- أحاديث رمضان
- /
- ٠15رمضان 1429هـ - خطاب الله للمؤمنين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
القرآن الكريم وما صحّ من السنة منهج كامل يقتضي أن تنفذ بنوده كلها:
أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس يا أيها الذين آمنوا آية اليوم:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(105) ﴾
هذه الآية يشم منها أنه في بعض الظروف عليك أن تهتم بنفسك فقط ودع عنك أمر العامة، الدعوة إلى الله قبل أن نتابع الحديث عن هذه الآية لابدّ من حقائق نضعها بين أيديكم، الحقيقة الأولى هؤلاء اليهود الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض إيمانهم ببعض الكتاب وكفرهم ببعضهم الآخر سبب هلاكهم، يجب أن نعتقد أيها الأخوة أن القرآن الكريم وما صحّ من السنة منهج كامل، هذا المنهج يقتضي أن تنفذ بنوده كلها، وكل أمر في القرآن الكريم وفي السنة الصحيحة يقتضي الوجوب، فإذا قال الله عز وجل:
﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾
هذا أمر يقتضي الوجوب.
الدعوة إلى الله فرض عين في حدود ما تعرف ومع من تعرف:
أنت لماذا تصلي ؟ لأن الله أمرك بالصلاة وهذا أمر آخر، فبينما أن تفهم الدين خمس عبادات شعائرية، وبين أن تفهم الدين عشرات ألوف الأوامر المتنوعة الشمولية التي تدور معك في كل حياتك بدءاًً من فراش الزوجية وانتهاءً بالعلاقات الدولية، الحقيقة الأولى أن الدعوة إلى الله فرض عين، الصلاة فرض عين أما صلاة الجنازة فرض كفاية إذا صلى البعض على هذا الميت الآخرون ليسوا مكلفين، الدعوة إلى الله فرض عين لولا الدليل لقال من شاء ما شاء، الدليل قال تعالى:
﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾
التواصي بالحق هو كالدعوة إلى الله فرض عين، ربع النجاة التواصي بالحق.
اتباع رسول الله يقتضي أن تدعو الناس على بصيرة:
لا تنجو إلا بأربعة أشياء أن تتعرف على الله، وأن تطبق منهجه، وأن تدعو إليه، وأن تصبر على معرفته، وتطبيق أمره، والدعوة إليه، آية ثانية:
﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾
آية ثالثة:
﴿ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾
فالذي لا يدعو إلى الله على بصيرة قطعاً ليس متبعاً لرسول الله ولأنه لا يتبع رسول الله هو لا يحب الله والدليل:
﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي ﴾
أول دليل، الثاني، الثالث من كتاب الله.
الدعوة إلى الله فرض عين ولكن الدعوة التي هي فرض عين في حدود ما تعرف ومع من تعرف، مع من تعرف أهلك، أولادك، أخوتك، أخواتك، أعمامك، أخوالك، زملاؤك، جيرانك، أهل حيك، رواد مسجدك، مع من تعرف وفي حدود ما تعلم، سمعت تفسير حديث فقط هذا الذي سمعته:
(( بلغوا عني ولو آية ))
فالدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم بدون استثناء.
أنواع الجهاد:
الآن: ومن لم يجاهد أو يحدث نفسه بالجهاد مات على ثلمة من النفاق، والجهاد أنواع:
1 – جهاد النفس والهوى:
جهاد النفس والهوى.
2 ـ الجهاد الدعوي:
هناك جهاد الدعوي:
﴿ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾
أن تعلم الناس القرآن، أن تعلم الناس سنة النبي العدنان، إذاً أتمنى أن تقنعوا معي أن كل واحد منكم مكلف بالدعوة إلى الله لكن في حدود ما يعلم، سمعت خطبة، سمعت تفسير آية، تفسير حديث، لست مكلفاً فوق ذلك، كدعوة هي فرض عين على كل مسلم ومع من تعرف، ولكن إذا قال الله عز وجل:
﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ﴾
هنا من للتبعيض، أي بعضكم أن يتفرغوا، وأن يتعمقوا، وأن يبدعوا ويتمكنوا من إيضاح أية قضية في الدين والرد على أية شبهة، هذه دعوة من نوع فرض الكفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الكل، هذه مهمة كبار العلماء.
الدعوة إلى الله فرض عين على المسلم وفرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الكل:
إذاً هناك دعوة إلى الله كفرض عين، يعني أنت لما تتأثر تأثراً بالغاً بدرس وتأخذ الشريط تقدمه لصديقك هذه دعوة، ليس شرطاً أن تحدثه أنت، لو أتيت به إلى المسجد هذه دعوة، لو أسمعته شريطاً هذه دعوة، لو قدمت له كتيباً صغيراً تأثرت به دعوة، لو حاورته هذه دعوة، لو خدمته تمهيداً لامتلاك قلبه هذه دعوة، فالدعوة إلى الله فرض عين وفرض كفاية، فرض عين على كل مسلم وفرض كفاية إذا قام بعض المسلمين بالتبحر، والتعمق، والتفرغ، ومتابعة العلم، حتى أصبحوا مراجع للدين أفتوا وبينوا ووضحوا وعززوا وما إلى ذلك.
إذاً هناك دعوة إلى الله تعد فرضاً عينياً وهناك دعوة إلى الله تعد فرضاً كفائياً.
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ: آية لها معنيان:
1ـ على الإنسان أن يحمل نفسه على معرفة الله و طاعته والدعوة إليه والجهاد في سبيله:
الآن في ضوء هذه المقدمة نقرأ هذه الآية:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(105) ﴾
هذه الآية قد تفهم فهماً خاصاً:
عن قيس ابن أبي حازم رحمه الله قال: قال أبو بكر بعد أن حمد الله وأثنى عليه: " يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير موضعها عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم، وإنا سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب "
عليكم أنفسكم أي اهتموا بأنفسكم، عرفوها بربها، احملوها على طاعة، احملوها على الجهاد في سبيله، هذه الآية من معانيها أن تحمل نفسك على معرفة الله، وعلى طاعته، وعلى الجهاد في سبيله، والجهاد أنواع، جهاد نفسي جهاد النفس والهوى، وجهاد دعوي:
﴿ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾
3 ـ الجهاد البنائي:
وجهاد بنائي، ابنِ نفسك، طور اختصاصك، كن قوياً كن في خدمة المسلمين.
4 ـ الجهاد القتالي:
جهاد قتالي.
5 ـ الجهاد الإلكتروني:
والآن هناك جهاد خامس جهاد إلكتروني، تدمير مواقع العدو.
من تسلح بالإيمان لن يستطيع الضال أن ينال منه:
على كل الجهاد أنواع، إذاً المعنى الأول احمل نفسك على معرفة الله، وعلى طاعته، وعلى الدعوة إليه، وعلى الجهاد في سبيله:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ (105) ﴾
فإن عرفتم نفسكم بربها، وحملتم نفسكم على طاعته، لا يستطيع الأعداء أن ينالوا منكم:
﴿ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ (105) ﴾
الضال ولو كان قوياً لا يستطيع أن ينال منكم لأنكم تسلحتم بسلاح الإيمان والإيمان قوة:
﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾
﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ ﴾
متى لا يستطيع العدو أن ينال منا ؟ إذا عرفنا ربنا، وطبقنا منهجه، وحملنا أنفسنا على مجاهدة النفس والهوى، وعلى الدعوة إلى الله، وعلى بناء النفس، وعلى الإعداد للعدو، هذا المعنى الأول.
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ (105) ﴾
2 ـ عليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة إذا انتشر الفساد:
أيها الأخوة هذا معنى رائع ومقبول ويأخذ الحد الأقصى، لكن معظم المسلمين إذا قرؤوا هذه الآية يفهمونها فهماً آخر، فهماً يتعلق بآخر الزمان إذا عمّ الفساد في الأرض، إذا أصبحت المادة هي كل شيء، أي:
(( إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ ))
شحاً مطاعاً، مادية مقيتة، يبيع الواحد آخرته بالدنيا، يبيع دينه بدينا غيره، وهوى متبعاً، الجنس، شغل الناس الشاغل، وإعجاب كل ذي رأي برأيه كبر وشهوة مسيطرة ومادية مقيتة هذه صفات آخر الزمان، هذه صفات الناس في آخر الزمان، يوم يذوب قلب المؤمن في جوفه مما يرى، ولا يستطيع أن يغير، إن تكلم قتلوه، وإن سكت استباحوه.
(( موت كقعاص الغنم ))
تطهير عرقي لا يدري القاتل لمَ يقتل، ولا المقتول فيما قُتل.
إذا وسد الأمر لغير أهله فلينتظر الإنسان الساعة:
أيها الأخوة، هذا المعنى دقيق جداً في آخر الزمان، شحاً مطاعاً، مادية مقيتة، وهوى متبعاً، الناس يلهثون وراء الجنس، خيانات زوجية، انحرافات، اختلاط، تقريباً من شدة ما يشاهدون على هذه الصحون التي هي أخطر من غزو الأعداء، هذا غزو داخلي، غزو ثقافي، محي الهوية، إنهاء الشباب، يعني الآن الشباب يأخذهم اتجاهان تطرفيان، تطرف تشدد تكفير تفجير، تطرف إباحية إلغاء القيم والإباحية، الإسلام شيء آخر، فلذلك أيها الأخوة:
(( إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ ))
في هذا الوضع الصعب .
(( وإذا كان أمراؤكم شراركم، وأغنياؤكم بخلاؤكم، وأمركم إلى نسائكم، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها ))
إذا وسد الأمر لغير أهله:
(( يوم يكون المطر قيظاً -قيظاً جاء المطر خمسة وعشرين ميليمتر قيظاً -والولد غيظاً، ويفيض اللئام فيضاً، ويغيض الكرام غيضاً ))
فانتظر الساعة، هناك أشراط صغرى وأشراط كبرى، معظم الأشراط الصغرى تحققت، ففي هذا الوضع الصعب:
(( إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوىً متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فالزم بيتك، وأمسك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة ))
على كل إنسان أن ينجو بنفسه إن نصح الآخرين و لم ينتصحوا:
تفهم الآية فهماً آخر:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ (105) ﴾
اكتفِ بنفسك ومن حولك، عليك بخاصة نفسك دقق ودع عنك أمر العامة، يعني
(( إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوىً متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فالزم بيتك، وأمسك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة ))
من هم خاصة النفس ؟ جيرانك، أخوان مسجدك، زملاء عملك، أصدقاؤك، أقرباؤك، هذا معنى خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة، فهذه الآية تفهم فهماً معاكساً.
(( إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوىً متبعاً ))
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ (105) ﴾
الناس في ضلال، في ضياع، غارقون في الشهوات، غارقون في أكل المال الحرام، غارقون في العدوان على أموال بعضهم بعضاً، وعلى أعراض بعضهم بعضاً، إذا كان الأمر كذلك ونصحتهم ولم ينتصحوا عليك بخاصة نفسك، أي انجُ بنفسك.
من استطاع أن يشد الآخرين إليه فليكن معهم وإلا فليبتعد عنهم:
أيها الأخوة، لكن قد يقول أحدكم هل معنى هذا أن أتقوقع في البيت وألا أعمل، أقول لك لا، أنا أعلمك مقياساً دقيقاً هذا المقياس الدقيق هو لعبة شد الحبل، كيف ؟ إن جلست مع الناس، ومكنك الله أن تؤثر فيهم، وأن تعرض أفكارك عليهم، هم يتقبلون منك ذلك فاجلس معهم، وإن رأيت نفسك تميل إليهم، وإلى أن تسلك سلوكهم جذبوك، أغروك، أغروك بمعصية، بتقصير، بشيء لا يرضي الله، إياك ابتعد عنهم، المقياس لعبة شد الحبل، إن استطعت أن تشدهم إليك كن معهم وإلا فابتعد عنهم، انجُ بنفسك.
من اهتدى بهدي الله عز وجل لن يضره كيد الأعداء:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (105) ﴾
المعنى الأول عليكم أنفسكم، عرفوها بربها، عرفوها بمنهجه، احملوها على طاعته، جاهدوا أنفسكم، عندئذ لن يستطيع عدوكم أن ينال منكم، عليكم أنفسكم، لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم لقوله تعالى:
﴿ مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾
المعنى الثاني:
(( إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوىً متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فالزم بيتك، وأمسك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة ))
هذه الآية تشبه آية:
﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾
قال علماء التفسير: تلقون بأيديكم إلى التهلكة إذا أنفقتم كل أموالكم، وتلقون بأيديكم إلى التهلكة إن لم تنفقوا شيئاً، فهذه الآية من الآيات التي تلفت النظر:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(105) ﴾
والمعنى الثاني كما قلت لكم.
على كل إنسان أن يفكر بأن يقدم للآخرين ما يشدهم إلى الله عز وجل:
إذاً الملخص الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم، قدم له شريطاً، ادعه إلى حضور خطبة، قدم له كتيباً، دلّه على عمل صالح، اعتنِ به، هذه دعوة في حدود ما تعلم ومع من تعرف، دقق، في حدود ما تعلم ومع من تعرف، مع من تعرف كما ورد في الحديث هم خاصة أنفسك، أقرباؤك، أهلك، جيرانك، أصدقاؤك، زملاؤك، أهلك الزوجة والأولاد، أقرباؤك الأعمام والأخوال والأصهار، أهلك، أقرباؤك، زملاؤك في العمل، جيرانك، الدعوة إلى الله فرض عين في حدود ما سمعت، خطبة درس، قرأت كتاباً، تأثرت بآية:
(( بلغوا عني ولو آية ))
إذاً ما لم تفكر أن تقدم شيئاً لإنسان آخر تأخذ بيده إلى الله فالمشكلة خطيرة، فإن لم تفعل فقد خسرت ربع النجاة بنص الآية الكريمة:
﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾