- أحاديث رمضان / ٠12رمضان 1426هـ - الاسماء والفوائد
- /
- 1- رمضان 1426 هـ - الفوائد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
للأنسان قوتان:قوة علمية نظرية وقوة عملية إرادية:
أيها الأخوة الكرام، مع فائدة ثانية من فوائد ابن القيم رحمه الله تعالى، هذه الفائدة أقدم لها بمقدمة.
الإنسان ميزه الله على بقية المخلوقات بقوة إدراكية، وقوة بيانية، والحقيقة أنك إذا أردت أن تقرأ ما يطبع في اليوم الواحد تحتاج إلى مئتي عام، لو أردت أن تقرأ ما يطبع في اليوم الواحد بلغة واحدة تحتاج إلى مئتي عام، لا بدّ من أن تصطفي، وإلا وقع الإنسان في الهلاك والضياع.
تماماً لو كنت في مكتبة فيها ألف كتاب، وبعد يومين هناك امتحان مصيري بأحد هذه الكتب، فالعقل كل العقل، والنجاح كل النجاح، في قراءة هذا الكتاب المقرر.
يقول هذا العالم الجليل: " للإنسان قوتان، قوة علمية نظرية ـ أي قوةٌ إدراكية، إمكانية التعلم ـ وقوة عملية إرادية ".
الإنسان بإمكانه أن يتعلم، وبإمكانه أن يتحرك، فيه قوة علمية، وفيه قوة عملية، له إدراك، وله حركة، له قناعات، وله تصرفات، له فهم ، وله عمل.
يقول هذا العالم الجليل: سلامة الإنسان وسعادته في معرفة خالقه ومربيه ، ومعرفة أسمائه وصفاته، ومعرفة الطريق التي توصل إليه، ومعرفة آفات هذه الطريق العقبات والصوارف، ومعرفة نفسه، ومعرفة عيوبها، وأسباب سلامتها وسعادتها، لا يعلو على هذه المعارف معرفة، لأن الحقيقة الدقيقة ـ وما كل ذكي بعاقل ـ أنك قد تحمل أعلى شهادة باختصاص نادر، ولك دخل فلكي، وقد لا تكون عاقلاً، العاقل من عرف الله، والعاقل من عرف منهجه، والعاقل من عمل لما بعد الموت، هكذا قال عليه الصلاة والسلام:
(( الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني ))
إذاً أنت لك قدرة إدراكية، قوة علمية، قوة نظرية، قوة تعلم، قوة إدراك، قوة تلقٍّ، ومعك قوة حركية، عملية، سلوكية، فكمال سلامتك، وكمال سعادتك، بمعرفة خالقك ومربيك، ومعرفة أسمائه الحسنى وصفاته الفضلى، ومعرفة الطريق إلى الله، والعقبات التي تكون فيها، والصوارف التي يمكن أن تنصرف عن الله بها، ومعرفة النفس وخصائصها وآفاتها، وهذه المعارف الخمس هي كمال القوة العلمية النظرية.
خيارات مع الحقيقة خيار وقت فقط:
أيها الأخوة، الآن معرفة حقوق الله سبحانه وتعالى عليك، والقيام بهذه الحقوق إخلاصاً وصدقاً، ونصحاً وإحساناً، ومتابعةً وشهوداً، لمنته عليك، وتقصيرك في أداء هذا الحق عليك.
إذاً كمال النجاح، وكمال الفوز، وكمال التفوق، وكمال الفلاح، وكمال العقل، وكمال الذكاء، أن تعرف خالقك، ومربيك، وأن تعرف أسماءه الحسنى، وصفاته الفضلى، وأن تعرف الطريق إليه، والعقبات على هذا الطريق، والصوارف التي تصرفك عن هذا الطريق، ومعرفة النفس البشرية، وخصائصها، وآفاتها، وعيوبها، وأي وقت تمضيه في غير هذه المعارف فهو مضيعة للوقت، ولا تعرف هذه الحقيقة إلا عند الموت.
أساساً فرعون أكفر كفار الأرض الذي قال:
﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾
والذي قال:
﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾
فرعون نفسه حينما أدركه الموت قال:
﴿ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾
إذاً الحقيقة التي ينبغي أن تعرفها قبل أن تموت لا بدّ من أن تعرفها عند الموت ، إذاً خيارك مع الحقيقة خيار وقت، خيار وقت ليس غير.
علة وجود الإنسان في هذه الحياة الدنياأن يعبد الله:
الآن المعرفة الثانية: الحركية، العملية التي لا تعدو عليها معرفة، أن تعرف حق الله عليك:
((يَا مُعَاذُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ))
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾
علة وجودك في هذه الحياة الدنيا أن تعبد الله، والعبادة واسعة جداً، إياكم أن تظنوا أن العبادة أداء العبادات الشعائرية أداء شكلياً ليس غير، العبادة تطبيق منهج الله عز وجل بكل تفاصيله، ومنهج الله يبدأ من أشد الحالات خصوصية من فراش الزوجية، وينتهي بالعلاقات الدولية، كسب مالك، إنفاق مالك، كيف تمضي وقت الفراغ، كيف تفرح، كيف تحزن، كيف تنفق المال، منهج الله عز وجل فيه كل شيء، أكاد أقول: إن منهج الله للتقريب قد يتجاوز خمسمئة ألف بند، والعبادات الخمس خمسة بنود من هذا المنهج، لذلك هناك عبادات تعاملية، وهناك عبادات شعائرية، فمثلاً:الذي يَنمُ بين اثنين لا يدخل الجنة، كأن عباداته الشعائرية هُدرت:
(( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ))
(( من حج بمال حرام فقال: لبيك اللهم لبيك ؛ قال الله عز وجل: لا لبيك ولا سعديك، وحجك مردود عليك ))
حتى الإنفاق:
﴿ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ﴾
حتى الصلاة:
(( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ))
أسماء الله الحسنى كلها تدور بين الربوبية والألوهية والإحسان:
هل تصدقون أيها الأخوة أن كل هذه المعاني مجموعة في الفاتحة، القوة الإدراكية العلمية النظرية:
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
مقام الربوبية، مقام الإمداد،
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
الإله مقام الألوهية، مقام الخلق والتسيير،
﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
مقام الربوبية، الإمداد والرعاية،
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
مقام الإحسان، كل أسماء الله الحسنى تدور بين الربوبية والألوهية والإحسان.
كل إنسان بأمس الحاجة إلى هداية الله عز وجل:
الآن العبادة العملية، الإدراك النظري:
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾
الآن السلوك العملي، الحركة:
﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾
لا تستطيع أن تعبده بقوتك الذاتية، لا بدّ من أن تستعين به على عبادته،
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ * وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾
﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾
(( يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ))
نحن بأمسّ الحاجة إلى هداية الله عز وجل.
(( يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ ))
لا حول عن معصية الله به ولا قوة على طاعته إلا به:
الآن:
﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾
﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾
هؤلاء الذين أنعمت عليهم بنعمة الهدى، و بنعمة الإيجاد، وبنعمة الإمداد، وبنعمة الهدى والرشاد، هؤلاء النبيون قمم البشر، والصديقون، والشهداء، والصالحون،
﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾
﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾
الإنسان إذا قصر في قوته العلمية، في قوة التلقي، في قوة المعرفة، في قوة العلم فهو الضال، والإنسان الذي ضعفت إرادته عن أن يفعل ما يعتقد فهو المغضوب عليه، فالإنسان إذا عرف الحق وفعله فهو من الذين أنعم الله عليهم، أما إذا عرف الحق، وضعف عن أن يفعله فهو المغضوب عليه، والذي لم يعرف الحق، ولم يفعله فهو الضال.
هذا الدرس كله مجموع في الفاتحة، هناك قوة علمية، وقوة عملية، أنت لك قناعة، لك فهم، ولك حركة، أحياناً تفكر أن الله عز وجل بيده كل شيء، هذا جانب نظري، يسمى الآن منطلقات نظرية، الجانب العملي التطبيقات العملية، أن تتحرك، أن تقوم وتصلي، أن تنفق من مالك، أن تقرأ كتاب الله عز وجل، أن تصلح بين اثنين، أن ترحم من حولك، أن تنصف من حولك.
إذاً أيها الأخوة،
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾
هذا الجانب النظري في الدين.
الجانب العملي،
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾
أنت ضعيف، لا حول ولا قوة إلا بالله، ورد في بعض الآثار أن :"لا حول عن معصيته إلا به، ولا قوة على طاعته إلا به ".
﴿وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ﴾
سيدنا يوسف:
﴿وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾
العبادة تحتاج الى استعانة بلله عز وجل:
إذاً، العبادة تحتاج إلى استعانة،
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ * وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾
وهناك تقريباً مئة درس عنوانها مدارج السالكين في منازل
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ * وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾
معنى ذلك أن البشر يمكن أن يقسموا إلى ثلاث فئات، الذين أنعم الله عليهم بالقوة الإدراكية والقوة العملية، بقوة الفهم وقوة التطبيق، بصحة المعتقد وسلامة السلوك، هؤلاء قمم البشر، على رأسهم النبي عليه الصلاة والسلام ومن دونه من الأنبياء، ثم:
﴿وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً﴾
أما القوة العملية،
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾
وحدك لا تستطيع، هناك شهوات،
﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾
حتى القوة على الحركة تحتاج إلى هداية من الله،
﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾
أي افعل ولا تفعل، القرآن الكريم بأكمله تحت قوله تعالى:
﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾
﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾
﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾
﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً﴾
﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾
وأنت إذا تعمقت في الصلاة أنت حينما تقول :
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ * وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ * غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾
على الإنسان أن يكون في جماعة لأن الجماعة رحمة والفرقة عذاب:
الآن الله عز وجل يخاطبك:
﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾
﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
إذاً الله عز وجل أجابك بعد أن طلبت منه، لكن ما قال لك: اهدني الصراط المستقيم، قال:
﴿ اهْدِنَا ﴾
ينبغي أن تكون في جماعة:
(( وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ ))
﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾
ليس صراط الذي أنعمت عليه،
﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ * غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾
الآن تقرأ القرآن بعد الفاتحة في الصلاة، هذه إجابة الله لك، ألم تقل له:
﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾
؟ يقول: يا عبدي افعل كذا، ولا تفعل كذا.
الآن تركع، ما معنى الركوع ؟ الخضوع إلى الرب، لكن قد تجد نفسك ضعيفاً، تسجد، يا رب أمدني بقوة منك كي أطيعك، حال الركوع حال الخضوع، وحال السجود حال طلب العون من الله، فأنت باليوم في كل صلاة عندك قوة إدراكية نظرية،
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾
ما من ركنين من أركان الإيمان إقترنا في الق راّن الكريم كركني الإيمان با لله واليوم الاّخر:
بالمناسبة، ما من ركنين من أركان الإيمان اقترنا في القرآن الكريم كركني الإيمان بالله واليوم الآخر،
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
الإيمان بالألوهية والربوبية.
﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
مقام الإحسان.
﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾
الدار الآخرة.
هذه المعركة النظرية،
﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ * وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾
الحركة، السلوك، لكنك ضعيف.
(( اللهم إني ضعيف فقوِّ في رضاك ضعفي ))
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾
الآن:
﴿ اهْدِنَا ﴾
هناك ثلاث مستويات، قمم البشر،
﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾
وهناك فريقان: فريق ملحد، ما عرف الله أصلاً، وفريق عرف وانحرف، فالذي ما عرف الله أصلاً هو الضال، والذي عرف وانحرف هو المغضوب عليه،
﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾
من أجل سلامتك لا بد من أن تستكمل قوتك العلمية النظرية وقوتك الإرادية الحركية:
إذاً أيها الأخوة، حكمة اليوم لا بد من أجل سلامتك وسعادتك أن تستكمل قوتك العلمية النظرية، وقوتك الإرادية الحركية، فأنت بين قناعة وحركة، بين فهم وسلوك، بين إيمان وعمل، والله عز وجل في أكثر من مئتي آية قرن الإيمان مع العمل الصالح، قوة علمية، وقوة حركية:
﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾