- ندوات تلفزيونية
- /
- ٠11برنامج كلمات مضيئة - قناة الشارقة
مقدمة :
الدكتور عمر :
أشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأن سيدنا محمد عبده ورسوله ، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه ، يا سيدي يا رسول الله ، صلاة وسلاماً متلازمين إلى يوم الدين ، أما بعد :
أحبتي في الله أحييكم جميعاً أينما كنتم في الأرض بتحية الإسلام ؛ السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، يطالعنا بين الحين والحين ونرى بين الفينة والفينة من يريد أن يتطاول على الجناب العالي لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويثور المسلمون وينفعل المنفعلون ويتساءل الكثيرون من كل حدب وصوب ماذا نحن فاعلون ؟ ماذا سوف نصنع ؟ ماذا يقول علماؤنا ؟
إيذاء الرسول الكريم ليس من الآخر فقط ولكن الإيذاء منا أيضاً :
في مقدمة كلامي أقول أليس من بني جلدتنا من يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أليس الظالم منا مؤذياً لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ أليس الذي أخذ ميراث أبيه وحجب أخواته البنات أو ظلم زوجته أو ظلم يتيماً وهو وصي له ، أو حارب دين الله عز وجل أو خرجت امرأة مسلمة من أب مسلم وأم مسلمة متبرجة إلى الطريق العام تفضح بزينتها ما ستر الله عز وجل ؟ أليس هؤلاء من المؤذين للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ؟
أليس التاجر المحتكر لسلعته قد آذى الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ، أليس المعلم الذي لا يراعي أبناءنا وبناتنا في تعليمه وتدريسه ويلجئهم إلى ابتزاز أموال الآباء والأمهات في الدروس الخصوصية وكذلك الطبيب الجشع الذي لا يتقي الله رب العالمين ولا يخلص في مهنته أو الحرفي في أي حرفة من الحرف لا يخلص فيها أليس هؤلاء كلهم من الذين آذوا النبي عليه الصلاة والسلام ؟
يعني ليس الإيذاء من الآخر فقط ولكن الإيذاء منا ، فلما آذى كثير منا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تجرأ الآخرون على النيل أو إرادة الإيذاء والسخرية وحاشاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء ومن هؤلاء ، يعني نريد في هذه الحلقة ونحن نتحدث عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نبسط الحديث عن هذه القضية .
ترحيب حارٌ من الدكتور عمر بالأساتذة الكرام :
يشرفني في الأستوديو كما يسعدني كثيراً أن يكون معي في هذه الحلقة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي أستاذ الإعجاز في القرآن والسنة في كليات الشريعة وأصول الدين في دمشق .
الدكتور راتب :
بكم دكتور جزاكم الله خيراً .
الدكتور عمر :
وأرحب أيضاً بأخي الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر ، أهلاً وسهلاً بكم في هذه الحلقة .
الدكتور سعد :
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً .
الدكتور عمر :
أيضاً أرحب بأخي الدكتور عربي الكشاط ومعه دكتوراه في علم الاجتماع من جامعة السور بون وعميد الدعوة في باريس نحييكم وأهلاً بكم جميعاً في هذه الحلقة .
الدكتور عربي :
جزاكم الله خيراً ، وبارك في جهودكم .
الدكتور عمر :
ندلف على الموضوع رأساً دكتور راتب ، هذا الطنين العالي وكل حين وحين إما أن يصنعوا لنا اختباراً ليروا مكانة الدين عندنا ، ومكانة نبينا ، وللأسف حالنا يبكي له من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، وربما لا أعيب أنا على الآخر بقدر ما أعيب على بني جلدتنا ، فنحن نريد أن نوظف المسألة ونبسط البحث مع علمائنا الفضلاء تفضل دكتور راتب نريد أن نسمع منك الخير .
تقصير المسلم في معرفة رسول الله صلى الله عليه و سلم و تعريف الناس به :
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الغر الميامين ، دكتور عمر جزاك الله خيراً على هذا اللقاء الطيب .
أريد أن أعقب على مقدمتكم القيمة ، بلغني أنه عوتب هذا الذي تطاول على نبينا الكريم وبين له بعضهم فضائل هذا النبي وكمالاته فقال كلمة رائعة قال : ظننته كأتباعه . إذاً الخطأ منا أولاً ، فنحن بادئ ذي بدء هل عرفناه معرفة صحيحة وهل اتبعناه ؟ وهل عرَّفنا الناس به ؟ هناك تقصير في معرفتنا له وفي تعريف الناس به ، لذلك الله عز وجل يقول :
﴿ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾
إذا كان قلب سيد الخلق وحبيب الحق يزداد يقيناً بسماع قصة نبي دونه فلأن يمتلئ قلبنا إيماناً وتألقاً بمعرفة سيرة سيد الأنبياء ، نحن مقصرون في معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ألم يقل الله عز وجل :
﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ (69)﴾
لأن معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم شطر الدين كلمة الإسلام الأولى لا إله إلا الله محمد رسول الله .
على الجاليات الإسلامية في الغرب تطبيق منهج الله بحذافيره :
نحن حينما نتعرف على رسول الله إلى أخلاقه إلى منهجه إلى كمالاته إلى مواقفه إلى سيرته القولية إلى سيرته العملية قطعنا جانباً كبيراً من أسباب تعريف الناس برسول الله ، نحن عندنا تقصير بادئ ذي بدء والبطولة أن نعترف بخطئنا أولاً ثم بعد ذلك نعتب على غيرنا ، أما أن نكون كما تفضلتم في درجات لا تحتمل من إيذاء النبي بسلوكنا ، العالم الغربي يرانا لسنا في مستوى هذه الدعوة العظيمة ، لو أننا في مستوى هذه الدعوة وأنا أقسم بالله ولا أبالغ لو أن الجاليات الإسلامية في الغرب طبقوا منهج الله تماماً لكان موقف الغرب من الإسلام غير هذا الموقف ، بل لو أننا فهمنا الإسلام ، بل لو أن الصحابة الكرام فهموا الإسلام كما فهمناه ، كما تصورناه نحن والله ما خرج من مكة المكرمة ، هذا الإسلام العظيم خرج بمبادئ وقيم ، ممارسات صحيحة .
الدكتور عمر :
دكتور راتب معذرة هؤلاء أبناؤنا الذين يعيشون في الغرب هم إفرازات لنا مع الأسف الشديد ، إن العصا من العصية وهل تلد الحية إلا الحية ؟ هؤلاء إفرازاتنا هؤلاء أبناؤنا الذين لم نحسن تربيتهم ، لم نحسن تعليمهم ، فلما ذهبوا إلى هناك ذهبوا بصورتنا القبيحة ، فأساؤوا وأساؤوا إلى دينهم .
على أبنائنا في الغرب أن يُعرفوا الناس بالنبي الكريم و يبعدوا الخصومات عنهم :
الدكتور راتب :
الذي يؤلمني أنني سافرت إلى بلاد كثيرة وجدت الأمراض المستشرية في بلادنا قد نقلت إلى الجاليات هناك ، الخصومات ، والغرق في الجزئيات ، والمماحكات ، وتبادل التهم .
على كل نحن ينبغي أن نعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفته جزء من ديننا ، بل من لوازم إيماننا ، هناك رأي آخر فضلاً عن أنه ينبغي أن نعرفه ينبغي أن نعرف به والدليل :
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ (46)﴾
هذا الإنسان الأول الذي هو سيد الخلق وحبيب الحق هذا الإنسان الذي ختم الله به النبوات والرسالات ، هذا الذي بلغ سدرة المنتهى هذا الذي أقسم الله بعمره حينما قال :
﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾
هذا الذي ما خاطبه الله باسمه أبداً ، يا أيها النبي ، يا أيها الرسول ، هذا الذي وصل إلى درجات العلا ، هذا الذي وصل إلى سدرة المنتهى ينبغي أن نعرفه ، ينبغي أن نطبق منهجه .
أنا والله لا أعترض على من يمدحه ولكن أعترض على من لا يتبعه ، لا يكفي أن نمدحه ينبغي أن نضيف إلى مدحه اتباعه .
الدكتور عمر :
يعني هذا دكتور راتب ادعاء ومحبة ، أنا عندما لا أتبعه أنا أدعي محبته ، وهناك فرق بين .
الفرق بين محبة النبي الكريم و بين اتباعه :
الدكتور راتب :
نعم نعم ، بالمناسبة دكتور عمر ما قَبِل الله منا محبته إلا بالدليل ، لم يقبل محبته ادعاء ولا كذباً وزوراً قال تعالى :
﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي ﴾
إذاً معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقنا فرض عين ، وتعريف الناس برسول الله فرض عين أيضاً من أجل أن ينصف الناس نبينا وألا نفاجأ بتطاول عليه ، نحن لنا باع طويل في هذا التقصير ، هذا الإنسان الذي يعيش في أوربا أو في أستراليا هل يمكن أن يفتح كتاب البخاري ؟ لا والله ، هل يفتح كتاب القرطبي ؟ لا والله ، كيف يعرف الإسلام ؟ من هذا المسلم الذي أمامه فقط لذلك :
(( أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك ))
أنا أتصور أن كل مسلم يجب أن يشعر أنه سفير المسلمين في أي مكان .
الدكتور عمر :
ناهيك عن هؤلاء الذين يعيشون في الغرب ، نحن نتكلم عن بني جلدتنا الذين نعيش بين أظهرهم ، لو دخل على بيتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس كما نجلس وشاهد إعلامنا وسمع ما يقال هل يقول هذه أمتي التي قال تعالى : كنتم خير أمة . هؤلاء هم أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ؟ المسافة شاسعة ، ولا بد من أن نفيق على حقائق الأمور ، قضية العصبية الهوجاء والعواطف الغوغاء التي لا تنصر ، هذه بصراحة لا ترجعنا إلا إلى الخلف .
على كل مؤمن أن يُقيّم عمله :
الدكتور راتب :
سيدي ورد في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم :
(( أمَّتي أمتي ، فيقال له : لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فيقول : سحقاً سحقا ))
يا فاطمة بنت محمد يا عباس عم رسول أنقذا نفسيكما من النار أنا لا أغني عنكما من الله شيئاً لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم من يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه .
إذاً نحن قبل أن نتهم وقبل أن نتحرك وقبل أن نثور ثورة هوجاء عمياء وقبل أن نزيد الطين بلة ينبغي أن نرجع إلى أنفسنا وأن نتهم أنفسنا وأن نقيّم أعمالنا لعل الله يجعل هذا الحدث درساً بليغاً لنا يعيننا على أن نقوّم أمورنا وأن نسلك الطريق الصحيح .
الدكتور عمر :
وقفة مع النفس هذا ما ألخص به كلام الدكتور النابلسي ، دكتور سعد يعني أنت تلحظ كما يلحظ كلنا مدى التقصير الكبير الذي نظلم به أشرف وأعظم إنسان هيأه تفوقه أن يعيش واحداً فوق الجميع ؛ فعاش بتواضعه واحداً بين الجميع ، نحن نبحث عن رجل فيه التواضع في أمة محمد في عام ألفين وثمانية ميلادي ، قد لا نجد في كل عائلة سوف يأتي زمان على أمتي يقال إن في بني فلان رجل أمين ، المسألة لا بد من عرض هذه القضية حتى نحبه حباً عملياً وحتى لا يتجرأ لا من بني جلدتنا ولا من غيرنا على مقامه الشريف صلى الله عليه وسلم .
الإساءة لرسول الله أمر مقيت :
الدكتور سعد :
صدقت ولكن في بداية حديثي أود أن أبين وأقرر ما يجتمع فيه الشرع والعقل من أن الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولجميع أنبيائه سبحانه ولكل المصلحين بل لآحاد الناس أمر مقت ، فإذا كانت الإساءة أمراً مقيتاً يمقته العقل والشرع في حق آحاد الناس فما بالك بذوي الهيئات ؟ فما بالك بأصحاب النبوات ؟ فما بالك بسيد الخلق ؟ إذاً هذا أمر مقيت لا يعلوه مقتاً أي شيء آخر إلا الإساءة في حق الله ، فما بعد تلك الإساءة إلا الإساءة في جناب الله عز وجل ، والناس يتعاملون بحكم كونهم عبيداً لله والله عز وجل يرعاهم في الأرض في فترة حياتهم ودنياهم :
﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾
تصنيف الله عز وجل للبشر :
إذا كان الله عز وجل قد خلق آدم عليه السلام ثم حواء وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساء ، كي يعمر تلك الأرض بآدم وذريته إلى قيام الساعة ؛ بسنة كونية وإلهية في إعمار الأرض وعبادة الله عز وجل والتعرف على الخالق ؛ ثم العود الحميد بإذن الله لمن آمن في لقاء الله الموعود يوم القيامة والآخرة خير وأبقى ، فإن الله عز وجل قد صنفنا :
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ (2)﴾
فهذا التصنيف أيضاً من سنة الله في أرضه ، هناك من كفر بالله والله يرزقه ويسكن أرضه ويأكل خيره ، هو ينكر وجوده سبحان الله هو يسكن أرضه ويأكل خيره وينكر ذاته وينكر العبودية والله حليم يمهله ، وهو يريد بقاءه من أجل أن تكون هذه السنة حاكمة يوم القيامة فإذا كان الحساب في قول الله عز وجل :
﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾
هذه سنة الله عز وجل في خلقه ، وهذا هو الوضع الكوني لا يمكن لنا أن نجعل الكفار مؤمنين ، إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ، فوجودهم سنة كونية وصبرنا عليهم أمر نتعلمه من شريعتنا .
العقل و الشرع يثبتان بأن الإساءة بغير حق أمر مقيت :
لكن الذي أود أن أقوله إن غير المسلم مع المسلم في عقل ، وهذا العقل يحكمه بصفته إنسان والعقل والشرع يجتمعان في أن الإساءة بغير حق ليس لها مبرر فهذا أمر مقيت ، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء برسالة عادلة يعلن فيها في قول الله عز وجل :
﴿ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ﴾
ثم يأتي آخر ويقول إنه ليس مصلحاً ، بالتأكيد إنه قد أساء في حق نفسه ، فكل عاقل ينكر عليه هذا الأمر فهو أمر مقيت ، لكن مع كون هذا أمراً مقيتاً أود أن أبين أن هذا الحسد في حق النبي صلى الله عليه وسلم ، كان موجوداً في حياته .
مقابلة النبي عليه الصلاة والسلام الإساءة بالإحسان :
عاصر النبي حثالة والتقى بهم وسجل القرآن هذا الحسد وهذا الحقد عليهم ونقرأه ونتعبد الله به إلى يوم الدين ، هذا الحسد الذي ترجم من الوليد بن المغيرة عندما أخذ المصحف ومزقه وأخذ السيف ومزق المصحف قطعاً بسيفه ثم قال
له إذا جئت ربك يوم البعث فقل يا رب مزقني الوليد
ماذا صنع النبي صلى الله عليه وسلم ؟ هذه إساءة فضلاً عن إساءة الكفار بل من أقارب النبي صلى الله عليه وسلم أعمامه وبنو عمومته الذين رفضوا نصرته بل وأثاروا عليه الصبية والسفهاء فرجموه بالحجارة حينما ذهب إليهم إلى الطائف ، وعاد وقد دميت قدماه يشكو إلى الله :
(( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا رب المستضعفين ، إلى من تكلني ؟ إلى صديق يتجهمني ، أم إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولك العتبى حتى ترضى ، لكن عافيتك أوسع لي ))
(( إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ))
فالنبي صلى الله عليه وسلم إذا كان قد يئس من هؤلاء فإنه لم ييأس من ذريتهم من بعدهم ، فهذا الذي أساء في حق النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من المنكرين ، نحن نرجو له الخير ونرجو له أن يشرح الله صدره لمعرفة الحق حتى يهتدي وينقذ من الضلال الذي هو فيه ، فإذا لم يكن فحسبه أنه يعيش بحقده ونرجو من الله عز وجل أن يكون من ذريته من يعرف قدر النبي صلى الله عليه وسلم .
الإسلام يعطي المؤمن الثقة بنفسه و بقرآنه و برسوله :
نريد أيضاً نقول إن الإسلام أراد أن يعطينا الثقة في أنفسنا فنحن نعلم بأن القرآن محفوظ :
﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)﴾
نعلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو صاحب مقام رفيع :
﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾
﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾
﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)﴾
هكذا يعلمنا القرآن ونعلم من إسلامنا الثقة في النفس ، نحن أمة تثق في كتابها ، تثق في نبيها ، تثق في دينها ، وإذا كنّا نتحلى بهذه الثقة فبالتأكيد سنتعامل مع كل المعطيات الانفعالية بهدوء وثبات وبعقل صحيح .
الوصية التي ينقلها كل جيل كافر إلى الجيل الذي يليه :
نطمئن أن الله عز وجل يبين لنا أن كل هؤلاء سبقهم من فعل هذا :
﴿ كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52)أَتَوَاصَوْا بِهِ (53)﴾
كأن كل جيل يوصي الجيل الذي يليه يسفهون الأنبياء والرسل و يتهمونهم بالسحر والكذب وفي قول الله عز وجل :
﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30)﴾
ما معنى نتربص به ريب المنون ؟ يعني يقولون إننا منتظرون موته ، نحن نريد أن نصبر عليه ، حاولنا أن نثنيه عن دعوته الإصلاحية فعجزنا نصبر عليه عمره وأجله كم يعيش عشر سنوات أربعين سنة نصبر عليه .
﴿ قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31)﴾
تأتي الأمة ويحيي الله عز وجل هذا الدين جيلاً بعد جيل إلى قيام الساعة ، وسيظل الله عز وجل يحمي تلك الأمة حتى بأفرادها القليلين سيكون منهم الأمة المصلحة المحافظة على هذه الشريعة .
من أهداف الهجمات الشرسة على المسلمين :
1 ـ إخراج ضعاف الإيمان من الإسلام إليهم :
لكن يجب أن ننتبه على أن هذه الهجمة شرسة ، التي تأتي إنما يراد بها أحد أمرين الأمر الأول يريدون الأخذ بضعاف الإيمان منا إليهم .
﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً (89)﴾
هم يريدون من ضعاف الإيمان أن يخرجوا من الإسلام إليهم حتى كما يقال في الهواء سواء ، يعني يخرجون من الحق ، ولا يريدون أن يعيشوا في الباطل وحدهم وإنما يريدون أن يأخذوا أصحاب الحق معهم ، هذه واحدة .
2 ـ إحداث فتنة كبيرة :
أما الأمر الثاني إحداث فتنة هذه الفتنة يدل عليها حديث صحيح ورد في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها :
(( أَنَّ الْيَهُودَ دَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا السَّامُ عَلَيْكَ فَلَعَنْتُهُمْ فَقَالَ مَا لَكِ قُلْتُ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ فَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ ))
وظنت السيدة عائشة أن النبي لم يتنبه إلى هذه اللفظة القريبة من السلام أو السام فقالت وعليكم السام واللعنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مهلاً يا عائشة ، هذا هو النبي صلى الله عليه وسلم يقول قَالَ فَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ .
(( يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ ))
(( إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ ))
هذا هو أدب النبوة في التعامل مع حساده وجهاً لوجه وفي درس عملي .
تعامل النبي الكريم مع الغير سواء كان من المسلمين أو غير المسلمين :
نحن نريد أن نتحلى في ضبط النفس ، نريد أن نبرز جمال النبي صلى الله عليه وسلم وجمال تعاونه مع من ؟ مع اليهود عندما كان يتعامل معهم حتى في الأمور المالية :
(( وَلَقَدْ رُهِنَ لَهُ دِرْعٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِعِشْرِينَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَخَذَهُ لِأَهْلِهِ وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ يَقُولُ مَا أَمْسَى فِي آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعُ تَمْرٍ وَلَا صَاعُ حَبٍّ وَإِنَّ عِنْدَهُ يَوْمَئِذٍ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ ))
فدلّ هذا على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعامل مع يهود وكان بإمكانه أن يتعامل مع تجار المسلمين وما أكثرهم ، في هذا الوقت الذي زاد عدد الصحابة قبل أن يموت النبي في بعض الأخبار مئة ألف صحابي ، كان في إمكان النبي أن يتعامل مع تجار مسلمين ولكنه أراد أن يعلمنا لأن الإسلام لم يأتِ ليخاطب نفسه وإنما جاء ليخاطب الغير فلابد من التعامل مع الغير شاء الغير أم أبى ، كلما أغلقوا باباً فتحناه ، لا نريد أن نغلق باباً كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له صبي من اليهود يخدمه فلما مرض ذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليعوده وكان والد هذا اليهودي بجواره ابتسم له النبي وقال له أسلم فنظر الصبي إلى أبيه ماذا أصنع ؟ فقال له أبوه أطع أبا القاسم ، فأسلم الصبي مسلماً بفضل الله عز وجل .
هذا هو تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود ومع غير اليهود ، الحمد لله الذي أنقذه من النار ، كل هذا يؤكد أننا في حاجة إلى استثمار هذا الحدث لإظهار الوجه الكريم الحقيقي للنبي في تعامله مع الغير سواء كان من المسلمين أو غير المسلمين ، من الأقارب أو من الأباعد ، فهي فرصة لإحياء سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ولا ضير فإن النبي محفوظ وكرامته محفوظة ، ورفعنا لك ذكرك ، وحفظ الله للنبي لا يمكن للبشرية جمعاء أن تمس هذا الذكر الرفيع المستوى .
الدكتور عمر :
بارك الله فيك أكرمك الله ، طالما نحن دخلنا على الآخر ولماذا هو قد يأتينا بين الفينة والفينة بهذه الفقاعات الفارغة ، إما أنها طفولة حضارية أو أن الحاسمين للحق ولحملة الحق على مرّ الزمن هؤلاء هم ، ونحن كما قلت في المقدمة وضعنا لهم الوسيلة ليدخلوا بهذا المدخل أو يتحدثوا بهذا الحديث ، ماذا يقول الدكتور عربي الكشاط بـ (نحن والآخر مع النبي صلى الله عليه وسلم)
نحن و الآخر مع النبي عليه الصلاة والسلام برأي الدكتور عربي الكشاط :
الدكتور عربي :
عندما نلقي نظرة على الخريطة البشرية نتأكد من الحقيقة التالية ، هذه الحقيقة تتمثل في تعددية أوجه النظر ، وكل فضاء ثقافي يتأثر بشروط جوية بالمعنى الثقافي للكلمة .
التنوع حقيقة بشرية موجودة منذ أن خلق الله الإنسان :
من الناحية الجغرافية نحن موجودون هنا أنا أرتدي الثياب غير الثياب التي أرتديها في أوربا ، أنا لا سلطان لي على المحيط الطبيعي لكن سلطاني على تغير الثياب التي تناسب كل فصل من فصول السنة ، هذا المثال الملموس ينسحب على الأجواء الثقافية ، ما هي ميزة العلاقات بين الناس اليوم ؟ الميزة الأولى من الناحية الجغرافية انعدام الحدود ، الآن في أوربا يمشي الإنسان إلى حيث يشاء كأنه ينتقل من شارع على شارع .
الناحية الثانية وهي الأخطر العلاقات بين مختلف الفضاءات الثقافية تتسم بالصراع ، وهذا الصراع تغذيه ذاكرة مثقلة بكثير من السلبيات ، هذا بخصوص والناس لا يستطيعون إلا أن يتعايشوا والله تبارك وتعالى يجب علينا نحن المسلمون ونقول إخواننا في الإنسانية شئنا أم أبينا فإن التعدد حقيقة لا يستطيع أحد إلغاءها .
واجب كل إنسان أن يبذل كل ما يملك ليُبلغ رسالة الإسلام :
المطلوب منا ومن غيرنا أن يجعل من هذه العلاقة علاقات تعددية بمختلف فروعها وأصولها وسيلة للتعارف وهذا مراد الله عز وجل ، قال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى (13)﴾
الحمد لله لا طاقة للمخلوق على تغيير طبيعة الخلق لكن تبارك وتعالى بنى على هذه الحقيقة أمراً وجهه إلى الناس قال
﴿ لِتَعَارَفُوا﴾
فأبى الناس إلا أن يتناكروا ، والتناكر التعارف تلاحظون في تشاور ، يعني أنا عندي ما أعتقد أنه ينفع الناس واجبي الأول والأساسي أن أبذل كل ما أملك لأُعرف بما عندي ، لكي أنفع الناس ، هذا واجب الإبلاغ واجب التبليغ واجب البيان وديننا دين البيان ، ورسالة سيدنا محمد مبدأها ومنتهاها توثيق ما هو معروف لدى الفطرة البشرية ومهما حاول الناس أن يمسخوا الفطرة فإن الفطرة لا تستطيع إلا أن تظل متعلقة ولو بخيط رقيق بمبدعها ، نأتي إلى بعض الفضاءات الثقافية سلوكها .
الدكتور عمر :
فهمنا موضوع التنوع هذه حقيقة بشرية موجودة منذ أن خلق الله .
الدكتور عربي :
هذا التنوع ، التنوع الجغرافي لم يكلفنا الله بالتعامل معه إلا بالتكيف معه مثلما ضربت الأمثلة على اللباس ، التعامل البشري بين البشر وبشر ، بين دين ودين وبين ثقافة وثقافة هذا مرجعه إلى موقف الإنسان نفسه من ذاتيته من هويته من دينه وموقفه من الآخر.
العاقل يستخلص ما ينفع وينمي ويذر ما لا ينفع وما لا ينمي :
في عصورنا الزاهرة جَسد أسلافنا هذه الحقيقة القرآنية فعرفوا مراد الله منه ، أولاً ثم انتقلوا إلى تعريف الناس بما يؤمنون به بما عندهم ومن خلال تعريف الناس بما عندهم حصلت عملية التعارف ، مثل ما ذكرنا في حلقة سابقة يعني في المدينة المنورة ما الجديد ؟ الجديد أناس عاشوا الجاهلية ثم باختيارهم ووعيهم صبّوا نفوسهم في القوالب النبوية فكان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مثل البذرة الطيبة في البلد الطيب أثمرت هذا الجيل الرائع ، قال أحد الغربيين سابقاً : لو أن المسلمين لم يقدموا للعالم ثمرات تعاملهم السابق مع الإسلام لتغير تاريخنا للعصور التاريخية ، ما يسمى بعصر النهضة تأخر قرون ، وهذا تأكيد من ناس عقلاء وأفتح قوس لأقول الإسلام لا يبيح لنا أن نقسم العالم إلى أبيض وأسود ، بل العكس مثل اللبن :
﴿ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)﴾
العاقل الذي يستخلص ما ينفع وينمي ويذر ما لا ينفع وما لا ينمي ، سلوك المجتمعات البشرية اليوم ميزته الأساسية سلوك عنفي ثقافة تنتج العنف .
الدكتور عمر :
لم تكن ثقافة العنف موجودة من قرون ؟
ابتعاد الثقافة الإسلامية عن العنف :
الدكتور عربي :
ثقافة العنف كانت محدودة ، مثلاً ثقافتنا الإسلامية أبداً ما صدرت العنف في يوم من الأيام وما يسميه غيرنا عنف إنما هو رد فعل طبيعي تبيحه حتى القوانين البشرية ، لكن في ثقافات عرفها التاريخ ما امتازت إلا بميزة إلا كونها ثقافة عنفية معلنة ، معروف لست أن الذي أقوله ، تحليلات ، نسأل الآن لما زيد من الناس لا يصدر عنه إلا سلوك عنف ؟ العنيف أولاً يستوحي ذاكرته ، نسأل ما هي ذاكرة بعض الثقافات فيما يتعلق بالإسلام ؟ ما هو سلوك الإنسان الذاكرة التعامل مع اليوم الحادث ، ذاكرة ما نسميه الآخر ذاكرة تلقت معلومات صدامية في كل ما يتعلق بالنبي عليه الصلاة والسلام .
أولاً قيل عنه وهذا ما يتغذى به التلاميذ في المدرسة والثانوية والجامعة ، إنه نبي كذاب عليه الصلاة والسلام وتحدث عن أخلاقه وعن علاقاته وهذا شيء معروف ، ولكن هذا بقيت رواسبه في الأذهان ، بعض الظروف العالمية الآن ، العالم مطبوع بطابع العنف والصراع بعثت رواسب هذه الذاكرة إلى السطح فأصبح الناس لا يرون ولا يتحدثون عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من خلال هذه الذاكرة السلبية تغذيها بعض الأحداث المدبرة بمكر وبعض الأحداث نشارك بها نحن مع الأسف لجهلنا ، فنحن نقدم خدمة مجانية ونسيء إلى نبينا عليه الصلاة والسلام .
على كل مسلم أن يبذل جهده لتعلم ثقافات الشعوب الأخرى :
نسأل نحن قبل ، إذا الإنسان عافانا الله جميعاً كان في غابة من الغابات وجاء حرامي وأشعل النار ماذا يفعل ؟ هل يقف ليلعن النار ؟ سيبقى بعد لحظات ستلتهمه النار ، هل الآن يقول لما فلان أشعل النار ، ليبذل كل ما في وسعه لتسليط خراطيم المياه لعله يطفئ النار ، الآن المسؤولية كيف أنا أستجيب ؟ هذا يستثيرني ، الثقافات أنا ما أعتبره مقدساً ورمزاً قد لا تعتبره الثقافة الأخرى هكذا ، إذا رجعنا إلى كلمة نبوة في اللغات الأوربية ليس لها نفس المدلول عندنا ، المحتوى اللغوي يؤثر في الوجدان ، يؤثر في الأذهان ، حتى تسأل كبار المثقفين والمستشرقين تقول لهم مثلاً ما هو تعريف النبي ؟ خذ أي قاموس النبي فيه هو من يقرأ لك الغيب . هذا النبوة ، بينما نحن تعني عندنا شيئاً آخر .
على كل إنسان مؤمن أن يراعي طريقة التعامل مع الآخر :
إضافة أخرى أعداد المسلمين الذين يعيشون في الغرب كثيرة ولله الحمد هل نسأل أنفسنا هل بذلنا ما في وسعنا من أجل بلورة تصوراتنا ؟ أنا أسأل نفسي وأنا أعلم الجواب ، لم أبذل جزءاً يسيراً مما هو مطلوب مني كمسلم ، أنا مسلم وليس لي معلومات حول الإسلام ولا حول الثقافة الغربية لكن هناك فرق كبير بين المعلومات والثقافة ، الثقافة أعني بها طريقة التعامل مع الآخر ، هل أنا إذا كنت صادق الوعد ، طيب الكلمة ، جميل الهندام ، لذيذ المعشر ، هل هذا يحتاج إلى أن أتعلم في مدرسة ؟ من البديهيات ، هل أعلم الآخر عن طريق إلقاء محاضرات طويلة ، لماذا لا أكون مثل ذلك الصحابي رضي الله عنه الذي أدرك حاجات مخاطبيه ، ما الذي جاء بكم ؟ قال في كلمات جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، الآن كل الناس تدندن حول حقوق الإنسان ، هل يعرف الناس أننا نحن الذين صدرنا وجسدنا قيم حقوق الإنسان ، أنا مرة شاركت في فرنسا في مؤتمر حول غاندي واللا عنف فقالوا لي تحدث ، فقلت سيدنا محمد واللا عنف ، قالوا محمداً لم يكن عنيفاً ؟ قدمت تقدمة احترامنا وتقديرنا لنضال غاندي لكن قلت نحن عندنا مصدرنا وكانوا من علية القوم ثقافة .
الدكتور عمر :
هذا كلام خطير أن الحقائق وصلت حتى إلى المثقفين منهم أن محمداً لا عنف .
الدكتور عربي :
تعجب لماذا ؟ لأمرين .
الدكتور عمر :
نتوقف عند فاصل قصير ونعود .
مرحباً بكم أخوتي في الله ونحن نتحدث في هذا البرنامج هذا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، كنا قبل الفاصل نتعجب مع تعجب الآخر عندما كان الدكتور عربي القشاط يلقي محاضرته عن محمد صلى الله عليه وسلم ولا عنف وهم يظنون أن المسألة غير ذلك ، هذا يظهر مدى تقصيرنا ، ونحن يبدو أننا انغلقنا أكثر من اللازم ونظن أن الآخر يفهم عن نبينا ما نفهمه .
الإسلام يأمرنا أن نكون من صنّاع الفعل لا من الذي يردون الأفعال :
الدكتور عربي :
بعد الانتهاء من المحاضرة وقع نقاش جماعي وفردي وتعجب الناس وقال لي بعضهم لما لم تشاركونا في بلورة هذه التصورات وربما يفهم بعض المستمعين بأننا نريد أن نعوم القضية ، لا المسألة نحن أمام فعل عنفي سواء قصد أصحابه أم لم يقصدوا فإنهم يريدون الإيذاء نحن نتأذى من هذا ، هذه حقيقة ، لكن هل أنا مسؤول عن هذا الذي يستثيرني ؟ أم أنا مطالب باختيار صورة استجابتي لهذا الظلم ؟ أنا مسؤول عن هذا ، لماذا أقول أنا مسؤول عن هذا ؟ لأن بعض الدوائر تشتغل ليلاً نهاراً بذكاء على نفسياتنا وأدرك البعض منهم أن البعض منا يعني يقتدي في سلوكه بالثور ، الثور إذا أراد أن يتعبه زيد من الناس أكثر له بالتلويح بالمنديل الأحمر فيستثيره وينفق كل طاقاته بالدوران والغليان ، النتيجة أن الثور ستنفذ قواه وسيقع ، ثانياً الإسلام يأمرنا أن نكون من صناع الفعل لا من الذي يردون الأفعال لما ؟ في جميع القضايا إذا سجن الإنسان نفسه في خانة ردود الأفعال فإنه يخسر دائماً ، لكن إذا صنع الفعل في فعل غير جيد عنف ، أنا أرد عليه بفعل لا عنفي .
الدين موجود في قلب كل إنسان وإن انسحب من الفضاء الاجتماعي :
بعض الناس يقولون لا عنف سلبية لا ، تعرفون لماذا العنف ضعف ، النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ليس الشديد بالصرعة . وهذه صرعة معنوية إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب . لماذا يعنف العنيف ؟ أولاً معاناة ثانياً وجود المسلمين في الغرب ذكر أخواننا في الغرب بأن الله موجود وأن هناك قيماً ، ومن طبيعة البشر بعدما مرّ عليه زمان طويل وظنّ أنه تخلص من الله عز وجل ونسي الدين ونسي القيم فإذا به يأتي هؤلاء الناس الفقراء البسطاء ويصلون خمس مرات في اليوم ويصومون شهراً في السنة ويلتزمون في حياتهم في قيم الحلال والحرام ، طول هذه القرون كنا نكذب على أنفسنا وقال أحد الباحثين الكبار في باريس وله كتب كبيرة ينبغي معرفتها والاطلاع عليها ولقد سبقه قبل ذلك مفكر ألماني كبير يقول : إن الدين قد انسحب من الفضاء الاجتماعي في الغرب لكن لا تعتقدوا أن انسحاب الدين من الفضاء الاجتماعي انسحاب من قلب الإنسان . هذه حقيقة سجلها مفكرون غربيون .
الدكتور عمر :
يعني انسحاب من الساحة أما داخل الفطرة .
كل إنسان يسخر من النبي الكريم إنما هو يسخر من نفسه :
الدكتور عربي :
أما داخل الفطرة تصرخ جوعاً وتصرخ ظمأ ، هذا الذي سواء شعر أو لم يشعر أنا لا أقول زيد من الناس إنما أتصور مصدر العنف هذا الذي لو حللنا موقفه الساخر إنما هو يسخر من نفسه ، نحن نعرف كما يقول المثل لو أن مخلوقاً من المخاليق يبسق على الشمس فإن بساقه لا يعود إلا على وجهه القذر ، إذاً رسول الله صلى الله عليه وسلم شمس وهل إذا دغدغت أشعة الشمس وجه التراب هل يعفر التراب أشعة الشمس ؟ لا هذا :
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع
هذه عظمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، سيدة فرنسية جاءت إلى مجموعة من المسلمين بابنتها الشابة وقالت لهم أرجو أن تساعدوا ابنتي في اعتناق الإسلام ، قالوا لها لماذا ؟ إذا اكتشفت الإسلام تدخل في الإسلام ، قالت : لأنني لاحظت وأنا جارة لبعض العائلات المسلمة أن الأمهات والآباء عندما يبلغن سناً معيناً من الكبر فإن أولادهم يحافظون عليهم وأنا أريد عندما أكبر ألا تنفصل عني ابنتي .
هذه كيف اكتشفت الإسلام ؟ ما قرأت ، اكتشفت بالتعامل أن المسلمين هكذا الكبير يعطف على الصغير والصغير يحترم الكبير ، ونعرف لعالمنا قدره ، فهذه القيم هي التي شدتها .
على المسلمين أن يوقدوا مصباح الحق بسلوكياتهم لا بكلامهم :
وباختصار الآن هذه الرسوم المستهزئة أولاً الاستهزاء ليست ظاهرة جديدة ، يعني كلما طلع فجر الحقيقة حاولت قوة ...الظلام دليل على غيبة النور ، فإذا عمّ الظلام جاء العقلاء وأوقدوا المصباح ، هذه القضية التي يجب أن توقد مصباح الحق .
الدكتور عمر :
بسلوكياتنا لا بكلامنا .
الدكتور عربي :
الواقع السلوكي أبلغ من الواقع الكلامي ، يأتي الكلام في المرتبة الثانية لأن الكلام إما تصوير لواقع أو تأشير لواقع سنصنعه .
﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾
القول جاء في المرتبة الثانية بعد العمل الصالح .
الواقع السلوكي أبلغ من الواقع الكلامي :
عنوانكم معبر هذا محمد صلى الله عليه وسلم ، هذا اسم إشارة ، الآن ممنوع عندنا التماثيل أن نضع تمثالاً للنبي لا ، هذا محمد هذا اسم الإشارة إلى ما يجب أن يشير ؟ يجب أن يشير إلى سلوكيات محمد صلى الله عليه وسلم متجسدة في بشر والبشر الآخرون سيرون هذه الأخلاق متجسدة رحمة للإنسان ، نقول إن الإنسان يجب ، يا أخي ديننا هو الدين الوحيد الذي أرسى بل أنشأ من العدم ما يسمى الاعتراف بالآخر :
﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا (40)﴾
القرآن الكريم ما عندنا نحن عقدة نقص نقل كفر أهل الكفر :
﴿ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ (64)﴾
﴿ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ (32)﴾
سيدنا موسى عليه السلام ألم يقل في مرارة على قومه :
﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ (5)﴾
ردود أفعال المسلمين تجاه الرسوم المسيئة للنبي الكريم يجب أن تتسم بالحكمة :
نحن نسأل الناس هؤلاء نقول لهم لما تؤذون الرسول ؟ قالوا هذه حرية تعبير ، قلت لهم هذه مسألة فيها نظر لأننا نعيش ونعرف حدود التعبير ، وفي أمثلة تكذب هذا ، فينبغي الآن أن نعي ولا نعطي فرصة لغيرنا ليلوح لنا بالمنديل الأحمر حتى يشغلنا عما نجب أن نقوم به .
ثانياً ردود الأفعال في بعض البلاد الإسلامية لا تتسم بالجمالية ولا تتسم بالحكمة ، هذا الصراخ ، الصراخ إذا ارتفعت الكلمة كان ذلك دليلاً على غموض الفكرة وضعفها ، إذا تحركت العضلات دلّ ذلك على موت القلوب ، إذا كثر الصراخ دلّ ذلك على انعدام قواعد المنطق بيننا ، ديننا دين المنطق :
﴿ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)﴾
ليست كلمة قل الله تظهر حقيقة إيماننا بالله الواحد في توحدنا في انضمام صفوفنا في تألف قلوبنا في عمراننا ، تأتي مسألة أخرى ربما أسبق وأترك المجال للأساتذة المقاطعة ، قد تكون وسيلة من الوسائل أنا أقول ينبغي أن يتدارسها أولو الشأن ، لكن المقاطعة لا تنفع إلا إذا قررنا أن ننفض عنا غبار الاستهلاك ، نحن نستهلك ما يصنعه غيرنا ، نستقل اقتصادياً ، نستقل اجتماعياً وعند ذلك إذا اقتضى الأمر أن تكون المقاطعة وسيلة من الوسائل وتبقى الكلمة الأخيرة للتعليم وللتشاور وللحوار وللرد بالتي هي أحسن .
الدكتور عمر :
بارك الله بك أستاذ عربي وأنا تركت الأستاذ عربي لأنه أقدرنا وأعرف بالآخر في هذه المسألة والحقيقة لأنه يعيش بينهم ويعرف كيف يفكر الآخر ، ونحن نحكم على الآخر دون أن ندرس ما هي الأرض الثقافية التي يأخذ منه ، دكتور راتب ماذا تريد أن تضيف ؟
الدكتور راتب :
أريد أن أعلق على ما تفضل به الدكتور عربي .
التعدد في القرآن الكريم أُدرج في صنفين :
1 ـ إنسان تعرف على الله فسلم وسعد في الدنيا والآخرة :
التعدد أصبح واقعاً شئنا أم أبينا ولكن هذا التعدد في القرآن الكريم أدرج في صنفين ، هناك إنسان تعرف على الله فانضبط بمنهجه وأحسن إلى خلقه فسلم وسعد في الدنيا والآخرة .
2 ـ إنسان غفل عن الله فشقي وهلك في الدنيا والآخرة :
وهناك إنسان غفل عن الله وتفلت من منهجه وأساء على خلقه فشقي وهلك في الدنيا والآخرة ، كل هذه الأصناف والأطياف تندرج في أحد هاتين البندين ، الدليل القرآني :
﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾
صدّق في الأصل أنه مخلوق للجنة عرضها السماوات والأرض بناء على هذا التصديق انضبط اتقى أن يعصي الله ومن أجل أن يدفع ثمن الجنة بنى حياته على العطاء ، يعطي من وقته ، من ماله ، في تميز صارخ بين النموذج الأول والثاني ، بنى حياته على العطاء وانضبط في مجموعة قيم مبادئ ينضبط بها ، أيقن أنه مخلوق لجنة عرضها السماوات والأرض ، الرد الإلهي :
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾
﴿ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ﴾
كذب أنه مخلوق للجنة فاستغنى عن طاعة الله وبنى حياته على الأخذ الرد الإلهي :
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾
وبحسب هذه الآية لن تجد نموذجاً ثالثاً .
الفرق بين الأنبياء و الأقوياء :
كل هذا التعدد ينضوي في هذين البندين هذا من حيث عامة الناس أما من حيث القمم يقع على رأس الهرم البشري زمرتان على اختلاف الأسماء الأنبياء والأقوياء ، والأنبياء ملكوا القلوب ، والأقوياء ملكوا الرقاب ، الأنبياء أعطوا ولم يأخذوا والأقوياء أخذوا ولم يعطوا ، الأنبياء عاشوا للناس ، الأقوياء عاش الناس لهم ، الأنبياء يمدحون في غيبتهم والأقوياء في حضرتهم .
الدكتور عمر :
الآخر لا يقدر هذا الكرم لأن الآخر يعتبر نفسه من الأقوياء ، لأن أتباع سيدنا محمد من الضعف والمهانة كما قال الدكتور عربي كسبهم ليس من رؤوسهم وليس من أفكارهم ، نحن في العالم العربي باعتراف منظماتنا الجامعة العربية والأمم المتحدة مئة مليون أمي ونحن كلنا ثلاثمئة وخمسين مليون ، ونحن فقط نفاخر ، والأخوة أبناء الكتب يسخرون من العلماء ويسخروا من الدعاة ، الآخر يقيس الإسلام ونبي الإسلام بمن يعتنق الفكرة .
عدم احترام الآخر لنا إن كان بأسنا بيننا شديد :
الدكتور راتب :
أنا أضيف إلى ذلك إن كانت نسب البطالة عالية جداً ونسب الفقر عالية جداً ونسب البطالة عالية جداً ونسب العنوسة عالية جداً ونحن نقع على رأس قائمة المستوردين وفي أسفل قائمة المصدرين ، وبأسنا بيننا وسلمنا لأعدائنا كيف يحترمنا الآخر ؟ فلذلك القضية مصيرية .الدكتور عمر :
قضية الانفعال دكتور راتب هذا شيء طيب هذه الفطرة كلنا نحب سيدنا محمد لا أحد بل ربما لا يصلي لكنه يحب النبي صلى الله عليه وسلم ، مدى ما نؤذي نحن به نبينا وديننا قد يفوق ، ونحن ننظر بالقضية مع الدكتور سعد هل بعد الكفر ذنب ؟ أنا أتكلم عن من يدعي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يأكل الحقوق وأموال اليتامى .
معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض عين :
الدكتور راتب :
وهذا النبي الكريم ألّف أحد من المؤلفين كتاباً عن النبي صلى الله عليه وسلم وهداه له فقال : يا من جئت الحياة فأعطيت و لم تأخذ ، يا من قدست الوجود كله ، ورعيت قضية الإنسان ، يا من زكيت سيادة العقل ، و نهنهت غريزة القطيع ، يا من هيأك تفوقك لتكون واحداً فوق الجميع فعشت واحداً بين الجميع ، يا من كانت الرحمة مهجتك ، والعدل شريعتك ، والحب فطرتك ، والسمو حرفتك ، ومشكلات الناس عبادتك .
لكن الذي أتمنى أن يكون واضحاً من أعماقي أن معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض عين بدليل عندنا في أصول الفقه قاعدة ما لا يتم الفرض إلا به فهو فرض ، الوضوء فرض لأن الصلاة لا تتم إلا به ، إذا قال الله عز وجل :
﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (7)﴾
كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك ، كيف أأتمر بما أمرني وأنتهي عما نهاني إن لم أعرف ما الذي أمرني وما الذي نهاني ، فهذا الأمر القرآني الذي يقتضي الوجوب من لوازمه أن أتعرف إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القولية .
من لم يتبع سنة النبي الكريم لا يستطيع أن يقنع أحداً بها :
يا ترى الأخوة الكرام المستمعون أو المشاهدون هل في بيتهم كتاب في الحديث الصحيح وليكن رياض الصالحين يقرأ الأب لأولاده حديثاً واحداً ؟ لا بد من أن معرف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القولية ، حينما قال الله عز وجل:
﴿ ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً(21)﴾ ﴾
كيف يكون النبي صلى الله عليه وسلم أسوة لنا ؟
(( كان مع أصحابه في سفر ، فأرادوا أن يعالجوا شاة، دققوا قال أحدهم: عليّ ذبحها ، وقال الثاني : عليها سلخها ، وقال الثالث : وعليّ طبخها ، فقال عليه الصلاة والسلام : وعليّ جمع الحطب ، فقالوا : نكفيك ذلك ، فقال : أعلم أنكم تكفونني ذلك ، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه. ))
الآن النبي عليه الصلاة والسلام في بدر الصحابة كان ثلاثمئة وأربعة عشر رجلاً ، والرواحل قليلة ، كل ثلاثة على راحلة ، الآن والمدهش قال : وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة ، لقطة رائعة جداً ، ما هذا التواضع ؟ قائد الجيش ، زعيم الأمة ، قمة المجتمع ، رسول الله يسوي نفسه مع جندي ، ركب النبي عليه الصلاة والسلام ، وانتهت نوبته في الركوب ، وجاء دور أصحابه في الركوب ، فتوسلا إليه صاحباه أن يبقى راكباً ، فقال كلمة والله لو رددتها آلاف المرات لا أرتوي قال :
(( (( مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي ، وَمَا أَنَا بِأَغْنَى عَنْ الْأَجْرِ مِنْكُمَا )) ))
هذه سنته فنحن لو تحدثنا عنه مادحين إن لم نتبعه لا نقنع أحداً به .
الدكتور عمر :
أصبت كبد الحقيقة .
الدكتور راتب :
لا نقنع أحداً .
على المسلمين أن يهبوا عملياً لنصرة الرسول الكريم وليس بالغوغائية :
الدكتور عمر :
لو دخل النبي عليه الصلاة والسلام إحدى جامعاتنا في دولنا الإسلامية ورأى بناتنا .
الدكتور راتب :
رأى بناتنا هؤلاء البنات من آباء مسلمين ومن أمهات مسلمات وهن من رواد المساجد شيء لا يصدق .
الدكتور عمر :
نضع أصبعنا على حقائق الأمور لأننا نعاني من الناس ، كيف تسكت لهم ، سبحان الله نحن نريد أن تنتبه الأمة إلى حقائق الأمور حتى تهب عملياً لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس بالغوغائية .
الإنجازات الحضارية الإنسانية وحدها كافية لإقناع الآخر بالإسلام :
الدكتور راتب :
والله لو سكتنا سكوتاً كلياً وقدمنا إنجازاً حضارياً لأقنعنا الناس برسول الله ، لو صمتنا نهائياً وقدمنا إنجازاً حضارياً إنسانياً لأقنعنا الناس برسول الله .
الدكتور عمر :
كان يذكرنا الدكتور عربي في جماعة السوربون يوجد تمثال لابن سينا وعمامته التي تشير أنه عربي مسلم لو فردناها ممكن أن تكون خمسة أمتار ، لو قسمت لصار بعض من بناتنا في جماعة السوربون محجبات ، رفضت الجامعة أو رفضت فرنسا قطعة قماش على رأس حفيدة ابن سينا ولكن قبلت عمامة ابن سينا لأنه قدم لهم ، لأنه صاحب يد عليا وحفيدته أنا أريد أن ....
الدكتور راتب :
طالبان سوريان في بريطانيا لهم صديق بريطاني فكلما اقترب منهم تكلموا الإنكليزية فلفت نظره ذلك سألهم لماذا ؟ قالوا لأن نبينا نهانا أن نتكلم إذا كنا ثلاثة اثنان دون الثالث ، فقال هذا نبي حضاري، والله لا نحتاج إلى مزيد إقناع ولا إلى مزيد كلام إذا وقفنا موقفاً أخلاقياً إنسانياً لأخذ الناس صورة أخرى عن نبينا .
الدكتور عمر :
أنتم تريدون أن تُحمّلوا المشاهدين والمشاهدات كل واحد مسؤولية أن يقوم بعمل كان يحبه رسول الله. دكتور سعد أكيد في الفقه هناك حكم واضح لشاتمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وللمتطاول على جنابه .
علينا ألا نهتم بالمعارك الجانبية حتى لا تشغلنا عن القضية الأساسية :
الدكتور سعد :
بالتأكيد إذا عرف الناس الحكم الشرعي التزموه ، فعرفوا أن المسألة لا تخرج بعصبية أو بخطابة أو تحت تأثير فقاعة ؛ إنما لا بد من عرض الأمر على الفقهاء ومعرفة الرأي الفقهي المستنبط من الكتاب والسنة لكن قبل أن أذكره لا بد من أن أؤكد أن المقصود من هذه الإساءة المفتعلة ردة البعض منا وأخذهم من الإسلام إلى حضن غير الإسلام :
﴿ ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً (89)﴾ ﴾
أيضاً إحداث الفتنة الداخلية يريدون إشغالنا بفتنة داخلية كما أن السيدة عائشة عندما ردت رداً عنيفاً على ذلك اليهودي الذي قال السام عليك يا رسول الله كان يقصد بالبعد النبوي الشريف لو مكنها لخرج الأمر من تحت سيطرة الإدارة التي تؤمن المجتمع وتجعل البعض يموج على بعض وتحدث الفتن والغوغائية .
الدكتور عمر :
عدم الاهتمام بالمعارك الجانبية حتى لا تشغلنا عن القضية الأساسية .
حكم المتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الدكتور سعد :
هذا ما أريد أن أؤكد عليه فضلاً عما تفضل به الدكتور عربي من أن مسألة اللا عنف عند الإسلام وعند نبي الإسلام ، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ، ويقول عن نفسه إنما أنا رحمة مهداه وفي كل تصرفاته وأقواله وفي كل أفعاله وفي كل حياته تجسد إنسانيته ورحمته ، هذا ما ننتهز الفرصة لبيانه وتوضيحه فربما كان هذا المسيء للنبي في الرسوم الخاطئة في حق النبي تجعل آلافاً مؤلفة من غير المسلمين يعلنون إسلامهم فرحاً بهذا الدين وهذا النبي التي وقعت عليه هذه الإساءة الظالمة .
أما بالنسبة للحكم الشرعي فإن الفقيه دائماً يريد أن يحقق المسألة ولا يرسل أو يصدر حكماً مرسلاً ، إصدار الحكم المرسل هذا بعيد كل البعد عن المنطقية الفقهية ، فإن الفقه هو الفهم ، والفهم يستلزم طرح القضية ومعرفة أبعادها .
1 ـ إن كانت الإساءة تصدر عن إنسان عديم الإرادة يرفع التكليف عنه :
الإساءة في حق النبي صلى الله عليه وسلم ما حكمها ؟ يفرق الفقهاء بين حالين : الحال الأولى إذا صدرت من عديم الإرادة والحالة الثانية إذا صدرت من صاحب إرادة ، وهل تصدر عبارة مثل هذه أو رسم مثل هذا من عديم الإرادة ؟ نعم نسمع لقول النبي صلى الله عليه وسلم : رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه .
وفي قوله تعالى :
﴿ ﴿ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ (106)﴾ ﴾
هذه الثلاثة ترفع التكليف عن صاحبها ، ترفع الإثم ولا ترفع الخطأ الموجود لأن الخطأ أمر مادي والأمور المادية لها حكمها سنذكره بعد قليل ، الأمر الثاني في قول النبي صلى الله عليه وسلم : رفع القلم عن ثلاثة عن الصبي حتى يبلغ وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق .
هذه مسلمات لكن إذا كانت الإساءة صادرة من صاحب إرادة سواء كان مسلماً أو غير مسلم ، نحن نتكلم عن الإرادة الإنسانية لأن الإسلام جاء يخاطب الإرادة ، يخاطب العقل .
2 ـ إن كانت الإساءة تصدر عن إنسان صاحب إرادة هنا يمتثل للحكم الشرعي :
فإذا كان المسيء والذي نحكم عليه صاحب إرادة هنا يمتثل للحكم الشرعي الذي في قمة الموضوعية.
لصاحب الإرادة نوعان :
1 ـ المسلم الذي أساء في حق النبي عن عمد وهو صاحب إرادة يعدّ كافراً :
نفرق أيضاً صاحب الإرادة بين حالين المسلم والغير وهو الآخر ، الفقه الإسلامي يعرف حكم الآخر ليس جديداً أن يتعرف الحكم الشرعي أو الفقيه على الآخر لأن من مناط الحكم ومن أساسيات صدور الحكم الشرعي معرفة الآخر ، وإصدار حكماً خاصاً له وحكماً آخر للمسلم ، أما المسلم الذي أساء في حق النبي صلى الله عليه وسلم وهو صاحب إرادة فإنه إن كان صاحب إرادة عن عمد كما أننا خرجنا المكره والنائم والمجنون فإنه يعد كافراً والعياذ بالله .
من تحكّم في رأيه بدون تعقل للآراء التي يسمعها من الغير فهو مرتد و يجوز قتله:
ليس هذا الكافر الذي خرج عن الإسلام بهذه الإساءة المتعمدة فوراً يشب ولا يعود وإنما على المسلمين أن ينصبوا له علماء وأن ينصبوا له من التربويين من يأخذ بيده إلى الحق مرة أخرى ، يصوبون له الحق ويرفعون عنه تلك الشبهة ، وإذا عجزنا على ذلك كان الحكم الآخر الذي يجده أكثر الفقهاء من أن هذا الذي كان من الاستحالة أن يعود نظراً لمرض نفسي عنده أو لتحكمه في الرأي بدون تعقل لهذه الآراء التي يسمعها من الغير فإن كثير من الفقهاء يقولون : بأن الأفضل للحاكم أن يحكم عليه بالردة بالخلاص بالموت ، أو يسجن مدى الحياة لكن في جميع الحالات يخلص إمام المسلمين المجتمع من أمثال هؤلاء المفتنين ولماذا حكمنا عليه بالخروج من الإسلام ؟ لأنه سبّ النبي صلى الله عليه وسلم عن عمد وقصد وهو مسلم ، لماذا حكمنا عليه بالخروج من الإسلام ؟ لأن إيمانه بالنبي كنبي ورسول ومبلغ عن الله عز وجل لا بد أن يكون على قمة هذا الإيمان والله قد جعل :
﴿ ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ ﴾
والله عز وجل أيضاً يبن :
﴿ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ (10)﴾ ﴾
مبايعة من أراد أن يبايع الله فإذا أساء في حق النبي كان كمن خرج عن الإسلام بالكلية .
2 ـ غير المسلم الآخر يفرق الفقه بين حالين :
هذا في حق المسلم ، أما غير المسلم الآخر هذا الآخر يفرق الفقه أيضاً بين حالين الحال الأول الأفراد ، الثانية الأنظمة.
إذا كان النظام هو الذي يسيء في حق النبي على الأنظمة الإسلامية أن تعاملهم كما يلي:
إذا كان النظام هو الذي يسيء في حق النبي صلى الله عليه وسلم فهذه الإساءة إساءة نظام في حق نظام وليس إساءة نظام في حق أفراد ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رمز للأمة ، وإذا كانت هذه الإساءة صادرة من هذا النظام فقد ناصبت أنظمة المسلمين العداء وحق للأنظمة الإسلامية أن يعاملوها معاملة من أنصبوهم العداء والحرب .
1 ـ الدعوة إلى الإسلام و الاعتذار للنبي الكريم :
هذه المعاملة ليست القتال مباشرة ولكن هذه المعاملة بيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث رواه مسلم عن عائشة وعن بريدة : كان إذا أمر أميراً على جيش أوصاه في خاصة نفسه ثم قال له انظر باسم الله وعلى ملة الله وإذا جئت على حصن فادعوهم إلى ثلاث خصال فإن هم أجابوك في الأولى فدع عنهم وكف عنهم أو الثانية أو الثالثة أما الخصلة الأولى فادعوهم إلى الإسلام أي الخروج عن هذا الخطأ أن يعلنوا توبتهم عنه وأن يخرجوا عن الإساءة ويعتذروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويعتذروا إلى المسلمين ، هذه واحدة الاعتذار .
2 ـ الجزية :
أما الثانية فليس أمامهم إلا العقاب الآخر الذي ذكره النبي من حديث بريدة وحديث عائشة بالغرامة المالية في ما سميت الجزية ، الغرامة المالية كنوع من التعويض الأدبي أو تعويض عن ضرر أدبي لحق بالمسلمين كنوع من رد الاعتبار ، فإذا رفضوا الاعتذار كان التعويض المادي .
3 ـ القتال :
الأمر الثاني كان من حق الأنظمة الإسلامية أن يناصبوهم الحرب وأن يناصبوهم العداء لأنهم عدوهم .
الدكتور عمر :
لو كان هذا فرضاً .
الدكتور سعد :
لو كان هذا مؤسسة .
إذا كان الأفراد هم الذين يسيؤون في حق النبي يعاملون كما يلي :
1 ـ البيان لهذا الفرد الكافر أصلاً :
لو كان هذا فرد من أفراد غير المسلمين ، أو من جماعاتهم الفردية وليس النظام العام في الدول غير الإسلامية فإن هؤلاء يعاملون بثلاث خصال ذكرها أيضاً ويمكن أن نجمعها ، الأمر الأول هم غير مسلمون فليس بعد الكفر ذنب ، هل نحكم عليهم كما حكمنا على المسلم الذي سبّ النبي صلى الله عليه وسلم ونحكم عليه بالكفر ؟ هو كافر فكيف نحكم عليه بالكفر ؟ تحصيل حاصل ، ليس بعد الكفر ذنب وإنما لا بد من البيان له أو الإعراض عنه أو شكايته لولي أمره ، أحد ثلاث خصال، أما البيان فقد اتبعه القرآن الكريم في قوله سبحانه :
﴿ ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3)وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾ ﴾
نبين ، تقولوا مجنوناً ليس مجنوناً ، وإنما هو صاحب فكر وعقل وصاحب رسالة ومعصوم من قبل الله عز وجل .
الدكتور عمر :
المخرج يلاحقني في مسألة الوقت .
الدكتور سعد :
الأمر الثاني إذا لم نبيع .
2 ـ الإعراض عنه :
الإعراض :
﴿ ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)﴾ ﴾
3 ـ الشكاية لولي الأمر :
الأمر الثالث إذا لم يكن هناك بيان أو إعراض فيحق أيضاً الشكاية لولي أمرهم من أصحاب المؤسسات والأنظمة غير المسلمة ، لأن النظام لا يعادينا وإذا كان النظام لا يعادينا فالعبرة هنا علاقة فيها نوع من التعاون :
﴿ ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)﴾ ﴾
فإذا كان غير المسلم وهو النظام الذي لم يعادينا لم يخرج بهذه الإساءة صحّ من باب التعاون أيضاً أن تكون هناك شكاية لأولياء أمورهم ونرد اعتبار النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق أنظمتهم وليس عن طريق أفرادهم .
الدكتور عمر :
الدكتور عربي في كلمة .
على المسلم أن يستخدم قوة المنطق في الدعوة إلى الله:
الدكتور عربي :
أنا أعتقد أن الموقف ينبغي ألا يكون موقف عنف ، العنف لا نتيجة له إلا تضخيم العنف وتفاقمه ، ينبغي أن نعتبر الذين يسلكون هذا السلوك الغير متحضر كعرض لمرض خطير ونحن نبحث عن أسباب هذا المرض ، هي أمراض فكرية تغذيها مبدأ منطق القوة ، العالم الآن لا يتحرك إلا وفق منطق القوة ، ديننا يعلمنا وهذه هي الطريقة الأنجح في تفتيح القلوب بعضها على بعض قوة المنطق، ويحضرني في هذا المجال كلمة قيمة قالها توينجي قال : إن التاريخ يقود الإنسانية إلى الله. تجارب البشر اليوم وسقوط الإيديولوجيات وما بقي في سماء البشر المعنوي سوى شمس الإسلام وعلى المسلمين أن يكونوا أقماراً تستمد نورها من ضوء شمس الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
خاتمة وتوديع :
الدكتور عمر :
بارك الله فيك وشكر الله لكم .
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا منها وما يتعشق الكبراء
زانتك في الخلق العظيم شمائل يغرى بهن ويولع العظماء
فإذا رحمت فأنت أم وأب هذان في الدنيا هما الرحمــاء
وإذا أخذت العهد أو أعطيـته فجميع عهدك ذمة ووفاء
* * *
فداك أبي وأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشيئاً من التعقل جماهيرنا الإسلامية في الشارع الإسلامي في كل مكان ، هيا انهضوا وعودوا إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم أحيوها في بيوتكم، في أنفسكم ، في سلوكياتكم ، ارفعوا الظلم الذي بينكم وبين أنفسكم حتى يرفع الآخر عنا الظلم الذي يذيقنا إياه ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
أشكر بالنيابة عنكم أعزائي المشاهدين زملائي وأصدقائي ، الدكتور محمد راتب النابلسي ، الدكتور سعد الهلالي ، الدكتور عربي القشاط جزاكم الله كل خير عن هذه الحلقة وعن هذا التبيين وهذا الإيضاح ، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه و شكر الله لعلمائنا و السلام عليكم .
والحمد لله رب العالمين