- ندوات تلفزيونية / ٠01برنامج ويتفكرون - قناة ندى
- /
- ٠2ويتفكرون 2
مقدمة :
الدكتور بلال:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أخوتي الكرام، أخواتي الكريمات، أينما كنتم أسعد الله أوقاتكم بكل خير، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في مستهل حلقة جديدة من برنامجنا: "ويتفكرون"، يشرفني أن أرحب باسمكم جميعاً بفضيلة شيخنا الدكتور محمد راتب النابلسي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور راتب :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المذيع:
شيخنا الفاضل اليوم نتحدث عن آية ونتفكر في آية من آيات الله عز وجل، آية النوم، يقول الله عز وجل في سورة الروم:
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾
النوم آية من آيات الله تعالى.
النوم آية من آيات الله تعالى :
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
مرة زارني أخ كريم في مكتبي في دمشق، وشكا إليّ شكوى لم أسمع مثلها إطلاقاً، قال لي: أنا لا أنام، وأقسم بالله يميناً معظماً، يدفع على كل ليلة مليون ليرة لكي ينام، مرض نادر جداً، سألت عنه، لا ينام، يدفع مليون ليرة فقط لينام، يوجد نعم ألفت فنسيت، يأتي الدعاء النبوي: " اللهم أرنا نعمك بدوامها لا بزوالها ". أن تضع رأسك على الوسادة وتنام نعمة كبيرة جداً، النوم عملية معقدة جداً، الأعصاب أثناء النوم تتباعد، فالسيالة العصبية تنقطع، كساقية عريضة جداً و شخص لم يستطع أن يقفز فوقها، فالسيالة تقف لأن المسافة كبيرة، اليقظة هذه الأعصاب تقترب، الخلية العصبية هيولى واستطالة، والثانية كذلك لكن غير متصلة، النوم يباعد هذه الخلايا فالأصوات تنقطع، لكن إن سمع الإنسان صوت مدفع يقفز، إذا شخص لحقه عدو، والمسافة عريضة يقفز، الخوف يدفعه، يوجد أصوات كبيرة جداً يقفز الإنسان منها، الخوف يدفعه، فهناك أصوات كبيرة جداً يسمعها الإنسان ويستيقظ أما العادية فيألفها، أغرب من ذلك يوجد اصطفاء للسمع، وضعوا آلة تسجيل على النافذة جلس رجلان يتحدثان ساعة، سئلا آخر سؤال، ماذا سمعتم في الطريق خلال هذه الساعة؟ ما ذكروا شيئاً إطلاقاً، عند سمعوا المسجلة كان هناك أصوات، واصطدام سيارة، وصفارة شرطي، شيء غير معقول، الله عز وجل من كمال خلقه للإنسان عندما يهتم بشيء يبعد عنه كل الأشياء التي لا علاقة لها بهذا الشيء، والآن الشيء الذي يركز فيه يصل إلى كل تفاصيله حتى ذاكرته، حتى خياله، حتى معلوماته السابقة، هناك حالة اسمها التركيز، وحالة اسمها الاعتياد، فهناك أعمال ذكية جداً تنتقل إلى الاعتياد، كأن تعرف بيتك وأنت تقود سيارتك، لا تشعر بحالك، من طريق إلى طريق إلى منعطف يمين إلى يسار، أو أنت تبدل الحركات بالسيارة، هذا كله أشياء اعتيادية، لو كان كل شيء نفعله بالتفكير حياتنا تصبح شقاء، و لكن هناك أعمال معقدة جداً تنتقل إلى الاعتياد، هذه من نعم الله عز وجل، فالإنسان عندما يستقر بمعرفة الله عز وجل يفهم الأمور فهماً عميقاً جداً.
الدكتور بلال:
أستاذنا الفاضل، قال تعالى:
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ ﴾
ذكرتم آلية النوم، أحياناً الإنسان يقول لك: أنام نوماً عميقاً، والآخر يقول: أنام نوماً خفيفاً.
حكمة الله من النوم العميق و النوم الخفيف :
الدكتور راتب :
قالوا: الإنسان ينام ساعتين أو ثلاث نوماً عميقاً، النوم الخفيف من دخل تشعر به، شخص تكلم كلاماً تسمعه، طفل بكى تسمعه، هذا النوم الخفيف، النوم العميق لا تشعر بشيء إطلاقاً، إلا أن الحكمة لله كبيرة جداً أن الأم حينما تنام لا تستمع إلى أكبر الأصوات إلا ابنها إذا بكى بغرفة ثانية تسمعه، هذه قضية خاصة بالمرأة، مصممة أن الصوت الأول الذي يوقظها صوت ابنها الرضيع، أصوات عشرة أضعاف صوت ابنها لا تستيقظ، فالإنسان مصمم تصميماً مذهلاً.
الدكتور بلال:
سيدي أثناء النوم يتقلب الإنسان، قال تعالى:
﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ﴾
تقلب الإنسان أثناء نومه من آيات الله الدالة على عظمته :
الدكتور راتب :
شيء لا يصدق، الإنسان عندما ينام الهيكل العظمي له وزن، فوق الهيكل يوجد عضلات لها وزن، الهيكل والعضلات التي فوق الهيكل تضغط على ما تحت الهيكل، فإذا ضغطت هذه العضلات تضيق لمعة الأوعية الدموية، اللمعة أي القطر، وإذا ضاقت لمعتها شعر الإنسان بالخدر، قال تعالى:
﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ﴾
الآلية مذهلة، الله وضع عدداً كبيراً من مراكز الضغط بالإنسان، الإنسان عندما ينام على ظهره مثلاً يوجد هيكل عظمي، وعضلات الخلايا تحت الهيكل فيها مراكز ضغط ترسل للدماغ رسالة، انضغطنا، يأتي أمر من الدماغ فيقلب، وهو نائم نوماً عميقاً أما تصور إنساناً نائماً من أربعين إلى خمسين قلبة يتقلب في الليلة، قال تعالى:
﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ﴾
ولكن عظمة الله عز وجل:
﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ﴾
لو ذات اليمين وذات اليمين يصبح على الأرض، الإنسان نومه آية من آيات الله الدالة على عظمته.
الدكتور بلال:
أستاذنا الفاضل أثناء النوم أيضاً تحدث أمور لا إرادية لا ينتبه لها الإنسان، موضوع التنفس اللعاب.
اللعاب آية من آيات الله العظيمة :
الدكتور راتب :
مثلاً اللعاب ازداد في الفم، نحن عند طبيب الأسنان يضع الطبيب لك شراقة لسحب اللعاب الزائد، الإنسان النائم يوجد غدد للعاب تفرز باستمرار، إذا تجمع اللعاب في فمه، تذهب إشارة من الفم إلى الدماغ أن كمية اللعاب كثرت فيأتي أمر من الدماغ ليغلق القصبة الهوائية، ويفتح طريق المريء فيبلع الإنسان ريقه وهو نائم، ويحدث هذا خمسين مرة وأنت نائم مستغرق في النوم، التقلب آية، ولسان المزمار آية، هذا اللسان بحركة يغلق المري، وبحركة يغلق القصبة الهوائية، فهذا التقلب للسان المزمار بيد الله عز وجل، لذلك الإنسان عندما ينام ويعفى من إدارة جسمه هذه نعمة كبيرة، لو أن الله ربط التنفس إرادياً لا تنام، من ينام يموت، لو ربط نبض القلب إرادياً يوجد عضلات لا إرادية كالقلب والرئتين، وعضلات إرادية كاليد، إرادي و لا إرادي، لو كان القلب والرئتان إراديتين، لا يوجد نوم أبداً، حياة شقية، فخلق الإنسان كمال مطلق.
الدكتور بلال:
أستاذنا الفاضل يخطر في بالي سؤال؛ هذه الآيات العظيمة يعرفها أطباء وقد لا يكون هؤلاء الأطباء مسلمين أصلاً وقد يكون منهم ملحدون كيف تفسرون ذلك؟
التفكر بآيات الله طريق للوصول إليه سبحانه :
الدكتور راتب :
أنا أفسرها أنت عندك أغلى آلة في العالم، يوجد آلات ثمنها يقدر بمليونين، فهذه الآلة التقطت منظراً رائعاً جداً جداً لكن لا يوجد فيلم بالآلة، لا قيمة لهذه الصورة إطلاقاً.
الدكتور بلال:
لا يوجد تخزين..
الدكتور راتب :
المؤمن عنده فيلم كلما رأى آية كونية بخلقه، بخلق الإنسان، بخلق الحيوان، بخلق النبات، بخلق الكائنات الحية يتأثر فيها، لأن عنده فيلماً تنطبع هذه الانطباعات، تتنامى، تتراكم، تصبح تعظيماً لله عز وجل، غير المؤمن لا يوجد عنده هذا الفيلم يرى لكن ليس لها معنى عنده إطلاقاً، قال تعالى:
﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾
الدكتور بلال:
كأني فهمت منكم أستاذنا الفاضل أن غير المؤمن ليس عنده بالأصل قرار أن يصل من خلال هذه الآيات إلى الله.
الدكتور راتب :
ما طلب، أنا أقول كلمة دقيقة: مثل شخص مقيم بكندا مع الثلوج فقط، خطر في باله أن يكون لهذا الكون إله، فقط هذا السؤال، ماذا قال الله عز وجل؟
﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾
هذا الإنسان ما وجد عملاً في ألاسكا، وجد عملاً في كندا، قدم طلب فقبل، فرزوه إلى منطقة الشرق الأوسط، إلى بلد خليجي سكن في بناء جانبه يوجد داعية، عندما قال: هل لهذا الكون إله، لذلك قال تعالى:
﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ﴾
مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن تطلب الحق صادقاً ثم لا تصل إليه.
خاتمة و توديع :
الدكتور بلال:
جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، وأنتم أخوتي الأكارم في الختام أسأل الله عز وجل أن يجزي شيخنا خير الجزاء على ما أفاد، وأن يجزيكم أنتم أيضاً خير الجزاء لحسن متابعتكم، وطيب استماعكم، على أن نلقاكم دائماً راجين الله عز وجل أن تكونوا في أحسن وخير حال نودعكم على أمل اللقاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.