- محاضرات خارجية
- /
- ٠03برنامج خواطر - الأردن
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آل بيته الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته وقادة ألويته ، وارض عنا وعنهم يا رب العالمين .
كيف نساعد أخوتنا في سوريا :
أتوجه إلى الإخوة المؤمنين في العالمين العربي والإسلامي الذي يسألون كيف نساعد أهل سورية فأقول :
أولاً :
تفعيل الحراك الشعبي بالوسائل السلمية والقانونية لنصرة الشعب السوري مما يشكل رأيا عاماً قد يحرك المجتمع الدولي المتخاذل عن نصرة الشعب السوري وهو يتعرض لهجمة عدائية لم يسبق لها مثيل في تاريخنا المعاصر .
ثانياً :
ألا تستطيع أيها الأخ المسلم أن تقتطع من مالك مبلغاً ترسله في قناة نظيفة آمنة بعد البحث عنها إلى إخوتك في سورية ، وقد هدمت بيوتهم ، ودمرت ممتلكاتهم ، وجرفت مزارعهم ، وأتلفت أدويتهم ، وقطعت عنهم الكهرباء ، فتلفت مدخراتهم الغذائية ، وقطعت عنهم المياه فشربوا المياه المالحة ، أتهنأ في حياتك ، وأنت معافى في أهلك وولدك ، آمناً في بيتك ، عندك قوت يومك ، وإخوتك في سورية يعانون ما يعانون ، تسمع بأذنك أخبارهم ، وترى بعينيك أحوالهم ، إنك إن لم تحمل همهم ، ولم تتحرك نحوهم، فأنت أولاً لست من المسلمين بدليل قول النبي عليه الصلاة والسلام :
((من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ))
ثالثاً :
أيها المسلم في شتى بقاع الأرض ألا يقتضي انتماؤك لهذه الأمة التي حينما استجابت لربها جعلها الله خير أمة أخرجت للناس ، والتي حينما قصرت في أداء رسالتها تطبيقاً ودعوة ذاقت وبال أمرها ، ولقيت الغي الذي توعدها الله به حيث أضاعت الصلاة ، واتبعت الشهوات ، ألا يقتضي انتماؤك لهذه الأمة التي لا يدرى أولها خير أم آخرها أن تشارك إخوانك في سورية مصابهم ، فتلغي كل ألوان البذخ والترف ، علماً بأن هذا السلوك يتنافى مع منهج المؤمن ، والمسلمون في أحسن حال ، فكيف إذا كان جيرانك المؤمنون في أسوأ حال ، فهذه الحفلات التي تقام في ردهات الفنادق ، وفي أبهاء المطاعم ، وفي حدائق المزارع ، والتي تبذل فيها الأموال الطائلة في مناسبات وفي غير مناسبات ، فتحول هذه الأموال الطائلة لمن هدمت بيوتهم، وقتل رجالهم ، وأسر شبابهم ، وهم قابعون في العراء ، لا يجدون من ينصفهم ولا من يرحمهم ألم يصلك قول رسول الله عليه الصلاة والسلام :
(( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى ))
رابعاً :
الالتجاء إلى الله والتضرع له والتذلل على أعتابه :
أيها المسلم في شتى بقاع الأرض بقي باب رابع من أبواب الجهاد المفتحة أمام كل واحد منا ؛ هو باب الالتجاء إلى الله ، والتضرع له ، والتذلل على أعتابه ، وقد ورد في صحيح مسلم :
(( إذا كان ثلث الليل الأخير نزل ربكم إلي السماء الدنيا فيقول : هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له ؟ حتى يطلع الفجر ))
ألا تملك أيها المسلم أن تتوب إلى الله توبة نصوحاً ، ثم تدعو الله بصدق وتضرع وإخلاص لإخوانك من أهل الشام أن ينصرهم على أعدائهم أعداء الله ، وأعداء الحق ، وأعداء الخير ، وأعداء البشرية ، أعداء الحياة الذين طغوا في البلاد ، فأكثروا فيها الفساد ، فاسأل الله في دعائك أن يصب عليهم سوط عذاب ، إن ربك لبالمرصاد .
اللهم ارحم شهداء سورية واشف جرحاها وفك أسراها وانصرها على أعدائها .