- ندوات تلفزيونية
- /
- ٠17برنامج عقل وقلب - قناة شام
مقدمة :
الأستاذ جميل :
السلام عليكم ورحمة الله ، أيها الأخوة والأحبة ، أسعد الله أوقاتكم بكل خير ، وأهلاً بكم في لقاء جديد في برنامجنا عقل وقلب .
على المحبة نلتقي عقلاً وقلباً ، وفي رحاب الشريعة عقلاً ونقلاً ، ضيفنا هو فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، فضيلة الدكتور لقد أحب أصحاب النبي النبي فزاد إيمانهم وانتشى ، وأقاموا الدليل على صدق محبتهم سلوكاً وأعمالاً ، فنهضت بهم محبتهم إلى خير القرون قرني ، كيف نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
محبة رسول الله فرض عين أساسها أن تقرأ سيرته و ترى كمالاته :
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أستاذ جميل بادئ ذي بدء : الإنسان بفطرته يحب الكمال ، فإذا اطلع على سيرة النبي ، وعلى كمالات النبي ، وعلى رحمة النبي ، وعلى حلم النبي ، وعلى إنصاف النبي ، وعلى عدل النبي ، يحبه لكن لابدّ من أن نطلع على سيرته ، وقد قلت قبلاً إن محبة رسول الله فرض عين لكن أساسها أن تقرأ سيرته ، أن ترى كمالاته ، فبادئ ذي بدء أي إنسان على جانب من الفطرة السليمة إذا قرأ سيرة النبي عليه الصلاة والسلام يحبه حباً جماً ، بل إن المفكرين الأجانب حينما اطلعوا على بطولة هذا الإنسان جعلوه على رأس المئة الأوائل في تاريخ البشرية ، لكن هناك محبة أخرى يحبها المؤمن ، المؤمن باتصاله بالله ، واشتقاقه الكمال من الله ، وانضباطه بمنهج الله ، أصبح
له صفات راقية ، صار صادقاً ، أميناً ، محباً ، عفيفاً ، إلى آخره
فهذه الصفات تدعو من تفوق فيها إلى أن تحبه هذا شيء آخر ، أي إنسان على فطرة سليمة يحبه ، مثلاً من منا لا يدهش حينما دخل أعرابي على مجلس رسول الله نظر في الجالسين ، قال : أيّكم محمد ؟ ماذا نستنبط ؟ كان مع أصحابه لا فرق بينه وبينهم ، ليس هناك استعلاء ، ليس له أماكن خاصة ، ليس له ثياب خاصة ، واحد من أصحابه ، كان متواضعاً ، الأمر الذي دعا هذا الأعرابي أن يسأل من منكم محمد في روايتين : بعض الروايات يقول أنا ، في رواية أخرى يقول أحد أصحابه ذاك الوضيء ، إذاً كان متواضعاً .
كان مع أصحابه في سفر ، أرادوا أن يعالجوا شاة ، فقال أحدهم : عليّ ذبحها ، وقال الثاني : عليّ سلخها ، وقال الثالث : عليّ طبخها ، والنبي قمة البشر ، زعيم الأمة ، قائد الأمة ، في أعلى مستوى ، قال : وعليّ جمع الحطب ، قالوا : نكفيك ذلك ، قال : أعلم أنكم تكفونني ، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه .
ما هذا التواضع ؟ ينبغي أن تحبه من أعماق أعماق قلبك .
في معركة بدر كان أصحابه حول الألف ، والرواحل ثلاثمئة راحلة فقط ، أصدر أمراً كقائد جيش ، زعيم أمة ، نبي أمة ، قال : كل ثلاثة على راحلة ، يتناوبون عليها ، وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة ، ركب الناقة فلما جاء دوره في المشي توسلا صاحباه أن يبقى راكباً قال ما أنتما بأقوى مني على السير ، كان رياضياً ، ولا أنا بأغنى منكما عن الأجر .
تواضع النبي عليه الصلاة والسلام :
هذا الإنسان ألا تحبه ؟ ألا يموت الإنسان حباً له ؟
لذلك أحبه الصحابة حباً يفوق حدّ الخيال ، وكل مؤمن يقرأ سيرته يبكي مئات المرات ، يبكي لهذه الشخصية الفذة لكمالها ، لتواضعها ، مثلاً امرأة تقمُّ المسجد ، وهل في السلّم الاجتماعي عمل أدنى من أن يقمَّ الإنسان مكاناً ، هذه المرأة توفيت فالصحابة الكرام تصوروا أن شأن هذه المرأة لا يرقى إلى مستوى أن يعلموا النبي بموتها ، فالنبي سأل عنها قالوا : ماتت ، غضب قال : هلا أعلمتموني وذهب إلى قبرها وصلى عليها وهي في قبرها استثناءً .
هذا النبي العظيم الذي يهتم بالصغار ، بالأطفال ، بالفقراء ، بالضعاف ، بمن يقمون المسجد ، هذه العظمة فلذلك كيف لا نحبه ؟
كان إذا صلى وسمع طفلاً يبكي يختصر صلاته رحمة بالأم التي يناديها ابنها بالبكاء ، لذلك لما فتح مكة قال أبو سفيان : ما أعقلك ، وما أحلمك ، وما أرحمك ، وما أوصلك ، لما فتح مكة معه عشرة آلاف مقاتل ، والسيوف متوهجة ، وتنتظر إشارة من فمه لتنهي حياة هؤلاء الذين ناصبوه العداء عشرين عاماً ، حاربوه مرات ثلاث ، ونكلوا بأصحابه ولم يدعوا سبيلاً للتنكيل بأصحابه إلا فعلوه ، ثم انتصر عليهم :
(( ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا أخ كريم وابن أخٍ كريم ، قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء ))
عظمة النبي الكريم و حلمه :
أستاذ جميل ، أيعقل أن يمشي النبي عليه الصلاة والسلام على قدميه ثمانين كيلو متراً في صعود لا يحتمل إلى الطائف ليدعو أهلها إلى الإيمان ، ليكونوا هداة مهديين ، فيكذبونه ، و يسخرون منه ، ويشتمونه ، ويغرون صبيانهم أن يضربوه ، تصور النبي ، سيد الأنبياء ، سيد المرسلين يضرب فقال :
(( يا رب ، إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ، ولك العتبى حتى ترضى ، لكن عافيتك أوسع لي ))
لكن أراد الله عز وجل أن يظهر عظمة هذا الإنسان :
جاءه ملك الجبال ، وقال له :
(( إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ ))
يعني الله عز وجل مكنه أن ينتقم :
(( فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا))
نحن عندنا نص مع التحليل يبدو أنه ما تخلى عن قومه ، اللهم اهدِ قومي ، ودعا لهم ، واعتذر عنهم ، إنهم لا يعلمون ، وتمنى على الله أن يخرج من أصلابهم أولاداً يوحدون الله ، هذا هو الكمال ، كيف لا نحبه ؟ كيف لا نموت حباً به ؟ لكن لابدّ من قراءة سيرته ، يعني إنسان ما قرأ السيرة إطلاقاً وغارق بشهواته وبجمعه للمال إلى قمة رأسه هذا كيف يحب النبي عليه الصلاة والسلام ؟
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (21)﴾
كمال النبي عليه الصلاة والسلام و أخلاقة الكريمة :
النبي عليه الصلاة والسلام وقف موقفاً علمياً رائعاً ، هذا الموقف لما كسفت الشمس ، وقد رافق هذا الكسوف موت ابنه إبراهيم ، الصحابة الكرام من شدة محبتهم للنبي الكريم توهموا أنها كسفت من أجل إبراهيم ، لأنه حريص على التوحيد ، فخطب النبي بأصحابه وقال : إن الشمس والقمر آيتان لا ينبغي أن تنكسفا لموت واحد من خلقه ولا لحياته ، وقف موقفاً علمياً .
صحابي من أصحابه في أثناء الهجرة ألقي القبض عليه ، فقال لمن قبض عليه : عهد الله إن أطلقتموني لن أحاربكم ، فأطلقوا سراحه ، وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام ، وسرّ به سروراً عظيماً ، بعد حين كانت غزوة ، هذا الصحابي دون أن يشعر نسي وعده ، فانخرط مع الجنود ، قال له النبي : ارجع ، ألم تعاهدهم ؟
ما هذه الدقة ؟! أنا أقول والله لو فهم الصحابة الكرام الإسلام كما يفهمه المسلمون اليوم والله ما خرج الإسلام من مكة ، لبقي في مكة فقط ، أما أن يصل إلى الصين إلى الأندلس بهذه الأخلاق .
أرسل النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن رواحة ليقيّم تمر خيبر ، أغروه بحلي نسائهم كرشوة كي يخفف التقييم ، فقال : والله جئتكم من عند أحبّ الخلق إلي ، ولأنتم أبغض إليّ من القردة والخنازير ، ومع ذلك لن أحيف عليكم ، فقالت اليهود : بهذا قامت السماوات والأرض ، وبهذا غلبتمونا .
والآن درس لن نستطيع أن ننتصر على أعدائنا الأقوياء إلا بالعودة إلى الدين الصحيح ، إلى الكمال الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام .
الأستاذ جميل :
فضيلة الدكتور هل إثباتنا لمحبة النبي عليه الصلاة والسلام بكثرة الصلاة والسلام عليه بذكر لساني فقط أم أن هنالك بعد آخر ؟
الصلاة على النبي أن تقف على كمالاته و أن ترى رحمته :
الدكتور راتب :
أنا أتصور أن الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام يعني أن تقف على كمالاته ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام مهبط تجليات الله ، أنا حينما أذكره وأذكر كماله تسري إليّ هذه التجليات ، ما دليلها ؟ دليلها قول النبي عليه الصلاة والسلام :
لو بقيتم على الحال التي أنتم عليها عندي ، أنت حينما تلتقي بمؤمن تشعر براحة ، حينما تلتقي مع مؤمن تشعر بطمأنينة ، حينما تلتقي مع مؤمن تذكر الله ، حينما تلتقي مع مؤمن تتمنى أن تتوب ، حينما تلتقي مع مؤمن تتمنى أن تقرأ القرآن ، حينما تلتقي مع مؤمن في بعض الآثار ، أولياء أمتي إذا رؤوا ذكر الله بهم .
مثلاً مؤمن عادي له صلة بالله ، له التفاتة إلى الله عز وجل ، مستقيم ، طاهر ، عفيف ، صادق ، أمين ، هذا مؤمن فكيف إذا التقيت برسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن فاتك أن تلتقي به في حياتك فكيف إذا قرأت سيرته وتمثلت هذا الكمال وهذا التواضع و هذه الرحمة ؟ فلذلك أنا أفهم الصلاة على النبي أن تقف على كمالاته ، أن ترى رحمته ، لأن الله يتجلى عليه ، للتقريب ، تصور مولدة كهربائية ضخمة جداً يأتيها مئة ألف فولت ، أي اتصال مع هذه المولدة نأخذ منها الكهربائي ، مجمع كهربائي ضخم يتلقى أعلى درجة من التوتر الكهربائي ، فأي إنسان اتصل بهذه المولدة اشتق تياراً كهربائياً رائعاً تحل به مشكلاته .
صلاة المؤمنين على النبي الكريم تمدهم بنورانيته صلى الله عليه وسلم :
الله يصلي على النبي أي يتجلى عليه ، ويا أيها الذين آمنوا صلوا عليه ، صلاتكم أنتم اشتقاق منه ، وصلاة الله عز وجل عطاء له ، هو يعطيه وأنتم خذوا مما أعطيته ، لذلك ورد في بعض الآثار الله المعطي وأنا القاسم .
هذا بعض الفهم ، فهم اجتهادي لأمر الله عز وجل :
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ (56)﴾
مهبط تجليات الله ، يا أيها الذين آمنوا اشتقوا منه الكمال ، أنا قدمت مثالاً عن مؤمن عادي إن جلست معه تشعر براحة ، بطمأنينة ، أو تتمنى أن تكون مثله ، أو تسعى إلى طلب العلم ، إلى قراءة القرآن ، فكيف إذا أتيح لك أن تكون مع سيد الأنام ؟ هذه الصلاة في حياته أن تلتقي به ، وأن تحبه ، وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى يعني ذلك أن تتابع كمالاته كي تحبه أيضاً .
الأستاذ جميل :
يعني انظرونا نقتبس من نوركم ، صلاة المؤمنين على النبي عليه الصلاة والسلام تمدهم بنورانيته صلى الله عليه وسلم .
العنف لا يزول إلا بزوال الظلم والقهر :
لدكتور راتب :
الآن العالم يعاني من العنف ، أنا معجب بموقف فعله النبي عليه الصلاة والسلام دخل رجل إلى بستان أنصاري ، وأكل من شجرهِ من دون إذنِ صاحبه ، فساقَه إلى النبي على أنه سارق ، فابتسم عليه الصلاة والسلام : هلا علمتَه إن كان جاهلاً ، وهلا أطعمتَه إن كان جائعاً .
قبل أن تقول سارق ، قبل أن تنتقم ، قبل أن تعاقب ، أنت مقصر بحقه ، هلا علمتَه إن كان جاهلاً ، وهلا أطعمتَه إن كان جائعاً ، قبل أن تقول لماذا العنف ؟ هل سأل الأقوياء هؤلاء الضعاف لماذا يفعلون هذه الأفعال ؟ من شدة الظلم ، من شدة القهر ، لذلك العنف لا يزول إلا بزوال الظلم ، زوال القهر ، النبي عليه الصلاة والسلام علمه قال : قبل أن تقول أنه سارق هلا علمتَه إن كان جاهلاً ، وهلا أطعمتَه إن كان جائعاً .
الاعتصام بالله عز وجل سبب نجاة الإنسان :
هناك شيء آخر النبي عليه الصلاة والسلام حينما رأى أن الإنسان يتيه في هذه الدنيا أمره أن يعتصم بالله ، ليكون هذا
الاعتصام سبباً لنجاته
مثلاً في الطائف كُذب قال له سيدنا زيد : يا رسول الله أتعود إلى مكة وقد أخرجتك ؟ فقال إن الله ناصر نبيه .
في مكة حوصر ثلاث سنوات حتى أكل أصحابه أوراق الشجر وهو واثق من النصر ، أثناء الهجرة أهدر دمه مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً ، أين معنوياته ؟ إنسان دفع لمن يقتله أو لمن يأتي برأسه أو لم يأتِ به حياً ، الناقة ثمنها مليون في ذلك الوقت شيء ثمين جداً ، تبعه سراقة ، قال له النبي الكريم : يا سراقة كيف بك إذا لبست سواري كسرى ؟ ما هذا الكلام ؟ أنني سأصل سالماً ، وسأنشئ دولة ، وسأنشئ جيشاً ، وسأحارب أكبر دولتين ، وسأنتصر عليهما ، وسوف تأتيني غنائم كسرى إلى المدينة ، ويا سراقة لك سواري كسرى . ما هذه الثقة ؟ أنا الآن أقول أخطر شيء يصيب المسلمين ضعف ثقتهم بربهم ، وضعف ثقتهم بدينهم ، هم في امتحان صعب جداً ، هذا الامتحان يقوى فيه الطرف الآخر ، يقوى ويقوى حتى يقول ضعيف الإيمان أين الله ؟ ثم يظهر الله آياته حتى يقول المنحرف لا إله إلا الله ، نحن في امتحان صعب جداً .
الله عز وجل يكافئ المؤمن مكافأة من جنس عمله :
على كل هناك شيء آخر ، أيضاً يعد حلاً لمشكلتنا :
(( إنما تنصرون بِضُعَفَائِكُمْ ))
وفي رواية :
(( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ ))
يعني هذا الضعيف هلا أطعمته إن كان جائعاً ، كسوته إن كان عارياً ، آويته إن كان مشرداً ، عالجته إن كان مريضاً ، زوجته إن كان أعزباً ، أنصفته إن كان مظلوماً ، ما الذي يحصل ؟ الآن الله عز وجل يكافئ المؤمن الذي أعطى هذا الفقير ، يكافئه مكافأة من جنس عمله ، ينصره على من هو أقوى منه ، أنت حينما تعتني بمن هو أضعف منك يكافئك الله بأن ينصرك على من هو أقوى منك ، فنحن أمام أعداء كثر ، أمام أعداء أقوياء ، فما السبيل بحسب سنة النبي عليه الصلاة والسلام لأن ننتصر عليهم ؟ أن ننصر الضعفاء ، أن نزيل الظلم ، أن نزيل الضعف في مجتمعنا ، أن نزيل الفقر ، الحاجة ، البطالة ، البطولة للمسلمين أن يحلوا مشكلات مجتمعاتهم ، هناك بطالة مرتفعة ، أمية مرتفعة ، أزمة زواج ، الشباب بحاجة إلى سكن ، وإلى عمل ، وإلى زواج ، فحينما نحل مشكلاتنا القوي يصغي إليّ:
(( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ ))
الأستاذ جميل :
فضيلة الدكتور آيات بينات وحقائق جليات إذا صدمت العقل فلا تستقر إلا بالقلب وهي خير معين على إثبات وجود الصانع الحكيم .
الغشاء الأمينوسي :
الدكتور راتب :
الحقيقة كما أقول دائماً ، الإنسان كل لا يتجزأ كيف يقبل على الله ؟ إذا عظمه ، ألم يقل في بعض الآثار :
(( ذكرهم بآلائي ، ونعمائي ، وبلائي ))
يعني ذكرهم بآلائي كي يعظموني ، وذكرهم ببلائي كي يخافوني ، وذكرهم بنعمائي كي يحبوني ، يعني الجنين محاط بأغشية في رحم الأم ، محاط بأغشية ثلاثة ، الغشاء الذي يلي الجنين ، هناك غشاء داخلي وغشاء أوسط وغشاء خارجي ، الغشاء الذي يلي الجنين اسمه الغشاء الأمينوسي ، هذا الغشاء مغلق ، وفي هذا الغشاء سائل يغطي الجنين بأكمله اسمه السائل الأمنيوسي ، لولا هذا السائل لما كان هذا اللقاء ، ولما كانت دمشق ، ولما كان إنسان في الأرض ما هذا السائل ؟
وظائف السائل الأمينوسي :
هذا السائل يغذي الجنين ، يمتص الصدمات ، أحياناً الأم تمشي مسرعة ترتطم بطاولة تدخل الطاولة في بطنها فيجب أن يموت الجنين فوراً ، لكن هذا السائل يوزع الضربة على السطوح بأكملها ، هذا السائل طبق بالمركبات الفضائية ، السائل يمتص الصدمة ويوزعها على كامل سطح الرحم من الداخل ، هو أولاً يغذي ، ثانياً يسهل حركة الجنين ، ثالثاً يمتص الصدمات ، رابعاً يسهل عملية الولادة .هذا السائل ينزل مسبقاً فيسهل عملية الولادة عن طريق الانزلاق ، وهذا السائل يعقم المجرى الذي سيسلكه الطفل إلى خارج بطن أمه ، يسهل ، يعقم ، يغذي ، يسهل الحركة ، ما هذه الحكمة ؟ هذا هو السائل الأمنيوسي لولاه لما عاش إنسان على وجه الأرض .
عظمة الخالق سبحانه :
كلما قرأنا ما في كتب الطب ، قرأنا ما في كتب الفيزياء ، ما في كتب الكيمياء ، ما في كتب الفلك ، أنا أتمنى أن نقرأ هذه الحقائق العلمية قراءة إيمانية ، مثلاً لولا أن هناك أملاح للمعادن كيف نأكل الحديد ؟ الجسم بحاجة إلى حديد ، بحاجة إلى كلس ، هذا عظم عنق الفخذ يعد أمتن عنصر في الجسم ، هذا العظم عنق الفخذ ، هذا يتحمل مئتين وخمسين كيلو ، العظمان خمسمئة كيلو ، الإنسان القوي المتين قد يتحمل حمولة نصف طن عن طريق عنق الفخذ من أين جاءت هذه القوة وهذه المتانة ؟
بشرب الحليب ، معنى ذلك الكالسيوم كمعدن له أملاح ، موجودة في الحليب ، تأتي بتفاحة تقطعها بعد دقيقة تسود معنى هذا فيها حديد ، من جعل أملاح المعادن ؟ الطفل الجنين لا يوجد بحليب أمه حديد ، أودع الله في طحاله كمية حديد تكفيه سنتين ، شيء مذهل أنت حينما تقرأ هذه الحقائق يجب أن تعظم خالق السماوات والأرض ، هذا التعظيم هو الإيمان ، فالإيمان يخدم الطاعة والاستقامة ، حينما نعرف من هو الآمر نتفانى في طاعته ، أما إذا عرفت الأمر ولم تعرف الآمر تفننت في التفلت من الأمر .
خاتمة و توديع :
الأستاذ جميل :
جزاك الله خيراً وأحسن إليكم ، نودعكم على أمل اللقاء ، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .