- أحاديث رمضان
- /
- ٠15رمضان 1429هـ - خطاب الله للمؤمنين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات
أي إنسان في أي منصب قيادي هو في أمس الحاجة إلى الآية التالية:
أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس يا أيها الذين آمنوا آية اليوم، كما قلت سابقاً يا من آمنتم بي، آمنتم بوحدانيتي، آمنتم بكمالي، آمنتم بعلمي، برحمتي، بحكمتي، آمنتم بأسمائي الحسنى وصفاتي الفضلى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ (6) ﴾
فاسق، عاصٍ، منحرف:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾
كم من امرأة طلقت بخبر كاذب، كم من شركة انحلت بخبر كاذب، كم من حرب قامت بخبر كاذب، كم من مؤسسة دمرت بخبر كاذب ؟ لولا أن هذا خطأ كبير جداً يمكن أن يضحي بمصالح المسلمين لما جاء به ذكر حكيم:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾
و هذه الآية يحتاجها أكثر ما يحتاجها أصحاب المناصب، القادة، أي منصب قيادي، هو في أمس الحاجة إلى هذه الآية:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾
العاقل من تحقق من الأخبار التي تصله قبل الشك بالآخرين:
والله أيها الأخوة بحكم عملي في الدعوة إلى الله هذا العمل الذي شرفني الله به يعني أكثر من مئتي حالة إنسان بريء مئة بالمئة، جاءني خبر عنه لا يقبل، ولا يعقل، فلما تحققت كان بريئاً:
﴿ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)﴾
والله عشرات الفتاوى التي لا يقبلها إنسان في الأرض تنسب إليّ، إنسان خطب فتاة قدموا له عصيراً، قال لهم ألا يوجد عندكم بيرة ؟ قالوا ما بيرة ؟ قال لهم الدكتور راتب أفتى بها، أنا والله ما أفتيت بها أنا قلت بالعكس، يعني أنا تأتيني أخبار أي مخالفة شرعية حتى يمررها تنسب لعالم له سمعت طيبة، هذه مشكلة كبيرة:
﴿ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)﴾
على الإنسان أن يحقق مع أخيه في أي خبر من فاسق من أجل حسن العلاقة بين الأخوة:
أيها الأخوة الكرام، هناك تفصيل أنت لك أخ كريم تعرفه معرفة يقينية فجاءك عنه خبر، أنت لا يمكن أن تصدقه، وتعلم علم اليقين أنه خبر كاذب، وفيه افتراء، ما في مانع ألا تسأله ممكن، لكن حينما يأتيك خبر من فاسق، وهذا الخبر غيّر قلبك تجاه هذا الأخ، لابدّ من أن تحقق معه من أجل حسن العلاقة بين الأخوة، والله يا أخ قيل عنك كذا وكذا فما قولك ؟ فأنت إذا شعرت أن قلبك تغير لم تبقَ كما كنت مع هذا الأخ في حال الصفاء والود يجب أن تتحقق، فإما أن تنصحه إذا ثبت عليه هذا الخبر، وإما أن يكون صدرك سليماً تجاهه:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾
قصة لا تحتمل أب شكّ بابنته فطلب تحليل حمل، الموظف في المخبر العينة وقعت من يده فانكسرت، خاف من صاحب المخبر أن يعنفه فكتب الحمل إيجابي، فلما أبلغوا الأب قتل ابنته عادات، أنا لا أقرّ على هذا العمل إطلاقاً، التحليل فيه حمل، ابنته بنت لم تتزوج بعد معنى هذا أنها زانية، أخذته ما يأخذ بعض الجهلة وقتلها:
﴿ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا (6) ﴾
أقول لكم كم من طلاق بسبب خبر كاذب، سيدنا سليمان قال:
﴿ قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) ﴾
على الإنسان ألا يتخذ أي قرار و هو غاضب فيأتي القرار منحرفاً:
قبل أن تتخذ قراراً أنت الآن بأعلى درجة من الغضب، لا تتخذ قراراً وأنت غاضب، يأتي القرار منحرفاً:
﴿ قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) ﴾
أيها الأخوة، هذا التوجيه الإلهي للذين آمنوا يقي الأسر، يحافظ على الزواج، يحافظ على الشركات، يحافظ على الأمة أكثر، طبعاً بالبرمجة اللغوية العصبية يعبرون عن هذا بعبارة دقيقة الخارطة بخلاف الواقع، أنت عندك تصور لا علاقة له بالواقع، الخارطة خلاف الواقع:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾
الفاسق إنسان يخرق حدود الشرع فلا ينبغي أن يؤخذ كلامه على أنه صحيح:
الآن:
﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا (108) ﴾
الحديث عن هذا الفاسق الذي نقل الخبر الكاذب:
﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108) ﴾
الفاسق منحرف والفاسق عاصٍ، والفاسق خرق حدود الشرع، فهذا لا ينبغي أن يؤخذ كلامه على أنه صحيح:
﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108) ﴾
﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) ﴾
تجد امرأة، زوجة شاب مسلم، وهي محجبة ومسلمة، تقيم في بلد غربي، فإذا اختلفت مع زوجها ترفع قضيتها لا إلى المركز الإسلامي الذي يحكم لها بالمهر، ترفع قضيتها إلى أحد القضاة الغربيين ليحكم لها بنصف أملاك زوجها:
﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) ﴾
الفاسق من رفض حكم الله عز وجل:
الأب الذي يحرم بناته، يحرم البنات ويعطي الذكور:
﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) ﴾
الأب الذي يجبر أولاده على المعصية ويرى أن الحياة تقتضي ذلك الاختلاط، الابن ورع إن لم تجلس معنا أنت وزوجتك بأبهى زينة، ويراها أخوتك فأنت لست ابني، لم يحكم بما أنزل الله:
(( الحمو الموت ))
﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) ﴾
آية واسعة جداً أي إنسان يرفض حكم الله:
﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾
﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) ﴾
العلاقة بين الفسق و الترف:
﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا (16) ﴾
هناك علاقة بين الفسق والترف، يعني أصحاب الأموال الطائلة إلا المؤمنين غناهم وجهلهم يحملهم على الفسق:
﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) ﴾
الفسق سبب دمار الأمة وانهيارها:
أيها الأخوة ربما كان الفسق سبب دمار الأمة:
﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) ﴾
لماذا أطاعوه على ضلال ؟ لماذا أطاعوه وهو ظالم ؟ لماذا أطاعوه وهو كافر ؟ لماذا أطاعوه وهو يدّعي الألوهية ؟
﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾
﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾
﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) ﴾
لماذا هم ضعاف أمامه ؟
﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) ﴾
الإنسان حينما يفسق يصبح كالخرقة البالية:
﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) ﴾
عدم الاستجابة لنصيحة الفاسق أو الأخذ برأيه:
والله هناك كلمة لفيلسون ألماني اسمه تومبي مؤلمة جداً قال: كان المسلم يحتقرنا كالخنازير البرية، فلما استطعنا أن نجره إلينا على حساب قيمه ودينه احتقرناه لأنه لم يعد يملك شيئاً يقدمه لنا.
﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) ﴾
آية أخرى:
﴿ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35) ﴾
هناك عدل إلهي:
﴿ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) ﴾
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾
فهذا الفاسق لا تأخذ برأيه، ولا تستجب لنصيحته، ولا تعبأ بخبره، ولا تقم لكلامه وزناً
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾
من يعصي الله عز وجل يختل توازنه فيرمم هذا الخلل بـ:
1 ـ الطعن بالصالحين:
الآن أيها الأخوة، الدعاة الصادقون المخلصون يُكاد لهم، على صفحة الانترنيت تلصق بهم تهماً ما أنزل الله بها من سلطان، حدثني أخ من الدعاة المحترمين سألته صحيفة هل صحيح أنك تأخذ على كل كلمة دولار ؟ قال: لا، أنا آخذ على كل حرف دولار، ليس على كل كلمة هناك خطأ بالرواية، مبالغة في السخرية، تجد ما الذي يحصل بالضبط، لما الإنسان يعصي الله يختل توازنه، كيف يرمم هذا الاختلال ؟ بالطعن بالصالحين، يرتاح، لو فرضنا هناك أخوان في بيت، أخ ملتزم تماماً وانتزع إعجاب أهله وأخ متفلت، المتفلت موضوع ذم، أخوك أخوك، عندما يكتشف هذا المتفلت خطأ لأخيه يبالغ به عشرين ضعفاً يرتاح، فالإنسان أحياناً دون أن يشعر بعقله الباطن يحاول أن يطعن بالصالحين كي يقول لا يوجد أحد جيد، مرة سألت طالباً لم يكتب وظيفته قلت له أين وظيفتك ؟ قال لي: لم نكتب الوظيفة، قلت له أنت كم واحد ؟ يريد أن يقول لم نكتب الوظيفة حتى يرتاح لأنها قضية عامة، هو واحد، الإنسان عندما يغلط يحب أن يعمم الغلط.
2 ـ أو التعلق بعقيدة زائغة:
سأقولها مرة ثانية الإنسان لما يعصي الله عز وجل يختل توازنه، هذا الخلل يحتاج إلى ترميم، إما أن يرمم بالتعلق بعقيدة زائغة، أخي النبي يشفع لنا لا يسعنا إلا عفوه، نحن عبيد إحسان مالنا عبيد امتحان، هذا كلام يريحه في شفاعة لا تدقق، الله غفور رحيم، اسمع كلام المنحرفين حينما يواجهون بانحرافهم، حتى يرتاح.
سوف أوضح أكثر إذا أنت رغبت أن تشتري سيارة وما اشتريت، ولك صديق راغب أن يشتري واشترى، الآن ظهرت شائعة في البلد أن هناك تخفيض رسوم جمركية بالمئة خمسين، الذي اشترى يكذب هذه الشائعة من دون دليل لأن تصديقها يزعجه كثيراً، كان وفر خمسمئة ألف، والذي ما اشترى يصدقها من دون دليل، عندما إنسان يعصي الله يختل توازنه، كيف يستعيد توازنه ؟ إما أن يتعلق بعقيدة زائغة مالها أصل، مثلاً مرة زارني إنسان يبدو أنه يشرب الخمر قال لي: من قال إن الخمر حرام، قال لي: لا يوجد ولا آية هات آية تحرم الخمر، هناك آية تقول:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(90) ﴾
فاجتنبوه هذا أمر إرشادي لكن تحريم لا يوجد، حتى يستعيد توازنه مع ربه يريد أن يعتقد أن الخمر غير محرم.
من أراد استعادة توازنه مع نفسه و هو يعلم أنه على خطأ يحلل ما يريد:
كنت في جلسة من يومين من علية القوم أحدهم مدير بنك ربوي كان يقبل أن الربا حرام، كيف حرام ؟ مصالح الأمة، هو يدافع عن نفسه:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾
والإنسان حينما يعصي ربه يختل توازنه يستعيد هذا التوازن بتعلق بعقيدة زائعة ليس لها أصل، أو بالطعن بالصالحين يطعن بهم فيرتاح، فلذلك:
﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ﴾
﴿ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ﴾
مرة سافرت إلى بلد هناك عدد من الأشخاص مقيمون في هذا البلد من بلادنا، أي خبر طيب عن هذا القطر أن هناك نهضة إسلامية، هناك معاهد تحفيظ قرآن، هناك ثانويات شرعية، هناك حجاب منتشر، يقول لي أكيد، لأن هذا الخبر يحزنه وإذا خبر سلبي يفرحه لا يطلب دليلاً، هناك شيء اسمه توازن داخلي.
3 ـ أو أن يتوب إلى الله عز وجل:
الإنسان إذا عصى الله عز وجل يختل توازنه الداخلي يرممه إما بالتعلق بعقيدة زائغة، أو بالطعن بالصالحين، و هناك ترميم ثالث أن يتوب إلى الله، يستعيد توازنه، الترميم الثالث هو الصح والحق أن يصطلح مع الله، وأن يعترف بذنبه، بعد هذا هناك عدل إلهي:
﴿ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35) ﴾
﴿ وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102)﴾
﴿ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145)﴾
﴿ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) ﴾
من آثر رضا الناس على رضا الله عز وجل فطريقه إلى الله ليس سالكاً:
أما الآية التي تقصم الظهر:
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ(24) ﴾
ما دام هناك فسق الطرق إلى الله غير سالكة، إن كان آباؤكم، أمرك والدك بمعصية فآثرت رضاه على رضا الله:
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا (24) ﴾
أنت وكيل شركة من منتجاتها الخمر وألزمتك أن تستورد هذه الخمور، ولكن أرباحك منها فلكية، فإذا آثرت هذه التجارة المحرمة فالطريق إلى الله ليس سالكاً.
من آثر دنياه على آخرته شقي في الدنيا و الآخرة:
﴿ وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (24) ﴾
عند التعارض:
﴿ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ(24) ﴾
﴿ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ ﴾
﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ(24) ﴾
طرق مغلقة.
الفاسق إنسان زاغ عن الحق فعلينا الابتعاد عنه:
﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ (5) ﴾
لماذا زاغوا عن الحق ؟ لأنهم كانوا قوماً فاسقين:
﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) ﴾
الملخص إياك ثم إياك ثم إياك أن تتخذ قراراً بخبر من فاسق، تحقق:
﴿ قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) ﴾
لا تتخذ قراراً إلا بعد التحقق والتحقيق وإلا تندم أشد الندم.