- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
إليكم هذه الأحاديث التي وردت في الحجامة, والأمراض التي تعالجها ؟
أيها الأخوة الأكارم, روى الإمام البخاري عن أنسٍ رضي الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم, قال:
((إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ))
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام في أحاديث أخرى، يقول:
((إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة، لا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله))
قال العلماء: تبيُّغ الدم هو تهيُّج الدم، وبالمصطلح الحديث ارتفاع الضغط، أو ارتفاع التوتر الشرياني, هناك علاقةٌ بين الدورة الدموية وبين الدورة الفلكية, فإذا اشتدَّ الحرُّ كما قال عليه الصلاة والسلام:
((فاستعينوا بالحجامة، لا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله))
أيها الأخوة الأكارم, في الإنسان معامل لكريات الدم الحمراء متوضعةٌ في نقي العظام، ولا أبالغ إذا قلت: إن حياة الإنسان متوقفةٌ على عمل هذه المعامل، وعلى نشاطها, وهناك مرضٌ خطيرٌ تعرفونه جميعاً، هو فقر الدم اللا مصنِّع، حيث تتوقف هذه المعامل فجأةً عن تصنيع الكريات الحمراء بلا سبب معروف عند الأطباء.
وقد اكتشف حديثاً أن هذه المعامل, والتي تنتج في الثانية الواحدة مليونين ونصف كرية حمراء، هذه المعامل كلما نقص الدم من الأوعية الدموية زاد نشاطها، وصانت نفسها, والحجامة في ظاهرها إنقاصٌ لكمية الدم في الأوعية الدموية, لذلك إذا ارتفع التوتر الشرياني وهاج الدم في الأوعية مع قدوم الحرّ، قال عليه الصلاة والسلام: ((إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة، لا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله)).
شيءٌ آخر؛ ما كان أحدٌ يشتكي إلى النبي عليه الصلاة والسلام وجعاً في رأسه إلا قال له:
((احتجم))
ووجع الرأس، أو الصداع، أو الشقيقة، هذه الشقيقة، وهذا الصداع هو في حقيقته احتباس الدم في أوعية المخ، أو ضعف التروية الكافية لأوعية المخ.
لذلك النبي أشار النبي عليه الصلاة والسلام في الطب النبوي لمن يعاني من الصداع المزمن، ولمن يعاني من الشقيقة، ولمن يعاني وجعاً في رأسه، أشار عليه بأن يحتجم.
يا أيها الأخوة الأكارم, أخرج البخاري في صحيحه، عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما, أن الرسول صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرمٌ، وقد أصابته شقيقة في رأسه.
الصلاة وقاية لكثير من الأمراض:
كلكم يعلم أيها الأخوة، أن الإنسان حينما يصلّي، حينما يركع، وحينما يسجد، ينخفض رأسه عن مستوى قلبه، هذا الانخفاض يسبب ارتفاعاً في الضغط داخل الأوعية الدموية إلى أدنى مستوياته, من ارتفاع الضغط وانخفاضه في كل ركعة ثلاث مرات، في الركعتين ست مرات, إلى آخره
هناك عددٌ كبير من انخفاض الرأس وارتفاعه في الركعة الواحدة هذا يُكْسِب الشرايين مرونة تقيها من الانفجار، فإذا قلنا: إن الصلاة هي صحةٌ إضافةً إلى أنها عبادة، لا نكون قد بالغنا في هذا الأمر, هي صحةٌ وهي في الوقت نفسه عبادة, فالذي يصلي يدفع بدمه إلى رأسه عند السجود، فإذا رفع رأسه انخفض الضغط في الأوعية، يتولَّد من ارتفاع الضغط وانخفاضه ما يسمى: بمرونة الشرايين ولينها, هذه المرونة وهذا اللين يقيان الإنسان انفجار الشرايين عند ارتفاع الضغط المفاجئ, إذن الحجامة وقاية، والصلاة أيضاً وقاية.
وقد ذكرت سابقاً في خطبةٍ قديمة، أن امرأةً ذهبت إلى بلدٍ أوروبي تستطب من وجعٍ مزمن في رأسها، فما كان من الطبيب إلا أن قال لها: هل أنت مسلمة؟ قالت: نعم, قال: أتصلين؟ قالت: لا, قال: صلِّي يذهب ما بك, امتلأت غيظاً, قدمت من بلادٍ بعيدة, وتجشَّمت المتاعب، ودفعت الأموال الطائلة، لتقول لي: صلِّ؟ هنا أجابها الإجابة العلمية: إذا صلَّى الإنسان ارتفع مستوى تروية الدم لشرايين المخ.
هذا كله أيها الأخوة, من المسلَّمات في الطب، فإذا عبدت الله عزَّ وجل، أديت الصلاة كما أراد الله عزَّ وجل، فضلاً عن أنها عبادة، هي وقايةٌ من الأمراض التي يشعر الناس بخوفٍ منها.