- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
حقيقة أشار إليها القرآن :
أيها الأخوة المؤمنون, وقعت تحت يدي مقالةٌ قرأتها صباح اليوم، فاستنبطت منها: أن الإنسان غالباً في غفلةٍ عن هذا التوافق الرائع بين بنية جسمه، وبين تركيب المواد الغذائية التي يأكلها، إن الذي خلقه هو الذي خلق هذا النبات، ولا بدَّ من أن يكون هذا النبات خُلق خصيصاً له .في آياتٍ كثيرةٍ إشارات إلى هذه الحقيقة، ولكن قد نقرأ القرآن, ونحن عنه غافلون، يقول ربنا عزَّ وجل:
﴿وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ﴾
هذه الأنعام مذللةٌ لكم، أي خلقت خصيصاً بهذه البنية، وهذا التركيب، وهذه الطباع، خلقت لكم خصيصاً, قال تعالى:
﴿وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا﴾
ما هي الفيتامينات الموجودة في الملفوف, وما هي فوائده, وما هي استطباباته ؟
يحوي الملفوف أعلى درجة من الفيتامين ( ث ، c) من بين كل الخضروات، حتى أن نسبة هذا الفيتامين فيه أعلى من نسبته في الليمون، وينبت هذا النبات في الشتاء، وأمراض البرد معروفة
فما هذا التوافق العجيب بين كون هذا النبات ينبت شتاءً، وبين أن أعلى نسبةٍ من الفيتامين ( ث ) الذي يقاوم أمراض البرد موجودةٌ في هذا النبات, وفي الليمون والحمضيات، ويحتل الملفوف الدرجة العليا في نسبة هذا الفيتامين ( ث) .شيءٌ آخر، يحوي الملفوف فيتامينات أخرى، كالفيتامين ( ب ، ك), وفيه معادن، كالكلس، والكبريت، والفوسفور .
قال العلماء: إن هذا النبات يزيل التعب، ويقاوم الزكام، ويشفي من الطَفح الجلدي، ويقوي الشعر والأظافر، وينمِّي العظام، وهذه استطباباته الوقائية .
وأما استطباباته العلاجية، فهو يقاوم ديدان البطن، والتهاب القصبات، وهو مفيدٌ للأطفال والمراهقين، لأن فيه نسبةً عاليةً من الكلس تساعد على نمو عظامهم، وهو علاجٌ للقصور الكلوي
ففيه البوتاس الذي يطرد الماء الزائد من الأنسجة، فهو علاجٌ فعالٌ للأمراض الكلوية، وفيه علاجٌ لأمراض القلب، وفيه مادةٌ مشابهةٌ تماماً للأنسولين، إذاً: فيه علاجٌ لمرض السكر، وفيه علاجٌ من حالة التسمم الدوائي، وفيه علاجٌ لمرض القَرحة، وهو مبذولٌ في الأسواق .كأن هذا الغذاء الذي نظن أنه غذاء، إنما هو إلى أن يكون دواءً أقرب، كأن هذه النباتات التي خلقها الله عزَّ وجل، خلقها لتحقق طباً وقائياً، وإذا كان الخلل حققت طباً علاجياً .
إليكم هذه القدرة التي أبدعت هذا التكوين بين بنية الإنسان وبين بنية النبات ؟
يجب أن نعلم علم اليقين، أن الذي خلق الإنسان هو الذي خلق هذا النبات، ما هذا التوافق العجيب؟ ما هذه العلاقة الوشيجة بين بنية خلق الإنسان، وبين نسب هذه المواد في هذا النبات؟ إنه الله سبحانه وتعالى أيها الأخوة, قال تعالى:
﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَتَاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾
﴿قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ﴾
موعظة وعبرة :
أيها الأخوة المؤمنون, يقول النبي عليه الصلاة والسلام:
((أمرني ربي بتسع: خشية الله في السر والعلانية، كلمة العدل في الغضب والرضا، القصد في الفقر والغنى، وأن أصل من قطعني، وأعفوا عمن ظلمني، وأُعطي من حرمني، وأن يكون صمتي فكراً، ونطقي ذكراً، ونظري عبراً))
إذا قرأت، إذا نظرت، إذا تأملت، لا تنسَ أن تستنبط الموعظة، لأن الله سبحانه وتعالى بثَّ في الأرض آياتٍ للموقنين، وبثَّ في النفس آياتٍ لا حصر لها، وبثَّ في السموات والأرض آيات لا حصر لها، هذه الآيات إذا مررت عليها, وأنت عنها غافل، كانت الحسرة يوم القيامة، ونحن أحياء يجب أن نتفكر في خلق السموات والأرض .