- الخطب
- /
- ٠1خطب الجمعة
الخــطــبـة الأولــى :
الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِ وسلم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته ومن والاه، ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، و اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
تمهيد موضوع أسباب زيادة الرزق :
1 – سبب اختيار موضوع أسباب زيادة الرزق:
أيها الإخوة الكرام، في أربع خطب سابقة تحدثت عن أسباب زيادة الرزق، وأحد الإخوة الكرام طرح علي هذا السؤال: لماذا اخترت هذا الموضوع بالذات ؟ فقلت له: هناك معلومات دقيقة جداً أن هناك أزمات اقتصادية في العالم كله من دون استثناء.
2 – لابد أن يكون المالُ متدَاولاً بين الناس:
ولأن الله عز وجل في منهجه أراد أن يكون المال متداولاً بين كل أفراد البشر، في قوله تعالى:
﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ (7) ﴾
الأصل في منهج الله أن يتقارب الناس في مستوى معيشتهم.
3 – العالَم اليوم بين غني وفقير:
ولكن العالم الآخر جمع الثروات بأيدي قليلة، فالذين يسكنون في شمال الكرة الأرضية لا يزيدون على عشرين بالمئة من سكان الأرض، وهم يملكون تسعين بالمئة من ثروات الأرض، والذين يسكنون في نصف الكرة الجنوبي لا يملكون إلا عشرة بالمئة، نسبتهم ثمانون بالمئة من سكان الأرض، ويملكون عشرة بالمئة من الثروات، فهذا العالم الذي ابتعد عن منهج الله قسم العالم إلى قسمين، عالم يتفنن في إنفاق المال، فقد يشتري أحدهم لوحة زيتية لا تزيد على حجم صغير بخمسين مليون دولار، وترى شعوباً بأكملها تموت من الجوع، وفي بلاد يتم إعدام عشرين مليون رأس غنم بالرصاص، وتُدفن حفاظاً على مستوى الأسعار المرتفع، ومحاصيل الحليب ومشتقات الحليب ألقيت في البحر بحجم يزيد على أهرامات مصر حفاظاً على أسعاره المرتفعة.
إن هذا الإنسان إذا ابتعد عن الله يصير وحشًا، ومحاصيل الحمضيات في بلاد بعيدة أتلفت، ولم يُبَع منها شيء، والزنوج تسللوا تحت الأسوار ليأكلوا هذه الحمضيات مجاناً، ففي العام القادم سُمِّم المحصول حتى إذا أكل هذا الزنجي برتقالة يموت.
أيها الإخوة، وضعُ العالم لم يسبق في تاريخ البشرية أن عانى من قسوة وعنصرية، والإنسان الأبيض يجب أن يعيش وحده، وأن يموت الناس.
متى كانت الأدوية تجرَّب على بني البشر ؟ في تاريخ الطب الأدوية الجديدة تجرب على الجرذان والفأران، الآن تجرَّب في دول نامية على الإنسان.
متى تأتي المساعدات إلى بلد يعاني من حرب أهلية، وفي الباخرة أربعة أخماسها نفايات ذرية تلقى في السواحل ؟
أيها الإخوة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنْ النَّاسِ وَزَلَازِلَ، فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الْأَرْضِ، يَقْسِمُ الْمَالَ صِحَاحًا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا صِحَاحًا ؟ قَالَ: بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ النَّاسِ... ))
لكن أنا أردت باختيار هذا الموضوع أن هناك أزمات اقتصادية، وقد كنت في مصر فحدثني أحد الإخوة أن سعر كيلو العدس ارتفع من جنيه إلى تسع جنيهات، أسعار عالمية، هذا الارتفاع في الأسعار يمتص كل دخل الطبقة المتوسطة والدنيا، أنا اخترت هذا الموضوع بالذات لأن المؤمن له معاملة خاصة مع كل الأزمات:
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾
اخترت هذا الموضوع لأنه من الله عز وجل ؛ من كتابه ومن سنة رسوله، فهذه الخطبة الرابعة، وهناك خطب عديدة تقترب من عشر خطب حول أسباب زيادة الرزق، لأن الدين هو الحياة، ولأن وعد الله بحفظ المؤمن ونصره وإكرامه فوق كل الظروف.
مِن أسباب زيادة الرزق : القناعةُ :
1 – المؤمن راضٍ بما قسم الله له من الرزق:
الموضوع اليوم عن السبب الثالث لزيادة الرزق، ألا وهو القناعة، فالمؤمن راض بما قسم الله له من الرزق، لأنه مؤمن بعدل الله وحكمته فيما قسم من أرزاق، وهناك عشرات من كلمات العوام هي الكفر بعينه، هناك حكمة بالغة في توزيع الأرزاق، ربما لا ندركها، لذلك قال أحد علماء العقيدة: " عقولنا قاصرة عن إدراك حكم الله عز وجل "، لكن هناك حكمة.
2 – رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص، ولا يرده عنك كراهة كاره:
أيها الإخوة، يقول عليه الصلاة والسلام:
(( لا ترضين أحداً بسخط الله، ولا تحمدن أحداً على فضل الله، ولا تذمَّن أحداً على ما لا يؤتِك الله، فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص، ولا يرده عنك كراهة كاره ))
كنت أضرب هذا المثل مئات المرات: بستان مزروع بالتفاح، سابع بستان، الشجرة العاشرة، الغصن الثالث، التفاحة الخامسة، هذه لك، لكن أنت مخيَّر في طريقة وصولها إليك، هي لك، و لا سمح الله قد تسرقها سرقة، هي لك، وقد تأخذها تسوُّلاً، هي لك، وقد تشتريها بمالك، وهي لك، وقد تأكلها ضيافة، هي لك، لذلك:
(( إن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص، ولا يرده عنك كراهة كاره، وإن الله تعالى بقسطه وعدله جعل الروح والفرح في الرضا واليقين، وجعل الهم والحزن في السخط ))
3 – ليس من مفهومات القناعة الكسلُ:
سأورد نصوصًا كثيرة حول القناعة، ولكن الذي أتمنى ألاّ يفهم من كلامي أن تقعد، وأن تتكاسل، وأن تقول: أنا قانع يا رب بما رزقتني، هذا فقر الكسل
أنا أتحدث عن القناعة بعد أن تبذل قصارى جهدك لرفع مستوى معيشتك، تحسن دراستك، تقوم بدورة علمية، تأخذ الدبلوم، تبحث عن وظيفة، يجب أن تستنفذ كل أسباب الرزق، فإذا بلغ جهدك اللانهائي إلى مستوى معين أراده الله لك فالآن ارضَ بما قسمه الله لك، لكن متى ترضى ؟ بعد أن تبذل كل ما تستطيع، عندئذ يجب أن تعتقد اعتقاداً جازماً أن الله لو كشف لك بعلمه الأزلي حقيقتك فيما لو أغناك، وجعل لك دخلاً محدوداً لذبت كالشمعة محبة لله، " إن من عبادي من لا يصلح له إلا الفقر، فإذا أغنيته أفسدت عليه دينه، وإن من عبادي من لا يصلح له إلا الغنى، فإذا أفقرته أفسدت عليه دينه "
أخت كريمة تحضر هذه الدروس لها زوج دخله محدود، هي محجبة حجابًا كاملا، سافر إلى بلد نفطي، وجاءه دخل كبير، اتصل بها أن تأتيه، مكان وجوده إن لم تأتي بالبنطال، وأن يظهر جزء من بطنك للناس فلن تكوني زوجتي.
ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ؟
(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا ؟ أَوْ غِنًى مُطْغِيًا ؟))
4 – العمل المشروع عبادة:
بعد أن تستنفذ كل جهدك، ترفع مستوى دراستك، تعمل عملا إضافيا، لأن تربية الأولاد يحتاج إلى مال، والمال قوام الحياة، وحينما تعمل عملا شاقا، وتؤِّمن حاجات أسرتك فأنت والله في عبادة، هذا الذي يستيقظ قبل الفجر، ويذهب إلى عمله ليعمل، وليكسب المال، ليأتي إلى بيته، ويده ممتلئتان بالطعام والشراب والثياب واللباس والألعاب لأولاده الصغار، هو في عبادة، وأن تضع اللقمة في فم زوجتك هي لك صدقة.
اليد العليا خير من اليد السفلى، رأى النبي صلى الله عليه وسلم شاباً يتعبد الله في وقت العمل، قال له: من يطعمك ؟ قال: أخي، قال: أخوك أعبدُ منك.
أمسك النبي صلى الله عليه وسلم يد ابن مسعود، وكانت خشنة من العمل، رفعها، وقال:
(( إن هذه اليد يحبها الله ورسوله ))
والله الذي لا إله إلا هو حينما أرى أخاً يتقن عمله، بل يتفوق في عمله، وكسب منه مالاً، ثم اختار فتاة، هيأ لفتاة زواجاً، هي زوجته، أنجب أولاداً فربّاهم، لا تزهدوا بالعمل، لا تكن مسلماً كسولاً، لا تقل: كل شيء بيد الله، وهذا ترتيب سيدك، هذا كله كلام يتناقض مع القرآن الكريم، << مَن أنتم ؟ قالوا: نحن المتوكلون، قال سيدنا عمر: كذبتم، المتوكل من ألقى حبة في الأرض، ثم توكل على الله >>.
خذ شهادة عليا، نمِّ خبرتك، ادخل دورة، ابحث عن وظيفة، ارفع مستوى دخلك، كن أباً ناجحاً، أنا لا أطالبك أن تأخذ المال الحرام لترضي أهلك، لكنني أطالبك أن ترفع مستوى خبرتك ليزداد دخلك لتربي أولادك التربية الصحيحة.
أيها الإخوة، كلمة مؤلمة، لكن أضطر أن أقولها: إذا كنتَ كسولاً ما معك دخل، كلما طلب منك شيء تقول: ما معي، الأولاد عندئذ ينصرفون عنك إلى أصدقائهم الأغنياء، ما الذي جعل هذا الطفل ينسلخ عن أمه وأبيه ؟ لأن أباه كسول، لا يعمل، ما معه إلا ثمن طعام وشراب، اشتهى الطفل الكومبيوتر، ما معي، اشتهى شيئًا مشروعًا ليرقى به، ما معي، ماذا تفعل أنت ؟
أنا أؤكد لكم أن عملك الذي ترتزق منه , أن حرفتك , وأن مهنتك , وأن وظيفتك , وأن عيادتك , ومكتبك الهندسي، ودكانك كتاجر , وحقلك كمزارع، حرفتك التي ترتزق منها إذا كانت في الأصل مشروعة، وسلكت بها الطرق المشروعة، وابتغيت منها كفاية نفسك وأهلك، ولم تشغلك عن طاعة، ولا عن أداة صلاة، ولا عن طلب علم، انقلبت إلى عبادة، وأنت في محلك التجاري حينما تنصح المسلمين , ولا تبتز أموالهم , تبيعهم بضاعة جيدة بسعر معتدل فأنت في عبادة.
الطرف الآخر الآن يريد إفقار المسلمين , خمس دول إسلامية محتلة , لأن معظمها عندها طاقة، أما في راوندا تم قتل ثمانمئة ألف في أسبوع، الغرب ما تدخل، وقال أحد زعماء الغرب كلينتون: لو تدخلنا لأنقذنا أربعمئة ألف، لكن ما تدخلنا، لماذا لم يتدخلوا ؟ ليس هناك بترول، الأمر واضح جداً، أين البترول ؟ في دارفور، في أفغانستان، أينما يكون التدخل من أجل حقوق الإنسان، من أجل الديمقراطية يكون البترول، هذا هو الغرب، وهو معذور، هذا شأن الطرف الآخر، لكن نحن لسنا معذورين أن نخضع لخططه.
5 – العامل في الحلالِ مقدَّسٌ في الإسلام محتَرَمٌ عند الناس:
أقول لكم أيها الإخوة، تخدم أسرتك، وتخدم أمتك بإتقان عملك، والله الذي لا إله إلا هو حينما أرى أخاً صناعياً متواضعاً محسناً فتح ثمانين بيتًا، عنده ثمانون عاملا، والله أقدسّه، هذا فتح ثمانين بيتًا، ضرب خمسة، أربع مئة إنسان يأكلون ويشربون بسبب هذا المعمل، أنا أتمنى من الشباب ألا سكون خامل، المسلم السلبي لا يعمل شيئًا، يقول فقط: لا حول ولا قوة إلا بالله، كله ترتيب سيدك، انتهينا، ما هذا الكلام، هل هكذا كان الصحابة الكرام ؟ والله لو فهِم الصحابة الكرام الدين كما نفهمه لَما خرج من مكة للمدينة ووصل إلينا، لكنه وصل إلى أطباق الدنيا بفهمٍ عميق.
لك في الحياة دورٌ، أنت أب، أنا لا أطالبك أن تأخذ المال الحرام، ولكن أطالبك أن تتقن عملك كي يزداد دخلك.
أقول هذه الحقيقة: في كل الحِرَف في أثناء الرواج الاقتصادي أسوء محترف يرتزق، وأسوء بضاعة تباع، أما إذا جاء الكساد فمَن الذي يعمل وحده ؟ المتقن فقط، يكون مئة إنسان يعمل في حرفة معينة، تسعين منهم بلا عمل، عملهم من الدرجة الخامسة، أما المتقنون فعندهم مواعيد لشهرين قادمين.
لذلك إتقان العمل جزء من الدين، قلت لكم كثيراً: الآن لا يحترم دينك إلا إذا تفوقت في دنياك، والتفوق بين يديك بالعلم.
قال لي مرة طالب: ماذا أفعل حتى أحمل همَّ أمتي ؟ قلت له: تابع دراستك، فقد يأتي خبير في بلاده من الدرجة العاشرة فيأخذ خمسمئة ألف كل شهر، إذا أتقنت عملك نستغني عن خبير، هذا هو الواقع، ففي المعامل الكبرى كومبيوتر صناعي، هذا بقدرة قادر يتعطل كل فترة، هناك لوحة معقدة جداً نرسلها إلى بلاد الغرب فتعود بعد أسبوع، وقد تعطَّل المعمل مع مليوني ليرة ثمن تصليحها، حتى استطاع رجلٌ من هذا البلد الطيب أن يحلل هذه اللوحة، الورق الذي ترجمها فيه طوله ستة أمتار، ويأخذ عشرة آلاف لإصلاحها، من مليونين إلى عشرة آلاف، الآن هو معتمد في القطر، فأيّ معمل عنده لوحة إلكترونية معطلة، وهي عبارة عن ( فيوز ) ضعيف خصوصي، يبتزون أموالنا ابتزازاً.
نكون أو لا نكون :
أيها الإخوة، نحن الآن في معركة نكون أو لا نكون، ليست قضية يجب أن ننتصر، بل المعركة معركة وجود، نكون أو لا نكون، هم يفقروننا، وفي بلاد أخرى في العراق تم قتل حتى الآن ثلاثة آلاف وثمانمئة عالم، لا يهمّ إن كان سنيًّا، أو شيعيًا، أو كرديًّا، أو عربيًّا، بين طيّار، وأستاذ جامعة... يريدون شعبًا بلا نجوم، بلا أعلام، بلا علماء، مَن الذين يطورون الحياة ؟ المتفوقون.
هناك خبر دقيق أقوله لكم: العالم الغربي الآن لا يعنى بإنشاء الجامعات، ينشئ جامعة تكلف مليارات فيها عشرة آلاف طالب، الذين يعنيهم من هؤلاء الطلاب جميعاً خمسة بالمئة فقط، المتفوقون هؤلاء يحدثون تغيرات جذرية في الحياة في الصناعة، في التجارة، في الفلك، في الطب، في الهندسة، بدل أن ينشئوا جامعات تكلفهم مليارات يأخذون من العالم الثالث المتفوقون، فعند ( مايكروسوفت ) مثلاً خمسة وثلاثون ألف مهندس قمم في العالم، بجنسية ودخل كبير، واستغنوا عن إنشاء الجامعات، أحياناً الصناعات ذات الربح القليل تترك لنا، نستهلك ماءنا وإمكانياتنا بأرباح هامشية قليلة، فقد آن الأوان أن يصحو المسلمون من غفوتهم، ألاّ يكونوا خطة يخطط لها أعدائهم.
6 – قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ:
أيها الإخوة، ما قصدت أبداً أن أقول لك: اقنع بما آتاك الله، وأنت قاعد، فمتى تقنع ؟ بعد أن تبذل كل جهدك إما بالدارسة، أو تطوير العمل، أو بالتحديث، أو بشيء يرفع مستوى دخلك.
ويا أيها الآباء يجب أن تعلموا أنك إذا كسبت المال الحلال وأنفقته على أهلك وأولادك فأنت في عبادة، يقول أحد الصحابة: << حبذا المال أصون به عرضي، وأتقرب به إلى ربي >>، ومع ذلك ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس.
والله أيها الإخوة، ألتقي بإخوة كرام ما معه شيء، والله عنده من غنى النفس ما يملأ به الأرض عزة وإباءً، ليست البطولة أن يكون مالك كثيراً، البطولة أن تعرف ربك، وأن تقوم بدور إيجابي في الحياة، لذلك يجب أن تحترم صاحب الدخل المحدود المستقيم، وألا تصغي إلى إنسان دخله غير محدود، لكنه غير مستقيم، يقول عليه الصلاة والسلام:
(( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ ))
مرة قلت لإنسان: كيف الحال ؟ قال: الدخل يغطي كل نفقاتي، قلت له: معنى ذلك قد أصابتك دعوة رسول الله، قلق، بماذا دعا علي ؟
(( اللهم من أحبني فاجعل رزقه كفافاً ))
رزق يكفيه، ولا يطغيه.
(( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ))
مرة توفي ملِك، جاءني خاطر لطيف، لو عرضنا على هذا الملِك أن يعود إلى صحته التامة، لكن على أن يكون خادما بآلة كاتبة في قصره الملكي، والله لا يتردد لحظة، مِن ملِك إلى خادمٍ بآلة كاتبة، فإذا كنت معافى في جسمك، سمعك، بصرك، صحتك، وعقلك برأسك فهذا هو الفضل من الله.
في فترة من الفترات كلما جاء طفل مع والده أعطيه هدية حلوى، بعد حين أصبح الأطفال أصنافًا عندي، أول طفل لا يقبل الهدية، رُبِّي على العفة، بجهد جهيد، برجاء حار، أستعين بوالده ليأخذ هذه القطعة، هذا رقم واحد، هناك طفل آخر مهذَّب يأخذها ببساطة، لكن يشكرني عليها، هذا الثاني، وطفل ثالث قبل أن يصل إلي عينُه على القطعة، لا يرى أحداً إلا القطعة، يأخذها ويمشي، الرابع يأتي مرتين ويدور، أما الخامس فهو أطول مني، قال: أين قطعتي ؟ نعمة العقل لا تعدلها نعمة إطلاقاً.
فيا أيها الإخوة الكرام، (( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ )).
7 – لا قيمة للدنيا إلا بالإيمان:
كنت في بلدة فزرت علية القوم بأغنى أحيائها، وزرت جامعا في أفقر أحيائها، سبحان الله ! هؤلاء الفقراء طابت نفوسهم بهذا الخبر، قد تكون فقيرا ودخلك محدود، تعمل حاجبًا في مدرسة، لكنك مستقيم على أمر الله، أما عند علية القوم فقلت لهم: أنا في بلدي عندنا حي من أغنى أحياء دمشق، البيت ثمنه مئة وثمانون مليون إلى مئتي مليون، فحينما أضطر أن أعزي أهل هذا البيت أقول في نفسي: منَ اختار هذا الرخام ؟ المرحوم، من اختار هذه الثريات ؟ المرحوم، من اختار الطلاء ؟ المرحوم، هناك قلت لهم: هكذا الدنيا زائلة، ويبقى العمل الصالح، وهذا الجامع من فضل الله علي منذ خمس وثلاثين سنة أنطلق من حقيقة: لا يضاف على كلمة مسلم كلمة، تحبه فقيراً عفيفًا متواضعا، والغني سخي، والمثقف يستخدم ثقافته لتأييد هذا الدين، وغير المثقف فطري، مدني، ريفي، مثقف، غير مثقف، لا يضاف على كلمة مؤمن كلمة، لأن الإيمان طهر قلبه، وما لم نضع كل هذه الترجيحات الاجتماعية تحت قدمنا فلن نفلح، الإنسان يقيَّم بعلمه وعمله، والدليل الله عز وجل قال:
﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾
المقياس هو العلم، والجاهل حدثٌ ولو كان شيخاً، والعالم شيخ ولو كان حدثاً، أليس كذلك ؟
ويقول عليه الصلاة والسلام:
(( من قنع بما رزق دخل الجنة ))
بدأت بالمقدمة، لكن إياكم أن تفهموا أن أقنع وأنا كسول، متى أقنع ؟ بعد أن تبذل كل ما تستطيع لتحسين دخلك ومستواك، وتكون علَمًا في عملك، بعد ذلك تقنع، تقنع بعد استنفاذ الجهد، أمّا إذا ما درس الطالب ثم رسب، وقال: سبحان الله ! هكذا ترتيب الله، الله ما كتب لي أن أنجح، هذا طالبٌ كذاب، لو درس دراسة جيدة، وأصيب بمرض حال بينه وبين الامتحان، وقال: حسبي الله ونعم الوكيل، الله ما كتب لي أن أنجح، فهذا صحيح، لا أقبل كلمة: حسبي الله ونعم الوكيل، هكذا أراد الله لي، إلا بعد استنفاذ الجهد، المشكلة في هذا اللقاء أن كل الأدلة على القناعة، لكن متى القناعة ؟ ليس قبل استنفاذ الجهد، بل بعد استنفاذ الجهد، ويقول عليه الصلاة والسلام:
(( من رضي بما رزقه الله قرت عيناه ))
8 – الرضى من أعلى مقامات المؤمن:
المؤمن راض، والرضا أحد أحوال المؤمن الراقية، فهو راض عن الله، راض عن شكله، راض عن صحته، راض عن أن الله اختاره من هذه الأم وهذا الأب، ليس في الإمكان أبدع مما كان، اختاره أن يأتي في دمشق، وما جاء في شيكاغو، مثلاً، هذه نعمة كبيرة، اختاره في عصر معين، اختاره في الخمسينات، وليس في الثلاثينات.
من رضي بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل.
إذا كان عمل الإنسانِ شاقًا، ودخله محدودًا، ووقته قليلا، لكن يصلي خمس صلوات، وبالصلاة له صلة بالله قوية، هذا أفضل ألف مرة من واحد فارغ، وهو يتنقل من جامع إلى جامع، ولا يطبق شيئا، وهو مهوّس من جامع إلى جامع، ومن عالم لعالم، سيدي فلان قال ذلك، ما قولك أنت ؟ يحدث فتنة، أما إذا كان الواحد مشغولا برزقه، وأدى صلواته، وحضر درسًا واحدا أو درسين قدر إمكانه فهذا أفضل من إنسان ما خلا عالم ما تتلمذ على يديه، ولا يطبق من كلامهم شيئاً.
9 – الراضي عن قسمة الله ملِكٌ حقيقي:
ويقول عليه الصلاة والسلام:
(( خير الرزق ما يكفي وخير الذكر الخفي ))
سأل ملِكٌ وزيره: " مَن الملك ؟ الملِك يخوّف، قال: أنت، قال: لا، الملِك رجل لا نعرفه، ولا يعرفنا، له بيت يؤويه، وزوجة ترضيه، ورزق يكفيه، إنه إنْ عرفنا جهد في استرضائنا، وإن عرفناه جهدنا في إحراجه ".
إن الإنسان إذا آتاه الله مأوى صغيرًا، وزوجة صالحة، ودخلاً بعد استنفاذ الجهد يغطي حاجاته فهو ملِك، النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(( ارضَ بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس ))
والآن: من سره أن يكون أغنى الناس ـ دققوا ـ فليكن بما في يدي الله أوثق منه بما في يديه.
ترى الواحد عنده قلق للمستقبل، له أرصدة في عدة دول بكل العملات، يخاف أن ينزل الدولار، معه الأورو، لكم له احتياط، وهو قلق، يأتي إنسان ما عنده إلا خمسة آلاف في الشهر، أو عشرة آلاف، ما عنده شيء إطلاقاً، الله عز وجل أعطاه أمنًا يفوق الأول، الذي جعل في كل جهة مبالغ طائلة بكل العملات، ومعه جنسية ثانية احتياطًا، ما ترك وسيلة إلا أمّنها، وقلبه مفعم بالقلق، ثم يأتي إنسان بعشرة آلاف فقط لا غير، وبيته بالأجرة، ما عنده شيء احتياطي إطلاقاً، لذلك مَن سره أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يدي الله أوثقك منه بما في يديه.
(( مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى ))
احذروا وساوس الشيطان وتلبيسه :
تعلمون أن الشيطان ذكي جداً، يوسوس بالكفر فإن رأى المؤمن على إيمان وسوسه له بالشرك، إن رآه على توحيد وسوس له بالكبائر، إن رآه على طاعة وسوس له بالصغائر، إن رآه على ورع فهناك ثلاث ورقات رابحة أخيرة، وسوس له بالتحريش بين المؤمنين، هذا الشيخ لا يفهم اتركه، اذهب إلى هذا.
أنا اقدس شيخًا توفي ـ رحمه الله ـ يقول: يا بني، لا تحضِر لي إنسانًا متنقلاً من جامع لجامع، أحضر لي إنسانًا متنقلاً من ملهى إلى جامع، بطولتك ليس أن تنتقل من جامع إلى جامع تفسد الناس على شيوخهم، أقنع هذا الذي لا يصلي أصلاً، وسوس له بالتحريش بين المؤمنين، هذه ورقة رابحة بيد الشيطان، وهناك ورقة أخيرة الاستغراق في المباحات، ما عنده ولا معصية، ولكن همه الرفاه، هذا الرفاه صار إلهًا يُعبد من دون الله، العالم الغربي كله رفاه، لو دخلنا في الصميم والأعماق فالأساسيات موفرة لكل الناس، لكن التفاوت في الرفاه فقط.
(( مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى ))
(( مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ))
احذروا الله في إتلافه للأموال المحرمة :
الآن كم من طريقة للإتلاف المال ؟ يقول لك: المصادرة، هناك ألف سبب، وفي القوانين خطأ غير مقصود يذهب كل ماله، سرقت سيارته الساعة الثانية عشرة، افتقدها فلم يجدها، قال: صباحاً سيحرَّر الضبط، صباحاً استيقظ الساعة التاسعة، تمت بها سرقة كبيرة، ونقلوا فيها أسلحة، وما كان لها ضبط في المخفر، فليس مع الله ذكي، وهناك ألف سبب أن يذهب مالك كله، وأنت بأعلى درجة من اليقظة.
الحديث:
(( مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ))
مصادرات، ضرائب غير معقولة، حادث يكلفك.
قال لي أحدُهم: ابني استأجر سيارة في العيد، أصيب بحادث، والسيارة غالية، كلفتني ثمانمئة ألف، هذه واحدة.
يقول عليه الصلاة والسلام:
(( مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ ))
هذا خيار المؤمنين القانع، أما الآخرون الذين ذمهم النبي صلى الله عليه وسلم فيقع في رأسهم الطامع، فكن قانعاً، ولا تكن طامعاً.
وإذا أراد الله بعباده خيراً رزقهم الرفق في معاشهم، وإذا أراد بهم شراً رزقهم الخرق في معاشهم.
يمكن أن تأكل في بيتك أطيب أكل بأقلّ سعر، ويمكن أن تدخل إلى مطعم للمباهاة، يقول لك: العشاء بثمانية وثلاثين ألفًا، هذا فوق طاقة كل الناس، وهو يريد المظاهر، مع أن الطعام في البيت رخيص جداً، وفيه هناءة، وأولادك أمامك.
أيها الإخوة الكرام، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين.
* * *
الخــطــبـة الثانية :
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نجاح المؤمن شموليٌّ :
أيها الإخوة الكرام، مرة ثانية، أتمنى عليكم من أعماقي ألاّ تعد نجاحك في شأن واحد نجاحاً، أنت مستقيم، هذا نجاح، لك مسجد، هذا نجاح، لكن في عملك مقصر جداً، هذا إخفاق، فهذا النجاح الأول أذهبه الثاني، إذاً: نجاح مع الله في معرفته، وطلب العلم، وحضور مجالس العلم، وأداء الصلوات والعبادات، ونجاح مع الزوجة والأولاد.
1 – النجاح في البيت:
والله أنا عندي انطباع، أرجو أن أكون مخطئاً لكثرة ما ترد إلي اتصالات هاتفية عن مشاكل زوجية، أنا أتصور أن بيوت المسلمين جحيم لا يطاق، والعياذ بالله، قسوة وفظاظة، وضرب وسباب، هذا المسلم في شقاء ؟ ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم:
(( خَيرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي ))
لا يكفي أن تنجح مع الله في المسجد، يجب أن تنجح مع زوجتك وأولادك في البيت، هؤلاء أولادك مَن لهم غيرك ؟ هؤلاء هدية من الله، هؤلاء إذا ربيتهم تربية عالية فأعمالهم وأعمال ذرياتهم إلى يوم القيامة في صحيفتك.
﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) ﴾
يجب أن تنجح مع الله، ومع أهلك، وأولادك، من أجل أن تسمى ناجحاً.
2 – النجاح في الصحة:
يجب أن تنجح مع صحتك، ترى شخصًا واعيًا يمشي كل يوم ساعة، أكله معتدل، أكله مدروس، كله خضار، بعيد عن الأشياء الدسمة.
كفكرة: الدول الغنية جداً نسبة أمراض القلب ثمانية أمثال الدول الفقيرة، قد تفاجؤون من كثرة أكل اللحم، ويعد البروتين النباتي: الحمص والفول أول بروتين صحي، لا تقلق كثيرًا على اللحم، البروتين النباتي الحمص والفول أول بروتين صحي.
ادرس طعامك، كل شيء نشتريه لا ندرسه، هناك سمون ممنوع استخدامها في بلد المنشأ، لا تصلح طعاماً للبشر، قبل أن تضع في فمك شيئًا هل درست الوضع، نوع الدسم، نوع الطعام، هناك طعام مؤذٍ كله، والله لو يسمح لي الأطباء أن أتجاوز اختصاصي أنا أرى أن ستين بالمئة من أمراض المسلمين بسبب نقص وعيهم الغذائي، كله دسوم وشحوم، ولا حركة، فترى الرجل في الخمسين معه جلطة، معه أمراض، لماذا الأجانب بالسبعين بالثمانين تراه رشيقًا ؟ أين الوعي الصحي ؟ وعيك الصحي، واعتنائك بصحتك وبالرياضة وبالتدريبات، والأكل المنتظم، والمشي اليومي، هذا جزء من نجاحك.
يجب أن تنجح مع الله، ومع أهلك، وأولادك، ومع صحتك.
3 – النجاح في العمل:
وفي عملك.
قد تتأخر نصف ساعة، يسمِعك المدير كلامًا قاسيا، تبقى شهرًا مجروحا منه، ولكن أنت السبب، العمل مقدس، إذا نجحت في عملك، ونجحت في صحتك، ونجحت مع أهلك وأولادك، ونجحت مع ربك، الآن أهنئك على النجاح، لا يسمى النجاح نجاحاً إلا إذا كان شمولياً، وأن تنجح بحقل لا يسمى هذا نجاحاً.
الدعاء :
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك ورحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، انصر المسلمين في كل مكان، وفي شتى بقاع الأرض يا رب العالمين، اللهم أرنا قدرتك بأعدائك يا أكرم الأكرمين.