- محفوظات
- /
- ٠8موضوعات هامة عن الصلاة
صلاة الوتر :
صلاة الوتر..
والوتر بالفتح والكسر، لك أن تقول: صلاة الوَتر، ولك أن تقول: صلاة الوِتر، لكن القرآن قال:
﴿ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾
الوتر واجب، وكلمة واجب أي أنه بين الفرض والسنة، فهو أقوى من السنة وأقل من الفرض، ولكن المسافر إذا قصر في صلاته يستطيع أن يصلي الظهر ركعتين فقط، ولا يصلي معها السنن، ويصلي العصر ركعتين، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء ركعتين، ولابد من صلاة الوَتر لأنه واجب .
إذاً :
الوتر صلاة بين الفرض والسنة، وهو ثلاث ركعات بتسليمة، ويقرأ في كل ركعة منها الفاتحة والسورة.
الآن :
ما الفرق بين صلاة المغرب وصلاة الوتر؟
شيئان
الأول:
أن صلاة الوتر تقرأ فيها سورة في كل ركعة، في الأولى والثانية والثالثة، في المغرب لا تقرأ سورة بالركعة الثالثة،
الثاني :
في صلاة الوتر دعاء القنوت .
وهذان الشيئان يختلف بهما الوتر عن صلاة المغرب، ويجلس على رأس الأوليين منه، أي يوجد عندنا جلسة أولى وجلسة طويلة، الأولى حتى التشهد والطويلة حتى السلام، ولا يستفتح عند قيامه للثالثة - إذا قام للثالثة لا يقول: سبحانك اللهم، لأن هذه الركعة عبارة عن تتمة لركعتين سابقتين - ولا يستفتح مصلٍّ صلاة الوتر بالركعة الثالثة، وإذا فرغ من قراءة السورة فيها رفع يديه لجانب أذنيه ثم كبر وقنت قائماً قبل الركوع في جميع السنة، أي بعد أن يصلي الركعة الثالثة وينتهي من قراءة الفاتحة وسورةٍ يرفع يديه إلى شحمة أذنيه ويكبر ويدعو دعاء القنوت ولا يقنت في غير الوتر.
شرح دعاء القنوت :
والقنوت معناه الدعاء وهو أن يقول: اللهم إنا نستعينك، الاستعانة تعبير عن الافتقار والعبد فقير.
ما لي سوى فقري إليك وسيلة فبالافتقار إليك فقري أدفع
ما لي سوى قرعي لبابك حيلة فلئن رددت فأي باب أقرع
***
والناس رجلان مؤمن وكافر، وهذا التقسيم الوحيد، المؤمن مفتقر ومتواضع، والكافر متكبر مستغنٍ، المؤمن مفتقر متواضع مصبوغ بالكمال لافتقاره لذي العزة والجلال، بينما الكافر يستغني عن الله عز وجل لكبر في نفسه وباستغنائه يشقى، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام:
((عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا فَالنَّاسُ رَجُلانِ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ ))
والآن في الأرض مليون تقسيم، فقراء وأغنياء، العرق الآري، السامي، العرق السكسوني، أي تقسيمات عرقية، وتقسيمات إقليمية، و عشائرية، و قبلية، و قومية، و وطنية، وضمن الوطن الواحد يوجد طبقات، وضمن الطبقة الواحدة يوجد فئات، فالمجتمع الحديث مفكك، قال تعالى:
﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ﴾
تحسبهم جميعاً، لو نظرت إلى قلوبهم لرأيت كل واحد من بني البشر المعرضين عن الله عز وجل جزءاً مستقلاً بذاته، لا تعاون، ولا تعاطف، ولا رحمة، ولا شفقة، ولكن المؤمنين كما قال عليه الصلاة والسلام:
(( المؤْمِنُونَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ نَصَحَةٌ مُتَوَادُّونَ، وَإِنِ افْتَرَقَتْ مَنَازِلُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ، وَالْفَجَرَةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ غَشَشَةٌ مُتَخَاذِلُونَ، وَإِنِ اجْتَمَعَتْ مَنَازِلُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ))
يوجد في قلب المؤمن رحمة، وإنصاف، و حب للخير، و قناعة، فإذا باعك المؤمن يصدقك، ويربح عليك ربحاً معقولاً، لا يستغلك بل يرحمك، وإذا وقعت بين يدي إنسان معرض ورأى أن لك عنده حاجة استغلك أبشع استغلال، فالمؤمنون بعضهم لبعض نصحة متوادون ولو ابتعدت منازلهم.
الاستعانة بالله دليل الافتقار إليه :
اللهم إنا نستعينك فالاستعانة دليل الافتقار إلى الله عز وجل، يا ربي أنا مفتقر إليك، فالمؤمن إذا دخل لحانوته: "اللهم افتح لي أبواب رزقك"، وإذا الطبيب وضع يده على مريض يقول: "اللهم لا علم لي إلا ما علمتني"، وإذا المحامي تسلم قضية: يا ربي ألهمني أن أكون مدافعاً عن الحق، وألا أكون عوناً للباطل، ترى القاضي، والطبيب، والمحامي، والمهندس، وصاحب المتجر، والتاجر، والصانع، حتى يوجد شيء آخر أذكره لكم الآن أن الله سبحانه وتعالى قال:
﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾
وهناك دوام في الصلاة، كيف يداوم الإنسان على الصلاة؟ الصلاة خمسة أوقات يوجد آيات:
﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾
هذه واضحة أي يحافظ على صلاة الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء.
الدعاء صلاة :
ولكن الذين هم على صلواتهم دائمون أي دائمو الصلة بالله عز وجل، قال بعضهم: "الدعاء صلاة"، والنبي عليه الصلاة والسلام في كل حركة و سكنة يدعو الله عز وجل، أي وقف أمام المرآة يمشط شعره فقال: "اللهم كما حسنت خَلقي حسن خُلقي"، إنسان كامل لا يوجد فيه نقص ولا عيب مشين دخل إلى الخلاء فقال: "الحمد لله الذي أذاقني لذته - الطعام - وأبقى في قوته وأذهب عني أذاه".
فتح المفتاح ودخل إلى البيت: "الحمد لله الذي آواني وكم من لا مأوى له"، سافر: "اللهم أنت الرفيق في السفر والخليفة في الأهل والمال والولد"، أصبح يقول: "أصبحنا وأصبح الملك لله، إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب".
ركب دابة يقول: "اللهم إني أسألك من خيرها ومن خير ما خلقت له، وأعوذ بك من شرها وشر ما خلقت له"، الآن إذا ركب سيارته يقول: "اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما صنعت له، وأعوذ بك من شرها وشر ما صنعت له"، ترى كتاب الأذكار للنووي يجمع أدعية النبي عليه الصلاة والسلام في كل أحواله؛ في صحوه و نومه، وفي عمله و سفره، وجهاده، وعلاقته مع زوجه، و مع أولاده، وجيرانه، خرج من المسجد: "اللهم افتح لي أبواب فضلك"، دخل إلى المسجد: "اللهم افتح لي أبواب رحمتك"، في المسجد لابد من رحمة تتنزل على قلب المؤمن، خرج من المسجد: "يا ربي أعني على تطبيق ما سمعت، افتح لي أبواب فضلك وارزقني عملاً صالحاً يقربني إليك".
الغنى والفقر بعد العرض على الله :
اليوم أكرمني الله فالتقيت مع إنسان شعرت أنه على شيء من الغنى، فقلت: الغنى والفقر بعد العرض على الله، قلت له أيضاً: لو أن الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء، قلت له أيضاً قوله تعالى:
﴿ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ﴾
قلت له: "يقول الله عز وجل أعطيتك مالاً فماذا صنعت فيه؟ يقول هذا العبد لم أنفق منه شيئاً مخافة الفقر على أولادي من بعدي، يقول الله له: ألم تعلم بأني أنا الرزاق ذو القوة المتين، إن الذي خشيته على أولادك من بعدك قد أنزلته بهم، يقول لآخر: أعطيتك مالاً فماذا صنعت به؟ يقول: أنفقته على كل محتاج ومسكين لثقتي أنك خير حافظاً وأنت أرحم الراحمين، يقول: أنا الحافظ لأولادك من بعدك".
قلت له: يحشر الأغنياء أربع فرق يوم القيامة؛ فريق جمع المال من حلال وأنفقه في حرام فيقال: خذوه إلى النار، وفريق جمع المال من حرام وأنفقه في حلال فيقال: خذوه إلى النار، وفريق جمع المال من حرام وأنفقه في حرام فيقال: خذوه إلى النار، وفريق جمع المال من حلالٍ وأنفقه في حلال هذا يحاسب، هذا يقال له: قفوه فاسألوه عن كل صغيرة وكبيرة، هل ضيع فرض صلاةٍ أم كان منشغلاً بماله؟ وهل تاه على عباد الله؟ وهل قال جيرانه: يا رب لقد أغنيته بين أظهرنا فقصر في حقنا؟ هل؟ هل؟ ومازال يسأل ويسأل، قلت له: يقول الله عز وجل: سبحان الله! اللهم ألهمني كل الأحاديث المتعلقة بالغنى، يقول الله عز وجل: "عبدي خلقت لك السموات والأرض و لم أعي بخلقهن أفيعييني رغيف أسوقه لك كل حين؟ عبدي لي عليك فريضة ولك علي رزق فإذا خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك، وعزتي وجلالي إن لم ترض بما قسمته لك فلأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البرية ثم لا ينالك منها إلا ما قسمت ولا أبالي".
من اتكل على نفسه أوكله الله إياها :
ذكرت أحاديث كثيرة وشعرت أنه حصل تطور جذري في نفسه، فهذه الأحاديث شفاء للقلوب، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، استوقفني هذا كله كلمة: اللهم إنا نستعينك، هناك استعانة، من اتكل على نفسه أوكله الله إياها.
قال طالب: يا رب أنت تعرف أني في الهندسة قوي جداً فالجبر عليك يا رب والهندسة علي فأخذ في الهندسة صفراً وبالجبر نجح، وفي العام الثاني قال: يا رب الهندسة والجبر عليك، الاثنان معاً.
سبحان الله الإنسان عندما يعتمد على شيء من قدراته فالله عز وجل يغار على التوحيد، فلابد أن يؤتى الحذر من مأمنه، فطبيب معه بورد بأمراض الجهاز الهضمي هل يوجد معه قرحة؟ نعم معه قرحة، هو واثق أنه سوف يأخذ احتياطات كافية لصيانة جهازه الهضمي وهذه آية، وطبيب مختص بأمراض القلب هل يصير معه جلطة؟ يعرف أمراض القلب ما أسبابها، فالتوترات العصبية والراحة الجسمية أيضاً هذه آية، دائماً وأبداً من أي مكان أنت مطمئن إليه من هنا تأتي المشكلة، قال تعالى:
﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾
التوحيد هو الافتقار إلى الله :
ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، فالتوحيد هو الافتقار إلى الله، فكلما ارتقى الإنسان عند الله يفتقر في نفسه، وكلما هبط في دركات البعد يرتفع في نفسه، إنها علاقة عكسية بين الكبر والجهل، وبين العلم والتواضع، فمن علامات العلماء التواضع، والمتكبر جاهل، قال: يظل المرء عالماً ما طلب العلم فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل، الآن صار جاهلاً، عالم كبير دخل إلى مسجد فوجد شاباً ناشئاً يدرّس، والناس متحلقون حوله ومسرورون، و مقبلون، ومعجبون، فرآها كبيرة أن يهمله الناس و يلتفوا حول هذا الشاب، فجلس يستمع في نصف الدرس، قال له: يا هذا ما سمعنا بهذا الكلام؟ فقال الشاب: أحصلت جميع العلم؟ إذا قال له: نعم يكون كاذباً، قال تعالى:
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾
قال له: لا، قال له: أحصلت شطره؟ قال له: نعم، قال له: هذا من الشطر الذي لا تعرفه، فالإنسان يجب أن يتواضع، و ما من أحد أكبر من أن ينقد، وما من أحد أصغر من أن ينقد، تواضع، أحياناً يدخل مدرس إلى الصف ممتلئاً إعجاباً بشهادته، وذكائه، وشخصيته، فيطرح عليه طالب سؤالاً فيقف حائراً، فيكشفه الله ويفضحه، قال أحد العلماء جلس بمجلس والناس تحلقوا حوله، وشعر أن له مكانة كبيرة، فأراد أن يؤكد لهم اتساع علمه فقال: والله ما سمعت شيئاً إلا حفظته، وما حفظت شيئاً فنسيته، يا غلام هات نعلايَّ، فقال له الغلام هما في رجليك، فنظر فإذا هم في رجليه، ففضحه الله عز وجل في هذا الموقف، الإنسان لا يتكبر قال عليه الصلاة والسلام:
((لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ))
الكبر من الشيطان :
و أعظم إنسان يفتح أكبر بلد يعاديه وليس الشيء سهلاً، فعمر طويل من الحروب، والإخراج، والائتمار من كفار قريش على النبي صلى الله عليه وسلم، وحينما دخل مكة فاتحاً دخلها مطأطئ الرأس، ما وجدت موقفاً يهز مشاعر الإنسان كقوله لسيدنا علي وأبي لبابة:
((كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ كُلُّ ثَلاثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ كَانَ أَبُو لُبَابَةَ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَكَانَتْ عُقْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالا نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ، فَقَالَ: مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي وَلا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الأجْرِ مِنْكُمَا ))
علي سلخها، علي طبخها، قال عليه الصلاة والسلام: وعلي جمع الحطب، نكفيك هذا، قال: أعلم ذلك ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه، هذا قمة المجتمع الإسلامي، و قمة البشرية، فهذه أخلاقه فمن أنت؟ الكبر من الشيطان.
من اعتمد على نفسه فقد خسر خسراناً مبيناً :
اللهم إنا نستعينك، ألا أنبئكم بمعنى لا حول ولا قوة إلا بالله، لا قوة على طاعته إلا به، ولا حول عن معصيته إلا به، إياك نعبد وإياك نستعين، ربي إن لم تصرف عني كيدهن أصبو إليهن، ربي أجنبني وبني أن نعبد الأصنام، أدعية الأنبياء، أحياناً الإنسان يستقيم استقامة تامة، يشعر بنشوة هائلة، شاب في مقتبل حياته يغض بصره، ويتابع دينه، أحياناً يأتيه الشيطان فيقول له: ليس مثلك شاباً، أنت الورع، أنت قوي الشخصية، أنت صاحب الإرادة القوية، ولما صلى نسي قوله تعالى: إياك نعبد وإياك نستعين، فقد تفتنه امرأة، وأحياناً إذا حصل اعتماد على النفس فهذا هو الخسران المبين.
الهدى خط مستقيم و هو هدى الله عز وجل :
اللهم إنا نستعينك ونستهديك، إن الهدى هدى الله، قال تعالى:
﴿ قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
لا يوجد هدى آخر، كما أنه لا يمر بين نقطتين خطان مستقيمان ولابد من انطباقهما على بعضهما، كذلك ليس في الأرض إلا هدى واحد ما سوى الهدى ضلال، يوجد آية هكذا قال تعالى:
﴿ فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ ﴾
الهدى خط مستقيم، خط آخر لا ينطبق عليه ما اسمه؟ منحنٍ، منكسر، لا يمكن أن يكون الخط الثاني الذي لا ينطبق على هذا الخط مستقيماً، يوجد آية دقيقة بهذا المعنى، قال تعالى:
﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾
تصور نقطتين، ويوجد مستقيم بينهما، هذا هو الحق، فممكن أن ترسم مئة خط منحن، ومئة خط منكسر، فالباطل متعدد أما الحق فواحد.
الاستقامة قطعية والانحراف نسبي :
هذا الموضوع يقودنا إلى موضوع آخر فالاستقامة قطعية والانحراف نسبي كيف؟ مستودع للوقود له حالتان؛ إما أنه محكم أو أنه غير محكم، والإحكام حالة واحدة ومعنى هذه الحالة أنك إذا أودعت به ألف لتر وتركته خمس سنوات فالألف لتر تبقى ألف لتر، وهذا معنى أنه محكم، وإذا كان غير محكم فهذه الكمية تفرغ بساعة أو ساعتين، أو شهر أو شهرين، هذا كله غير محكم، وعدم الإحكام نسبي
فبالاستقامة لا يوجد حل وسط، أما بالانحراف فيوجد حل وسط، يوجد زنا ويوجد نظر، ومصافحة، ومغازلـــة، وشرب خمر، وبيعه، والإعلان عنه، والخطاطون يدخلون في الموضوع، خطاط ورسام، بالسرقة يوجد سرقة ليرة ويوجد ألف ومليون فالانحراف نسبي، والزنا نسبي، والخمر نسبي، أما الاستقامة فتامة، الاستقامة قطعية ذات حد دقيق ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:
((عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ شِبْتَ، قَالَ: شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ))
ما معنى هذا الكلام، قوم هود شيبوه لا سورة هود؟ لأن فيها آية واحدة قوله تعالى:
﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ﴾
كأن النبي عليه الصلاة والسلام استنبط من هذه الآية قوله الشريف:
(( وإنَّ الله أمرَ المؤمنين بما أمر به المرسلين ))
الآن أكثر كلمة على لسان الناس: أنا لست نبياً، شيء جميل، فلو فرضنا كلفنا ممرضاً أن يضرب إبرة ألا يعقمها وحجته أن يقول: أنا ليست طبيباً؟ هذا لا يصح، فلو جئنا بأعلى طبيب في العالم وهو جراح قلب مفتوح وكلفناه بضرب إبرة، وكلفنا ممرضاً متخرجاً حديثاً بضرب إبرة، فعلى الاثنين أن يطبقا التعليمات نفسها في التعقيم، فالأول أعلم بالعلم أما السلوك فواحد، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين حتى لا يدخل الشيطان على الإنسان ويقول لــه: أنت لست نبياً هذه مرتبة الأنبياء، لا المرتبة بالمعرفة، والإقبال، والشفافية، والفتوح، والرؤية، و لكن الاستقامة واحدة:
(( وإنَّ الله أمرَ المؤمنين بما أمر به المرسلين ))
توبة الله على العبد أن يسوق له من الشدائد ما يحمله على التوبة :
ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك، فموضوع التوبة موضوع دقيق جداً، وربنا عز وجل قال:
﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾
فبالمنطق أيهما أولى؟ تابوا فتاب عليهم أم تاب عليهم ليتوبوا؟ بالمنطق: تابوا فتاب عليهم، بمعنى أن الله قبل توبتهم، أما هذه الآية فتاب عليهم ليتوبوا، قال بعض العلماء: توبة الله على العبد أن يسوق له من الشدائد ما يحمله على التوبة، تاب عليهم ضيق عليهم، شح السماء، ارتفعت الأسعار ضاقت المكاسب، ضاقت الدنيا، تاب عليهم ليتوبوا، فدائماً وأبداً أريد أن يبقى هذا المعنى في أذهانكم، إذا شحت الموارد فليس هذا الشح عن عجز ولا عن افتقار ولكنه شح فمعالجة، تضيق فمعالجة، الله الغني كن فيكون
ومرة رأيت بأم عيني سنبلة قمح فيها خمس وثلاثون سنبلة أصلها قمحةٌ واحدة، أخذنا سنبلة وعددناها فكانت خمسين حبة، ضربنا خمسين في خمس وثلاثين فكان ألفاً وسبعمئة حبة من حبة واحدة، ذكرت قوله تعالى:
﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً* لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾
كان في الشام قشاشو ثلج في الخمسينات والأربعينات، نهر يزيد كان عرضه ثلاثة أمتار، العتيبة بحيرة ملآنة، أمطار غزيرة جداً، خيرات لا يعلمها إلا الله، قال تعالى:
﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ﴾
تضييق الله على العبد ليس عن فقر ولا عن عجز ولكن عن تربيةٍ و حكمةٍ :
ورغم شح الأمطار الشديد في هذا العام فالله عز وجل أذن للأشجار أن تضاعف ثمرها، فضاعفت ثمرها، وقل سعرها، فأكل الناس جميعاً فاكهةً في هذا الصيف، ما التفسير العلمي لهذه الظاهرة؟ لا أحد يدري، قال لي شخص: لا يوجد ضمان خسارته أقل من خمسين ألفاً، قلت له: ما السبب؟ فقال: إنه اشترى الكيلو بخمس ليرات وتوقع أن يبيعه بعشر، فباعه بثلاث، إنتاج غزير جداً، إذا أعطى أدهش، فكل شيء يحسبه الناس ضيقاً، هذا ضيق تربوي، ضيق معالجة، ضيق ليس عن فقر ولا عن عجز ولكن عن تربيةٍ، وعن حكمةٍ.
يقول أحدهم: أنا ما علاقتي إذا كان الناس فاسقين؟ أنا مستقيم، والله الذي لا إله إلا هو لو أنك أرضيت الله سبحانه وتعالى تماماً لأرضاك تماماً، ولعشت بين الناس وكأنك لست منهم، لعشت في ظروفهم وكأنها لا تؤثر عليك، كن لي كما أريد أكن لك كما تريد، كن لي كما أريد ولا تعلمني بما يصلحك، أنت تريد وأنا أريد فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد، فالتوبة إلى الله، توبوا إلى الله قبل أن يتوب عليكم، إذا تاب عليكم تضطرون إلى التوبة.
بطولة الإنسان أن يكون في الشدة كما في الرخاء :
ونؤمن بك ونتوكل عليك، فسهل على الإنسان بالرخاء أن يكون مؤمناً أما هذا الإيمان فيهتز أحياناً في الشدة، فربنا عز وجل قال:
﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾
بالمنحدر كل أنواع السيارات جيدها وسيئها، الكبيرة والصغيرة، ما كان ذا قوة كبيرة، وما كان ذا قوةٍ ضعيفة، كله ينطلق، ولكن الصعود الشديد يميز، كلهم يدعي حب النبي فلما أحاط المشركون بالمدينة، وجاؤوا قرابة عشرة آلاف، ونقض اليهود عهدهم، وانكشف ظهرهم، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، انكشف المشركون، أما المؤمنون الصادقون فقال تعالى:
﴿ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾
فالبطولة أن تكون أنت أنت في الرخاء والشدة، في الصحة والمرض، في القوة والضعف، في دخل محدود وفي دخل غير محدود، إن آتاك الله أولاداً أو لم يؤتك، إن كانت زوجتك على ما يرام أو ليست على ما يرام، هذه هي البطولة.
الخير كله من الله عز وجل :
ونثني عليك الخير كله، الخير كله من الله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يكفرك، إذا التقيت بإنسان فاجر ليس لك الحق أن تصاحبه، والعلماء قالوا: هناك أشياء كثيرة تجرح عدالة الإنسان منه: صحبة الأراذل، والتنزه في الطرقات، والأكل في الطريق، والسير حافياً، والبول في الطريق، والحديث عن النساء، والتطفيف بتمرة، وأكل لقمة من حرام، والصياح في المنزل، ومن أطلق برزوناً - بغلاً - ومن أطلق لفرسه العنان - والسرعة بالسيارة - هذا كله يجرح العدالة، ومن لعب الشطرنج تجرح عدالته، والتطفيف بتمرة، وأكل لقمة من حرام، هذه الأشياء تجرحها، ولكن من عامل الناس فظلمهم، وحدثهم فكذبهم، ووعدهم فأخلفهم، تسقط عدالته، ويوجد فرق بين سقوط العدالة وبين جرحها، قال عليه الصلاة والسلام:
((من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، و وعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته، وحرمت غيبته))
ونثني عليك الخير كله، ونشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، إن الله ليغضب إذا مدح الفاسق:
(( من جلس إلى غني فتضعضع له ذهب ثلثا دينه ))
(( احثوا التراب في وجوه المداحين ))
وسيدنا الصديق مدح فوقف أرقى موقف، قال: "اللهم أنت أعلم مني من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيراً مما يقولون - وكان طموحاً - واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تأخذني بما يقولون".
سيدنا عمر مدح فقال له رجل: "ما رأينا خيراً منك بعد رسول الله، فنظر فيهم محداً البصر وكأنما يهم بشيء إلى أن قال أحدهم: بلى لقد رأينا من هو خير منك، قال: ومن هو؟ قال: أبو بكر، قال: صدقت وكذبتم جميعاً" عد سكوتهم كذباً قال: "والله لقد كنت أضل من بعيري وكان أبو بكر أطيب من ريح المسك"، إنصاف لا يوجد نفاق، كان رضي الله عنه منصفاً.
كل شيء لله عز وجل :
ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، لو قال: نعبد إياك لها معنى، لما تقدم المفعول به صار اختصاصاً، وقصر نعبدك وحدك، ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى، هذه الجهود، هذا العمل، قال تعالى:
﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
كم الزكاة يا سيدي؟ قال: عندنا أم عندكم؟ قالوا كيف عندنا أم عندكم؟ قال: عندكم واحد في الأربعين، أما عندنا فالعبد وماله لسيده، هؤلاء السابقون السابقون، لا يوجد عندهم هذا لي وهذا لله، ماذا أبقيت يا أبا بكر؟ قال: الله ورسوله، أعطاه كل ماله وتخلل بالعباءة.
إن عذابك الجد بالكفار ملحق، وصلى الله على النبي وآله وسلم.
العبرة في القلب وما وعى من حقائق :
والمؤتم يقرأ القنوت كالإمام، لأن القنوت في الوتر ليس جهرياً، وإذا شرع الإمام بالدعاء بعدما تقدم قال أبو يوسف رحمه الله: يتابعونه ويقرؤونه معه، فلو فرضنا الإمام قرأه لأنه عندنا وتر في التراويح، والوتر في التراويح يصلى جماعةً، فإذا الإمام قرأه جهراً يتابعونه ويقرؤونه معه، وإذا قرأه سراً يقرأه هو سراً، و يفضل أن يصلى الوتر في رمضان في التراويح جماعةً وجهراً.
قال محمد: لا يتابعونه ولكن يُؤَمنون، يقولون: آمين، ويوجد رأيان متنوعان، إذا رجل ما حفظه ماذا يقول؟ يقول: اللهم اغفر لي ثلاثاً؛ اللهم اغفر لي، اللهم اغفر لي، اللهم اغفر لي، أو ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار، يا رب يا رب يا رب، أي توجه إلى الله عز وجل، وأنا أقترح على الأخ الحاج والمعتمر ألا يحمل دفتراً ويقرأ، ذهب حالك كله، توجه إلى الله عز وجل ادعُ من عندك، لأن الدعاء لو كان بلغة غير فصيحة يصل إلى الله عز وجل، لأن سيدنا هارون أفصح من سيدنا موسى، من كان النبي؟ إشارة دقيقة في القرآن يوجد إشارات دقيقة جداً، المرسل كان سيدنا موسى، والعبرة في القلب وما وعى من حقائق، أنا قرأت حديثاً تأثرت به كثيراً، قال:
((وَمَا أَقْبَلَ عَبْدٌ بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ جَعَلَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ تُقَادُ إِلَيْهِ بِالْوُدِّ وَالرَّحْمَةِ))
المؤمنون الصادقون الورعون الزاهدون ملوك الدار الآخرة :
يمكن أن تتعلم علماً دقيقاً جداً، تحفظ أشياء نادرة، وأن يكون عندك ثقافة واسعة، محفوظات غزيرة، لغة فصيحة، نبرات حادة، لهجة خطابية، قدرات على الإقناع، لكن لا يوجد قلب رغم هذا الضجيج والصياح لا أحد يتأثر بك، لأن النية انتزاع إعجاب الآخرين، وقد حصل هذا، حصل إعجاب ولكن إذا كانت النية هدايتهم، وإنقاذهم، عندئذٍ الله سبحانه وتعالى يلقي في قلوب المؤمنين مودةً ومحبةً لهذا الداعي، فالقضية ليست بالحفظ ولا في الشهرة، أشهر مخلوق من هو؟ الشيطان مشهور جداً في كل لغات العالم، ليست الشهرة مقياس العظمة:
(( رب أشعث أغبر ذي طمرين، مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره ))
و كلما رأيت مؤمناً مستقيماً استقامة تامة، وحريصاً على رضاء الله عز وجل، أقول له: أنت من ملوك الآخرة، فالدنيا لها ملوك والآخرة لها ملوك، والمؤمنون الصادقون الورعون، الزاهدون، ملوك الدار الآخرة.
تحية المسجد :
يسن تحية المسجد بركعتين يصليهما الرجل في غيــر وقت مكروه، أي إذا دخل الرجل إلى المسجد قبيل المغرب ليس عليــه أن يصلي تحية المسجد لأن هناك في الفقه أوقات مكروهــــة، شروق الشمس إلى أن ترتفع، وانتصافها في كبد السماء إلى أن تزول، واصفرارها إلى أن تغرب، هذه الأوقات الثلاث مكروهة.
فسن تحية المسجد بركعتين يصليهما الرجل في غير وقت مكروه قبل الجلوس، لقوله صلى الله عليه وسلم:
((إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ))
وأداء الفرض ينوب عنها، فإذا دخلت المسجد وصليت المغرب دمجت تحية المسجد في صلاة المغرب، أداء الفرض ينوب عن تحية المسجد، وكل صلاة أديتها في المسجد فور دخولك تنوب عن تحية المسجد، ولو كانت الصلاة بلا نية التحية، ولو صليت ركعتين نفلاً لله تعالى أو بما فاتك من قبل ولو لم تنوِ بهما تحية المسجد نابت عن تحية المسجد، و عند السادة الأحناف لا تفوت بالجلوس، فإذا الرجل دخل وجلس وبعد أن جلس تذكر أنه لم يحي المسجد ليقف ويصلِّ تحية المسجد، فإذا جلس لم ينته الأمر فلا تفوت عند الأحناف بالجلوس بعدها، وإن كان الأفضل فعلها قبل الجلوس، لكنك إذا جلست لن تسقط عنك تحية المسجد، أما الأفضل فأن تؤديها قبل أن تجلس، وأما إذا تكرر دخوله، إنسان مثلاً يعمل في المسجد دخل لحاجة، ودخل مرة ثانية، وثالثة، نقول: تصلى ركعتين مرة واحدة في اليوم، فإذا تكرر دخوله يكفيه ركعتان في اليوم، وندب أن يقول الرجل عند دخوله للمسجد: "اللهم افتح لي أبواب رحمتك"، لأن الصلاة تجلِّ من الله عز وجل، إنسان دعاك إلى الطعام ولم يضع على الطاولة شيئاً، جلست ويوجد صحن وملعقة وفوطة، أين الطعام؟ هكذا الصلاة بلا إقبال، إذا الإنسان دخل إلى المسجد جوهر الصلاة أن يتنزل على قلبه رحمات من الله عز وجل، فحرام أن تزوره ولا يكرمك، "إن بيوتي في الأرض المساجد وإن زوارها هم عمارها فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني وحق على المزور أن يكرم الزائر".
وعند خروجه، خرج إلى دكانه، خرج إلى السوق، "اللهم افتح لي أبواب فضلك".
التجلي الذي يتجلى الله به على قلب المؤمن خير من الدنيا وما فيها :
الإنسان عند حالتين إما أن يرحمك الله وأنت في بيته، وإما أن يتفضل عليك وأنت في عملك، هكذا المؤمن إذا صلى رحمه الله وإذا عمل تفضل الله عليه، هذا معنى قوله تعالى:
﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾
إذاً التجلي الذي يتجلى الله به على قلب المؤمن خير من الدنيا وما فيها.
((رَكْعَتَا الْفَجْرِخَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا))
غدوة وروحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها.
((فَوَ اللَّهِ لأنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجلاً خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ))
من فعل شيئاً بخلاف ما قاله النبي فقد كذب النبي تكذيباً عملياً :
الدنيا فيها أشياء ثمينة جداً بنظر الناس، وفيها أملاك واسعة، وأموال منقولة وغير منقولة، و فيها بيت، ثمنه اثنا عشر مليوناً، وفيها مزرعة ورحلات، فإذا كنت تصدق النبي صلى الله عليه وسلم فاسع في هذا السبيل، فالقضية ليست قضية معلومات، بل قضية سلوك ومواقف، فأنت تُقيّم من مواقفك، فإذا رجل سمع الحديث وآثر الدنيا على الآخرة فمعنى هذا أنه لم يصدق، وهذا تكذيب عملي، وهو أخطر من التكذيب القولي، لمّا تأخذ موقفاً معاكساً لِما تسمعه من رسول الله فهذا تكذيب ولكن من نوع آخر، تكذيب عملي هذا خطير، ولو أنك كذبت بلسانك لأقنعك الناس بخلاف ذلك، و لو قلت: هذا الكلام غير صحيح لأقنعوك بخلاف ذلك، وتقول أنه حق وتفعل خلافه، هنا الخطورة، فلمجرد أن تفعل شيئاً بخلاف ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام فأنت تكذب النبي تكذيباً عملياً. إذا قرأ الإنسان قوله تعالى:
﴿ وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾
وطرق بابه خطيبان، خطيب ميسور الحال دخله كبير، ومتجره رائج، ولكن في دينة رقة، وخطيب آخر لا يملك من الدنيا شيئاً ولكن إيمانه قوي، فلو قرأ القرآن وقال: صدق الله العظيم، وآثر الغني على الفقير، الغني مع رقة دينه على الفقير المؤمن فهو قد كذب هذه الآية ولو قال صدق الله العظيم مليون مرة هو كذبها بفعله، وأخذ موقف تكذيب.
ما الذي جعل المسلمين وهم ألف مليون وراء الأمم؟ ما الذي جعل كلمتهم ليست هي العليا؟ لأنهم قرؤوا القرآن، وجودوه، ورتلوه، وعرفوا أحكامه، وقالوا: صدق الله العظيم، وقبلوه من ستة وجوه وخالفوه في حياتهم اليومية، إذاً ليس لهم عند الله شأن، قال تعالى:
﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾
من أطاع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً :
ابن عمر دينك دينك إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا، البطولة أن تكون في مستوى هذا الدين، وأوضح مثل الآية الكريمة:
﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾
فإذا خطر في بالك خاطر أن الصديق الفلاني وهو على معصيته و فجوره و كفره أعطاه الله من الدنيا كل شيء فشعرت بالحرمان فأنت لم تقرأ هذه الآية ولا مرة ولو قرأتها ألف مرة، قال تعالى:
﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾
إذا كنت حقيقةً مطيعاً لله ورسوله فلابد من أن تشعر بالفوز.
صلاة الضحى :
وندب صلاة الضحى على الراجح وهي أربع ركعات عن عائشة رضي الله عنها:
((عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى قَالَتْ: نَعَمْ أَرْبَعًا وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللَّهُ ))
فلذا قلنا ندب أربع ركعات في الضحى، وقت الضحى ابتداؤه من ارتفاع الشمس رمحاً أو رمحين إلى قبل زوالها، هذا وقت الضحى، فإذا صلى الإنسان الصبح حاضراً وذكر وتفكر، وذكر الله، ونام واستيقظ الساعة الثامنة والنصف، وتوضأ ولبس وصلى، وانطلق إلى عمله، فهذه الصلاة مندوبة، و قبل الانطلاق من البيت خرجت على طهارة و إقبال.
((من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين ))
((مَنْ صَلَّى الضُّحَى اثنتي عَشْرَةَ رَكْعَةً بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ فِي الْجَنَّةِ))
ليس غافلاً، فالنبي الكريم له مقاييس دقيقة، قال مرة:
(( وبرئ من الكبر من حمل حاجته بيده ))
وقال:
(( من أكثر ذكر الله فقد برئ من النفاق ))
ذكر الله صباحاً ومساءً وزاره شخص ذكر له الله، ومرة فكر بآياته، ومرة شرح حديثاً، ومرة شرح آية، هل هو منافق؟ لا ليس منافقاً لأنه أكثر من ذكر الله، وقال:
(( برئ من الشح من أدى زكاة ماله ))
له وجهة نظر بالمصروف فالأشياء التافهة لا يهتم بها ويهتم بالأشياء الجوهرية.
صلاة الليل :
وندب صلاة الليل خصوصاً آخره، وأقل ما يتنفل بالليل ثماني ركعات، ويمكن أربع ركعات، أو ركعتان، هذه نفل وندب، وقد قال تعالى:
﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
قال بعض المفسرين: هذه الآية للذين يصلون في الليل والناس نيام، حينما يخلو كل حبيب بحبيبه، يقوم هذا المؤمن ليخلو بحبيبه وهو الله تعالى، "أتحب أن أجلس معك يا موسى؟ كيف ذلك يا رب وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنني جليس من ذكرني وحيثما التمسني عبدي وجدني"، وقد قال عليه الصلاة والسلام:
((عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ وَمَنْهَاةٌ عَنِ الإثْمِ وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الْجَسَدِ ))
قال: لا تعصه في النهار ليوقظك في الليل.
صلاة الاستخارة :
وندب صلاة الاستخارة، وهذه كلها مندوبات، وقد أفصحت السنة عن بيانها، قال جابر رضي الله عنه:
((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأمُورِ كُلِّهَا كَالسُّورَةِ مِنَ الْقُرْآنِ إِذَا هَمَّ بِالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ))
فعندنا استشارة وعندنا استخارة، ومن صفات المؤمن لا يقدم على عمل مباح، إياك أن تظن أن الاستخارة في كل الأمور، فإنسان يريد أن يعمل معصية يستخير الله عز وجل، إنها في المباحات فقط، في التجارة، بشراء بيت، بشراء متجر، أو في رحلة، في سفر، هذه كلها أشياء مباحة وفي هذه الأشياء يوجد استخارة.
الاستخارة و الاستشارة :
لكن النبي علمنا صلى الله عليه الاستخارة والاستشارة، الاستشارة لذوي العقول النيرة من المؤمنين، ومن استشار الرجال فقد استعار عقولهم، خبرة خمسين سنة في الموضوع، يريد أن يشتري محلاً اسأل أحد التجار الكبار الذين يعرفون بالصلاح، هل يصلح إلى المصلحة الفلانية؟ هذا البيت اسأل عنه هل عليه قص؟ الاستشارة لذوي العقول النيرة من المؤمنين، وأي شيء تقدم عليه استشر فإذا جاءك الجواب بالإيجاب فعندئذ استخر الله عز وجل، كيف الاستخارة؟
((... إِذَا هَمَّ بِالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ..))
الله عز وجل هو العلام، علام الغيوب، العليم.
((... وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ...))
الإنسان قد يقدم على عمل يكون فيه نهايته، وقد يقدم على صفقة يكون فيها تفليسه النهائي، وقد يقدم على شراء بيت فيكون فيه احتيال، فالذي باعك إياه ليس مالكاً، والذي باعك إياه سافر والمالك أقام عليك دعوى إخلاء، رد حيازة وأنت دفعت مليوناً، فالنبي الكريم صلى الله عليه كان إذا دخل السوق يقول: "اللهم إني أعوذ بك من صفقة خاسرة ومن يمين فاجرة".
ويمكن بكامل ذكائك خبرة أربعين سنة بالأقمشة، أن تشتري صفقة قماش وتفلس من ورائها، فإذا الإنسان قال: أنا أوكله الله زلاته، من اتكل على نفسه أوكله الله إياها، أما المؤمن فقبل أن يعقد هذه الصفقة توجه إلى الله عز وجل وقال: "اللهم إني أعوذ بك من صفقة خاسرة ومن يمين فاجرة"، وحرام على الله عز وجل إلا أن يوفقه في هذه الصفقة، لا تقل أنا خبرتي عالية في هذا الموضوع، لي ثلاثون سنة في هذه المصلحة، كبار