- ندوات إذاعية
- /
- ٠27 ندوات مختلفة - الأردن
مقدمة :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ ، الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الوَعْدِ الأَمِينِ ، اللهم لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم ، اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلماً ، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه ، وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه ، واجْعلنا ممن يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَه ، وأدْخِلنا بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ .
المقدم :
الدكتور محمد راتب النابلسي السلام عليكم سيدي الشيخ .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
المقدم :
ربي يعطيك الصحة والعافية ، ويعطيك البركة في العمر سيدي الشيخ ، طمئني عنك إن شاء الله الأمور كلها تمام؟ والصحة سيدي؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
الحمد لله بخير ، الحمد لله دائماً ، حفظكم الله .
المقدم :
سيدي اليوم سنتكلم عن : كيف نتفاءل مع الله ؟ والتفاؤل باللغة العربية كمصطلح هو النظر دائماً إلى الجانب الأفضل للحال وللنتائج ، وأن يكون الإنسان دائماً إيجابياً ، والتفاؤل هو النظير للتشاؤم .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
التشاؤم والسوداوية واليأس والقنوط تقترب من الكفر ، والتفاؤل بالله هو الإيمان .
المقدم :
سيدي كيف نتفاءل مع الله؟
بطولة الإنسان أن يتبع تعليمات الصانع لأنه الجهة الوحيدة الخبيرة :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
التفاؤل يأتي من فهم القوانين الإلهية وتطبيقاتها ، والتشاؤم يأتي من عدم فهمها ، وعدم تصديقها ومخالفتها ، والإنسان يستطيع أن يكذب بالقانون ، يستطيع أن يكذبه ، ولكن لا يستطيع أن يرفض نتائج عدم التطبيق ، مثال : إنسان أخذ مظلة وقفز من الطائرة ، قد يجهل شكلها وألوانها وعدد حبالها ، قد يجهل عشر معلومات دقيقة إلا موضوعاً واحداً طريقة فتحها ، إذا جهل طريقة فتحها نزل ميتاً ، هذا عبر عنه العلماء : ما ينبغي أن يُعلم بالضرورة ، طبيب ، مهندس ، قد لا يطالب بتفاصيل الشريعة ، أما عندما يأكل مالاً حراماً ، يكذب على الناس ، يغشهم ، لا يستطيع أن يدفع نتائج عمله ، الإنسان يستطيع أن يكذب لكن لا يستطيع أن يلغي نتائج تكذيبه ، فالبطولة والذكاء والنجاح والفلاح والتوفيق أن يفهم تعليمات الصانع ، الصانع هو الجهة الوحيدة الخبيرة ، قال تعالى:
﴿ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) ﴾
اشتريت سيارة حديثة جداً ، تألق في لوحة البيانات ضوء أحمر ، إن فهمته تألقاً تزيينياً احترق المحرك ، تحتاج مئة ألف دينار ، إن فهمته ضوءاً تحذيرياً من قِبل الصانع الخبير أوقفت المركبة أضفت لتر زيت فقط وتابعت ، فالبطولة والذكاء والنجاح والفلاح أن أفهم تعليمات الصانع، الصانع هو الجهة الوحيدة التي ينبغي أن تتبع تعليماته ، لا تحب أحداً أحب نفسك ، بتعبير آخر كن أنانياً وطبق تعليمات الصانع ، النتائج كلها إيجابية .
المقدم :
أن يكون الإنسان أنانياً لنفسه ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
طبعاً ، فأنا قد أجهل من أي خيط صنعت المظلة ؛ من الديكرون ؟ من الصوف؟ لا أعرف ، وقد أجهل لونها ، أجهل عدد حبالها ، قد أجهل مئة معلومة فيها إلا معلومة واحدة طريقة فتحها وإلا أصل ميتاً إلى الأرض ، لذلك الدين ليس قضية تحسينية ، الدين قضية وجودية ، لو ألغيت الدين أُلغي وجودك .
المقدم :
سيدي نحن دائماً إذا اختلط علينا شيء في أمور الدين أو لا نعرف له فتوى يقولوها دائماً بالمشاع : يا أخي الدين يسر ، هل هذه صحيحة سيدي الشيخ ؟
سؤال أهل الذكر إن اختلط على الإنسان شيء في أمور الدين :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
لا :
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) ﴾
بدل يسر
المقدم :
سيدي الشيخ يقول تعالى في محكم التنزيل:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)) ﴾
هي هذه من آيات التفاؤل إلى الله ، كيف نصبر ونصابر ونرابط سيدي الشيخ ؟
حاجة العقل إلى نور إلهي يتوسط بينه وبين الحقائق :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
يوجد نقطة دقيقة ولكن كن معي على هدوء ، غرفة لو أننا أطفأنا الثريات والمصابيح كلها ، والدنيا ليل ، والظلام دامس ، يستوي في هذه الغرفة الأعمى والبصير ، أبداً ، شخص فاقد البصر كلياً والثاني تصير ست على ست عيونه ما دام لا يوجد ضوء الرؤية ألغيت ، الضوء وسيط بين العين وبين المرئي ، الآن انظر نقلة ثانية ؛ الله قال :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (28) ﴾
كما أن العين تحتاج إلى نور مادي يتوسط بينها وبين المرئي ؛ والعقل يحتاج إلى نور إلهي
المقدم :
سيدي آيات كثيرة بالقرآن الكريم عن التفاؤل وعن الأمل بالله كيف نستطيع أن نصنعها على أرض الواقع ؟
علم الإنسان نسبي وعلم الله عز وجل مطلق :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
سنقول تعريف العلم الدقيق : علاقةٌ بين متغيرين ، مقطوعٌ بها ، تطابق الواقع ، عليها دليل ، إن ألغينا الدليل أصبح تقليداً ، والله عزَّ وجلَّ لم يقبل منا التقليد قال:
﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)﴾
شيء آخر : القطع لو ألغيناه لكانت وهماً أو شكاً أو ظناً أو غلبة ظن ، القطع 100%، الوهم 30% ، الشك 50% ، الظن 70% ، غلبة الظن 90% ، الله عزَّ وجلَّ دينه قطع، حقائق مقطوعٌ بها ، نحن بحياتنا اليومية إذا حكم قاض مدة أربعين سنة ، وأصدر سبعة آلاف حكم ، إذا كان هناك حكمان أو ثلاثة فيهم إشكال افتقر إلى معلومات لم تكن معه جاء حكمه بخلاف الأولى ، يسمى عند أهل الأرض : القاضي العادل ، أما الله فمطلق ، لا يمكن أن يكون بآية واحدة أو بحرف واحد يوجد خطأ ، الإنسان نسبي أما الله عزَّ وجلَّ فمطلق ، لذلك هذا القانون الذي هو نهاية العلم ماذا يقابله في الدين ؟ انظر القانون نهاية العلم ؛ علاقةٌ مقطوعٌ بها بين متغيرين ، تطابق الواقع ، عليها دليل ، إلغاء الدليل تقليد ، التقليد مرفوض ، إلغاء الواقع جهل، إلغاء القطع : ظن ، وهم ، شك ، غلبة ظن .
سنن الدفع إلى الله :
1 ـ الهدى البياني :
ما الذي يقابل القانون في الدين ؟ السنن ، قال تعالى:
﴿ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) ﴾
عندنا السنن ، هو في الحقيقة الموضوع دقيق جداً ، أول بند أو أول مجموعة من السنن سنن الدفع إلى الله ، أول بند بهذه السنن
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) ﴾
﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) ﴾
من هم ؟ الذين شردوا عن الله أَمْوَات ، طبعاً قد يكون نبضه ثمانين مثالي ، وضغطه 8/12 مثالي ، ولكنه عند الله ميت ، الحياة حياة الإيمان ، حياة معرفة الواحد الديان ، حياة الدين، حياة اليقين بالآخرة ، فلذلك أول نقطة دقيقة جداً : الهدى البياني ، الموقف الكامل الاستجابة ، الآية :
2 ـ التأديب التربوي :
الآن إذا أحدهم رفض أو قصر أو تكاسل هناك معالجة ثانية ؛ قال له الطبيب : إما حمية قاسية على الحليب فقط أو يلزمك عمل جراحي ، لذلك قال تعالى :
﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) ﴾
شبح مصيبة ، زكاته عشرة آلاف دينار زوجته ضغطت عليه ضغطاً شديداً بأن يطلي البيت طلاء كاملاً ، فاستجاب لها ولم يؤد الزكاة ، تعرض لحادث بسيارته ، أروع ما في القصة أن الفاتورة عشرة آلاف دينار ، هذه من الله ، لذلك رب العالمين يربينا كلنا ، إما أن تستجيب أو هناك رسالة ، أو هناك مصيبة ، أو هناك مأساة ، فالبطولة أن تفهم على الله حكمته ، إذاً أول شيء الهدى البياني ، الاستجابة ، لا يوجد استجابة يوجد تأديب تربوي ، والآية تقول:
3 ـ الإكرام الاستدراجي :
الآن لا بالهدى البياني استجاب ، ولا بالتأديب التربوي تاب ، هناك شيء عندنا اسمه إكرام استدراجي .
المقدم :
سيدي هذه من ضمن سنن الدفع إلى الله ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
نعم سنن الدفع ، مثلاً شخص ذهب إلى بلد خليجي ، وجمّع ثروة طائلة ، ودعا زوجته أن تلحقه ، هو كان ملتزماً ومتمسكاً بدينه غير الموقف ، قال لها : إذا لم تأت بالبنطال لا تأتي إليّ ، اسمه الإكرام الاستدراجي ، الناجحون خمسة بالمئة من هؤلاء ، الناجحون بالتأديب التربوي تسعون بالمئة ، فإذا أحدهم رباه الله تربية قاسية وانتهت به إلى الصلح مع الله :
فِي بَعْضِ الْكُتُبِ الْإِلَهِيَّةِ : "يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى :
(ابْنَ آدَمَ ، خَلَقْتُكَ لِعِبَادَتِي فَلَا تَلْعَبْ ، وَتَكَفَّلْتُ بِرِزْقِكَ فَلَا تَتْعَبْ ، فَاطْلُبْنِي تَجِدْنِي فَإِنْ وَجَدْتَنِي وَجَدْتَ كُلَّ شَيْءٍ ، وَإِنْ فُتك فَاتَكَ كُلُّ شَيْءٍ ، وَأَنَا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ")
الفلاح والنجاح :
يوجد عندنا كلمة نجاح لم ترد في القرآن إطلاقاً ، ورد الفلاح ، النجاح أُحادي ، بيل غيتس يملك ثلاثة وتسعين ملياراً ، مؤسسة آبل سبعمئة مليار ، هذا نجاح وليس فلاحاً ، ولم ترد كلمة نجاح بالقرآن إطلاقاً :
﴿ أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) ﴾
الفلاح شمولي ؛ أن تنجح مع الله إيماناً ومعرفةً وطاعةً وتقرباً إليه ، وأن تنجح في اختيار زوجتك ، عليك بذات الدين ، وتربية أولادك ، وخروج بناتك في الطريق ، النجاح الأول مع الله ، والنجاح الثاني مع نفسك ، والنجاح الثالث في بيتك ، بيتك إسلامي ، الشاشة مضبوطة ، السهرات مضبوطة ، النزهات مضبوطة ، لا يوجد معاص ، وأن تنجح في عملك ؛ أن تختار عملاً فيه عطاء للناس ، يوجد أعمال فيها سلب حرية الناس ، مخيفة هذه الأعمال ، وهناك أعمال تبنى على إفساد الناس ، فالنجاح باختيار زوجتك ، واختيار حرفتك ، هذا يجمعان على الفلاح
مثال: راكب سيارتك وجدت بأنه ممنوع المرور يوجد حقل ألغام ، بربك هل تعد هذه اللوحة حداً لحريتك أم ضماناً لسلامتك ؟! هذا الفهم سيدي ، تألق ضوء أحمر بالمركب الغالية هل هذا التألق تزييني أم تحذيري ؟ الفهم ؛ فهم القوانين ، فهم الأسس ، فهم الكتاب الكريم ، هو قمة النجاح والفلاح .
المقدم :
سيدي تكلمت عن الفهم ، وتكلمت عن النجاح بأنه يجب أن يكون مع الله ومع النفس ومع الزوجة ومع الأهل هل هذا صحيح سيدي ؟
4 ـ القصم :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
دقيقة واحدة سيدي : نحن على ماذا اتفقنا ؟ عندنا الدفع : هدى بياني ، تأديب تربوي ، إكرام استدراجي ، لا بالهدى البياني استجاب ، ولا بالتأديب التربوي تاب ، ولا بالإكرام الاستدراجي شكر ، بقي القصم ، الله ينهي له حياته بشكل مفاجئ ، انتهى .
سنن الردع :
الآن الردع شيء آخر ، المصائب ، المصائب مفردها مصيبة ، وسميت مصيبة لأنها تصيب الهدف ، الأنبياء مصائبهم كشف ، يوجد عندهم كمال يفوق حدّ الخيال لا يبدو بالأحوال العادية ، يذهب إلى الطائف مشياً على قدميه مسافة ثمانين كيلو متراً يدعوهم إلى الله يكذبونه ، يسخرون منه ، يغرون صبيانهم بضربه ، والدم سال من قدمه الشريف ،
((يا محمد إن الله أرسلني لأكون طوع أمرك إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين -أي الجبلين- فلا يبقى هنا طائف أبداً ، قال : لا يا أخي اللَّهُمَّ اهْدِ قَوْمِي فَإنَّهُمْ لا يعْلَمُونَ ، عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يوحده))
جاءه ملك الجبال قال له : أمرني ربي أن أكون طوع إرادتك لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين ، قال:
صار معنا الردع ، الأنبياء مصائبهم كشف فقط ، تبع سراقة في الهجرة النبي الكريم ، أعدت قريش مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً ، ماذا تعني ناقة بعهد النبي ؟ للتقريب سيارة مرسيدس ، مئة ناقةٍ لمن يأتي به حياً أو ميتاً ، ماذا قال له ؟ قال:
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) ﴾
المقدم :
سيدي :
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) ﴾
وأنت تعرف أن الناس يتفاوتون في ملكاتهم سيدي الشيخ ، أي كل إنسان له تفكير خاص به ، كل إنسان له عقل ، كيف يجب أن يكون الكل متفائلاً ؟
الإنسان مخير :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
الجواب دقيق جداً ؛ أنت مخير أن تطيع الله أو أن تعصيه ، قطعاً مخير ، لو ألغينا الاختيار ألغينا الدين كله ، لو أن الله أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب ، ولو أجبرهم على المعصية لبطل العقاب ، ولو تركهم هملاً لكان عجزاً في القدرة ، إن الله أمر عباده تخييراً ونهاهم تحذيراً ، وكلف يسيراً ولم يكلف عسيراً ، وأعطى على القليل كثيراً ، ولكن أنا وأنت وأي شخص لم يختر بلد ولادته ، أنا بدمشق ، الأخ الكريم قد يكون بعمان ، وهناك آخر بلوس أنجلوس ، وواحد بالصين ، هذه واحدة ، ولم يختر أمه وأباه أيضاً ، هو بمكان ولادته مُسيّر ليس مخيّراً ، بأمه وأبيه مسير ، وكونه ذكراً أم أنثى هو مسير ، وكونه متألقاً بالذكاء أو أقل ذكاء أيضاً هو مسير ، يوم القيامة الإنسان يكتشف أنه " ليس في الإمكان أبدع مما كان " قالها الإمام الغزالي ، وفي رواية أخرى : " ليس في إمكاني أبدع مما أعطاني " ، كونك ولدت في عمان ، أو في الشام ، أو في لوس أنجلوس ، أو في أفريقيا ، أو في أستراليا ، مكان ولادتك ، الأم والأب لم تخترهم أنت ، كونك ذكراً أم أنثى لم تخترهم ، كونك تتمتع بقدرات عالية أو وسط لم تخترها أنت ، تكتشف بوقتٍ ما أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان ، فتقول كما قال الله عزَّ وجلَّ :
﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) ﴾
بالدين لا يوجد أية مشكلة ، هذا دين الله عزَّ وجلَّ ، دين الخالق ، دين المطلق ، دين الكامل كمالاً مطلقاً ، أصل الجمال والكمال والنوال دين الله عزَّ وجلَّ .
المقدم :
سيدي نريد أن نتكلم قليلاً عن ذكرى الإسراء والمعراج ونعود إلى التفاؤل مع الله ؟
الأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
سيدي الكريم نحن يوجد عندنا نظام السببية ، هذا النظام لتنظيم حياتنا ، الشيء يؤدي إلى هذه النتيجة ، لكل سبب نتيجة ، عكسها ، ولكل نتيجة سبب ، هذه حقيقة ، لكن التوحيد ليس هكذا ، السبب وحده لا يخلق النتيجة ، والنتيجة وحدها لا تأتي من السبب ، ولكن الله عزَّ وجلَّ ربط النتيجة بالسبب لتنظيم حياتنا ، لكن سيدنا آدم ليس له أب ولا أم ، هذه واحدة ، أمنا حواء بلا أم ، سيدنا عيسى بلا أب ، والعقيم أب وأم ولا يوجد ولد ، الشرح الدقيق أن الله عزَّ وجلَّ جعل الأسباب لتنظيم حياتنا ، ولكن خالق النتائج ليس السبب ، الآن ما الفرق بين الهجرة والإسراء والمعراج ؟ النبي الكريم بالهجرة أخذ بكل الأسباب أخذا مذهلاً ؛ أولاً : اختار دليلاً ليس مسلماً ، إذا الطرف الآخر عنده خبرات عالية أُحضره ، اختار دليلاً ليس مسلماً ، وذهب مساحلاً وليس باتجاه المدينة ، جلس بغار حراء ثلاثة أيام ، أي أخذ بالأسباب بدقة مذهلة ، إذاً ما هو المنهج للمسلمين؟ أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء ، أذكر مرَّة قال سيدنا الصديق : النبي صلى الله عليه وسلم قبل بدر دعا دعاء شديداً حتى انخلع رادؤه عن كتفه ، فقال له سيدنا الصديق وطمأنه : إن الله لن يخزيك أبداً ، أنا احترت بهذا الموقف ، هل هذا يعني أن الصديق إيمانه أقوى ؟ لا ، الحقيقة أن النبي قلق أن يكون أخذه بالأسباب أقل مما ينبغي، المنهج أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء .
مثلاً : أنا عندي رحلة إلى العقبة ، ونحن نقيم بالأردن ، أفحص السيارة ، المحرك ، العجلات ، المكابح ، تراجع بها كل شيء ، إلى هذا الحد قف ، ومن أعماق أعماق قلبك يا رب أنت الحافظ ، أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء ، الغرب أخذ بها أخذاً مذهلاً ، واعتمد عليها ، وألهها وقع في الشرك ، المسلمون لم يأخذوا بها أصلاً وقعوا بالمعصية ، واضحة تماماً ؟ أخذوا بها وألهوها ونحن أهملناها ، لذلك البطولة أن تجمع بينهما ؛ أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء ، هذه ليست سهلة ، هذه تحتاج إلى انتباه .
المقدم :
تحتاج إلى تركيز سيدي ، مثلما تكلمت أنت بالمثال البسيط إذا أردت أن تذهب إلى العقبة تريد أن تتفقد كل شيء قبل أن تخرج ، وبعد ذلك أُوكِّل أمري إلى الله .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
لا يوجد بعد ذلك ! يا رب أنت المسلم ، شخص يقود وهو نائم يصطدم بي ، هذه ليس لي علاقة فيها ، أنت عبد لله عزَّ وجلَّ ، العبد لا يملك النتائج يملك الأخذ بالأسباب فقط .
المقدم :
سيدي الدروس المستفادة من ذكرى الإسراء والمعراج ؟
الدروس المستفادة من ذكرى الإسراء والمعراج :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
الحقيقة الدقيقة هناك قوانين للزمان والمكان ، الإسراء والمعراج أُلغيت الأسباب ، ألغيت هذه القوانين ، كي نؤمن أن النتائج لا تصنعها أفعالنا ، يصنعها الله عزَّ وجلَّ ، بالهجرة درس للأخذ بالأسباب بشكل مذهل ، والإسراء والمعراج تبين أن السبب وحده لا يخلق النتيجة ، لا بد من تدخل إلهي ، هنا التفت إلى الله ، التفت إلى رحمته ، إلى حكمه ، إلى حلمه ، إلى رأفته ، إلى توفيقه ، هذا التوفيق :
﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) ﴾
لا يتحقق شيء في الأرض إلا بتوفيق الله عزَّ وجلَّ ، ورُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَة ، أحياناً هناك أشياء ضارة لكن تنتهي بتوبة إلى الله ، أقسم لك بالله هذا الوباء كورونا له نتائج إيجابية لا أحد يعرفها ، هذه عودة إلى الله عزَّ وجلَّ ، والله أصبح هناك التفات إلى الله ، أصبح الإنسان يحاسب نفسه ، هل يوجد خطأ بدخلي ؟ بإنفاقي ؟ القضية سهلة بيومين تعلق نعوته .
المقدم :
صحيح والله يا شيخ إنك صادق لأن الإنسان ابتعد قليلاً عن ربنا ، لأنه دائماً إذا أردت أن تذهب وتطرق أي باب تطرق باب الناس كلها وبعد أن تغلق بوجهك ماذا تقول ؟ والله مالي سوى الله ، لكن متى ؟
التوحيد فحوى دعوة الأنبياء جميعاً :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
سيدي الكريم هناك نقطة دقيقة : ممكن آية واحدة فيها فحوى دعوة الأنبياء جميعاً ؟! الفحوى (المضمون) لدعوة الأنبياء جميعاً والرسل ، قال :
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) ﴾
معنى الفحوى أن مضامين دعوة الأنبياء جميعاً والرسل عبارة عن كلمتين :
المقدم :
مع الوحوش .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
لا ، مع من يملكها .
المقدم :
ليس مع الوحوش سيدي ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
لا ، مع من يملكها ، ما دامت الوحوش مربوطة بأزمة محكمة بيد جهة حكيمة رحيمة عادلة أنا علاقتي مع من يملك هذه الوحوش ، اسمع الآية :
﴿ مِن دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56) ﴾
المقدم :
والنعم بالله ، سيدي تحملني في آخر سؤال وأنا أعرف أنني أطلت عليك أكرمك الله وأعطاك الصحة والعافية يا رب ، سيدي حسن الظن بالله هو من أسس التفاؤل ؟
بطولة الإنسان أن يعرف الله في الوقت المناسب :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
ثمن الجنة ، نعم ، انظر : اليأس والقنوط والتشاؤم والسوداوية هذه تلتقي مع الكفر ، ما دام هناك إله لا يوجد يأس ، ما دام هناك إله بيده كل شيء ،
المقدم :
رب عظيم ، رسالة من الله .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
عنده رسالة مذهلة كثيراً ، لذلك البطولة أن تعرفه بالوقت المناسب وليس بعد فوات الأوان .
المقدم :
صحيح ، يجب أن تعرف متى ، سيدي الشيخ أنا أطلت عليك ، ولكن نريد منك رسالة أخيرة في هذه الأجواء حالياً وبالأخص بفيروس كورونا وترى كيف أن الدنيا كلها مُغلقة وكيف حال الناس ؟
الله مع المؤمن بالتوفيق والتأييد والحفظ :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
والله لو أسلمنا الله إلى هذا الفيروس لا يستحق أن نعبده ، قال لك :
﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123) ﴾
(وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ) هذه (ال) الجنس سيدي ، ما معنى (ال) الجنس ؟ بمعنى أي أمر بالقارات الخمس من آدم ليوم القيامة يرجع إليه ، هذا التوحيد ، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، فالإيمان بالله يلغي كل الهموم ، مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا - أن يعرف لله- كَفَاهُ اللَّهُ الْهُمُومَ كُلَها ، اعمل لوجهٍ واحدٍ يكفك الوجوه كلها ، أنا هذا إيماني والله ، أعرف هناك فيروس ، وهناك أقوياء ، وهناك أعداء للمسلمين بالغرب والشرق ، أعرف هذا كله ، ولكن أعرف بأن الله موجود وهو فوق الجميع ، الله فوق البشر كلهم ، فإذا كنت مع الله كان الله معك ، بالمناسبة هناك آية دقيقة قال تعالى :
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) ﴾
﴿ إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19) ﴾
المقدم :
الحمد لله رب العالمين على كل شيء سيدي الشيخ ، أكرمك الله ، ونفعنا الله بعلمك ، وبارك الله فيك ، وأدامك لنا ، وشكراً جزيلاً لك على وقتك .
نعم كبيرة يتمتع بها أهل الأردن :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
حفظ الله لكم بلادكم ، هذا بلد مبارك ، لي أنا ثلاثة تعليقات سأقولها وإن كان على الإذاعة ؛ يوجد بهذا البلد ثلاث ميزات لعل أهل هذا البلد يغفلون عنها ، أول ميزة كبيرة جداً : أن التدين في هذا البلد ليس تهمةً تحاسب عليها ، لا يوجد بهذا البلد ضبط متلبساً بالصلاة ، هذه ليست موجودة ، هذه نعمة كبيرة جداً ، من يعرفها ؟ من فقدها .
الشيء الثاني : الأردن فيه أطياف الشعب ، فيه هاشمي ، فيه فلسطيني ، لا يوجد بين طيفين أحقاد تاريخية تقتضي القتل كما في بعض البلاد .
الشيء الثالث : هناك حكومة قوية تحاسب وتعاقب ولكن ليس عندها قتل ، هذه نعم أُلفت فنُسيت ، الدعاء النبوي: (اللهمَّ أرِنا نِعَمَك بِدوامِهَا لا بِزَوالِهَا) هذه نعم بالأردن أنا أراها صارخة بالنسبة لي لأني أعرف نقيضها ، أهل هذه البلاد ألفوها فنسوها ، نِعَم كبيرة جداً .
المقدم :
الحمد لله رب العالمين ، بارك الله فيك وبعمرك .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
هل عندكم تهمة ضبط متلبساً بالصلاة ؟
خاتمة وتوديع :
المقدم :
لا والله لا يوجد ، الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله رب العالمين والشكر دائماً لله ، أكرمك الله سيدي ، ونفعنا الله بعلمك ، وكل الشكر لك سماحة العلّامة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
حفظ الله لكم بلادكم وجعلها مطمئنة .
المقدم :
اللهم آمين .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ ، اللهم علِّمنا ما ينْفعنا ، وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلماً ، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه ، وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه ، واجْعلنا ممن يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَه ، وأدْخِلنا بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ .