- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
الأضرار التي تصيب كل من يدمن على التدخين :
أيها الأخوة الأكارم, عقدت لجنةٌ من الأطباء اجتماعاتٍ طويلة لتدريس موضوع الدخان, وتليت محاضرات قيمة، وتوصَّل المجتمعون إلى تقريرٍ: كتب في ثلاثمئة وسبعة وثمانين صحيفة، ونشر هذا التقرير في الصحافة العالمية، فكان من فقرات هذا التقرير:
أن الدخان ضارٌ بالصحة حتماً، وسببٌ رئيسيٌ لعددٍ كبيرٍ من الأمراض المميتة، والسبب؛ أن أوراق الدخان تحوي على أشباه قلوياتٍ سامة، في طليعتها النيكوتين، فواحد من عشرة من الغرام من النيكوتين يكفي لقتل كلبٍ متوسط الحجم، ونقطة واحدة في عين فأرة، تقتلها فوراً، وأربع قطراتٍ تحقن تحت جلد حصانٍ، يموت في أربع دقائق .
والدخان أيها الأخوة، له أضرارٌ تشمل جميع أجهزة الجسم، من هذه الأجهزة؛ جهاز التنفس، الدخان ينقص الوظائف التنفسية، ويؤدي إلى التهاب الأنف و البلعوم التهاباً مزمناً، وإلى التهاب الحنجرة والقصبات، وإلى انتفاخ الرئة وتصلبها، ونسبة السرطان عند المدخنين، ثمانية أمثال عند غير المدخنين، والدخان يعطِّل وسائل الدفاع في الطرق التنفسية .
في الحنجرة، في الرغامى، زغاباتٌ على جدرانها، لها حركةٌ نحو الأعلى دائماً، فكل جسم غريب تدفعه نحو الأعلى، إلى أن يلفظه الإنسان من فمه، هذه الزغابات تصاب بالشلل بفعل التدخين، فتصبح الرغامي بؤرةً للإنتانات الخطرة، لذلك التدخين هو سبب التهاب القصبات المزمن، هذا عن جهاز التنفس .ولكن الشيء الخطر، هو جهاز الدوران, فالدخان يحرر نسباً عاليةً من الأدرينالين، وتبلغ هذه النسبة ثلاثةً وأربعين في المئة، هذه المادة إذا غضب الإنسان، أو إذا خاف، تفرز في دمه من أجل أن تعينه على نشاطٍ إضافي، تفرز هذه المادة عند المدخن بشكل طبيعي
فإذا كانت في الدم سرَّعت ضربات القلب، وقبضت الشرايين، وتصلَّبت، فإذا انقبضت الشرايين وتصلبت، ارتفع الضغط، وإذا ارتفع الضغط، أصيب الإنسان بالذبحة الصدرية، أي ضيقٌ في الشريان الإكليلي، الذي يغذي القلب، هذه بعض الحقائق التي توصل إليها العلماء .
الفتوى التي صدرت من علماء الشريعة بشأن السيجارة :
أيها الأخوة, قديماً كان العلماء في حيرةٍ من أمر الدخان أفتى بعضهم بحله، وأفتى بعضهم بكراهته، وأفتى بعضهم بحرمته، والسبب؛ أن المعطيات العلمية لم تكن بين أيديهم وقتها، فالذي أفتى بحرمته, أخذ رأي أن كل ضارٍ حرام، وأن الله عز وجل حرَّم الخبائث، والذي أفتى بحلِّه، لم يَرَ به بأساً، لكن بعد وصول العلم إلى هذه النتائج الخطيرة من الدخان، بأنه يحرر نسباً عاليةً من الأدرينالين، هذه المادة تعين على تسرُّع القلب، وعلى تصلُّب الشرايين، ولا سيما الشريان الإكليلي التاجي، الذي يغذي القلب، وأكثر الذبحات الصدرية، بسبب إدمان الدخان، من هنا توصل العلماء إلى حرمته مطلقاً .
في الأسبوع المقبل إن شاء الله :
أيها الأخوة, وهناك مضار أخرى، أبحثها إن شاء الله في أسبوعٍ قادم، حتى يتضح للذين يدخنون، أنهم يؤذون صحتهم، ويسبب لصحتهم أمراضاً، ليس أقلها أمراض القلب، يعني هناك أمراض، تصيب التنفس، تصيب الحواس، تصيب الجهاز العصبي، لكنها أمراض ليست خطرة إلى حدِّ الموت، أما أمراض القلب فإنها أمراضٌ مميتة .
أيها الأخوة الأكارم, نهانا النبي عليه الصلاة والسلام عن الخبائث، وأمرنا الله سبحانه وتعالى بالطيبات، ونهانا عن الخبائث، والدخان من الخبائث .