- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
ما هي أعراض نقص الأوكسجين عند الإنسان ؟
أيها الأخوة, في سورة الأنعام الآية الخامسة والعشرون بعد المئة, وهي قوله تعالى:
﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾
هذه الآية من دلائل الإعجاز العلمي في القرآن الكريم, ومن دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام، لقد أثبت علم طب الطيران والفضاء, أن تعرض الإنسان للارتفاعات العالية عندما يصعد من سطح الأرض إلى الطبقات العلوية في السماء, فإنه تحدث له أعراض عضوية تتدرج من الشعور الضيق الذي يتركز في منطقة الصدر، وذلك أنه كلما استمر في الارتفاع انخفض الضغط الجوي, ونقص الأوكسجين حتى يصل إلى المرحلة الحرجة التي ذكرها القرآن الكريم, قال تعالى:
﴿يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾
إذا ارتفع الإنسان عن مستوى سطح البحر إلى ارتفاع عشرة آلاف قدم لا يشعر بشيء من أعراض نقص الأوكسجين وخفض الضغط، أما إذا تجاوز العشرة آلاف قدم إلى الستة عشر ألف قدم، عندئذ زود الله الجسم بأجهزة تتكافأ مع هذا التبدل في الضغط وفي نقص الأوكسجين, فإذا بقي في هذا المكان بين عشرة آلاف قدم وستة عشر ألف قدم يزداد نبض قلبه, ووجيب رئتيه, ويرتفع ضغطه من أجل أن تؤمن هذه الأجهزة للجسم حاجتها للأوكسجين ومن الضغط، أما إذا تجاوز الإنسان الستة عشر ألف قدم إلى الخمسة والعشرين عندئذ لا تفي أجهزة الجسم في هذا الارتفاع المفاجئ، فما الذي يحصل؟ تظهر أعراض وفي مقدمتها ضيق الصدر, قال تعالى:
﴿يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾
أما إذا ارتفع بعد الخمسة والعشرين ألف قدم فأعلى، عندئذ يفقد الوعي تماماً، لذلك ركاب الطائرات الذين يحلقون على ارتفاع أربعين ألف قدم، إن هذه الطائرة مضغوطة ثمانية أمثال الهواء الذي عليها في سطح الأرض، من أجل أن يكون الضغط الجوي في الطائرة, وتوافر الأوكسجين موافقاً لسطح الأرض, وإلا يغيب الركاب عن الوعي تماماً وهذه الآية من أدلة الأعجاز العلمي في القرآن الكريم، ومن أدلة نبوة النبي عليه الصلاة والسلام, هذه أعراض نقص الأوكسجين .
ما هي أعراض انخفاض الضغط عند الإنسان ؟
أيها الأخوة الكرام, فما أعراض انخفاض الضغط؟ قال العلماء: إن كل الغازات في الجسم تتمدد مع انخفاض الضغط, ومع تمددها تتمزق الأنسجة والأجهزة، تتهتك الرئتين، يتهتك القولون, تتهتك الأذن الوسطى، إن انخفاض الضغط له آثار خطيرة، فكل ما في الجسم من غازات تتمدد, فتمزق الأجهزة والأنسجة . لذلك آلام البطن التي لا تحتمل, آلام القولون, آلام الرئتين, آلام الأذن, آلام المفاصل، هذه كلها من أعراض نقص الضغط, بربكم هل صعد النبي إلى السماء, فقال هذا الكلام؟ هل صعد أحد في حياته؟ هل ركبوا الطائرة في حياته حتى وصفوا هذه الأعراض؟ يقول الله عز وجل:
﴿يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾
لذلك قال الإمام علي كرم الله وجهه:
((في القرآن الكريم آيات لما تفسر بعد))
بعد أن تقدم العلم, وركب الإنسان الطائرة والمنطاد وصعد بهما في طبقات الجو العليا كشفوا هذه الحقائق، وأنت حينما تركب الطائرة لا تشعر بشيء من هذا؛ لأن أجهزة الطائرة قد ضغطت ثمانية أمثال ليكون الضغط الجوي ونسبة الأوكسجين موافقة لما هي عليها في سطح الأرض، فلو تعطلت أجهزة الضغط فجأة في الجو, لا بد للطيار أن يهبط اضطراراً لئلا يموت الركاب، هذا معنى قوله تعالى:
((يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء))