- تفسير القرآن الكريم / ٠1التفسير المختصر
- /
- (068) سورة القلم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام، مع الآية الرابعة من سورة القلم وهي قوله تعالى:
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾
أوَّلاً الله جلّ جلاله حينما أثنى على النبي عليه الصلاة والسلام ما أثنى إلا على خلقٍ وكان عليه الصلاة والسلام سيّد العلماء وسيّد الفقهاء وسيّد الخطباء وسيّد القضاة الزعماء وسيّد المُربين والمُعلِّمين كلُّ هذه الصِّفات التي كان يتمتّعُ بها في أعلى درجة حينما جاء الثناء الإلهي جاء على خلقه عليه الصلاة والسلام فما سِرّ ذلك ؟ هذا السِّرّ هو أنّ الإنسانُ قُدْراته من الله إذا منحَهُ ذاكِرةً قوِيَّةً أة لِساناً طليقاً أو قُوَّة مُحاكمة أو إدْراكاً عميقاً فهذه خصائص خصَّها الله تعالى به فأنت حينما تريد أن تمْدح ابنك أمام الناس هل تقول لهم عنده سيارة وأنا الذي أعْطَيْته إياها ؟ يجب أن تمْدحه بِشيءٍ فيه تقول: نال شهادة بِدرجة شرف مثلاً فالإنسان أوْدع الله فيه نوازع وشهوات ورغبات وطبع فحينما يضبط هذه كلِّها ويُخالف طبْعه ارْضاءً لله عز وجلّ فهذا هو الذي يرْقى به وهذا هو الخُلق فالخُلُق عملِيَّة ضبط لك لِسانٌ ويدٌ وعَيْنٌ وأُذن فالخُلق عملِيَّة ضبط لهذه الأعضاء والجوارح وهذه المصالح والرغبات فحينما تضْبطها تقرُّباً لله عز وجل كان هذا من كسْبِك وهذا الذي يُثْنى به عليك لذلك ورد في عشْر أحاديث صحيحة أنَّ الإيمان حُسْنُ الخُلُق وأكْمل المؤنين إيماناً أحْسنهم خُلُقاً وأحسنُ المسلمين إسْلاماً أحْسنُهم أخْلاقاً وحُسْنُ الخلُق أفضل من أنْ تعْبد الله كذا سنة وسوءُ الخُلُق يُذيب الحسنات كما يُذيب الخل العسل ويُفْسِدها كما يُفْسد الخلّ العسل فَحُسْنُ الخُلُق هو كُلّ شيءٍ في الإسلام لأنه ثمن الجنَّة وهو الذي يَرْقى بالإنسان والذي يليق به فأنت بِأخْلاقِك أما بِما تمْلك من قُدْرات فهذه وهَبَها الله لك والإنسان حينما يفْقد ذاكِرته ماذا يفْعل ؟ مرضٌ خطير هو فقْدُ الذاكرة ولكن بِالمُقابل الذي يتمتَّعُ بِذاكِرة قوِيَّة هذه من عند الله عز وجل منحهُ الله إياها والذي يتمتَّعُ بِبَصر حاد وبِمُحاكَمَةٍ قوِيَّة وبِفَصاحَةٍ كبيرة هذه كلها قُدْرات أوْدعها الله فينا أما الذي في كسْبه والذي يَرْقى به هي أخْلاقه فالأخلاق عمَلِيَّةُ ضبْطٍ لِحَركة دافع ورغباتٍ مُعَيَّنَة فالضبط هو الخُلُق لذلك قال عليه الصلاة والسلام: عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
(( الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ ))
لو ألْغَيْتَ من الإسلام حُسْن الخُلق لأَلْغَيْت الإسلام كلَّهُ ولو ألْغَيْتَ من الإيمان حُسْن الخُلق لأَلْغَيْت الإيمان كلَّهُ ولو ألْغَيْتَ من الإنسان م حُسْن الخُلق لأَلْغَيْت إنْسانِيَّتَهُ فَحينما نُلْغي الأخلاق الفاضِلة نُلْغي الدين لذلك قال عليه الصلاة والسلام:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ))
فإياكم ثمّ إياكم أنْ تعُدوا الخُلُق شيءٌ ثانَوي بِالدين إذْ أنَّهُ الدين كُلُّه وقد ورد في بعض الأحاديث: الدين حسن الخلق " وقال عليه الصلاة والسلام عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
(( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا*))
فحينما تُضحي بِحُسن الخُلق تكون قد ضَحَّيْتَ بالدين وبالعمل الصالح وبِثَمَنِ الجنّة وضَحَّيْتَ بما رفعك الله به عن المخْلوقات فهذا الدرس بليغ لنا والله عز وجل ما أثنى على النبي أنّه عالم وعلى أنه قاضي أو خطيب أو قائد وأنه لم ينْس من القرآن حرْفاً إنما أثْنى عليه بِحُسْن خُلُقِه قال تعالى:
﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6)﴾
وقد منحه تعالى ذاكِرة قَوِّية جداً فالمدْح يكون بِشيءٍ كسْبي لا بِشَيءٍ وهْبي نعود للمَثَل ونقول: إذا اشْتريْتَ بيْتاً لابْنك وأردْت أن تمْدحه بين الناس فإذا قلتَ عنده بيت: يقولون لك البيت من عندك وتقول: عنده مَرْكبة فيقولون: السيارة من عندك أما إذا قلت لقد نال شهادة عُليا بِتَقْدير شرَفٌ فهذا هو المدح لأنّ هذه الدرجة العِلمية من اجْتِهاده ومن كسْبِهِ ودِراسَتِهِ فهذا هو السِّر الذي مُدِحَ النبي عليه الصلاة والسلام من أجله وهو الخلق، والشيء الآخر هو ما الذي جذب المؤمنين إلى النبي عليه الصلاة والسلام ؟ هي أخْلاقه ؛ فأنت أحْياناً تسْمع إلى أُسْتاذٍ جامعي في مُحاضرة تُعْجبُ بِعِلْمِه وقد لا تُحِبُّهُ وقد لا تجد فيه هذا القلْب الكبير فَهُو مُتَفَوِّق وذكيّ فالإعْجاب بِالعلم شيء والمحبَّة شيء آخر لأنّ الأخْلاق سبب المحبّة والإنسان يهْوى ثلاثة أشْياء: يُحِبّ الكمال ويُحِبّ الجمال ويُحبّ النواي وهي مُجْتمعة في الله عز وجل فهو تعالى جميل وكامل ومُتَفَضِّل قال تعالى:
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (113)﴾
لذلك أقرب الناس إلى النبي عليه الصلاة والسلام هو الذي حسن خُلُقُه: عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
(( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا ))
فَحُسن الخُلق ذهب بالدين كُلِّه قال تعالى:
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾
فَيَجِب أنْ نعلم أنّ مكانة الخُلق العظيم في الدين عظيمة وحينما تهْتزّ هذه القيمة ولا نعْتني بها ونُصلي ونصوم ونقْسو في كلامنا ومُعاملاتنا ؛ وهنا سؤال: لقد جاء على المسلمين وقْتٌ دخلوا في دين الله أفْواجاً قال تعالى:
﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3)﴾
إذا صحّ التعْبير: إذا جاء على المسلمين وقْتٌ خرجوا من دين الله أفْواجاً فما هو السبب ؟ سوء الخُلُق ؛ يُصلي ولكنّ أخلاقه سيِّئة ويكْذب ويغُشّ ويحْتال ويأْخذ ما ليس له فإذا كان هناك مِنْ سببٍ يدْفع الناس إلى أنْ يدْخلوا في دين الله أفْواجاً هو حُسْن الخُلق وإذا كان هناك مِنْ سببٍ يدْفع الناس إلى أنْ يخرجوا من دين الله أفْواجاً هو سوء الخُلق وبِسُوء الخلق تُلْغي قيمة الدين ودوْرَ الدين ومحبَّة أهل الحق والثقة بالدين ودَوْر العلماء وبِحُسن الخُلق تهْفو قلوب الناس إليك لذلك الآية الكريمة:
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)﴾
رسولٌ ونبِيٌّ ومعه القرآن ومُعْجِزات ويوحى إليه ومعْصوم ومع كُلِّ هذا ولو كنت فضاًّ غليظ القول لانْفضوا من حَوْلك فالقضِيَّة نفْسانِيَّة والخُلق هو الدين فإذا تساهل الإنسان في أخْلاقه بِأَخْذ ما ليس له ونظره إلى ما ليس مُحَلَّلٌ له وتكلَّم بِكلامٍ لا يليق به وأصْغى إلى الغناء فإذا تساهل في اقْتِراف المعاصي والآثام فَقَد أكبر شيءٍ في الدين فَقَدَ القُدْوة فلم يَعُد قُدْوةً للناس وفَقَدَ المكانة وشَوَّهَ الدين وجعل الدين تُراثاً وثقافة وعادات وتقاليد وأنْهى دَوْر الدين فهؤلاء صحابة رسول الله ما الذي حبَّبَهُم في رسول الله صلى الله عليه وسلّم ؟ أخْلاقُهُ وتواضُعُهُ وانْصافُهُ ورحْمته ووفاؤُه ولُطْفُهُ فأنا أُلِحُّ على الخلق لأنه أساس الدين ويُمْكِنُك أن تكون أكبر داعِيَة ومعْلوماتُك قليلة بِأَخْلاقك الحسنة والعكس بالعكس، أحْياناً أنْظر إلى إنْسان فَأَرى عنده عِلْمٌ ثمين لكنّ أخْلاقه ليْسَتْ حسنة فأقول: ليْت أخْلاقه كَعِلْمِه وقد تجد إنسان أخْلاقي ولكنّ معْلوماته قليلة فأقول: ليْت علْمه كأخلاقه أما الأكمل أن تكون عالِما وأخْلاقِياً في الوقتِ نفْسه فإياك تُضحي بِقيمة الخلق إنْ ضَحَّيْتَ بها ضَحَّيْتَ بِدينك وبِثَمن الجنة وأثْقل شيءٍ في الميزان يوم القيامة هو حُسن الخلق لذلك قال الله تعالى:
﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)﴾
فهذا أعْرابي فيما رواه البخاري
(( أمْسك النبي من ثوْبه وشَدَّه إلى أنْ أثَّر على صفْحة عُنُقه وقال له أعْطِني من مال الله فإنه ليس من مالك ولا من مال أبيك فقال عليه الصلاة والسلام صدق إنه مال الله -ولكنّه لو قالها مع غيره لطار عُنُقُه وذاك - قال له: اعْدِل يا محمّد فقال له وَيْحَك من يعْدِل إنْ لم أعْدل ))
وآخر احتكم للنبي عليه الصلاة والسلام في موضوع خُصومي فَحَكم لِبَعْض أصْحابه فقال لأنه ابن عمَّتِك ؛ وهذا أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عطاءً فقال له: هل أعْطيْتك ؟ فقال: لا ولا أجْمَلْت أمام أصْحابه فقالوا: إليهْ فَمَنَعَهُم عنه ثم أدْخله إلى البيت وأعْطاه عطاءً زائِداً وقال له: هل أحْسنْتُ إليك ؟ فقال: نعم، جزاك الله عن أهْل وعشيرةٍ خيراً فقال له عليه الصلاة والسلام أعْطيتك أوّل الأمر فقُلت ما قلت وفي نفْسك من أصحابي شيء فاخرج الآن وقل غير ما قلت: فلما خرج قال له النبي هل أحسنت إليك ؟ فقال: نعم فقال عليه الصلاة والسلام: مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجلٍ له ناقة شردَتْ عنه فتبِعَها الناس فزادوها نُفوراً أما هو أخذ لها من قُمام الأرض واسْتجْلبها بهذا القُمام حتى ركِب عليها قال: لو تركتكم وما أنتم فاعِلون فقَتَلْتموه فدخل النار، وهذا وقف بالصلاة والذي كان بِجَنْبه عطس فقال له يرْحمك الله فالصحابة ضربوا على أرْجلهم اُسْكت فخاف من أصْحاب النبي في أثْناء صلاته فلما سلَّم النبي قال له عليه الصلاة والسلام: إنَّ هذا لا يصِحُّ في الصلاة فقال: فِداك روحي ما رأيتُ مُعلِّما أحكم منه والله ما قهرني وما أهانني إلا أنَّهُ قال لي: هذا لا يصح في الصلاة ؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام كان أخْلاقِياً ونحن إذا أردنا أنْ نُطبِّق سُنَّتَهُ ينْبغي أنْ نتخلّق بِأخْلاقه وأما قوله تعالى:
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾
على تفيد التمكُّن تقول: أنا على عِلمٍ وعلى دِراية وخِبْرة، قد يدخل الإنسان أحْياناً في صِراع مع النفْس وبعد منافسة كبيرة حتى كاد يغْلط ويقْسو تدراك الموْقف وعفى فهذا ليس خُلُقاً عظيماً أما النبي الكريم صلى الله عليه وسلّم كان مُتَمَكِّناً من الخلق وكان الخلق في عُمْقه فإذا كان الإنسان واقف بالشاطىء يُمْكن أنْ تأتيه مَوْجة عاتِيَة وتَجْلبه للبحر أما إذا كان بِجَبَلٍ مهما علا المَوْج فهو في مكان والمَوْجُ في مكان وهذا هو معنى قول الله تعالى:
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾
مُتَمَكِّن من خُلُقه وهو في الأعْماق وليس عنده ما يُسمى بِالصِّراع هذا انتصر فيها والأخرى انتَقَم فيها لا... وقد ذهب عليه الصلاة والسلام للطائف وكفروا به وسخِروا منه وأغْروا سُفَهاءهم به وجاءه جِبْريل ومكَّنه أن ينْتَقِم منهم وقال له: فيما رواه البخاري أَنَّ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(( هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا.. فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا *))
فالإسلام لا ترجع له عِزَّته إلا بالخُلُق وإذا كنا أخْلاقيين أحبَّنا الله وتماسكْنا وتعاوَنا واسْتَحْقَقْنا نصْر الله عز وجل أما الخصومات والغيبة والنميمة وعداوات وطعن وحسد وهدم كرامات وبغي وعُدْوان ثم يُصلي كلُّ هذا لا يُرْضي الله عز وجل، ودرْسنا اليوم عن الخلق العظيم والنبي عليه الصلاة والسلام كان على خُلُقٍ عظيم وما رُئِيَ ماداًّ رِجْلَيْه قط وما عاب طعاماً قط وكان أشدّ حياءً من العذْراء في خِدْرِها ولولا التشهد كانت لاؤُهُ نعم، وهذا طِفل خادم أرسله النبي فَتَأخَّر فقال له النبي والله لولا خوف القِصاص لأوْجَعْتُك بهذا السِّواك كان خُلُقُه عظيم وهذا سيّدنا أنس خدمه عشْر سنوات فما قال له لِما أو لماذا ويجب أنْ نُطَبِّق هذه القيمة