- أسماء الله الحسنى
- /
- ٠2أسماء الله الحسنى 2008م
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
من أسماء الله الحسنى: ( القدوس):
أيها الأخوة الكرام، لا زلنا في اسم "القدوس" فاسم "القدوس" يدل على ذات الله إذاً هو من أسماء الذات، ويدل على صفة القدسية إذاً هو من أسماء الصفات، ويدل التقديس كوصف من أفعال الله عز وجل إذاً هو من أسماء الأفعال، هو من أسماء الذات، ومن أسماء الصفات، ومن أسماء الأفعال، فالله جل جلاله مقدس في ذاته، منزه عن كل نقص وعيب لأنه يتصف بكل أنواع الكمال.
إذا نصرنا من هو أضعف منا ينصرنا الله على من هو أقوى منا:
الشيء الدقيق جداً: وهو يقدس من شاء من خلقه، وفق مراده وحكمته، مرّ معنا سابقاً أن الله ملك مُملك، واليوم الله مُقدّس ومُقدِس، هو مُقدّس قدوس ومُقدِس.
لذلك ورد في الحديث الصحيح:
(( إن الله لا يقدس أمة لا يأخذ الضعيف حقه ))
يقول عليه الصلاة والسلام:
(( إنَّما أَهلك الذين قبلكم: أنَّهمْ كانوا إذا سَرقَ فيهم الشَّريفُ تَرَكُوه، وإذا سَرَقَ فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدّ. وَأيْمُ اللَّهِ لَوْ أنَّ فاطمةَ بنْتَ محمدٍ سَرَقَت لقطعتُ يَدَهَا ))
أيها الأخوة، من الأحاديث الشريفة الصحيحة التي نحن في أمس الحاجة إليها لأننا نعاني من عدو قوي متغطرس، الحديث الشريف:
(( إنما تنصرون بضعفائكم ))
وفي رواية أخرى:
(( إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم ))
هذا الحديث فيه ملمحان، الملمح الأول وفق قوانين الله، فالضعيف حينما ننصره تتماسك الأمة، وتصبح سداً منيعاً لا يخترق، أما إذا لو تُرك الضعيف ضعيفاً، كان فقيراً ، وكان مشرداً، وكان مظلوماً، تتفتت الأمة، وعندئذٍ يسهل خرقها، هذا الملمح الأول وفق قوانين الله عز وجل.
لكن الملمح الثاني ملمح توحيدي بمعنى أننا إذا نصرنا الضعيف أطعمناه إذا كان جائعاً، كسوناه إن كان عارياً، أنصفناه إن كان مظلوماً، آويناه إن كان مشرداً علمناه إن كان جاهلاً، نحن إذا نصرنا الضعيف، وبإمكاننا أن نهمله، وبإمكاننا أن نسحقه، وبإمكاننا أن نهمشه، وبإمكاننا ألا نلتفت إليه، نحن إذا نصرنا الضعيف، وبالإمكان أن نهمله، يكافئنا الله مكافأة من جنس عملنا، ينصرنا على من هو أقوى منا، إذا نصرنا من هو أضعف منا ينصرنا الله على من هو أقوى منا.
من نصر الضعفاء كافأه الله مكافأة من جنس عمله:
لذلك:
(( إن الله لا يقدس أمة لا يأخذ الضعيف حقه ))
لما أسلم ملك الغساسنة جبلة فرح به سيدنا عمر، أثناء طوافه حول الكعبة بدوي من فزارة داس طرف ردائه، فالتفت نحوه الملك جبلة، وضربه ضربة هشمت أنفه، فذهب إلى عمر هذا الأعرابي الفقير، الذي هو من دهماء الناس وسوقتهم، شكا جبلة إلى عمر بن الخطاب، استدعاه عمر، شاعر معاصر صاغ هذا الحوار شعراً:
قال عمر: أصحيح ما ادعى هذا الفزاري الجريح ؟
قال جبلة: لست ممن ينكر شياً، أنا أدبت الفتى، أدركت حقي بيدي.
قال عمر: أرضِ الفتى، لابد من إرضائه، مازال ظفرك عالقاً بدمائه أو يهشمن الآن أنفك، و تنال ما فعلته كفك.
قال: كيف ذلك يا أمير ؟ هو سوقة، وأنا عرش وتاج ؟ كيف ترضى أن يخر النجم أرضاً ؟
قال عمر: نزوات الجاهلية، ورياح العنجهية قد دفناها، أقمنا فوقها صرحاً جديداً، وتساوى الناس أحراراً لدينا وعبيداً.
فقال جبلة: كان وهماً ما جرى في خلدي أنني عندك أقوى وأعز، أنا مرتد إذا أكرهتني.
فقال عمر: عالم نبنيه، كل صدع فيه يداوى، وأعز الناس بالعبد بالصعلوك تساوى.
(( إن الله لا يقدس أمة لا يأخذ الضعيف حقه ))
(( إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم ))
هؤلاء الفقراء، هؤلاء المساكين، هؤلاء الضعاف، هؤلاء الذين لا يصغي إليهم أحد، إذا نصرتهم، إذا أنصفتهم، إذا أطعمتهم، إذا كسوتهم، إذا عالجتهم صحياً، إذا آويتهم في بيت، يكافئك الله مكافأة من جنس عملك، فينصرك على من هو أقوى منك.
القدوس من تقدست عن الحاجات ذاته وتنزهت عن الآفات صفاته:
أيها الأخوة، سيدنا سلمان الفارسي يقول: إن الأرض لا تقدس أحداً، وإنما يقدس الإنسان عمله، يعني أنت مقدس لا لشيء بعيد عنك، لشيء منك، مقدس إذا كنت مستقيماً، مقدس إذا كنت نظيفاً، مقدس إذا كنت طاهراً، مقدس إذا كان باطنك كظاهرك وسريرتك كعلانيتك.
لذلك قالوا في تعريف اسم "القدوس": من تقدست عن الحاجات ذاته، لا يحتاج أحداً، يحتاجه كل شيء في كل شيء، أما هو قدوس، تنزهت عن الحاجات ذاته، وتنزهت عن الآفات صفاته، و "القدوس" من تقدس عن مكان يحويه، وعن زمان يبليه، نحن نكون في مكان، ومضي الزمان يستهلكنا.
سيدنا عمر بن عبد العزيز يقول: الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما.
الزمان يبلينا، ومن أدق تعريفات الإنسان أنه بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه، بل ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة.
"القدوس" من تقدس عن مكان يحويه، وعن زمان يبليه، وهو عزيز لا يرقى إلى تصوره وهم، مهما خطر في بالك عن الله، فالله بخلاف ذلك، ولا يطمع في تقديره فهم، لا يعرف الله إلا الله، ولا تنبسط في ملكه يد، لا يليق بألوهية الإله أن يقع في ملكه ما لا يريد.
أغبى الأغبياء من لا يدخل الله في حساباته:
لذلك كل شيء وقع أراده الله، وكل شيء أراده الله وقع، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة، والحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق، هذه الكلمات في هذه الصياغة تريح قلب المؤمن حينما يعلم أن كل شيء وقع سمح الله به، لحكمة بالغةٍ بالغةٍ بالغة، عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها.
وحينما تمضي الأيام تنكشف للمؤمن حكمة أفعال الله عز وجل، لذلك التوحيد ألا ترى مع الله أحداً، التوحيد ألا ترى إلا يد الله تعمل.
"القدوس" الآن المعنى الدقيق المتعلق بنا، "القدوس" من قدّس نفوس الأبرار عن المعاصي، هو قدوس، ويقدس المؤمنين، أي يطهرهم، "القدوس" من قدّس نفوس الأبرار عن المعاصي، وأخذ الأشرار بالنواصي.
﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴾
أي إنسان لا يدخل حساب الله في حساباته يعد من أغبى الأغبياء، لأن الإنسان في قبضة الله، وفي ثانية واحدة يكون في حال، ويصبح في حال.
من أدعية النبي عليه الصلاة والسلام:
(( اللهم إنا أعوذ بك من فجأة نقمتك، وتحول عافيتك، وجميع سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله ))
﴿ يَومَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾
ما القلب السليم ؟ هو القلب الذي قدسه الله.
أعظم عطاء تناله من الله أن تلقاه بقلب سليم:
أنت حينما تقبل على الله يقدس قلبك، وأعظم عطاء تناله من الله أن تلقاه بقلب سليم، والقلب السليم هو القلب الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله، طوبى لمن وسعته السنة ولم تستهوه البدعة، القلب السليم هو القلب الذي لا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله، القلب السليم هو القلب الذي لا يحكم غير شرع الله ، القلب السليم هو القلب الذي لا يعبد إلا الله.
لذلك هناك قلب يلامس السماء رفعة، وهناك قلب يلامس الحضيض ضعة ، هناك قلب يكبر ويكبر، ولا نرى كبره، فيتضاءل أمامه كل كبير، وهناك قلب يصغر ويصغر ولا نرى صغره فيتعاظم عليه كل حقير، العوام تقول: إنسان كبير، يعني عفو يعني يحب معالي الأمور، يكره سفسافها ودنيها.
علة وجود الإنسان في الدنيا عبادة الله و طاعته :
"القدوس" من قدّس قلوب أوليائه عن السكون إلى المألوفات، ملايين مملينة جاءت الحياة، كبرت، تزوجت، أنجبت، وماتت، ولم تفعل شيئاً، رقم سهل، ملايين مملينة، كن رقماً صعباً، أتى الله بك إلى الدنيا لتكون شيئاً مذكوراً.
في درس الوتر ورد حديث دقيق جداً:
(( إِن الله وِتْر يُحِبُّ الوِتْرَ ))
حب التفوق.
(( إنكم لن تَسَعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بَسْط الوجه وحسنُ الخلق ))
كن متميزاً، كن متفوقاً، كن طموحاً، كن رقماً صعباً، أدِ لأمتك شيئاً، احمل هم أمتك، اخرج من ذاتك، "القدوس" من قدس قلوب أوليائه عن السكون إلى المألوفات يعني أكلنا، وشربنا، ونمنا، وسهرنا، وألقينا بعض الطرف، وهكذا كل يوم ما في هم ، ولا في رسالة، ولا في هدف، ولا يعرف الإنسان لماذا خلقه الله، يقول لك: عما ندفش هذا قوله العوام، معك رسالة، أنت مخلوق لمعرفة الله، علة وجودك أن تعبد الله.
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
والعبادة طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية.
آخر ورقة رابحة بيد الشيطان أن يغريك بعمل لم تخلق له:
"القدوس" من قدّس قلوب العابدين عن دنس المخالفات، واتباع الشهوات، من الأدعية المأثورة: " اللهم لا تقطعنا عنك بقواطع الذنوب، ولا تحجبنا بقبائح العيوب ".
العيب القبيح يقطع عن الله، والذنب يحجب عن الله.
"القدوس" من قدّس قلوب الزاهدين عن حبّ الدنيا.
أيها الأخوة، الشيطان يوسوس للإنسان أن يكفر، فإذا رآه على إيمان وسوس له أن يشرك، فإذا رآه على توحيد وسوس له أن يرتكب الكبيرة، فإذا رآه على طاعة وسوس له بالصغائر، فإذا رآه على ورع بقي معه ورقتان رابحتان، الأولى بالتحريش بين المؤمنين هذه الخصومات، وهذا الحسد، وتراشق التهم بين المؤمنين، هذه ورقة رابحة بيد الشيطان فإن لم يفلح بقيت معه ورقة رابحة أخيرة، أن يغريه بالمباحات، يصرف وقته في تزيين حياته إلى درجة غير معقولة، ثم يفاجأ بالموت، آخر ورقة رابحة بيد الشيطان أن يغريك بعمل لم تخلق له.
القدوس من قدّس قلوب الزاهدين عن حبّ الدنيا:
إذاً "القدوس" من قدّس قلوب الزاهدين عن حبّ الدنيا، "القدوس" من قدّس قلوب العارفين عمن سواه، نهاية المطاف لا يحزن قارئ القرآن، لأنه يقرأ قوله تعالى:
﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾
يقرأ قوله تعالى:
﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
يقرأ قوله تعالى:
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾
لا يحزن، لا يحزن قارئ القرآن إذا قرأ قوله تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾
لا يحزن قارئ القرآن إذا قرأ قوله تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾
عدم استواء قارئ القرآن مع الفاسق و العاصي:
إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ ويا رب ماذا وجد من فقدك ؟ وماذا فقد من وجدك ؟ لا يحزن قارئ القرآن وهو يقرأ قوله تعالى:
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾
لا يحزن قارئ القرآن وهو يقرأ قوله تعالى:
﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾
لا يحزن قارئ القرآن وهو يقرأ قوله تعالى:
﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾
لا يحزن قارئ القرآن وهو يقرأ قوله تعالى:
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾
لا خسارة مع الطاعة، ولا ربح مع المعصية :
أيها الأخوة الكرام، علاقتنا بهذا الاسم من عرف هذا الاسم "القدوس" طهر نفسه عن متابعة الشهوات، طبعاً التي لا ترضي الله، لأنه ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها، بالإسلام ما في حرمان، لكن في طهر، وفي عفة، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها، والذي يؤكد هذه الحقيقة:
﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾
عند علماء الأصول المعنى المخالف، المعنى العكسي، أي أن الذي يتبع هواه وفق هدى الله لا شيء عليه، اشتهى المرأة فتزوج، لا شيء عليه يبارك الله له بها وبه ، اشتهى المال فعمل عملاً شريفاً، كسب المال الحلال، من عرف هذا الاسم "القدوس" طهر نفسه عن متابعة الشهوات، وطهر ماله عن الحرام.
والله زرت والد صديقي، قال لي: أنا عمري ست و تسعون سنة، قلت: ما شاء الله ! قال لي أجريت تحليلات كاملة، كلها طبيعية، قال لي: والله لا أعرف الحرام بحياتي يقصد حرام المال، حرام النساء، قال لي: والله لا أعرف الحرام بحياتي.
وكان هناك عالم جليل بلغ السادسة و التسعين منتصب القامة، حاد البصر، مرهف السمع كان إذا سُئل يا سيدي ما هذه الصحة التي حباك الله إياها ؟! يقول: يا بني ! حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر، من عاش تقياً، عاش قوياً.
حينما كرمت بلدتنا الطيبة علماء القرآن الكريم قبل سنوات، هم قريبون من عشرة، وكلهم فوق التسعين، من عاش تقياً عاش قوياً.
شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغنائه عن الناس:
من عرف اسم "القدوس" طهر نفسه عن متابعة الشهوات، وطهر ماله عن الحرام والشبهات، وطهر وقته عن دنس المخالفات.
(( إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها ))
وطهر قلبه عن مسلك الغفلات، وطهر روحه عن فتور المساكنات، ومن عرف اسم "القدوس" لا يتذلل لقوي، ولا لغني، لأنه:
(( من جلس إلى غني فتضعضع له ذهب ثلثا دينه ))
ومن عرف اسم "القدوس" لا يبالي فيما فقده، بعدما وجده، لا يبالي فيما وجد من الدنيا بعدما وجد الله.
لذلك ورد أن سيدنا الصديق لم يندم على شيء فاته من الدنيا قط، تُعرض عليه أرض لا يشتريها، يزهد فيها، بعد حين يرتفع سعرها مئة ضعف، يبقى كل عمره متحسراً، كل حياته متحسر لمَ لم يشترِ هذه الأرض، سيدنا الصديق لم يندم على شيء فاته من الدنيا قط.
من عرف اسم "القدوس" لا يتذلل لقوي ولا لغني، ولا يتضعضع أمامها، لأن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغنائه عن الناس.
ومن عرف اسم "القدوس" لا يبالي بما فقده بعدما وجده، ولا يرجع قبل الوصول إليه بعدما قصده، تعامل خالق السماوات والأرض، عاهدنا رسول الله على السمع والطاعة في المنشط والمكره، في إقبال الدنيا، وفي إدبارها، في القوة والضعف، في الفقر والغنى، هذا قرار استراتيجي أنك طلبت الله، أقبلت عليه.
على كل إنسان أن يطهر نفسه و يقدسها عن كل حرام :
لذلك قالوا: اتقِ الله باجتناب المحرمات تكن من التوابين، وتورع عن اقتحام الشبهات تكن من المتطهرين، وازهد فيما زاد عن قدر الضرورة تنجو من الحساب الطويل.
إنسانة دخلت إلى سوق تجاري كبير جداً، قالت: يا إلهي ! ما أكثر الحاجات التي لا يحتاجها الإنسان.
(( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ))
وأقبل على خدمة مولاك تنال الثواب الجزيل، الذي يعنينا من الأسماء الحسنى موقفك من هذا الاسم، الله "القدوس" هل قدست نفسك ؟ هل طهرتها ؟ الله "القدوس" هل أقبلت عليه ؟ أخذت منه الطهر والنقاء ؟.
أيها الأخوة الكرام، نحن في أمس الحاجة إلى معرفة أسماء الله الحسنى، لأنها أصل كبير كبير في الدين، بل هي جزء خطير من عقيدة المسلم.