سؤال:

 فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 أنا سيدة أعمل في شركة خاصة كسكرتيرة لمدير هذه الشركة. إنني إنسانة مؤمنة وأصلي والحمد لله منذ زمن طويل، ومحجبة. وقد رآني المدير أصلي عدة مرات، ونوه لي أنه لا يريد أن يراني وأنا أصلي، ثم أرسل لي خبر مع أحد الموظفين بألا أصلي في العمل بل أرجئ صلاتي لحين عودتي إلى منزلي، وبأن الرجال فقط يسمح لهم بالصلاة. لقد تضايقت جداً من هذا الأمر وصرت أصلي بالخفية في مكان لا يراني فيه، وبخوف شديد، وفقط الصلاة المفروضة دون السنن المترتبة، وأحياناً أستغل فرصة غيابه وأصلي السنن. أشعر بضيق شديد من حرماني من صلاة السنن، ولا أدري ماذا أفعل وخاصة كلما أقرأ أن الصلاة النافلة تجبر الصلوات المفروضة التي تحتوي على خلل ونقص مثل عدم الخشوع التام في الصلاة. لقد حاولت جاهدة أن أبحث عن عمل آخر يتناسب مع إمكانياتي ولكني رفضت بسبب حجابي. وحتى أكون صادقة كنت أبحث عن عمل يدر علي مورداً مادياً أفضل مما أتقاضاه في هذه الشركة، ولكني رفضت بسبب حجابي وسني الكبير إذ أنني في الخمسين من عمري ولكن لدي خبرة جيدة ونشاط ملحوظ في عملي. بعد أن لمست ذلك وجدت أن صلاتي في الخفاء مع نقصان السنن أفضل من عدم الصلاة في شركة ترفضني لمجرد أني محجبة وبالطبع سيرفضون مبدأ الصلاة من أصله، ووجدت أيضاً أن تقاضي أجر زهيد لا يكاد يسد الرمق أفضل من الأجر الكبير والحرمان من الصلاة. إنني أبذل جهدي لإرضاء رب العالمين وأعلم أن التقرب من الله يكون بأعمال التطوع مثل صلاة النوافل، وهذا الأمر يعذبني جداً ويقض مضجعي. هل يا ترى أستطيع أن أصلي السنن بعد فوات وقت الصلاة المفروضة، مثلاً أصلي سنن صلاة الظهر التي تفوتني هي بالذات قبل صلاة العصر مباشرة؟

 وجزاكم الله عنا كل خير

الجواب:

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
 لا تضخمي الأمر أكثر من حقيقته، فتركك السنن أثناء العمل لا يشكل مشكلة شرعية مقلقة، ولابد من أن أهمس في أذنك أن مشكلتك والكثير من المسلمين في أن قاعدة تدينهم عاطفية وليست علمية. واقرئي هذا الحديث ليكون فهمك لمشكلتك علميا...( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد، ثائر الرأس، نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول، حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" خمس صلوات في اليوم والليلة "". فقال: هل علي غيرهن ؟ فقال: "" لا، إلا أن تطوع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وصيام شهر رمضان "". قال: هل علي غيره ؟ قال: "" لا، إلا أن تطوع "". قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة، فقال: هل علي غيرها ؟ فقال: "" لا، إلا أن تطوع. قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" أفلح الرجل إن صدق ).