- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
الفوائد الصحية التي تعود بالخير على جسد الإنسان التي يجنيها من الصوم :
أيها الأخوة المؤمنون, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ, وَزَكَاةُ الْجَسَدِ الصَّوْمُ))
فمن أجل أن تتمتع بصحةٍ وافرة، من أجل أن تعمل أجهزتك بانتظام، من أجل أن تتمتع بهذه الأجهزة طوال الحياة، قال عليه الصلاة والسلام:
((لكل شَيْءٍ زَكَاةٌ, وَزَكَاةُ الْجَسَدِ الصَّوْمُ))
رأى العلماء، أن في الصوم وقايةً من أمراض كثيرة، وفي الصوم علاجٌ لأمراضٍ كثيرة، بعض الأمراض المستعصية قد يكون علاجها في الصوم, فالتهاب المعدة الحاد، كما يقول الأطباء، علاجه بالصوم، وإقياء الحمل العنيد علاجه بالصوم، وبعض أنواع داء السكري، علاجه بالصوم ، وارتفاع التوتر الشرياني ، علاجه بالصوم ، والقصور الكلوي الحابس للملح ، علاجه بالصوم، وخناق الصدر، علاجه بالصوم، والالتهابات الهضمية المزمنة، علاجها بالصوم، وحصيات المرارة، علاجها بالصوم، وبعض الأمراض الجلدية، علاجها بالصوم .
الصوم علاجٌ لبعض الأمراض، ولكنه إذا طبِّق كما شرعه النبي عليه الصلاة والسلام ، فهو وقايةٌ من أمراض كثيرة .
الفوائد المعنوية والمادية اللتان نجنيهما من الصوم :
أيها الأخوة, ثم إن في الصيام كما يقرر الأطباء صحةً نفسية، إن في الصيام رفعاً لمستوى النفس، تعويداً لها على الحرية من كل قيدٍ، وكلِّ عادة، وأفضل عادة أن لا يتعود الإنسان أية عادة، هذا الذي يدمن التدخين، كيف هو في رمضان؟ يقلع عنه، إذاً: في الإمكان أن يقلع عنه ، وأكبر شاهدٍ على ذلك، شهر الصيام .
إذاً: الإنسان يقوي إرادته بالصيام، والإنسان بالصيام ينمي إخلاصه، إن الصيام عبادة الإخلاص، وإن الصيام أيضاً ينمي مشاعر الإنسان، قد يكون الطعام والشراب متوافراً .
في شهر الصيام يشعر الصائم أن قيمته كلها منوطةٌ بكأس ماء، بعد آذان الظهر، بعد العصر، قبيل المغرب، يذوي هذا الإنسان، يذبل، لا يقوى على الكلام، لا يقوى على المناقشة، لا يقوى على حل مشكلة، كم الإنسان ضعيف؟ إن كأس ماء ينعش هذا الإنسان، إن لقمةً يضعها في فمه، تقوي صلبه .إذن من أجل أن تشعر أنك ضعيف، وأنك فقير، مفتقرٌ، إلى كأس ماء، إلى لقيماتٍ يقمن صلبك، تعرف حقيقة الضعف الإنساني، تعرف مشاعر الفقر، تعرف أن العادة الصحيحة، أن تكون أنت صاحب الإرادة، ينمي الإرادة، ينمي الإخلاص، هذه الفوائد المعنوية .
أما الفوائد المادية، فلها من هو مختصٌ بها، ومن يفصِّل فيها، والنبي عليه الصلاة والسلام، قال:
((صوموا تصحوا، وسافروا تغنموا))