- أحاديث رمضان
- /
- ٠15رمضان 1429هـ - خطاب الله للمؤمنين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
بسم الله الرحمن الرحيم هناك حقيقتان في هذه التسمية هما:
أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس خطاب الله عزّ وجل للمؤمنين لقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا، الله سبحانه وتعالى خاطب المؤمنين بمئات الآيات وفي هذه الآية:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(172)﴾
النقطة الدقيقة أنك حينما تأكل لماذا أمرت أن تسمي الله عز وجل تقول بسم الله الرحمن الرحيم ؟ هناك حقيقتان في هذه التسمية.
1ـ أن تعزى النعمة إلى الله تعالى:
الحقيقة الأولى أن هذه النعمة التي أنعم الله بها عليك هي فضل من الله بسم الله، الذي يتوهم أنه سعى وكدّ وتعب وكسب المال وأنفق هذا المال في شراء هذه الحاجات متوهماً أنه دفع ثمنها نقول له بملء فمنا: أنت خاطئ، إنك لن تدفع ثمن هذا الذي أكلت لكنك دفعت ثمن خدمته، لذلك بسم الله هذه نعمة من نعم الله هذا المعنى الأول.
أنت حينما تسمي يجب أن تذكر أن هذه نعمة الله أكرمك الله بها، وأن الذي دفعته ثمناً ليس في الحقيقة ثمناً لها بل هو ثمن خدمتها.
2 ـ أن نتعامل مع النعمة وفق منهج الله:
المعنى الثاني الله عز وجل له منهج كيف ينبغي أن تأكل ؟ أن تأكل دون أن تسرف، أن تأكل باعتدال، أن تأكل طعاماً طيباً يعني حلالاً، البسملة تعني شيئين، تعني أن تعزى النعمة إلى الله أولاً وأن تتعامل معها وفق منهج الله ثانياً.
هذا معنى التسمية أن تعزى النعمة إلى الله أولاً كي تحبه، ذكرهم بآلائي، ونعمائي، وبلائي، وأن تتعامل مع هذه النعمة وفق منهج الله:
﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) ﴾
الطعام الطيب هو الطعام الذي اشتري بمال حلال وسمح الله بتناوله:
لذلك الآية الأولى:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (172)﴾
قف عند بائع العصير كم نوع يوجد ؟ أنا لا أبالغ الأنواع تزيد عن المئة، حرم الله عليك واحد إلى مئة، كم نوع من الطعام حلال أن نأكله ؟ حرم عليك الخنزير، فنسبة المحرمات إلى المحللات لا تساوي واحد بالمئة، لذلك يا أيها الذين آمنوا، يا من آمنتم بي، يا من آمنتم بعظمتي، يا من آمنتم برحمتي، يا من آمنتم بحكمتي، يا من آمنتم بقدرتي، يا من آمنتم بعدلي:
﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ (172)﴾
كُلْ طعاماً طيباً، الشيء الذي يلفت النظر:
(( يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))
أنا أتصور أن كلمة من طيبات ما رزقناكم الطعام الطيب هو الطعام الذي اشتري بمال حلال، وسمح الله بتناوله، شرطان، هو مباح أولاً واشتريته بمال حلال ثانياً.
الأشياء المحرمة لذاتها و الأشياء المحرمة لغيرها:
لكن العلماء قالوا: هناك شيء محرم لذاته وشيء محرم لغيره، أن يأكل الإنسان لحم خنزير نقول: هذا حرام لذاته، وأن يدخل الإنسان إلى مطعم ويأكل طعاماً حلالاً دون أن يدفع الثمن هذا حرام، لا لذات الطعام بل لغير الطعام، فإذا قال الله عز وجل:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (172)﴾
يعني كلوا طعاماً حلالاً، وكلوا طعاماً وفق منهج الله، ادفعوا ثمنه، وسموا بسم الله الرحمن الرحيم، كي تتذكروا أن هذا الطعام الذي أمامك هو من فضل الله عليك، وشيء آخر أن تتذكر منهج الله في الأكل والشرب، يا أيها الذين آمنوا يا من آمنتم بوجودي، و وحدانيتي، وكمالي، وبأسمائي الحسنى، آمنتم بعدلي وقدرتي وحكمتي، آمنتم بفضلي وكيف أنعمت عليكم:
﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ (172)﴾
ليكن الطعام مباحاً وليكن ثمنه من مال حلال:
(( أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))
زرت صديقاً لي في أحد الأعياد فاستقبلني والده، أراد أن يعرفني بعمره قال لي: أنا عمري ست و تسعون سنة ، وقد أجريت البارحة فحوصا كاملة، والنتائج كلها طبيعية ثم عرج على هذا فقال: والله ما أكلت حراماً في حياتي و لا أعرف الحرام، لا حرام النساء ولا حرام المال.
من حفظ النعمة في الصغر حفظه الله في الكبر:
لذلك هذا الذي سئل يا سيدي، ما هذه الصحة التي حباك الله بها ؟ قال: " يا بني حفظناها في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر، من عاش تقياً عاش قوياً ".
﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (172)﴾
يجب أن تعزو هذه النعمة إلى الله، أنا سمعت بالحرب العالمية الثانية كان رغيف الخبز يباع بليرة ذهبية، هناك قصة فرنسية مترجمة أن إنساناً ضلّ الطريق في الصحراء فكاد يموت جوعاً وعطشاً، حالت منه التفاتة فرأى عن بعد شجرة فهرع نحوها فإذا إلى جانبها غدير فشرب حتى ارتوى، لكنه على وشك الموت جوعاً ثم تولى إلى الظلّ فلاحت منه التفاتة فإذا بكيس كبير فسرّ به سروراً عظيماً وهو يحسب أن فيه خبزاً فتح الكيس فلم يجد فيه إلا لآلئ فصاح أسفاً وقائلاً وا أسفاه هذه لآلئ.
يعني إذا شخص معه مئة مليون ورق وما في خبز، لذلك أغنى رجل في العالم روتشيلد كان يقرض الحكومة البريطانية، دخل إلى غرفة الأموال أغلق الباب خطأ وصاح فلم يستجب له أحد ومات جوعاً، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة جرح أصبعه وكتب على الجدار أغنى رجل في العالم يموت جوعاً، هذا كأس الماء لا يقدر بثمن، يا أمير المؤمنين بكم تشتري هذا الكأس من الماء إذا منِعت عنك ؟ قال: بنصف ملكي، قال: فإذا منع إخراجه ؟ قال: بنصفي ملكي الآخر.
فكأس الماء نعمة، رغيف الخبز نعمة، قطعة الجبن نعمة، لي صديق فقد حريته لخمسين يوماً فلما أطلق سراحه ودخل إلى بيته قالت له زوجته: ما عندنا شيء، فبكى ذكر لها ما في البيت من مؤونة ومن مواد أولية تكفي لسنة فبكى استحياء من الله عز وجل، الطعام من نعم الله الكبرى يجب أن نأكله حلالاً أي اشتري بمال حلال:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(172)﴾
المؤمن مع المنعم و غير المؤمن مع النعمة:
أما الذي كفروا:
﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12) ﴾
المؤمن مع المنعم أما غير المؤمن مع النعمة، وفرق كبير بين أن تخترق النعمة إلى المنعم، تصور إنسان دخل لبيت ليأكل في طعام ما لذّ وطاب، عينه على الطعام أكل حتى شبع، ثم مشى وخرج من البيت، ثم لم ينتبه لصاحب هذا البيت، لصاحب هذه الدعوى، لمن قدم له هذا الطعام، إنسان لئيم فلذلك:
﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12) ﴾
أحياناً الإنسان يكون في البداية صادق:
﴿ كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ (142) ﴾
أي يبيع مواد أولية جيدة جداً، مواد غذائية، خطر في باله يبيع دخان يربح أكثر، بدأ بشكل صحيح، بدأ ببيع المواد التي أحلّها الله، لكن أحياناً يغريه الشيطان بمواد محرمة عنده تحف شرقية شخص سأله على طاولة زهر الثاني الثالث فأحضرها، مطلوبة:
﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ (142) ﴾
على كل إنسان أن يأكُل طعاماً طيباً و أن يسمي الله عز وجل قبل أن يأكل:
المحرم محرم، عليه طلب، لا يوجد عليه طلب، أرباحه كبيرة، صغيرة، أنا في أخ سمع شريطاً لمحاضرة ألقيتها في حفل افتتاح جمعية مكافحة التدخين والمواد الضارة ألقيتها في مكتبة الأسد، وحضرها لفيف كبير من العلماء، هذا سمع الشريط وهو يبيع الدخان فأخذ قراراً بإلغاء بيع الدخان لكن معه شريك، الشريك رفض قال له تعال نحسب أرباح المحل من الدخان، الأرباح كانت خمسة وعشرين ألفاً قال له أنا أدفع لك نصفها واتفقوا، جاء الموزع الذي يوزع لمئتين وخمسين محلاً في دمشق كم تريدون ؟ قال نريد أن تأخذ الذي عندنا نحن تبنا على الله، ما السبب ؟ قال له هذا الشريط، فسمعه حَوّل شركته من شركة توزيع دخان إلى شركة توزيع أغذية، نشر هذا المقال في إحدى مجلات دمشق.
أي كُلْ طعاماً طيباً وسمِّ الله عز وجل قبل أن تأكل كي تتذكر أن هذا الذي تأكله نعمة من نعم الله وكُل وفق منهج الله عز وجل.
على كل إنسان أن يشكر الله عزّ وجل على نعمه التي أنعم عليه بها:
أيها الأخوة، الآية الدقيقة:
﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) ﴾
إذاً الله عز وجل يريدنا أن نشكره:
(( يا داود ذكر عبادي بإحساني إليهم، فإن النفوس جبلت على حبّ من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها ))
الآن اسمعوا:
(( أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ، وَقَالَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ـ الآن دقق ـ ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ؟ ))
(( يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))
أي اجعل طعامك طيباً، ولا يكون الطعام طيباً إلا إذا كان مباحاً، واشتري بمال حلال، إذا كان مباحاً واشتري بمال حلال.
(( إن الله عز وجل، ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها ))
وهناك حديث آخر:
(( الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر ))
الطعام الطيب حسب رأي العلماء:
الآن ماذا قال العلماء عن شرح الطعام الطيب ؟ قال: ما أخلصناه لكم من الشبهات. هناك طعام فيه شبهات، يعني أحياناً هناك حلويات رجراجة هذه مستوردة أساسها عظام يا ترى هذا عظم غنم أم عظم خنزير ؟ فيه شبهة هذا الطعام دعك من هذه الشبهة، أنواع اللحوم تأتي معجونتها مستوردة تغلف في بلادنا يا ترى المعجونة حلال أم حرام ؟ يجب أن تتحرى الحلال، الكلام دقيق، قال الطعام الذي سماه الله طيباً هو ما أخلصناه لكم من الشبهة، وكل طعام فيه شبهة دعك منه، هناك معلبات لا تعرف كيف جمعت، هناك لحوم الكيلو بخمسين ليرة، أريد سندويشة همبرغر الكيلو بخمسين ما هذا اللحم ؟ الطعام الذي فيه شبهة ابتعد عنه، أحياناً الإنسان يسافر يأكل بيضاً ما فيه إشكال، إذا في إشكال على اللحم يأكل سمكاً، طعاماً بحرياً يتحرى الحلال.
ولا تتعرضوا لما فيه دنس كما أحله غير المؤمنين.
واشكروا لله الذي رزقكم هذه النعم إن كنتم إياه تعبدون، نحن عندنا ثلاث وجبات في اليوم بالإفطار طبعاً والآن صاروا في الليل ما تغيروا يجب أن نشكر الله على هذه النعم، أحياناً إنسان يكون ممنوعاً من الأكل يعطوه سيروم يشتهي أن يأكل أكلة رخيصة يشتهيها وهو من أغنى الأغنياء، أحياناً الله عز وجل يحرم الإنسان ما أباحه لبقية الناس.
إباحة الطيبات وتحريم الخبائث على المتقين ليستعينوا بها على عبادة الله عز وجل:
قال بعض العلماء: الطيبات التي أباحها الله هي المطاعم النافعة للعقول والأخلاق، والخبائث هي الضارة للعقول والأخلاق، فالخمر أم الخبائث، أباح الله الطيبات للمتقين كي يستعينوا بها على عبادة الله، وحرم عليهم الخبائث التي تضرهم لذلك هناك أشياء محرمة بالنص كيف ؟
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(90) ﴾
هناك أشياء محرمة بالدليل العام:
﴿ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ (157) ﴾
أي شيء ثبت أنه خبيث ينبغي أن يغطى بهذا الحكم.
أنواع الشكر:
أيها الأخوة، بقي أنواع الشكر، أنت حينما تعزو النعمة إلى الله فقد شكرتها، حينما تأكل يجب أن يمتلئ قلبك حباً لله، سمح لك أن تأكل، هناك أمراض تحول بينك وبين أن تأكل، حينما تشرب الكليتان تعملان بانتظام، لو أن هناك فشل كلوي لا تستطيع تشرب، لا يعرف نعم الله عز وجل إلا من فقدها فلذلك يجب أن تشكر أي أن تعزو النعمة إلى الله أولاً، والشكر الثاني أن يمتلئ القلب محبة لله، والشكر الثالث أن تعمل صالحاً وهذا من أعلى أنواع الشكر لقول الله عز وجل:
﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾