وضع داكن
26-04-2025
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 033 - 113 ) - حكم الاستعاذة والبسملة - المحاضرة(1-2) : التعوذ والبسملة1.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين، تكلمنا في الحلقة الماضية عن حكم التعوذ، وبينا بأن حكمه الوجوب، وقال بعض العلماء الاستحباب لقول الله تعالى:

﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾

[ سورة النحل: 98 ]

 وبينا أيضاً أن كلمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ليست من القرءان بالإجماع ليست آية من كتاب الله، وإنما يأتي بها القارئ امتثالاً لقوله تعالى:

﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾

[ سورة النحل: 98 ]

 إذا أراد القارئ أن يبدأ التلاوة سواء كانت تلاوته من بداية سورة أو من وسط سورة ما، فلا بد من التعوذ، أما ما هي الحكمة من هذا التعوذ والإتيان به؟ فقد قال العلماء: إن القرآن العظيم كتاب الله عز وجل أنزله الله تعالى هداية للبشرية ومعلوم أن عدو الجنس الإنساني هو إبليس وأتباعه وأولاده وجنوده وأبوهم رفض أن يسجد لأبينا آدم وأقسم يمينا أن يضلنا عن السبيل ولا شك أن الهداية كل الهداية في هذا الكتاب الذي أنزله الله هداية للبشرية فإذا شرع الواحد منا في قراءة القرآن يحاول الشيطان بالوساوس النفسية أن يصده عن هذه التلاوة، ونحن لا نرى هذا الشيطان حتى نستطيع أن نغلبه أو نصرفه ولكن الله تعالى يراه فنحن نلجأ بضعفنا إلى قوة الله ونقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يعني يا رب أنا لاجيء إليك من عدو سُلِّط علي تراه ولا أراه، تقدر عليه ولا أقدر عليه اصرفه عني واصرف عني وساوسه النفسانية حتى إذا قرأت كلامك فقهت الآيات وفهمتها وامتثلت ما فيها من أوامر ونواهي.
هذا يدفعني إلى سؤال آخر دكتور أيمن، في أول تلاوتنا من سورة الكافرين بدأتم بالتعوذ، ولما انتقلتم من سورة الكافرون إلى سورة النصر، بدأتم بالبسملة دون التعوذ، وذلك فعلتم عقب الانتهاء من سورة النصر، فما هي الطرق المثلى لهذا التعوذ وهذه البسملة؟
 إذا أراد القارئ أن يقرأ شيئاً من كتاب الله لا بد من الاستعاذة في أول التلاوة سواء كانت التلاوة تشمل سورة أو سورتين أو ثلاث أو أكثر، تعوذ واحد في البداية يكفي، أما البسملة فلا بد منها في ابتداء أي سورة من سور القرآن الكريم، ونحن نجدها آية مكتوبة في المصحف الشريف من سورة الفاتحة إلى سورة الناس، مئة وأربعة عشر سورة في مطلع كل سورة إلا سورة التوبة نجد ( بسم الله الرحمن الرحيم ) مكتوبة، فلا بد للقارئ إذا أراد أن يبدأ بسورة ما من البسملة.
 إذاً صار لدينا التعوذ يكفي تعوذٌ واحد في بداية التلاوة، أما البسملة فلا بد منها في ابتداء أي سورة من سور القرآن، أما إن أحب القارئ أن يشرع في التلاوة من خلال سورة من السور، فهو مخير إن شاء بسمل وإن شاء لم يبسمل.
عفواً إذا سمحت لي أنا أريد أن أقرأ من قوله الله تعالى:

﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ﴾

[ سورة الزمر: 45]

 فماذا يطلب مني الآن قبل أن أقرأ؟ يطلب منك التعوذ قطعاً والبسلمة تخيراً، أنا آخذ المصحف وأقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ﴾

[ سورة الزمر: 45]

 ويصح أن تتعوذ ثم تبسلم، ثم تقول:

﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ﴾

[ سورة الزمر: 45]

 مخير في البسلمة، لكن هنا أريد أن أنبه إلى ملحظ دقيق، واسمح لي بذلك، صحيحٌ أن القارئ مخير في أواسط السور أن يبسمل أو لا يبسمل لكن هناك بعض المواضع الأَولى أن لا يبسمل، وهناك بعض المواضع الأَولى أن يبسمل مثال ذلك، مثلاً إذا أردنا أن نبدأ من قول الله تعالى:

﴿ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ﴾

[ سورة المائدة: 64]

 أو:

﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ﴾

[ سورة المائدة: 73]

 الأولى أن لا نبسمل نشبهها بقوله تعالى:

﴿ بَرَاءَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ﴾

[ سورة التوبة: 1]

 أما إن أردنا أن نبدأ بآية فيها ضمير يعود على الله سبحانه وتعالى، مثلاً:

﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ ﴾

[ سورة الأنعام: 2]

 يعني لو قلنا ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيمِ هو الذي خلقكم )، لعله يصير لبس على بعض السامعين لأن الضمير يعود إلى آخر مذكور، فالأولى في مثل هذه المواضع أن نبسمل، إذاً قاعدة أن البسملة في أثناء السور القارئ مخير فيها، هذه القاعدة ولكن بعض الآيات على القارئ أن يلاحظ إن كانت الآيات تتعلق بالكفار والدعاء عليهم وذكر وفضح المنافقين فالأولى أن لا يبسمل أو النار وأخبار النار أو الشيطان وذكر الشيطان:

﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ ﴾

[ سورة البقرة: 268]

﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ﴾

[ سورة إبراهيم: 22]

 بهذه الآيات وأمثالها الأولى أن لا يبسمل، أما إن كانت الآية مصدرة بضمير يعود على الله سبحانه وتعالى فالأولى أن يبسمل، والله أعلم.
هذا بالنسبة لأول التلاوة وداخل السورة، بين السورتين، ما هي الطرق المطلوبة؟
 إذا انتهى القارئ من سورة ما ثم أراد أن يشرع بالسورة التي تليها، قلنا هنا لابد من البسملة عندنا موضوع هو الوصل والفصل، أنا عندي آخر السورة، لو نظر الأخوة على الشاشة يجدون مكتوب آخر السورة البسملة أول السورة، نجد أن آخر السورة يمكن للقارئ أن يصله بالبسملة ويمكن له أن لا يصله، يعني يقطعه ويمكن له أن يصل البسملة بأول السورة ويمكن له أن يقطعها، فإذا حسبنا هذه بالضرب الحسابي يكون هناك أربعة أوجه، قطع الجميع، قطع آخر السورة عن البسملة ووصل البسملة بأول السورة الآتية، وصل الجميع، وصل آخر السورة المنقضية بالبسملة وقطع البسملة عن أول السورة التي تليها، هذه الأوجه ناتجة من الضرب الحسابي أي هي أوجه عقلية، أما الأوجه النقلية فهي الأوجه الثلاثة الأولى أما الوجه الرابع فهو ممنوع مثاله:

﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾

[ سورة الكافرون: 6]

 بسم الله الرحمن الرحيم:

﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾

[ سورة النصر: 1]

 فلو قرأ قارئ كما قرأت الآن لأوهم السامعين بأن البسملة للسورة المنقضية والبسملة ليست للسورة المنقضية وإنما هي للسورة الآتية، فالأوجه الثلاثة الأولى جائزة ونستطيع أن نمثل لها الآن.

﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾

[ سورة الكافرون: 6]

 بسم الله الرحمن الرحيم:

﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾

[ سورة النصر: 1]

 هذا الوجه الأول قطع الجميع.

﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾

[ سورة الكافرون: 6]

 بسم الله الرحمن الرحيم:

﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ

 ، هذا الوجه الثاني قطع آخر السورة عن البسلمة، مع وصل البسملة بأول السورة.
 الآن، الوجه الثالث الجائز وهو وصل الجميع،ولا شك أنه يحتاج إلى نفس طويل، فحاولوا عندما تقرءوا أن تمالئوا صدوركم بالهواء قبل التلاوة:

﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾

 ، بسم الله الرحمن الرحيمِ،

﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾

 ،هذه الأوجه الثلاثة، أوجه تخيير يعني القارئ مخير أن يأتي بأي واحد منها ليس ملزما بأن يأتي بها جميعاً، ولاحظنا أنه أسهل شيء هو قطع الجميع وهو الأرفق بحالنا جميعاً، ولكن نحن نشير إلى الأوجه الجائزة من جملة ذلك وصل الجميع، وإن كان يحتاج إلى نفس طويل والأسهل علينا قطع الجميع، أما الوجه الممنوع هو أن يصل القارئ آخر السورة بالبسملة ثم يقطع التلاوة ويبدأ بالسورة التي تليها، هذا الوجه الرابع ممنوع، والله أعلم.
 دكتور ايمن لنا أن نسأل سؤال مختصر، أول السورة، التعوذ والبسملة أول السورة يختلف عن هذا قليلاً، عندنا التعوذ والبسملة وأول السورة أيضاً عندنا أربعة أوجه لكنها كلها جائزة، لأنه ليس هناك وجه يوهم بأن البسملة للسورة المنقضية لعدم وجود سورةٍ المنقضية، فنستطيع أن نقرأ الأوجه الأربعة كلها يعني أستطيع أن ألفظ التعوذ ثم أقف ثم أبدأ بالبسملة ثم أقف ثم أشرع بالسورة الجديدة.
يشرفنا الضيف الدكتور عبد الله، تمثيل للأوجه الأربعة الجائزة بين التعوذ والبسملة وأول السورة:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، نقطع التلاوة ثم نبدأ، بسم الله الرحمن الرحيم، ثم نقطع أيضاً التلاوة ثم نبدأ ( قل يا أيها الكافرون )، ما هذا الوجه يا أخوة؟ هذا قطع الجميع.
 ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )، نقطع التلاوة ثم نبدأ ( بسم الله الرحمن الرحيمِ إذا جاء نصر الله والفتح )، الآن ماذا فعلنا؟ لفظنا التعوذ ثم قطعناه ثم وصلنا البسملة بأول السورة الآن الوجه الثالث، وهو وصل التعوذ بالبسملة وقطع البسملة عن أول السورة، ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيمِ بسم الله الرحمن الرحيم )، نقطع التلاوة هنا ثم نبدأ ( إذا جاء نصر الله والفتح ).
الآن الوجه الرابع والأخير وهو وصل الجميع، ويحتاج إلى نفس طويل، ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيمِ بسم الله الرحمن الرحيمِ إذا جاء نصر الله والفتح ).
لما اجتهد العلماء في ذكر هذه الأنواع الأربعة، لما عددودها؟
 عددوا هذه الأوجه الأربعة من أجل أن يكون القارئ على بصيرة مما هو بصدده من تلاوة كتاب الله ويعلم ما هو جائز وما هو غير الجائز وما هو الوارد وغير الوارد، من الأوجه، نلاحظ الآن على الشاشة، حالات الاستعاذة والبسملة أول السورة، الأوجه الأربعة الجائزة في هذه التلاوة، هي قطع قطع يعني قطع الجميع نسميه اختصارا قطع الجميع، ثم قطع وصل يعني قطع التعوذ ووصل البسملة بأول السورة، ثم وصل قطع يعني وصل التعوذ بالبسملة، ثم قطع البسملة عن أول السورة، ثم وصل وصل يعني وصل الجميع وهو وصل التعوذ بالبسملة بأول السورة في نَفَسٍ واحد إن قدر الإنسان على ذلك.
ونعود فنقول إن هذه الأوجه أوجه تخيير ليس القارئ ملزما أن يأتي بها كلها وإن كان يكفي أن يأتي بواحد منها ويعلم بجواز الباقي.
وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

نص الدعاة

إخفاء الصور

   

موضوعات متعلقة