- الحديث الشريف / ٠1شرح الحديث الشريف
- /
- ٠7أحاديث قدسية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الابتعاد عن الكلمات التي لا أصل لها في الدين :
أيها الأخوة الكرام، معظم الناس إلا قليلاً منهم يعتقدون أن الله خلق السماوات والأرض، ولكن قلة من هؤلاء يعلمون أن الله بيده كل شيء، وأنه في السماء إله وفي الأرض إله، وأنه:
﴿ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا ﴾
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ ﴾
هذا هو الإيمان، فلذلك عند معظم الناس كلمات لا معنى لها، يقول لك أحدهم: لقد سخر القدر مني، أي قدر هذا؟ قلب له الدهر ظهر المجن، من هو الدهر؟ إله آخر؟ هناك كلمات يرددها العوام ليس لها أصل في الدين، حديث قدسي يشير إلى هذه الحقيقة يقول عليه الصلاة والسلام:
(( يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ))
ليس في الكون إلا الله.
التوحيد هو الطريق إلى الله عز وجل :
حينما تربط كل الجزئيات بخالق السماوات والأرض تكون قد قطعت أربعة أخماس الطريق إلى الله، هذا هو التوحيد، إذ قال الله عز وجل:
﴿ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا ﴾
حينما أمر الله أم موسى:
﴿ أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ ﴾
صندوق خشبي فيه طفل ولد لتوه، حركة هذا الصندوق بيد من؟
﴿ أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ ﴾
﴿ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾
عندما واجه سيدنا موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة و السلام البحر و من ورائه فرعون، و ما أدراكم ما فرعون! بقوته، و حقده، و جبروته، وقواته، و أسلحته، يتبع شرذمة قليلة:
﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾
كلمة التوحيد هي الكلمة الأولى في الإسلام :
أنت حينما تؤمن أن الأمر كله بيد الله تكون قد قطعت أشواطاً جيدة في معرفة الله، فهذا الذي يسب الدهر من هو الدهر؟ هذا الذي يندب حظه، ما الحظ؟ العوام يقولون: هذه البنت محظوظة: و هذه البنت حظها قليل، الحظ إله ثان؟ ليس إلا الله هو المعطي، هو المانع، هو الخافض، هو الرافع، هو المعز، هو المذل، هو الناصر، هو الذي لا ينصر، حينما تربط كل أمورك بالله عز وجل تكون موحداً، و ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، بل إن كلمة التوحيد هي الكلمة الأولى في الإسلام، و لا تقبل من المسلمين تقليداً، قال تعالى:
﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾
لو تابعت قراءة الآية:
﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾
أي أنت حينما تعلم أن الأمر بيد الله، و حين يأتيك أمر على خلاف ما تريد، ينبغي أن تراجع نفسك، فالله سبحانه و تعالى غني عن تعذيب الناس.
من يوحد ينضبط لسانه و يزول حقده :
أيها الأخوة، يقول الله عز وجل في الحديث القدسي:
(( يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ ... ))
هناك من يقول: لعن الله هذه الساعة، أية ساعة هذه، تلعن من؟ حينما توحد ينضبط لسانك، حينما توحد يزول حقدك، لأن علاقتك مع الرحيم، مع العليم، مع العدل، مع الحكيم، مع اللطيف:
(( يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ))
فكلمة حظ، و كلمة دهر، و كلمة قدر، و كلمة شؤم، الشؤم محرم في الدين:
((لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ...))
الإنسان يدخل إلى محله إنسان كادت تعقد بيعة دسمة فلا تعقد يتشاءم ممن دخل عليه، هذا كلام لا معنى له إطلاقاً، هناك من يتشاءم من رقم معين، من يوم معين، من شخص معين، هذه كلها خرافات لا أصل لها في الدين:
((لا عدوى و لا طيرة))
لكن الإنسان حينما يأتيه شيء على خلاف ما يريد ينبغي أن يراجع حساباته.
الله عز وجل ما أمر الإنسان أن يعبده إلا بعد أن طمأنه أن الأمر بيده :
الحديث الذي ذكرته أول يوم:
((عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ:....... يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ ))
الآن المسلمون يلومون عشرات الأطراف و لا يفكرون أن يلوموا أنفسهم أبداً، كل مشكلة في حياتنا نعزوها إلى الاستعمار، شيء مريح نحن لا ذنب لنا أبداً، إن رأى حفرة في الطريق يعزوها إلى الاستعمار، أو إلى الموساد، أو إلى الصهيونية، يجب أن نعزو كل مشكلاتنا إلى أنفسنا لأن الله موجود، و لن يسلم أحداً لأحد، حينما يسلمك إلى غيره لماذا تعبده؟ قال لك:
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ ﴾
متى أمرك أن تعبده؟ حينما أكّد لك أن الأمر كله- كله توكيد- بيده:
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ﴾
الخلق كلهم عند الله سواسية ليس بينه و بينهم قرابة إلا طاعتهم له :
لذلك أيها الأخوة، جسمك، أجهزة جسمك، قلبك، أوعيتك، رئتاك، دماغك، حواسك، من حولك؛ زوجتك، أولادك، من فوقك، من هو أقوى منك، من هو تحتك، كلهم بيد الله، فالمؤمن علاقته مع جهة واحدة، اعمل لوجه واحد يكفك الوجوه كلها، من جعل الهموم هماً واحداً كفاه الله الهموم كلها، أي ليس غريباً أن يقول أحد علماء القلوب: أعرف مقامي عند ربي من أخلاق زوجتي، أحياناً تجد الزوجة في أطيب علاقة مع زوجها، و أحياناً تجدها في أسوأ علاقة، راجع نفسك، أي دائماً في التربية قاعدة أنك إذا علمت طلاباً و وجدت منهم ما يزعجك يجب أن تعلم أن هناك خللاً في تدريسك، الدرس الناجح، و الشخصية القوية، و النفسية التي هي كالأب، هذه تجذب الطلاب، فإن لم تحسن ضبط الصف فهناك مشكلة في تدريسك، في شخصيتك، و في علمك، و في قدرتك، عود نفسك ألا تعزو الأخطاء إلى غيرك، عود نفسك ألا تحابي نفسك، ألا تثني عليها، عود نفسك أن تتهمها دائماً، عود نفسك أن تعلم أن الله عادل، ما كان له أن يظلم، ما كان له أن يعطي أناساً و يحرم أناساً، كلهم عباده، أروع ما قاله سيدنا عمر حينما رأى سيدنا سعد، سعد بن أبي وقاص خال رسول الله و ما من صحابة رسول الله صحابي فداه النبي كسيدنا سعد قال:
((مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفَدِّي أَحَدًا بِأَبَوَيْهِ إِلَّا لِسَعْدٍ فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ ارْمِ سَعْدُ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ))
و كان إذا دخل عليه سعد داعبه و قال:
(( هذَا خَالِي فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ))
حينما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم التقى سيدنا عمر بسيدنا سعد قال له: "يا سعد لا يغرنك أنك خال رسول الله فالخلق كلهم عند الله سواسية، ليس بينه و بينهم قرابة إلا طاعتهم له فقط"، و أنت حينما تتعامل مع الله مباشرة، حينما يطلع على قلبك ليس فيه غل لأحد، حينما يطلع على عملك فإذا هو وفق شريعة الله عز وجل، حينما يجدك حيث أمرك، و يفتقدك حيث نهاك، أنت ولي من أولياء الله، و لو لم يكن لك مظهر الولي:
﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾
التوحيد أخطر ما في الإيمان :
أخطر ما في الإيمان التوحيد، أن ترى أن يد الله تعمل وحدها، الناس يخافون من أقطاب أرضية، تهديد من وحيد القرن يقلق العالم الإسلامي، تهديد واحد يقصف أو لا يقصف لا نعلم، هم حينما يخافون من أقطاب الدنيا يقعون في عذاب نفسي، قال تعالى:
﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾
﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ *فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ﴾
ثم يقول الله عز وجل:
﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ ﴾
أي يخوفكم من أوليائه:
﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾
الأيام و الدهر و الحظ و القدر كلمات لا معنى لها في الدين إطلاقاً :
أخوتنا الكرام، هل من مصيبة في الأرض تفوق أن تجد نفسك فجأة في بطن حوت؟ في ظلمة بطن حوت، و في ظلمة البحر، و في ظلمة الليل البهيم، و مع ذلك نادى في الظلمات و كان هناك تغطية الحمد لله:
﴿ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ﴾
القصة انتهت جاء القانون:
﴿ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾
هذه واحدة، حديث آخر يقترب من هذا المعنى:
((يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَقُولُ يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ....))
يقول لك: الأيام عاطلة، ما معنى عاطلة؟ ما هي الأيام؟ أي أنا أسوأ ما سمعت في حياتي بنشرة جوية أن الطقس عاطل أي يوجد مطر، لأن الأنيق الذي هو غارق في ملذاته تزعجه المطر، فالأيام عاطلة أية أيام هذه؟ يقول الله عز وجل في الحديث القدسي:
((يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَقُولُ يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ...))
خاب ظني بالدهر، خاب ظني بالأيام، الأيام، و الدهر، و الحظ، و القدر، هذه كلمات لا معنى لها في الدين إطلاقاً، ليس إلا الله:
﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى*وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى*وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾
العاقل من يعزو الأشياء إلى الله عز وجل لا إلى أسباب أرضية :
الآن قد تستمع أنت إلى نشرة جوية أن هناك منخفضاً متمركزاً فوق قبرص متجهاً إلى القطر، سرعته كذا، أحياناً الإنسان من خلال سماعه لهذه النشرات الجوية ينسى أن الله هو الذي ساق هذا السحاب، ففي الأحاديث القدسية حديث دقيق جداً:
((صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟..))
على إثر سماء أي على إثر مطر، و الله أنا حينما تنزل الأمطار و الله أسجد لله شكراً، لا ينبغي أن ترى هذه الأمطار منخفضات تتحرك و الأرصاد ترصدها، ينبغي أن تراها رحمة الله عز وجل، أي قبل أيام في تدمر نزل ثمانية و ثلاثون مليمتراً، هي معدل تدمر في العام كله بليلة واحدة، إذا أعطى أدهش، في ليلة واحدة نزلت أمطار العام كله:
(( فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ))
بنوء كذا و كذا، أي منخفضات، و سرعات، و سرعة الرياح، أنا لا أنكر أن تستمع إلى النشرة الجوية، لكن أنا أنكر أن تعزو الأمطار إلى أسباب أرضية، ينبغي أن تعزوها إلى الله عز وجل.
مثلاً أنا أقدم لكم بعض الشواهد: أحياناً في العام الماضي - و الفضل لله عز وجل- إنتاجنا من القمح خمسة ملايين طن - بفضل الله عز وجل- عن طريق الأمطار الغزيرة، في سنوات ستمئة ألف طن أقل من مليون طن، إذا أعطى أدهش، فأحياناً خمسة ملايين طن و أحياناً ستمائة ألف طن، قال:
((... فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ))
لذلك أنت لو استمعت إلى نشرات الأخبار، أو النشرات الجوية، يجب أن ترى أن يد الله تعمل وحدها، و أنه ما من عثرة ولا اختلاج عرق و لا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم و ما يعفو الله أكثر.
من رأى أن الأمور على خلاف ما يريد فليتهم نفسه :
التوحيد هو المطلوب، و حينما تتهم نفسك دائماً، و حينما لا تحابي نفسك أبداً، و حينما تتهم نفسك عند كل مشكلة لا ترضيك، أنت قطعت أربعة أخماس الطريق إلى الله عز وجل، لأن الله عز وجل غني عن تعذيبنا:
﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾
يقول الله عز وجل:
﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾
التتمة:
﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾
إن رأيت أن الأمور كانت على خلاف ما تريد لا تتهم القدر، لا تتهم الدهر، لا تتهم الأيام السوداء، لا تتهم الحظ، هذه لا معنى لها، اتهم نفسك.