- أحاديث رمضان
- /
- ٠15رمضان 1429هـ - خطاب الله للمؤمنين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
مخاطبة الله عز وجل الناس بأصول الدين:
أيها الأخوة، الله سبحانه وتعالى خاطب المؤمنين بمئات الآيات يا أيها الذين آمنوا، ولم يخاطب الكفار إلا بآية واحدة يوم القيامة:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ (7) ﴾
جرت عادة القرآن الكريم أنه يخاطب الناس بأصول الدين، الدليل:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ (21) ﴾
العبادة أصل، ويخاطب المؤمنين بفروع الدين يا أيها الذين آمنوا، يعني يا من آمنتم بي موجوداً وواحداً وكاملاً، يا من آمنتم بأسمائي الحسنى وصفاتي الفضلى، يا من آمنتم بكمالي، برحمتي، بعدلي، بقدرتي، بعلمي، يا من آمنتم افعل كذا ولا تفعل كذا:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا (6) ﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾
هذه السلسلة الجديدة اخترت لكم فيها من بين مئات الآيات التي تتصدر بقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا ثلاثين حلقة إن شاء الله تبدأ بقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا.
الصبر أساس الدين:
أيها الأخوة، الآية الأولى:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ(153) ﴾
الحقيقة أصل الدين هو صبر، أودع الله فيك الشهوات، وبإمكان كل واحد منا أن يتحرك بهذه الشهوات مئة وثمانين درجة، المرأة مليون علاقة محرمة وهناك علاقة واحدة حلال الزواج، المال مليون طريق للكسب غير المشروع وهناك طرق للكسب المشروع، أية شهوة أودعها الله فينا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها فما هو الصبر ؟ أن تأتي حركتك وفق منهج الله، يعني الإنسان أحياناً يظلم فيقهر، أحياناً يقويه الله عز وجل فينتقم، الصبر إذا أردت أن تأخذ حقك دون زيادة:
﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ (40) ﴾
الدين كله أساسه الصبر، الصبر أن تتحرك وفق شهواتك في المجال الذي سمح الله به، فلذلك قال تعالى:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ (153) ﴾
أنت في دار عمل، أنت في دار ابتلاء، أنت في دار دنيا، أنت في دار إعداد، أنت في دار كدح:
﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴾
الصبر أن تتحرك وفق شهواتك في المجال الذي سمح الله به وأن تفهم على الله حكمته:
حينما يأتي الصبر كأحد أسباب النجاح معنى ذلك أنك تفهم على الله حكمته من إرسالك إلى الدنيا كي تتعرف إلى الله، وكي تصبر على طاعته، الفراش أكثر جذباً للإنسان من أن يستيقظ ليصلي، أودع الله فيك طبعاً وكلفك تكليفاً ولحكمة بالغة بالغة بالغة الطبع يتناقض مع التكليف، الطبع يدعوك أن تنام فراش وثير، ونمت في ساعة متأخرة، وتحتاج إلى ساعات طويلة كي تستيقظ نشيطاً فتابعت النوم، ولم تعبأ بصلاة الفجر وأمرك أن تصلي الفجر في وقته، فالطبع هو النوم والأمر التكليفي هو الاستيقاظ، يعني الإنسان طبعه أن يأخذ المال والتكليف أن ينفقه، طبعه أن يملأ عينه من محاسن المرأة والتكليف أن يغض البصر، الدين كله صبر:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ (153) ﴾
فالصبر أن تفعل شيئاً مكروهاً، حفتّ الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات:
(( أَلَا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ، ثَلَاثًا، أَلَا إِنَّ عَمَلَ النَّارِ سَهْلٌ بِسَهْوَةٍ ))
استرخِ، كُلْ ما تشاء، أطلق بصرك فيمن تشاء، تكلم ما تشاء، لا تعبأ بشيء، لا تؤدي أي واجب، عبادي هذه جهنم:
(( أَلَا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ، ثَلَاثًا، أَلَا إِنَّ عَمَلَ النَّارِ سَهْلٌ بِسَهْوَةٍ ))
لذلك الناس حينما يبتعدون عن الله يستمرؤون الشهوات، والنزوات، والانحرافات، والانغماس في الملذات، هذا شيء واضح جداً في عصر البعد عن الله عز وجل.
ما من شيء أحبّ إلى الله من شاب تائب يباهي به الملائكة:
المؤمن سلاحه الصبر:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ (153) ﴾
إلا أن الصبر:
﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ(10) ﴾
إنسان أعطاك مبلغاً، ألف لا مليون لا مئة مليون لا ألف مليون، كلها أرقام محدودة، أما هناك إنسان يعمل لك شيك ويوقعه لك يسمونه شيك مفتوح ضع أي رقم، هذا أعلى عطاء:
﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ(10) ﴾
ما من شيء أحبّ إلى الله من شاب تائب، ما من شيء أحبّ إلى الله من شاب تائب، إن الله عز وجل يباهي به الملائكة، يقول:
(( انظروا إلى عبدي، ترك شهوته من أجلي ))
تناقض التكليف مع الطبع:
الدين أساسه الصبر:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ (153) ﴾
الصبر على الطاعة، في غض بصر، في ضبط لسان، الإنسان يحب أن يخوض في فضائح الناس التكليف أن تستر، أن تصمت:
(( وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ))
إذاً التكليف يتناقض مع الطبع، هذا التناقض هو ثمن الجنة، لذلك حفتّ الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات، ومن أحبّ دنياه أضر بآخرته، ومن أحبّ آخرته أضر بدنياه.
المؤمن من صدق الله عز وجل و رضي بقضائه و قدره:
شيء آخر الصبر عن المعصية، أيها الأخوة الكرام، المعصية محببة، المعصية محسوسة والطاعة ثوابها بعد الموت مؤجل، فالإنسان إذا عطّل فكره فهو أمام شيء محسوس، هناك امرأة جميلة، بيت جميل، مركبة فارهة، كله محسوس والعطاء الأخروي تفتح كتاباً هو القرآن يقول لك:
﴿ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) ﴾
من هو المؤمن ؟ الذي صدق الله عز وجل،
﴿ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾
، إذاً أن تصبر على الطاعة وأن تصبر عن المعصية، صبر على وصبر عن والثالثة ليست سهلة وأن تصبر على قضاء الله وقدره، يعني الله عز وجل ما سمح لك أن تنجب جعلك عقيماً، العقيم المؤمن راض عن الله يا رب لك الحمد هذا اختيارك وأنا أقبل به، الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين، هذا عنده بعض الأمراض، هذا عنده دخل محدود، هذا علاقاته في عمله ليست كما يتمنى، لا يوجد شخص ليس عنده مشكلة، الآن أن تصبر على قضاء الله وقدره، صبر على الطاعة وصبر عن المعصية وصبر على قضاء الله وقدره المؤمن راض عن الله.
حدثني طبيب قال جاءنا مريض معه ورم خبيث منتشر في أحشائه قال لي: آلام هذا المرض لا تحتمل، والمرضى يصيحون بأعلى أصواتهم، قال لي: كلما دخل عليه إنسان يقول له: اشهد أنني راض عن الله، يا رب لك الحمد، قال لي عجيب، حينما يقرع الجرس يتهافت الأطباء على تلبية طلبه، قال أربعة خمسة أيام توفي لكن غرفته بالتعبير الدارج منورة، روحانيته عالية جداً، وكلما زاره إنسان يقول له: اشهد أني راض عن الله، يا رب لك الحمد، قال لي لحكمة بالغة بالغة ولأن الله عز وجل أراد أن يعطي هذه المستشفى بأطبائها وممرضيها درساً لا ينسى جاء مريض بالمرض نفسه بالغرفة نفسها ما في نبي ما سبه، يسب الذات الإلهية، يسب الأنبياء، إذا قرع الجرس لا أحد يجيبه، تدخل إلى غرفته في انقباض لا يحتمل، سوداوية، سبحانك يا رب المرض نفسه، الألم نفسه، شخص تلقى هذا القضاء والقدر بالرضا و شخص تلقاه بالسخط.
الصلاة قرب من الله عز وجل علينا الاستعانة بها و بالصبر:
لذلك أيها الأخوة، أنت مدعو إلى أن تصبر على طاعته، وعن معصيته، وعلى قضائه وقدره، ولكن الآية:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ(153) ﴾
الصبر سلبي الصلاة إيجابية، أنت لما تشرب دواء مراً يحتاج إلى صبر ولكن بعد الدواء المر هناك طعام نفيس، هذا الطعام النفيس يغريك أن تصبر، الصلاة عطاء، الصلاة قرب، الصلاة طمأنينة، الصلاة حب، الصلاة ذكر، الصلاة طهارة، الصلاة مناجاة، الصلاة ذكر، الصلاة قرب من الله عز وجل:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ(153) ﴾
أن تمتنع وبعد الامتناع هناك عطاء بالصبر والصلاة.
من كشف الحكمة في منع الله عز وجل عاد المنع عين العطاء:
أيها الأخوة، والله كنت في حمص في سفر دعيت إلى زيارة مريض يعني بعد أن التقيت به علمت أنه بهذه الحالة من سبع وعشرين سنة مشلول على الفراش لو حاولت أن ترفع معنوياته يرفع هو معنوياتك، زاره عالم قال له إن شاء الله المصير إلى الجنة، قال له أنا الآن في الجنة، أنا دهشت لهذا الصبر، لهذا التفاؤل، لهذا القرب من الله، بعد الساعة الثانية عشرة يبدأ بمناجاة الله عز وجل، قلت يا رب ما هذا الدين ؟ إنسان طريح الفراش من سبعة وعشرين عاماً وهو في أعلى حالاته مع الله، لذلك دقق ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء، أحياناً تعاني ما تعاني هذه المعاناة دفعتك إلى باب الله، أقبلت عليه، رجوته، دعوته، استغفرته، تبت إليه، سعدت بقربه، و هناك إنسان كل حاجاته مؤمنة، بعيد عن الله، بعيد عن المناجاة، بعيد عن الإقبال، بعيد عن الحب، فهذا الذي يعيش في بحبوحة تفوق حدّ الخيال هو في جفوة ما بعدها جفوة، وهذا الذي يعاني ما يعاني في قرب ما بعده قرب.
ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك، الناس ألفوا أن يذموا سلبيات بلدهم، والله أيها الأخوة كلما سافرت إلى بلد تذكرت خصائص هذه البلدة الطيبة، والله نحن في رمضان في عرس، إقبال الناس على المساجد عجيب، تعلقهم بالله عجيب، لعل هذا من بعض المشكلات التي يعانون منها، ربما منعك فأعطاك، وفي بلاد فيها بذخ وفيها ترف يفوق حدّ الخيال، مع هذا البذخ والترف لا يوجد إقبال على الدين إطلاقاً، أيهما أفضل أن يمنعك فيعطيك قربه أم أن يعطيك الدنيا وتحرم من قربه ؟
ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ))
الاستعانة بالصبر و الصلاة على تطبيق أحكام الدين:
هذه الآية منهج:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا (153) ﴾
على تطبيق أحكام الدين، استعينوا على الطاعات بالصبر، واستعينوا على ترك المعاصي بالصبر، واستعينوا على قضاء الله وقدره بالصبر، لذلك سيدنا علي له كلمة مذهلة يقول: والله لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً. أي قضاؤه بحكمة الله ورحمته قبل كشف الغطاء كيقينه بعد كشف الغطاء، له كلمة ثانية والله لو علمت أن غداً أجلي ما قدرت أن أزيد في عملي، يقينه بالآخرة بأعلى مستوى.
أيها الأخوة، والنبي عليه الصلاة والسلام كان إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة، لأن الله عز وجل قال:
﴿ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ (153) ﴾
صدق أيها الأخ الكريم لا سمح الله ولا قدر أبعد عنا جميعاً الآلام والمصائب، لكن لو لاح لك شبح مصيبة وبادرت إلى الصلاة كما أثر عن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة، الله عز وجل يفرج عنه ويقوي عقيدته.
المعية الخاصة و المعية العامة:
لكن أدق شيء في الموضوع أن الله عز وجل حينما يقول:
﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19) ﴾
مع المتقين، مع الصادقين، مع التوابين، مع المتطهرين، هذه معية خاصة هو معك بالنصر، هو معك بالتأييد، هو معك بالسكينة، السكينة أين وجدها أهل الكهف ؟ بالكهف، أين وجدها سيدنا إبراهيم ؟ في النار، أين وجدها يونس ؟ في بطن الحوت، أين وجدها النبي عليه الصلاة والسلام ؟ في غار ثور، يا رسول الله لقد رأونا (في الغار) قال له:
(( يَا أَبا بَكْرٍ مَا ظَنّكَ بِاثْنَيْنِ الله ثَالِثُهُمَا ؟ ))
فلذلك المعية الخاصة مهمة جداً:
﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19) ﴾
مع المتقين، مع الصادقين، معهم بالنصر، والتأييد، والحفظ، والتوفيق، والنجاح، أما إذا قال الله عز وجل:
﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ (4) ﴾
هذه معية عامة يعني معكم بعلمه.
كلما ازددت علماً ازددت صبراً والصبر يلغي الحقد:
آخر شيء راقب إنسانين طفل صغير على كرسي طبيب الأسنان وإنسان راشد، يقول للراشد أحتاج إلى مخدر والمخدر لا يحتمله قلبك، لذلك أنا مضطر أن أجري هذا العمل الجراحي من دون مخدر فاصبر، لأنه راشد ويعرف أن الطبيب ماهر جداً، وعلمه كبير، ويعمل لمصلحته، أنا ألاحظ بعض المرضى حينما يحاول الطبيب أن يجري عملاً جراحياً من دون مخدر يضغط على الكرسي هناك ألم شديد، لكن علمه بعلم الطبيب، وحكمة الطبيب، وفهم الطبيب، وحرص الطبيب على مصلحته هذا العلم يدعوه إلى أن يصبر، الآن طفل صغير لما يبدأ الطبيب يعمل معه عملاً يبكي، يرفع صوته، يتحرك حركات غير معقولة، أحياناً يضرب الطبيب إذا كان طفلاً صغيراً جداً لماذا لم يصبر ؟ لأن علمه ناقص فكلما ازددت علماً ازددت صبراً، والصبر يلغي الحقد، أنت حينما توحد وتؤمن بأن الله بيده كل شيء، وأن كل شيء وقع أراده الله، وأن كل شيء أراده الله وقع، لا تحقد على أحد تصبر، هذا الشيء سمح الله به مادام الإله العظيم الكامل كمالاً مطلقاً سمح به إذاً هو خير، لذلك قالوا: لكل واقع حكمة وقد يكون الموقع مجرماً، لكن ما دام الله سمح بهذا الشيء هناك حكمة.
وإن شاء الله نتابع هذه السلسلة من الدروس الآيات التي تبدأ بـ: يا أيها الذين آمنوا