وضع داكن
26-04-2025
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 034 - 113 ) - حكم الاستعاذة والبسملة - المحاضرة(2-2) : التعوذ والبسملة2.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين، نأتي بالتعوذ قبل التلاوة امتثالاً لقول الله تعالى:

﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾

[ سورة النحل: 98 ]

 فنحن مأمورون إذا أردنا قراءة شيء من القرآن سواء كان ذلك من أول السورة أو من خلال سورة ما من سور القرآن الكريم، أن نأتي بلفظ الاستعاذة، واللفظ المشهور أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وهناك صيغ أخرى منها أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، فالإتيان بهذه الاستعاذة في أول التلاوة إشعار بأن الإنسان كأنه يقول يا رب إني أريد أن أقرأ كلامك، وهناك عدو لي تراه ولا أراه تقدر عليه ولا أقدر عليه، لأنه لا يقع تحت دائرة بصري فأنا ألجأ إليك يا رب أن تعصمني من هذا الشيطان، وأن تحول بيني وبينه لأن الشيطان أخذ على نفسه عهداً أن يضلنا فِإذا رآنا مقبلين على تلاوة كتاب الله سيأتي بالخواطر النفسانية ويذكرنا بالانشغالات المختلفة حتى يصدنا عن تلاوة القرآن الكريم قال تعالى:

﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ ﴾

[ سورة المائدة: 91 ]

﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾

[ سورة ص: 82]

 فإذا رآنا مقبلين على تلاوة القرآن وهي من أعظم العبادات تميز غيظاً، وأراد أن يصدنا، فنحن نقول يا رب إنا لاجئون إليك فاعصمنا من كيده، هذا بالنسبة للاستعاذة، ولفظ الاستعاذة ليس من القرآن، وإنما نتلفظ به امتثالاً لقوله تعالى:

﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾

[ سورة النحل: 98 ]

 أما البسملة، فهي كما نرى آية ثابتة في المصحف في أول كل سورة من سور القرآن، سواء قلنا بأنها آية من أول كل سورة أو قلنا بأنها آية مستقلة أنزلها الله سبحانه وتعالى للفصل بين السور، وهي في أول كل سور القرآن الكريم إلا سورة التوبة فسورة التوبة لم يكتب الصحابة قبلها بسم الله الرحمن الرحيم، ونحن نتبع المصحف الذي كتبه الصحابة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نزيد فيه ولا ننقص، نبدأ بالاستعاذة ثم نشرع بالسورة مباشرة.
 التعوذ والبسملة له أحوال كما يقول أهل العلم، منها أول السورة منها أول التلاوة، منها ما بين السورتين، ما هو بيان حكم التعوذ والبسملة أي طريقة أداءه في أول السورة؟ إذا بدأ القارئ بسورة من سور القرآن لا بد له من الاستعاذة والبسملة، ونقرأ الآن نموذجاً من ذلك، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم:

﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾

[ سورة المسد: 1 ]

 هذا نموذج عملي لكيفية الاستعاذة والبسملة إذا شرع القارئ في تلاوة سورة ما من أولها، والقارئ مخير يستطيع أن يفصل التعوذ عن البسملة وأن يفصل البسملة عن أول السورة وله أن يصل التعوذ بالبسملة ويقطع أول السورة وله أن يصل الجميع.
وهي أربعة أوجه مخير فيها القارئ في بداية السورة إما وصل الجميع أو قطع الجميع، هذان وجهان، قطع التعوذ ووصل البسملة في أول السورة هذا الثالث وصل التعوذ بالبسملة وقطع البسملة عن أول السورة، هذا الرابع.
إذا أردت أن أقرأ من قوله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ ﴾

[ سورة طه: 115 ]

 فكيف يكون حالي مع التعوذ والبسملة؟ إذا أراد القارئ أن يقرأ من خلال سورة ما من سور القرآن الكريم فلا بد له من الاستعاذة لعموم قول الله تعالى:

﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾

[ سورة النحل: 98 ]

أما البسملة فالقارئ مخير بين الإتيان بها أو عدم الإتيان بها في أواسط السور فإذا أراد القارئ أن يشرع من أواسط السور يستعيذ ثم يبدأ بالسورة بالمقطع الذي يريد تلاوته مباشرةً، هذا وجه، وله أن يستعيذ ثم يبسمل ثم يبدأ بالمقطع الذي يريد تلاوته.
 سورة انتهت وأردنا أن نقرأ بعدها سورة جديدة، كيف تكون أحكام التعوذ والبسملة ؟ إذا انتهى القارئ من سورة ما وأراد أن يشرع بالسورة التي تليها أو بسورة أخرى من بعد ذلك، فلا تعوذ بينهما لأن القرآن كله شيء واحد، التعوذ الأول يكفي أما البسملة فلا بد منها لأنها كما نرى آية ثابتة في المصحف، فلا بد من الإتيان بها بين السورتين، إذاً إذا انتهى القارئ من سورة ينتهي ثم يبسمل ثم يشرع في السورة التي بعدها، من غير تعوذ بينهما، كما فعلنا الآن.
أمثلة على القراءات والتعوذ والبسملة...
وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

نص الدعاة

إخفاء الصور

   

موضوعات متعلقة