- الفقه الإسلامي / ٠5العبادات الشعائرية
- /
- ٠3الصلاة
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً، و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الأذان والإقامة سنةٌ مؤكدةٌ :
أيها الأخوة المؤمنون، أنهينا موضوع الصيام وموضوع الزكاة وكانا موضوعين مناسبين لشهر الصيام، وكنا قد بدأنا قبل رمضان بموضوعات في الفقه عن الصلاة والطهارة والوضوء وما شابه ذلك، وها نحن أولاً نتابع هذا الموضوع اليوم عن الأذان، فالأذان والإقامة سنةٌ، وهما سنةٌ مؤكدةٌ، إذ يوجد سنة مؤكدة داوم عليها عليه الصلاة والسلام كالفرائض ولو منفرداً، فإذا سمع الإنسان الأذان وكان في البرية أو في الخلاء وأراد أن يصلي وحده سنّ له أن يؤذن أداءً وقضاءً، فلو صليت فرض الظهر في وقته أو إن صليته قضاءً يسن لك الأذان، .الأذان جماعةً ومنفرداً، أداءً وقضاءً، سفراً أو حضراً، ست حالات للرجال، وكره للنساء
التمهل بالأذان و الإسراع بالإقامة :
ويكبر المؤذن في أوله أربعاً، الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ويسن تكبير آخره، وآخره يكبر تكبيرتين فقط، فأربع تكبيرات في أول الأذان وتكبيرتان في آخره كباقي ألفاظه، فألفاظه كلها مثنى مثنى، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح، والإقامة مثله تماماً ويزيد بعد فلاح الفجر الصلاة خير من النوم، وبعد فلاح الإقامة قد قامت الصلاة، وعلى المؤذن أن يتمهل في الأذان ويسرع في الإقامة، ويستحسن أن يكون المؤذن صالحاً، عالماً بالسنة وأوقات الصلاة، وعلى وضوء مستقبل القبلة إلا أن يكون راكباً يصلي صلاة الخوف فلا يشترط في هذه الحالة أن يستقبل القبلة، لأن :" قبلة الخائف جهة أمنه، وقبلة المسافر جهة دابته ".
وأن يحول وجهه يميناً بالصلاة ويساراً بالفلاح، ويفصل بين الأذان والإقامة بقدر ما يحضر الملازمون للصلاة، جرى خلاف أنه بين أذان الفجر والصلاة نصف ساعة لأن النبي الكريم عليه الصلاة والتسليم كان يسفر أي إلى أن تسفر الوجوه، أي إلى أن تبدو ملامح الوجوه، وكان يبرد في صلاة الظهيرة إن كان الحر شديداً، فصلاة الظهر بعد الأذان بنصف ساعة، وكذلك العصر، أما صلاة المغرب والعشاء فبعد الأذان بخمس دقائق، وهذا الترتيب مأخوذ من السنة، ويفصل بين الأذان والإقامة بقدر ما يحضر الملازمون للصلاة مع مراعاة الوقت المستحب.
بعض أحكام الأذان :
والملاحظ أن النبي عليه الصلاة والسلام طلب من المؤذن أن يقيم الصلاة هو نفسه، فإذا كان المؤذن على المئذنة ونسيناه وأقمنا الصلاة فهذا ليس وفاء، فضماناً لحضوره معنا نقول: الذي أذن هو الذي يقيم الصلاة، ويستحب أن يقول المؤذن قبل الصلاة: الصلاة الصلاة، ويكره التلحين في الأذان، وإقامة المحدث وأذانه - فإذا كان غير متوضئ لا يجوز أن يؤذن ولا يقيم الصلاة - وكذلك أذان الجنب، فغير المتوضئ حدث أصغر وغير الطاهر الجنب حدث أكبر، وكذلك الصبي الذي لا يعقل، و المجنون، و السكران، وأذان المرأة مرفوض كما قلنا، و الفاسق، و القاعد، فلا يؤذن قاعداً، والكلام خلال الأذان والإقامة يكره، وإذا أردت السنة المطهرة فسمعت المؤذن فاسكت، ويستحب إعادته دون الإقامة، أي وإذا جرى حديث أثناء الأذان فيجب أن يعاد الأذان، وإذا كنا في سفر أو في نزهة وقلنا لأحدنا: قم فأذن فلا ينبغي لأحد أن يتكلم، فإذا تكلمنا فيجب أن يعاد الأذان، ولا تعاد الإقامة، ويكره الأذان لظهر يوم الجمعة في المصر، فأناس فاتتهم الجمعة فأذنوا ليصلوا الظهر هذا الأذان مكروه لأن صلاة الجمعة تجزئ عن صلاة الظهر، وهذا مما يشوش على المسلمين، وقد يؤذن للفائت، إذا إنسان فاتته صلاة في غير وقتها يستحب أن يؤذن لهذه الصلاة ويقيم أيضاً، وبعضهم قال: لأولى الفوائت، لو نوى أن يصلي مجموعة صلوات فاتته يؤذن ويقيم لأول فائتة، وكره ترك الإقامة دون الأذان، أي أذان وإقامة، ولكن أحدنا إذا سمع المؤذن انتهى الأمر، وهذا الكلام إذا كان أحدكم يجلس في البرية، أو في الريف، في مكان لا يوجد فيه مسجد، أما إذا كان في بيته وسمع الأذان من مجموعة مآذن فبقي عليه الإقامة فقط، وإذا قام المصلي يقيم الصلاة.
ما يقوله المسلم عند سماع الأذان :
والآن المسلم إذا سمع الأذان ماذا يقول؟ أول شيء أمسك اسكت وقل مثل قوله، فإذا قال المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله، يردد معه المستمع أشهد أن لا إله إلا الله، وإن قال المؤذن: أشهد أن محمداً رسول الله يردد معه المستمع طبعاً بصوت منخفض أشهد أن محمداً رسول الله، أما إذا قال: حي على الصلاة، يقولون: إعادة الأمر استهزاء، إذا أحد أمرك بأمر وأنت أعدته له مرة ثانية هذا استهزاء، ففي قول المؤذن: حي على الصلاة تقول أنت: لا حول ولا قوة إلا بالله، حوقل أي قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، سبحل أي قال: سبحان الله، دمعز قال: أدام الله عزك، بسمل قال: بسم الله الرحمن الرحيم، كبر قال: الله أكبر، هلل قال: الله أكبر، حي على قال: حي على الصلاة، إذا سمع المسلم الأذان المسنون أمسك وقال مثله، وحوقل في الحي علتين، إذا إنسان أراد أن يقرأ بمفرده يقول: ما معنى حوقل في الحي علتين؟ أي في حي على الصلاة يحوقل يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وفي حي على الفلاح يحوقل ويقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ويستحب أن يقول المسلم مع المؤذن صدقت وبررت، وله أن يقول هذا أيضاً عند قوله الصلاة خير من النوم، ويستحب لمن يقيم الصلاة أن يقول: "اللهــم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت سيدنا محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته".
والآن قبل أن يصلي الإمام يقرأ هذا الدعاء، وهذه بعض أحكام الأذان وفي درس قادم إن شاء الله ننتقل إلى شروط الصلاة وأركانها.