياً تقطعت الأمعاء.
مما يتألف الجلد؟
قال العلماء: الجلد مؤلفٌ من طبقتين:
الطبقة الأولى: البشرة .
طبقةٌ اسمها البشرة؛ وهذه البشرة تزداد سمكاً، أو رقةً، بحسب موقعها في الجسم، وبحسب الاحتكاك، وبحسب البيئة، وهذه الطبقة نفسها مؤلفةٌ من ثلاث طبقات:
طبقةٌ عليا خارجية.
وطبقة وسطى.
وطبقة سفلى.
الطبقة الثانية: الأدمة .
وفي الجلد طبقةٌ ثانية اسمها الأدمة، وهذه الطبقة فيها العجب العجاب، هي مؤلفةٌ من نسيجٍ ضام، فيها شعرياتٌ دموية، ونهاياتٌ عصبية، وغددٌ تفرز الدهون، وغددٌ عَرَقية، ومنطقةٌ دهنيةٌ، تحت هذه الأدمة، الأدمة هي الطبقة الفعَّالة في الجلد.
الخاتمة .
أيها الأخوة المؤمنون, لا زلت أذكر هذه الآية:
﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ﴾
وفي نفس كلٍ منكم آياتٌ لا تنتهي، لو أن الإنسان صرف عمره كله في التدقيق؛ بأجهزته، وأعضائه، وعضلاته، وأعصابه، لانقضى العمر، ولم تنقض هذه الآياتُ الدالة على عظمة الله .
وفي كل شيءٌ له آية تدل على أنه واحدٌ.