- أحاديث رمضان / ٠12رمضان 1426هـ - الاسماء والفوائد
- /
- 1- رمضان 1426 هـ - الفوائد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
للعبد ستر بينه وبين الله وستر بينه وبين الناس فمن هتك هذا الستر هتك الله ستره:
أيها الأخوة الكرام، مع عدد من فوائد جليلة للعالم الجليل ابن القيم الجوزية ـ رحمه الله تعالى ـ من كتاب الفوائد، إحدى هذه الفوائد: " للعبد ستر بينه وبين الله، وستر بينه وبين الناس، فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس ".
الله عز وجل من أسمائه أنه ستار، وقد يظهر الله محاسنك، ويستر عن الناس عيوبك، فما دمت تحتمي بهذا الستر، وتقدر هذا الستر، وما دمت تخاف أن تسوء العلاقة بينك وبين الله، فالله سبحانه وتعالى بتكرم منه يبقي الستر الذي بينك وبين الناس قائماً، يحفظك، ويسترك، و يخفي عن الناس ما أنت عليه، وهذا من أسماء الله الحسنى.
والمؤمن الصادق له من هذا الاسم نصيب، المؤمن الصادق ليس فضاحاً، بل يستر على الناس عيوبهم وأخطاءهم.
لا تستطيع أن تُقبل على الذات الإلهية الكاملة إلا بكمال مشتق منها وهذا هو الكمال الأصيل:
قال عز وجل:
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (180) ﴾
من معاني هذه الآية: أنك لا تستطيع أن تتقرب إلى الله إلا إذا اشتققت من أسمائه الحسنى أخلاقاً تتعامل بها مع الناس، فإذا كان الله ستيراً ينبغي أن تتخلق أنت بهذا الخلق، فإذا تخلقت بهذا الخلق كان هذا الخلق باباً لك إلى الله، ووسيلةً تقبل بها على الله، هذه قاعدة عامة تؤخذ من هذه الآية، الله عز وجل رحيم، فإذا رحمت الخلق تستطيع برحمتك للخلق أن تُقبل على الله الرحيم، فأنت لا تستطيع أن تُقبل على الذات الإلهية الكاملة إلا بكمال مشتق من الذات الإلهية، وهذا الكمال المشتق من الذات الإلهية هو الكمال الأصيل، هي الأخلاق الصحيحة التي لا تتبدل، ولا تتغير، ولا تتأثر.
الأخلاق التي لم يكن مصدرها اتصالاً بالله عز وجل تنهار وتتبدل وتتغير عند أي استفزاز:
لا بد من التنويه هنا إلى أن الإنسان أحياناً بذكائه يعامل الناس معاملة طيبة، هذه الأخلاق التي لم يكن مصدرها اتصالاً بالله عز وجل، ولا صبغة من الله عز وجل، هذه أخلاق الأذكياء، تنهار، وتتبدل، وتتغير عند أي استفزاز، أو عند أي خطر يهدد مصالح الإنسان، ولو وسعنا هذا الموضوع لوجدنا أن العالم الغربي استطاع بطرح قيم رائعة جداً أن يخطف أبصار أهل الأرض، لكن حينما هددت مصالحه انقلب إلى وحش كاسر، والله سبحانه وتعالى متكفل ألا يغش أحداً بأحد.
فالذي بينه وبين الله ستر حافظ عليه، وقدره، وشكر الله على أن ستره، ما كان الله ليفضح هذا الإنسان في عقر داره.
لكن من هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس:
(( اعمل لوجه واحد يكفيك الوجوه كلها ))
الأمر كله بيد الله، والإنسان مهما يكن ذكياً، وقد أحكم أموره، وقد سدّ كل الثغرات، وقد هيأ لكل الاحتمالات، لا يستطيع أن يحمي نفسه من فضيحة، لأن الأمر بيد الله وحده، يؤتى الحذر من مأمنه:
(( ولا ينفع ذا الجد منك الجد ))
صاحب الحيلة، والذكاء، وقوة الإدراك، صاحب المكر والكياسة، لا يستطيع أن يحول بينه وبين أن يفعل الله معه ما يريد.
من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس:
بالمناسبة:
(( إن الله إذا أحب إنفاذ أمر سلب كل ذي لب لبه ))
هذا الكلام يقود إلى التوحيد، من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، وللعبد ستر بينه وبين الله، وستر بينه وبين الناس، فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس، وما دمنا في هذا الموضوع فهناك بعض الأحاديث.
حديث يشير إلى أنه:
((...... ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته ))
هناك إنسان قناص، همه أن يثير الفضائح، وكل إنسان يدقق في خصوصياته ويفضحه، فعقابه من الله عز وجل أن يفضحه في عقر داره، ولا تستطيع مهما كنت كيساً، وذكياً، وعاقلاً، أن تحول بين الله وبين أن يكشف سترك.
للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه:
فلذلك أيها الأخوة، لن تستطيع أن تتقرب من الله بقربة أبلغ من أن تشتق كمالاً منه، بهذا الكمال الذي تشتقه منه يمكن أن يكون وسيلة لك إلى الله، وهذا فحوى قوله تعالى:
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
هذه فائدة.
للعبد رب هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه، فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه، ويعمر بيته قبل الانتقال إليه.
لا بد من توضيح هذه الفائدة بمثل: لو تصورنا أن بلداً فيه نظام إيجارات عجيب، يستطيع مالك البيت أن يطرد المستأجر في أية لحظة، من ليل أو نهار، بل في أية ثانية، ولا يستطيع المستأجر أن يأخذ من أغراضه شيئاً إطلاقاً، وبلا سابق إنذار، وبلا قاعدة، هذا المستأجر له دخل كبير، هل من العقل أن يضع كل دخله في هذا البيت الذي هو مستأجر له، وقد يطرد منه بأية ثانية، وكل شيء اشتراه لهذا البيت يبقى في هذا البيت، حتى متاعه الشخصي ؟ هكذا النظام، افترضوا نظام إيجار هكذا، هل من العقل أن تضع كل مالك في هذا البيت ؟ لأنه في ثانية واحدة تطرد منه، لكن لك بيت بعيد وهو ملكك، وهو على الهيكل، أليس العقل كل العقل أن تنفق مالك في كسوة ذلك البيت، وفي تأسيس ذلك البيت، وفي إعمار ذلك البيت، لأن مصيرك إليه.
هذا هو الذي أتمنى أن يكون واضحاً، هذه الدنيا كل شيء تملكه فيها منوط بدقات قلبك، منوط بشرايينك، منوط بسيولة دمك، منوط بنمو خلاياك، لو أن هذه الخلايا نمت نمواً عشوائياً انتهى كل شيء، أصبح الإنسان خبراً ونعوة، لو أن هذه الشرايين ضاقت دخل الإنسان في متاعب لا حصر لها، لو أن هذا الدم تجمد، لو أن هذا القلب توقف عن النبض، فهذه الدنيا كل شيء تملكه فيها ينتهي بأحد هذه الحالات، كان رجلاً فصار خبراً، والله عز وجل قال:
﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ﴾
الخاسر من وقف في خندق معادٍ للحق:
إذاً أن تضع كل إمكاناتك، وكل مكتسباتك في هذه الدنيا الزائلة، من يفعل هذا يكون على قدر لا حدود له من الغباء، لذلك:
(( الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني ))
فللعبد رب هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه، فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه، وأن يعمر بيته قبل الانتقال إليه.
الآن في الدنيا، بدائرة معينة، شاعت فكرة أن مدير هذه الدائرة سوف ينتقل إلى مكان آخر، وسوف يأتي فلان مكانه، بعض الموظفين الأذكياء يقيمون علاقة طيبة قبل أن يكونوا تحت إمرة هذا الجديد، الآية الكريمة:
﴿ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) ﴾
هذا الذي يعادي ربه، هذا الذي يقف في خندق معادٍ للحق، هذا الذي يتفلت من منهج الله عز وجل، ما موقفه حينما يلقى الله عز وجل ؟ ورد في بعض الآثار:
" أن عبدي قد أعطيتك مالاً فماذا صنعت فيه ؟ قال يا رب لم أنفق منه شيئاً مخافة الفقر على أولادي من بعدي، قال ألم تعلم بأني أنا الرزاق ذو القوة المتين، إن الذي خشيته على أولادك من بعدك قد أنزلته بهم.
" ويقول لعبد آخر: عبدي أعطيتك مالاً فماذا صنعت فيه ؟ قال يا ربي أنفقته على كل محتاج ومسكين لثقتي بأنك خير حافظ وأنت أرحم الراحمين، فقال الله عز وجل أنا الحافظ لأولادك من بعدك ".
على الإنسان أن يهيئ جواباً لله عن كل عمل يقوم به لأن الله عز وجل مطلع على نواياه:
أخواننا الكرام، في الحياة عبر كثيرة جداً، سألوا مرة طالباً نال الدرجة الأول في الشهادة الثانوية: بمَ نلت هذا التفوق ؟ فأجاب إجابة رائعة جداً، قال: لأن لحظة الامتحان لم تغادر ذهني ولا ساعة في العام الدراسي.
ويقاس على ذلك أن المؤمن كلما همَّ بعمل ماذا أجيب الله عن هذا العمل ؟ همّ بتطليق زوجته، يا ترى معي الحق بتطليقها ؟ همَّ بفض هذه الشركة، يا ترى هل هو مصيب في هذا أم مخطئ ؟ دائما وأبداً المؤمن يتصور أن الله يسأله، فماذا يكون جوابه لله عز وجل ؟ وأنا أحياناً كثيرة حينما استفتى في موضوع الوصية، أقول له: معك جواب لله ؟ قد يكون له بنت فاتها قطار الزواج، وبناته الأخيرات متزوجات، فإذا أعطى هذه البنت شيئًا من ماله في حياته ليضمن لها كرامتها بعد موته فلا مانع، معك جواب لله عز وجل، أحياناً إنسان يحابي زوجته الثانية، فيكتب لأولادها ما لا يكتبه لأولاد الأولى.
(( إن الرجل ليعمل، أو المرأة، بطاعة الله تعالى ستين سنة، ثم يحضرهما الموت فيضاران في الوصية فتجب لهما النار ))
العبرة أيها الأخوة قبل أن تقطع، قبل أن تصل، قبل أن تعطي، قبل أن تأخذ، قبل أن تغضب، قبل أن ترضى، قبل أن تفعل شيئاً هيئ لله جواباً، هيئ لله جواباً، وافعل، لأن الله عز وجل مطلع على نواياك، وهذا معنى الحديث النبوي الشريف:
(( إذا لم تَسْتَحِ فاصْنَعْ ما شئت ))
من معاني هذا الحديث: إذا لم تستحِ من الله بهذا العمل امضِ فيه، ولا تعبأ بأحد، أحياناً يكون هناك عمل مرفوض اجتماعياً، لكنه مقبول عند الله عز وجل، وأنت مغطى عند الله، فإذا كنت مغطى عند الله، ولا تستحي من الله من هذا العمل فامضِ به، ولا تعبأ بأحد.
إضاعة الوقت أشد من الموت:
آخر فائدة: إضاعة الوقت أشد من الموت، كيف ؟ قال: لأن إضاعة الوقت يقطعك عن الله والدار الآخرة، بينما الموت يقطعك عن الدنيا وأهلها، والفرق كبير جداً، إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن الموت يقطعك عن الدنيا، وهي زائلة في الأساس، لكن إضاعة الوقت يقطعك عن الآخرة.
بالمناسبة أيها الأخوة، مركب في أعماق أعماقِ أعماقنا أن الوقت أثمن من المال، الدليل: لو أن الإنسان لا سمح الله أصابه مرض عضال، وتقتضي أجرة العملية أن يبيع بيته، لا يتردد ثانية واحدة في بيع بيته الذي لا يملك غيره، من أجل إجراء عملية يتوهم أنها تمد في حياته بضع سنوات.
الآن لو أن إنسان أمسك خمسمئة ألف، وأحرقها بيده، أمام ملأ، ماذا يحكم عليه ؟ بأنه فاقد العقل، لأنه أتلف ماله، إذاً إتلاف المال يعد سفهاً، فإذا أتلف وقته، والوقت أثمن من المال، يعد متلف الوقت أشد سفهاً من الذي يتلف ماله، لأنك أنت وقت، أنت بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منك، أنت بالتعريف الدقيق وقت، أو أثمن شيء تملكه هو الوقت، أو رأسمالك الوحيد هو الوقت، وإضاعة الوقت من المقت، هذه حكمة أخرى ـ إضاعة الوقت من المقت ـ فأنت حينما تضيع وقتك تضيع نفسك.
﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾
﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) ﴾
فأنت وقت، وإضاعة الوقت من المقت، وإضاعة الوقت أخطر من الموت ، الموت يقطعك عن الدنيا، لكن إضاعة الوقت تقطعك عن الدار الآخرة.
الوقت ينفق إنفاقاً استهلاكياً أو إنفاقاً استثمارياً:
بالمناسبة أيها الأخوة، الوقت يمكن أن ينفق إنفاقاً استهلاكياً، ويمكن أن ينفق إنفاقاً استثمارياً، ومعظم أهل الأرض ينفقون أوقاتهم إنفاقاً استهلاكياً، يأكل، ويشرب ، ويسترخي، ويفعل ما يريد، ويلتقي مع من يريد، ولا يقوم بأي عبادة، ولا أي طاعة، ثم يفاجأ بخبر صاعق سماه الله مصيبة الموت، والإنسان مادامت صحته مقبولة ينسى الموت ، أما حينما يأتي المرض إلى عضو خطير، أو إلى جهاز خطير، أو التقرير خطير، عندئذٍ ينسى كل شيء، فهذه الحقيقة المرة يؤكدها النبي عليه الصلاة والسلام بحديث أنا والله أصف هذا الحديث أنه يقصم الظهر، يقول عليه الصلاة والسلام:
(( بَادِرُوا بالأَعْمَالِ الصالحة، ما ينتظر أحدكم من الدنيا، هَلْ تُنْظَرُونَ إلا فَقْراً مُنْسِياً ))
أنت الآن صحيح معافى، لك بيت، لك زوجة، لك أولاد، واليوم كالبارحة وغداً كاليوم، لكن إلى متى هذا الوضع ؟ شئت أم أبيت، أحببت أم كرهت، رضيت أم غضبت، هناك تطور سيكون في المستقبل.
(( ما ينتظر أحدكم من الدنيا ؟ ))
أي مضي الأيام ماذا بعده ؟
(( إلا غِنَىً مُطْغِياً، أو فَقْراً مُنْسِياً، أو مَرَضاً مُفْسِداً ))
مرض عضال، انتهى، شلل، خثرة بالدماغ، فقد بصره، فقد سمعه، فقد ذاكرته، والعياذ بالله هناك أمراض تنسيك الدنيا بأكملها.
(( أو هَرَماً مُقَيِّداً ))
تتقدم به السن، ولم يكن في شبابه على طاعة الله، ونعوذ بالله من خريف العمر، حشري، يعيد القصة مئات المرات، لا يحتمل، ثقيل الظل، يهرب أهله منه، ممكن،
(( أو مَرَضاً مُفْسِداً، أو هَرَماً مُقَيِّداً ))
(( ما ينتظر أحدكم من الدنيا إلا غِنَىً مُطْغِياً، أو فَقْراً مُنْسِياً، أو مَرَضاً مُفْسِداً، أو هَرَماً مُقَيِّداً، أو مَوْتاً مُجْهِزاً ؛ أو الدجال ))
كما تسمعون وترون، يطرح قيماً رائعة، يمارس ممارسات إجرامية، يقول لك: أنا أتيت من أجل الحرية، هذا الدجال.
(( شرُّ غائِبٍ يُنْتَظَر ؛ أو السَّاعَةُ، والساعة أدهى وأَمَر ))
الإنسان وقت و كلما انقضى يوم انقضى بضع منه:
الآن حينما يقع زلزال ألا ترون ماذا يحصل ؟
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) ﴾
أخواننا الكرام، وقع بالقاهرة زلزال، لي قريب هناك يقسم بالله العظيم أن امرأته من شدة خوفها عند وقوع الزلزال أخذت ابنها الرضيع، وانطلقت خارج البيت لا تلوي على شيء، وفي الطريق تبين لها أن الذي أخذته ليس ابنها الرضيع، بل حذاء زوجها،
﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ﴾
زلزال باكستان، الأعاصير في أمريكا،
﴿ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾
الله يحفظ بلادنا.
أيها الأخوة، إذاً أنت وقت، فإما أن تنفق وقتك إنفاقاً استهلاكياً كما يفعل معظم الناس، وإما أن تنفقه إنفاقاً استثمارياً، فتفعل في الوقت الذي سيمضي عملاً ينفعك بعد مضي الوقت.