- أحاديث رمضان / ٠12رمضان 1426هـ - الاسماء والفوائد
- /
- 1- رمضان 1426 هـ - الفوائد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
مقدمة عن النفس:
أيها الإخوة الكرام، يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: " كلما ازددت علماً ازددت علماً بجهلي ".
و يقول بعض العلماء الغربيين: " لم تبتل بعض أقدامنا ببحر المعرفة "، فإذا اقتربنا من موضوع الإنسان كل التقدم في كشف قوانين الجسم أما قوانين النفس لا نزال في البداية، لكن هذا لا يمنع من أن نكتشف قوانين النفس من خلال القرآن و حديث سيد الأنام.
الانطلاق من قوله تعالى:
﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾
أي ما السنن التي تنتظم النفس البشرية ؟ من هذه السنن أنها تكتشف خطأها بذاتها:
﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا﴾
ذاتياً:
﴿ فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾
من هذه السنن أن: يا داود ذكر عبادي بإحساني إليهم، فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها، و بغض من أساء إليها.
من هذه السنن، ألا ينتاب النفس لا حدود له من الخسارة، أو من الضياع ؟ كلاهما يصب في خانة واحدة، الإنسان إذا تاجر، و بذل جهداً خيالياً، ثم خسر يتألم أشد الألم، إذا ضيع سنداً مالياً بمبلغ فلكي، و ضاع المبلغ عليه يتألم ألماً بلا حدود، إذا اشترى أرضاً، و باعها بثمن بخس، ثم اكتشف أنه كان من الممكن أن يربح بها مئة ضعف يحترق قلبه من شدة الندم.
محور هذا الدرس أن الإنسان يتألم من الخسارة ألماً لا حدود له، و يلتقي مع الخسارة الضياع، وأكبر خسارة يمنى بها الإنسان إذا خسر الدار الآخرة، لذلك، يا رب، ماذا فقد من وجدك ؟ لم يفقد شيئاً، و ماذا وجد من فقدك ؟ لم يجد شيئاً، لذلك ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد ذكر هذه الفائدة قال: " عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها "، شيء ثمين جداً، لكنك لم تنتفع به، لو أنه معك ورقة مالية، سند بمليون دولار، و قد وضع هذا السند على ظهره فظننته ورقة بيضاء، كتبت عليها كلمات لا معنى لها، ثم مزقته، و ألقيته في المهملات، ثم اكتشفت أن هذه الورقة البيضاء التي كتبت عليها كلمات لا معنى لها و ألقيتها في المهملات هي سند بمليون دولار، وأنت في أمسّ الحاجة إليه كم تتألم ؟
الآن لو كلفت بضريبة باهظة قد تأتي جلطة، لو أن الضريبة فوق ما ينبغي، أو لو أن الغرامة فوق ما ينبغي، كم من حادث الآن يصاب بخثرة في الدماغ فوراً، بسكتة قلبية فوراً، بسماع خبر سيئ.
إذاً هذه النفس مجبولة و مفطورة على ألم لا حدود له من الضياع و الخسارة:
﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾
ما هي الأشياء العشر الضائعة التي يكتشف الإنسان بعد حين أنه خسر بها خسارة لا تعوض ؟
أولاً: " علم لا يُعمل به ":
و عالم بعلمه لم يعملن معذب من قبل عباد الوثن
تعلموا ما شئتم فوالله لن تؤجروا حتى تعملوا بما علمتم.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾
أيها الإخوة الكرام، أن تعلم شيئاً، و لا تفعله، و الفرق بينهما كأن تنطق بلسانك بكلمة مليون دولار، ولا تملكها، أما إذا طبقته امتلكت هذا المبلغ، إذاً مليار و ثلاثمئة مليون، ويوجد رأي، مليار وأربعمئة مليون إنسان مسلم في الأرض لا وزن لهم إطلاقاً، لأنهم يعرفون الأمر، ولا يفعلونه:
﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾
الضال ما عرف، وانحرف، أما المغضوب عليه فهو الذي عرف، وانحرف.
أول شيء: " علم لا يُعمل به "، لو طبق المسلمون واحد بالمئة ألف مما يعملون لكانوا أقوى أمة في الأرض، لكن المعلومات في واد، و حركتهم في الحياة في واد آخر.
علم لا يُعمل به،
ثانياً: عمل لا إخلاص فيه:
الآن: " وعمل لا إخلاص فيه، و لا اقتداء "، أروع مثل شبهه الإمام الغزالي إنسان ذاهب إلى الحج، فحمّل دابته التي يركبها عشرات الأكياس من الرمل، لم ينتفع بها إطلاقاً، لكنها كانت عبئاً عليه، حمولة مرهقة ثقيلة متعبة أجهدت الدابة، و أجهدت من يركب الدابة، والمادة ليست نافعة إطلاقاً، عمل لا إخلاص فيه، ولا اقتداء، هذا البند الثاني.
ثالثاً: مال لا ينفق منه:
" ومال لا ينفق منه، فلا يستمع به جامعه في الدنيا، و لا يقدمه أمامه يوم القيامة "، المال إما أن تستمتع به، و إما أن يكون لك ذخرًا يوم القيامة، و من قدم ماله أمامه سره اللحاق به، لو أن إنساناً اتخذ قراراً مصيرياً بمغادرة بلده، لكن قبل أن يغادر باع كل أملاكه، و باع كل بيوته و مركباته، و جمع مكل ثرواته، و حولها إلى بلد أجنبي، الآن أمنيته الوحيدة أن يلحق بماله، و كل إنسان قدم ماله أمامه، أنفقه في سبيل الله يسره اللحاق به.
البند الثالث: " مال لا ينفق منه "، يقول لك: كلفني العرس ثلاثة وعشرين مليونًا، تطالبه بصدقة خمسة آلاف يقول لك: الوقت ضيق، ولا يوجد نقديات، يدفع على شهواته ونزواته الملايين، يأتي بفنانة لعرسه قبل أشهر، يفتخر في أي مكان جلس فيه أن هذه الفنانة أعطته سعراً خاصاً جداً، أربعين ألف دولار، مع أن قيمتها مئة ألف، مليونا ليرة تنفق في ساعة، وآلاف الشباب يتمنون غرفة يتزوجون فيها ؟
إن أمسك ماله أمسكه بخلاً وتقتيراً، و إن أنفقه أنفقه إسرافاً وتبذيراً، " ومال لا ينفق منه، فلا يستمع به جامعه في الدنيا، ولا يقدمه أمامه إلى الآخرة "، ومشكلة البخيل أنه يعيش فقيراً ليموت غنياً.
والله حدثني أخ له صديق إذا جلس معه يهم أن يعطيه مساعدة، فلما توفي ترك ملايين مملينة، من خلال حديثه وهيئته ووضعه قد يخطر لك أن تساعده، فلما مات وجد أنه في حوزته ملايين مملينة، فالمال الذي لا ينفق منه لا يستمع به جامعه في الدنيا، و لا يقدمه أمامه إلى الآخرة.
صار العلم لا يُعمل به، والعمل لا إخلاص فيه، والمال لا ينفق منه:
﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾
رابعاً: قلب فارغ من محبة الله:
الآن: " قلب، لكن فارغ من محبة الله "، مستحيل أن تنهمر من عينه دمعة، دمعة خشية أو حب أو سعادة بالقرب من الله عز وجل، قلب فارغ ليس فيه أشواق، فيه دنيا، فيه سيارات، فيه مال، كل شهوات الدنيا في القلب، لذلك أهل الدنيا إذا جلسوا في مجلس علم يأتيهم نعاس لا يحتمل، ممكن أن يحدثك عشر ساعات بأمور الدنيا، بأسعار العملات، و البورصة، و الاستثمار عبر الإنترنت، عشر ساعات، عندما يجلس بمجلس علم لا يحتمل، يقول لك: يا أخي تعبان، وينام، "و قلب فارغ من محبة الله، و الشوق إليه و الأنس به ".
خامساً: بدن معطل من طاعة الله، و خدمة عباده:
الآن: " و بدن معطل من طاعة الله، و خدمة عباده "، أي يتحرك، يبذل جهداً، يعاون إنساناً، يستقبل إنساناً بوقت راحته، يعاون إنساناً بشراء حاجة، يجلس مع إنسان، يزور فقيرًا، و الله لا يوجد وقت، إذا دعاه الغني يلبي الدعوة فوراً، أما إذا دعاه فقير في أطراف المدينة فيعتذر دائماً، " وبدن معطل من طاعة الله، و خدمة عباده،
سادساً: محبة لا تتقيد برضاء المحبوب، و امتثال أمره:
و محبة لا تتقيد برضاء المحبوب، و امتثال أمره "، محبة فارغة، دعوى، كلام للاستهلاك، تعبير فارغ، ظاهرة صوتية:
تعصي الإله و أنت تظهر حبه ذاك لعمري في المقال شنيع
لو كان حبك صادقـاً لأطعته إن المحب لمن يحب يطيـع
" علم لا يُعمل به، و عمل لا إخلاص فيه، و مال لا ينفق منه، و قلب فارغ من محبة الله، و بدن معطل من طاعة الله، و خدمة عباده، و محبة لا تتقيد برضاء المحبوب، و امتثال أوامره، و وقت معطل عن استدراك ما فرط صاحبه، أو اغتنام بر أو قرب من الله "، ممكن الساعة الثالثة بالليل يلعب طاولة، ممكن أن يتابع المسلسلات كلها، وينغمس في موضوع المسلسل، وأحياناً يبكي، لا ينقصه هموم، أما أن يجلس في مجلس علم، يقول لك: و الله أنا لا أرتاح بهذه الجلسة، أريد كرسيًّا، لا يقبل الإمام يقرأ كلمة زيادة، قرأ مدهامتان، قال له: أطلتها، مدهامة واحدة، مدهامتان بركعة واحدة ؟
" سابعاً: فكر يجول فيما لا ينفعه:
وفكر يجول فيما لا ينفعه "، تفكير، تدخل بمتاهات، أسعار العملات، أسعار السيارات، يتابع الأحداث السياسية بدقة بالغة، يملك تحليلات، و هو لا يملك أن ينطق بكلمة، هذه ظاهرة عجيبة بوجود الإخباريات المتعددة، و التحليلات، و المراسلين، تجده يتابع، و يتابع، أصبح موسوعة بالسياسة، و ليس يسمع منك حرفًا، ينشغل بشيء لا يقدم و لا يؤخر، الوضع صعب جداً، الأمة من أمرها لا تملك شيئاً، أنت فقط تتابع الأخبار إلى ما لا نهاية.
" ثامناً: خدمة من لا تقربك خدمته من الله:
وفكر يجول فيما لا ينفعه، و خدمة تقدم "، خدمة لكن لمن ؟ الخدمة من لا تقربك خدمته من الله، و لا تعود عليك بصلاح دنياك، خدوم لكن لأشخاص، مجير لشخص، و الإنسان لئيم أحياناً، تخدمه أربعين سنة يبوء بك، تخدمه عمرًا بكامله يتنكر لك، يخدم، خدوم صيغة مبالغة، لكن يخدم إنسانًا لئيمًا، لذلك قالوا: إما أن تكون عبداً لله، و إما أن تكون عبداً لعبد لئيم.
أعلمه الرماية كل يـوم فلما اشتد ساعده رماني
و كم علمته نغم القوافي فلمـا قال قافية هجاني
تاسعاً: خوفك و رجاؤك لمن ناصيته بيد الله:
الآن: " خوفك و رجاؤك لمن ناصيته بيد الله "، تخاف من إنسان، و هو عبد لله، و ترجو إنساناً، و هو عبد لله، الخوف منه لا معنى له، و الرجاء به لا معنى له.
تصور جنديًّا في جيش، والده قائد الجيش، جاء مساعد هدده، فكاد يموت من البكاء خوفاً منه ؟ والدك قائد الجيش كله، يوجد بعد عن الواقع بعداً شديداً، و خوفك هذا الخوف لا معنى له، و ضائع، و رجاؤك لمن ناصيته بيده، و هو أسير في قبضته، و لا يملك لنفسه حذراً، و لا نفعاً، و لا موتاً، و لا حياة، و لا نشوراً.
إذاً يوجد عندنا خوف ضائع، أن تخاف مما سوى الله، وعندنا رجاء ضائع، أن ترجو غير الله، لذلك الإنسان لا يليق به أن يكون لغير الله، فإذا كان لغير الله احتقر نفسه، أنت أكبر بكثير من أن تجير لإنسان، من أن تكون تابعًا لإنسان، من أن تكون بوقًا لإنسان، أنت لله، لا يليق بكرامتك إلا أن تكون لله.
عاشراً: إضاعة القلب، و إضاعة الوقت:
قال: " أعظم هذه الإضاعات إضاعتان، بل إن هاتين الإضاعتين تجمعان كل هذه الإضاعات: إضاعة القلب، و إضاعة الوقت ".
إضاعة القلب في إيثار الدنيا على الآخرة، و من آثر دنياه على آخرته خسرهما معاً، وإضاعة الوقت من طول الأمل، والله الذي لا إله إلا هو كنت مدرساً في التعليم الثانوي، و نشأت معي ساعة فراغ فجأة، لأن الطلاب أخذوا إلى مادة التدريب على الرمي، فأين أمضي هذه الساعة ؟ قلت: أمضيها عند المدير، المدير صديقي، جلست عنده ساعة درسية خمسين دقيقة، حدثني حديثاً طويلاً ممتعاً بالنسبة إليه، ماذا سيفعل في العشرين سنة القادمة ؟ قال لي: أولاً: أنا وافقوا لي على أن أكون معاراً إلى الجزائر، هذا كان نظام الإعارة في التعليم، يعطى ضعف راتبه، قال لي: سأبقى هناك خمس سنوات، و لن آتي إلى الشام في هذه الخمس، قال لي: سوف أمضي الأربع عطل صيفية، قال لي: عطلة في فرنسا، عطلة في إسبانيا، عطلة في إنكلترا، و عطلة في إيطاليا، قال لي: أريد أن أتعرف إلى هذه البلاد، وإلى متاحفها، و إلى معالمها السياحية، و إلى آثارها، هو اختصاصه فلسفة متفوق، قال لي: بعد هذه السنوات الخمس سآتي إلى الشام، و سأقدم استقالتي، و سأشتري محلاً تجارياً لأبيع به التحف، قال لي: هذه لا علاقة لها بالتموين، و لا يصيبها عطب، وأجعل من هذا المحل التجاري منتدى فكريًّا لأصدقائي، أولادي يكبرون يديرون هذا المحل، و أنا أطل عليهم من حين إلى آخر، والله تابع الحديث خمسين دقيقة، و أنا أعجب من هذا الأمل البعيد، وانتهى اللقاء، و ذهبت إلى البيت، و في مساء ذلك اليوم اضطررت أن أصل إلى مركز المدينة، و قررت أن أعود إلى البيت مشياً من أجل الرياضة، و أنا في الطريق قرأت نعوته في اليوم نفسه والله، فإضاعة الوقت بطول الأمل، كل إنسان يوجد بباله آمال تحتاج إلى أربعين سنة، ثلاثين سنة، يكون كفنه قد نسج، وقبره حفر، بقي التنفيذ ؟
قال: " و أعظم هذه الإضاعات إضاعتان، هما أصل كل إضاعة، إضاعة القلب، و إضاعة الوقت، فإضاعة القلب في إيثار الدنيا على الآخرة، و إضاعة الوقت من طول الأمل، فاجتمع الفساد كله في اتباع الهوى و طول الأمل، والصلاح كله في اتباع الهدى، والاستعداد للقاء الله عز وجل ".
الذكاء كل الذكاء، و العقل كل العقل، و الفلاح كل الفلاح، و النجاح كل النجاح، والتفوق كل التفوق في اتباع الهدى، و الاستعداد للقاء الله عز وجل.
ولا يوجد أعقل من إنسان يستعد لساعة لابد منها هي ساعة الموت:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾
الآية الكريمة:
﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾
و أختم هذا الحديث أيها الإخوة الكرام بأن طالباً نال الدرجة الأولى في الشهادة الثانوية سئل: ما أسباب التفوق ؟ قال: لأن لحظة الامتحان لم تغادر مخيلتي طوال العام، و الآن أكبر واحد ينجح فينا هو الذي لا تفارق لحظة الموت، و السؤال من قبل الله: لماذا فعلت ؟ لماذا قطعت ؟ لماذا وصلت ؟ لماذا أعطيت ؟ لماذا منعت ؟ لماذا غضبت ؟ لماذا لم تغضب ؟ لماذا طلقت ؟ لماذا فعلت ما فعلت ؟ أنت حينما تفكر دائماً كيف سأجيب الله عن هذا العمل، تكون من الفالحين.
إذاً أعظم إضاعتين إضاعة القلب وإضاعة الوقت، وإضاعة الوقت هو الموت، و إضاعة الوقت من المقت، فأسأل الله سبحانه و تعالى أن ينجينا من إضاعة القلب، وإضاعة الوقت.
قال: " العجب من تعرض له حاجة "، نشأ عنده مشكلة فيصرف رغبته و همته إلى الله ليقضيها له، و لا يتصدى للسؤال لحياة قلبه من موت الجهل، و الإعراض، و شفائه من داء الشهوات و الشبهات.
إذا كانت القضية دنيوية، يصلي قيام الليل، و يلح في الدعاء من أجل أن تحل، وإذا كانت قضية متعلقة بقلبه، بصلاته، بإيمانه، لا يلتفت لها، لا يلتفت إلا إلى القضايا المادية.