- الفتاوى / ٠03المعاملات
- /
- ٠06الطلاق
سؤال:
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ أيام رأيت في التلفاز ندوة عن الخلع في الإسلام و كان من جملة الحاضرين محام وممثل تلفزيوني و عالم و كان الذي يدير البرنامج و يطرح الأسئلة مذيعة شابة، عندما تكلم المحامي قال في موضوع الخلع لا تسأل المرأة عن السبب أبداً و لكن ترد على الرجل ما أخذته و تتنازل عن الصداق و يفرق القاضي بينهما شاء الزوج أم أبى، وهذا ما أكده العالم المسلم عندما قال قضية الخلع ذكرت في القران الكريم في سورة البقرة في قوله تعالى :
﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)﴾
أما الممثل فقال إن زوجتي رفعت علي قضية مخالعة بلا علمي فرفضت و لم تقبل علي كرامتي أن أقبل الخلع بل طلقتها و أعطيتها كل ما لها، ثم سالت المذيعة أحد الحاضرين اذا كنت متزوجا و طلبت منك زوجتك الطلاق فهل تطلقها فقال: و كان شابا في العشرينيات من عمره أسألها عن السبب، فقالت المذيعة: من غير سبب يعني يا أخي أنا لم أعد أحبك و لا أريد العيش معك فأجاب الشاب في هذه الحالة لن أقبل فقامت القيامة و خصوصاً أن النساء كن يشكلن أكثر من نصف الحاضرين ثم أكد العالم بقوله: مهمتك أنت أن تعرف كيف تجعلها أن لا تطلب الطلاق بأن تثبت لها أنك رجل وأضاف أن الله أعطى حق الطلاق للرجل وقيده بثلاث طلقات وأعطى للمرأة حق الخلع و هو بلا عدد مقيد و بذلك حفظ للمرأة كرامتها وهنا أنوه إلى أن المذيعة ضحكت و لا أقول ابتسمت و قالت: (وكأنها قد رضيت بآية الخلع دينا و بحرية المرأة المزعومة إلها و بعدم المبالاة بالحجاب وأوامر خالقها نبيا ورسولاً) إذاً أعزائي المشاهدين كما رأيتم فإن الإسلام قد أعطى الحرية للمرأة في طلب الخلع في أي وقت وهي بذلك استعادت كرامتها وشخصيتها التي طالما تجاهلها الرجال . ناهيك يا سيدي عن أحد المشاركين الذي ما فتئ يتكلم ! عن أننا لم نعد نعيش في عصر سي السيد وهو تعبير مصري عامي .
وجزاكم الله عنا كل خير
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد .
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
ما أكثر الذين يسيئون إلى الإسلام حتى في ما يسمونه ندوات إسلامية، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وقد عرف الفقهاء الخلع (بأنه فراق الرجل امرأته ببدل يأخذه منها ) والحكمة منه، والله أعلم، أن لا يُتَجاهل رأي المرأة ومشاعرها تجاه بيت الزوجي، وأن لا يُغَيب صوتها المعبر عـن حقها في الحياة الزوجية الكريمة. وهذا ولا شـك امتداد لحقها في حرية الاختيار قبل الزواج . فإذا اشتد الخلاف الزوجي واستحال الإصلاح، وشعرت المرأة أنها الأكثر تضررا من الاستمرار، شـرع لها طلب المفارقة مع رد المهر كاملاً، دون انتظار قرار الزوج، الذي إما أن يكون غير متضرر فلا يريد الطلاق أو يكون متضررا ولا يريد الطلاق تعسفاً وإضراراً بالمرأة، وقد يكون تملصاً من أداء حقوق المطلقة فيصبح بذلك آخذاً بدل أن يكون معطياً. وفـي هذا التشريع قمة الإنصاف وأمثل الحلول. وتحذيرًا للمرأة التي خلقت أميل إلى العاطفية، وهذا ليس عيباً بل من تمام وكمال خلقها المناسب لمهماتها في الحياة، كان الحديث المشار إليه: (عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما امرأة سألت زوجها طلاقها من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة )
وحديث (المختلعات هن المنافقات) وحتى الرجل إن كان متعسفا في طلاقه فإن الله سائله يوم القيامة لأن الله لا يقر الظلم، أما أن يفسر الناس أحكام الله كل وفق هواه وفهمه، فهو من البلاء الذي أصاب المسلمين، وإلى الله المشتكى.
الدكتور محمد راتب النابلسي