- الخطب
- /
- ٠1خطب الجمعة
الخــطــبـة الأولــى :
الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وآل بيته الطيبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين.
الإنسان يتبدل كلياً كل خمس سنوات إلا الدماغ و القلب :
أيها الأخوة الكرام، موضوع هذه الخطبة موضوع علمي من أولها إلى آخرها، ولكن له دلالات كبيرة جداً، تعلمنا أن الإنسان يتبدل كلياً كل خمس سنوات، قبل خمس سنوات جلدك الحالي غير جلدك، وعظامك غير عظامك، وأنسجتك غير أنسجتك، أي شيء في جسم الإنسان يتبدل كلياً
أقصر خلية عمراً زغابة الأمعاء، عمرها ثمان وأربعون ساعة، وزغابات الأمعاء تتبدل كل يومين
وأطول خلية عمرها خمس سنوات " الخلية العظمية "، لكن الإنسان بعد خمس سنوات يتبدل كلياً، إلا الدماغ والقلب، فالدماغ واضح، المعلومات، والخبرات، والمهارات، والذكريات، والاختصاص، والدراسة، كله بالدماغ، فلو تبدل الدماغ وسألت إنساناً ماذا تعمل ؟ يقول لك: كنت طبيباً، ذهبت كل المعلومات مع تبدل الدماغ، فمن نعم الله العظمى أن الدماغ لا يتبدل، لكن معلومة أخرى مع هذه المعلومة نعرفها من عشرين عاماً لكن ليس لها تفسير، أن القلب أيضاً لا يتبدل، خلايا القلب وخلايا الدماغ لا تتبدل، الحكمة من الدماغ واضحة جداً، أما من القلب، الآن كشفت هذه الحكمة، ولأن معظم الدعاة يظنون أن هذا القلب مضخة فقط أما كلمات القلب في القرآن الكريم تعني قلب النفس هكذا كنت أقول، لأن الله عز وجل يقول:
﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ﴾
﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾
كيف أوفق بين آيات القرآن الكريم التي تتحدث وتقول:
﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا (46) ﴾
معطيات العلم أن القلب مضخة للدم ليس غير، وكلمات القلب في القرآن الكريم بدأ الدعاة يفسرونها على أن القلب هذا قلب آخر مركز النفس، ولكن الكشوف الحديثة أعطت معلومات خطيرة جداً.
خالق السماوات والأرض الذي خلق الإنسان هو الذي أنزل هذا القرآن الكريم:
أيها الأخوة، على مدى سنوات طويلة درس العلماء القلب من الناحية الفيزيولوجية، وعدوه مجرد مضخة للدم لا أكثر ولا أقل، ولكن ومع بداية القرن الحادي والعشرين ومع تطور عمليات زراعة القلب الطبيعي، والقلب الاصطناعي، وتزايد هذه العمليات بشكل كبير، بدأ بعض الباحثين يلاحظون ظاهرة غريبة ومحيرة، لم يجدوا لها تفسيراً حتى الآن، إنها ظاهرة تغير الحالة النفسية للمريض بعد عملية زرع القلب، هذه التغيرات النفسية عميقة لدرجة أن المريض بعد استبدال قلبه بقلب طبيعي أو قلب صناعي، يتبدل ما يحبه ويكرهه، بل وتؤثر على إيمانه، ووجد بأن كل ما يكشفه العلماء حول القلب قد تحدث عنه القرآن الكريم، كل الكشوفات الحديثة في القرن الحادي والعشرين تحدث عنها القرآن الكريم بوضوح ما بعده وضوح، وببساطة ما بعدها بساطة، وهذا يثبت إن صحّ التعبير السبق القرآني في علم القلب، ويشهد على عظمة ودقة القرآن الكريم، وهذا يؤكد أن خالق السماوات والأرض الذي خلق الإنسان هو الذي أنزل هذا القرآن الكريم.
استقلال عمل القلب عن الدماغ :
أيها الأخوة الكرام، يُخلق القلب قبل الدماغ في الجنين، ويبدأ بالنبض منذ تشكله وحتى موت الإنسان. ومع أن العلماء يعتقدون أن الدماغ هو الذي ينظم نبضات القلب، إلا أنهم لاحظوا شيئاً غريباً وذلك أثناء عمليات زرع القلب، عندما يضعون القلب الجديد في صدر المريض يبدأ القلب بالنبضان على الفور دون أن ينتظر توصيلات الدماغ، معنى ذلك هو يعمل من تلقاء ذاته، هذه الحقيقة الأولى اكتشفت أثناء زرع القلب.
وهذا يشير إلى استقلال عمل القلب عن الدماغ، بل إن بعض الباحثين اليوم يعتقد أن القلب هو الذي يوجّه الدماغ في عمله، بل إن كل خلية من خلايا القلب لها ذاكرة، فالقلب هو المحرك الذي يغذي أكثر من ثلاثمئة مليون مليون خلية في الجسم، ويبلغ وزنه (250-300) غرام، وهو بحجم قبضة اليد، وفي القلب المريض جداً قد يصل وزنه إلى ألف غرام بسبب التضخم، وارتفاع الضغط.
وظيفة القلب :
أيها الأخوة الكرام، يبدأ القلب في الطفل بالنبض منذ أن يكون جنيناً بعد إحدى و عشرين يوماً من الحمل، ويعمل على ضخ الدم في مختلف أنحاء جسدك، وعندما يصبح الإنسان بالغاً يضخ قلبه في اليوم من سبعين إلى ثمانين ألف لتر، في اليوم الواحد.
أحياناً عندك مستودع للوقود السائل، حجمه ألف لتر، يكفيك طوال العام أليس كذلك ؟ يضخ القلب في اليوم ثمانية أمتار مكعبة، كل يوم هذه الكمية يضخها القلب أثناء انقباضه وانبساطه، فهو ينقبض أكثر من مئة ألف مرة، وعندما يصبح الإنسان في السبعين من عمره يكون قلبه قد ضخ مليون برميل من الدم، أي ما يملأ أكبر ناطحة سحاب في العالم.
قلب إنسان عاش سبعين عاماً يضخ مليون برميل من الدم، أي ما يملأ أكبر ناطحة سحاب في العالم.
يزود القلب عن طريق الدم جميع خلايا الجسم بالأكسجين، فالخلايا تأخذ الأكسجين لتحرقه في صنع طاقتها ونسجها، وتطرح غاز الكربون والنفايات السامة التي يأخذها الدم إلى الرئتين، كي ينقى الدم من غاز الفحم، ويحل محله غاز الأوكسجين، أي إن الشرايين والأوعية لو وصلت مع بعضها لبلغ طولها مئة ألف كيلو متر.
بجسمك يوجد أوعية وشرايين لو وصلت ببعضها لبلغ طولها مئة ألف كيلو متر.
القلب مركز الحب ومركز البغض و مركز الطمأنينة والقلق والخوف :
يقول الله عز وجل في محكم الذكر:
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ (2) ﴾
فمحبة الله عز وجل مركزها في القلب هذا، الصنوبري، المضخة عند العلماء سابقاً:
﴿ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) ﴾
مركز الحب ومركز البغض.
أيها الأخوة الكرام، قال تعالى:
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ(28) ﴾
مركز الطمأنينة، مركز الحب والبغض، مركز الطمأنينة والقلق والخوف:
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ(28) ﴾
آية ثالثة:
﴿ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ (53)﴾
القلب القاسي أبعد قلب عن الله عز وجل :
والقلب يمرض:
﴿ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ (53)﴾
وأبعد قلب عن الله القلب القاسي:
﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(46) ﴾
هذه المضخة هي المعنية بكل هذا الآيات:
﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(46) ﴾
هذا القلب:
﴿ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ(53)وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ (54) ﴾
مركز الأمن، مركز القلق، مركز الخوف، مركز الطمأنينة، مركز الحب، مركز الحب، مركز الإيمان، ﴿ َإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا ﴾
القلب يقسو ويلين ويصحو ويمرض :
أيها الأخوة:
﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(22)﴾
﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ (23)﴾
القلب أيها الأخوة يكبر ويكبر ويكبر ولا نرى كبره فيتضاءل أمامه كل عظيم، ويصغر ويصغر ولا نرى صغره فيتعاظم عليه كل حقير.
أيها الأخوة، في هذه الآيات الكثيرة دلالات بليغة على أن القلب يقسو ويلين ويصحو ويمرض، هو مركز الطمأنينة ومركز القلق، مركز الأمن ومركز الخوف، مركز الحب ومركز البغض، ومركز الإيمان، كيف عرفنا أن هذا القلب مركز المشاعر ؟ مركز الحالات النفسية ؟
ورود كلمة القلب في القرآن الكريم :
أيها الأخوة، قال تعالى:
﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ(16)﴾
كلمة قلب في القرآن الكريم وردت تقريباً مئة وأربعين مرة، وكل مرة لها معنى دقيق جداً.
أدلة على أن القلب مركز الإيمان و مركز الكفر والطغيان :
الآن كيف عرفنا أن هذا القلب الذي كان عند علماء الطب لمئة عام سابقة أنه مضخة ليس غير ؟ كيف عرفنا أن هذا القلب أصبح مركز الإيمان، ومركز الكفر والطغيان، ومركز الحب، ومركز البغض، ومركز القسوة، ومركز اللين ؟ من آيات القرآن الكريم أولاً، ومن القصص التي وصلت إلى ثلاثمئة قصة، أنا في فرنسا التقيت مع أكبر جراح قلب مختص بزراعة القلوب، معه ستة أوسمة من الحكومة الفرنسية بزراعة القلب، هذه القصص جاءت من ثلاثمئة حالة أساسها زراعة القلب.
امرأة تمّ زراعة قلب لها من شاب كان عمره ثمانية عشر عاماً مات في حادث سير، بعد الزراعة أخذت تتصرف بطريقة ذكورية، وتحب بعض الأكلات التي لم تكن تطيق أكلها، مثل الفلفل الأخضر وقطع الفراخ، وعندما قابلت أهل الشخص المتبرع بالقلب تبين أن تصرفاتها أشبه ما تكون بتصرفات المتبرع، بعض العلماء اعتبروا هذا دليلاً على وجود ما يدعى بذاكرة الخلية، الآن دخلنا موضوع جديد، الخلية خلية، لكن تبين أن الذاكرة ليست في الدماغ فحسب بل كل خلية لها ذاكرة، هذا فتح جديد في علم الطب.
شاب عمره ثمانية عشر عاماً كان يكتب الشعر، ويلعب الموسيقى، ويغني، وقد توفي في حادث سيارة، وتم نقل قلبه إلى فتاة في العمر نفسه، وفي مقابلة لها مع والدي المتبرع عزفت أمامهما موسيقى كان يعزفها ابنهما الراحل، وشرعت في إكمال كلمات أغنية كان يرددها، رغم أنها لم تسمع بهذه الأغنية أبداً.
الحالة الأخرى رجل أبيض عمره سبعاً وأربعين سنة، تلقى زرع قلب شاب عمره سبعة عشر عاماً أمريكي أسود، المتلقي للقلب فوجئ بعد عملية الزرع أنه أصبح يعشق الموسيقى الكلاسيكية، واكتشف لاحقاً أن المتبرع كان مغرماً بهذا النوع من الموسيقى.
القصص تزيد عن ثلاثمئة اخترت بعضها لكم، شاب خرج لتوه من عملية زرع وبات يستخدم كلمة غريبة، هو لا يعرف معناها، واكتشف لاحقاً في مقابلة مع زوجة المتبرع المتوفى أن هذه الكلمة كانت كلمة سراً بينه و بينها، وتعني أن كل شيء أصبح على ما يرام، يردد كلمات لا معنى لها فلما التقى بزوجة المتبرع قالت له كلمة كانت قد اتفقت مع زوجها عليها أن الشيء على ما يرام.
أما أغرب حادثة أن فتاة عمرها ثماني سنوات، وكان القلب مأخوذاً من فتاة مقتولة عمرها عشر سنوات، وبعد الزرع أصيبت الفتاة بكوابيس مفزعة، تصور قاتلاً يقتل فتاة، هذه الكوابيس كانت مرهقة لها، أخذها أهلها إلى الطبيب النفسي، و كانت الصور التي تحلم بها واضحة ومحددة، لدرجة أن الطبيب والأم اخبرا الشرطة بصورة القاتل الذي ظهر في أحلام ابنتهم، وبهذه الصور تمّ القبض على القاتل.
هذه أغرب قصة في عملية زرع القلب.
وسائل التواصل بين القلب وبين الدماغ :
أيها الأخوة الكرام، العلماء عدوا أن هناك وسائل يؤثر فيها القلب على الدماغ، الذي يسير الدماغ هو القلب، أحد هذه الوسائل عصبي من خلال الكهرباء العصبية، أحد هذه الوسائل كيميائي عن طريق الهرمونات، أحد هذه الوسائل فيزيائياً عن طريق موجات الضغط، أحد هذه الوسائل بالطاقة بواسطة المجال الكهرومغناطيسي.
هذه وسائل التواصل بين القلب وبين الدماغ.
أيها الأخوة الكرام، المجال الكهربائي للقلب أقوى ستين مرة من المجال الكهربائي للدماغ، والخلايا العصبية التي في القلب أقوى خمسة آلاف مرة من قوة الخلايا العصبية في الدماغ، فالقلب مركز العقل:
﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا (46) ﴾
أيها الأخوة الكرام، نستنتج من كل ما سبق هذا القرآن الكريم كلام الله:
﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ(42)﴾
كل خلية في الجسم تملك ذاكرة :
أيها الأخوة الكرام، بعد أن اكتشف أن كل خلية في الجسم عندها ذاكرة، ذاكرة في كل خلية، الآن اقرأ الآية الكريمة:
﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(24) ﴾
انتبه كل خلية بجسمك معها ذاكرة، البحث أيها الأخوة أكثر من مئتي صفحة، اخترت بعض الفقرات، وهناك فقرات لدقتها، وصعوبتها، وتعقيدها، لا يمكن أن تلقى على منبر جمعة الأمور دقيقة جداً.
اتصال القلب مع الدماغ من خلال شبكة معقدة من الأعصاب :
أيها الأخوة، الشيء الثابت الآن علمياً من دون أي شك أن القلب يتصل مع الدماغ من خلال شبكة معقدة من الأعصاب، وهناك رسائل مشتركة بين القلب والدماغ على شكل إشارات كهربائية، ويؤكد بعض العلماء أن القلب والدماغ يعملان بتناسق وبتناغم عجيب، ولو حدث أي خلل في هذا التناغم لظهرت الاضطرابات على الفور، وقال بعض العلماء: إن للقلب نظاماً خاصاً به في معالجة المعلومات القادمة إليه من مختلف أنحاء الجسم، وحينما تأتي الكريات الحمراء والبيضاء من كل أنحاء الجسم إلى القلب معها معلومات يخزنها القلب، وينظمها، ويرسلها إلى الدماغ، ولذلك قال علماء جراحة القلب: إن نجاح زرع القلب يعتمد على النظام العصبي للقلب المزروع، وقدرته على التأقلم مع دماغ المريض.
هناك حالة أخرى أن طبيباً قام بزرع قلب لطفل من طفل آخر، أمه طبيبة وقد توفي ابنها والأم قررت التبرع بقلب ابنها لطفل آخر، ثم قامت الأم نفسها بمراقبة حالة الزرع جيداً، وقفت أمام الجراح الذي يزرع قلب ابنها لقلب ابن آخر، تقول هذه الأم: إنني أحس دائماً بأن ولدي ما زال على قيد الحياة، فعندما أقترب من هذا الطفل الذي يحمل قلب ولدها أحس بدقات قلبه، وعندما عانقني أحسست بأنه طفلي تماماً، إن قلب هذا الطفل يحوي معظم طفلي.
أي كل مشاعر الطفل تجاه أمه رأتها في الطفل الثاني الذي يحمل قلب ابنها الميت.
الآن تم زرع قلب لفتاة كانت تعاني من اعتلال في عضلة القلب، ولكنها أصبحت كل يوم تحس وكأن شيئاً يصطدم بصدرها، فتشكو لطبيبها هذه الحالة، فيقول لها هذا بسبب تأثير الأدوية، ولكن تبين فيما بعد أن صاحبة القلب الأصلي صدمتها سيارة في صدرها، وأن آخر كلمات نطقت بها أنها تحس بألم الصدمة في صدرها.
مركز المشاعر، مركز الأحاسيس، مركز القيم، مركز الأذواق، مركز الحب، مركز البغض، مركز القسوة، مركز اللين، مئات ومئات من الحالات التي حدثت لها تغيرات عميقة، فقد غرقت طفلة عمرها ثلاث سنوات في المسبح المنزلي، وتبرع أهلها بقلبها ليتم زراعته لطفل عمره تسع سنوات، الغريب أن هذا الطفل أصبح خائفاً جداً من الماء ويقول لوالديه: لا ترموني في الماء.
المشاعر، الأحاسيس، المبادئ، القيم، الحب، البغض، الإيمان، الكفر، أول كلمة قلتها في هذه الخطبة، هناك أناس زرع لهم قلب فقدوا عقيدتهم:
﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا (46) ﴾
من يُزرع له قلب صناعي سيفقد القدرة على الفهم أو التمييز أو المقارنة :
الآن عندنا حالة أخرى ؛ صنعوا قلباً صناعياً ليس له علاقة بقلب بشري آلي، هؤلاء الذين زرعت لهم قلوب صناعية، فقدوا الإحساس، والعواطف، والقدرة على الحب، وهناك جريدة في أمريكا اسمها " واشنطن بوست "، فيها تحقيق صحفي حول رجل اسمه بيتر أُجريت له عملية زرع قلب اصطناعي، يقول هذا المريض: إن مشاعري تغيرت بالكامل، فلم أعد أعرف كيف أشعر وكيف أحب، حتى أحفادي لا أحس بهم إطلاقاً، ولا أعرف كيف أتعامل معهم، وعندما يقتربون مني لا أحس أنهم جزء مني كما كنت من قبل.
أصبح هذا الرجل غير مبال بأي شيء، لا يهتم بالمال، لا يهتم بالحياة، لا يعرف لماذا يعيش، بل إنه يفكر أحياناً بالانتحار والتخلص من هذا القلب الصناعي المشؤوم، لم يعد هذا الإنسان قادراً على فهم العالم من حوله:
﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا (46) ﴾
لقد فقَد القدرة على الفهم، أو التمييز، أو المقارنة، و فقد القدرة على التنبؤ، أو التفكير في المستقبل، أو ما نسميه بالحدس، حتى إنه فقد الإيمان بالله، ولم يعد يبالي بالآخرة كما كان من قبل، صار قلبه صناعياً، حتى هذه اللحظة لم يستطع الأطباء تفسير هذه الظاهرة، في هذا التحول النفسي الكبير، وما علاقة القلب بنفس الإنسان ومشاعره وتفكيره؟ يقول بعض العلماء ـ وهو رئيس قسم الأخلاق الطبية في جامعة بنسلفانيا ـ: " إن العلماء لم يعطوا اهتماماً بهذه الظاهرة، بل إننا لم ندرس علاقة العاطفة والنفس بأعضاء الجسم، بل نتعامل مع الجسم وكأنه مضخة فقط ".
خطأ العلم من مئة عام سابقة تعامل مع القلب على أنه مضخة فقط، القلب الصناعي هو عبارة عن جهاز يتم غرسه في صدر المريض، يعمل على بطارية يحملها المريض بشكل دائم، ويستبدلها كلما نفذت طاقتها، هذا الجهاز أشبه بمضخة تضخ الدم وتعمل باستمرار، وإذا وضعت رأسك على صدر هذا المريض فلا تسمع أي دقات بل تسمع صوت محرك كهربائي.
في القلب مركز تجمع ذاكري كبير هذا المركز يرسل للدماغ المعلومات حتى يعالجها الدماغ
أيها الأخوة، ملخص هذا الموضوع إن التفسير المقبول لهذه الظاهرة أنه يوجد في داخل خلايا قلب الإنسان برامج خاصة للذاكرة، يتم فيها تخزين جميع الأحداث التي يمر بها الإنسان، جميع الأحداث التي يمر بها الإنسان مخزنة في قلبه أولاً، وتقوم هذه البرامج بإرسال هذه الذاكرة للدماغ ليقوم بمعالجتها، في القلب مركز تجمع ذاكري كبير، هذا المركز يرسل للدماغ هذه المعلومات حتى يعالجها الدماغ.
ويؤكد بعض العلماء واسمه أرمور: أن هناك دماغاً شديد التعقيد موجود داخل القلب، داخل كل خلية من خلايا القلب، ففي القلب أكثر من أربعين ألف خلية عصبية، تعمل بدقة فائقة على تنظيم معدل ضربات القلب، وإفراز الهرمونات، وتخزين المعلومات، ثم يتم إرسال المعلومات إلى الدماغ، هذه المعلومات تلعب دوراً مهماً في الفهم والإدراك.
هذه المعلومات تتدفق من القلب إلى ساق الدماغ، ثم تدخل إلى الدماغ عبر ممرات خاصة، وتقوم بتوجيه خلايا الدماغ لتتمكن من الفهم والاستيعاب.
القلب وسيلة للربط بين كل خلية من خلايا الجسم من خلال عمله كمضخة للدم:
لذلك فإن بعض العلماء اليوم يقومون بإنشاء مراكز تهتم بدراسة العلاقة بين القلب والدماغ، وعلاقة القلب بالعمليات النفسية والإدراكية، بعدما أدركوا الدور الكبير والخطير للقلب في التفكير والإبداع.
يقول الدكتور بول برسال: إن القلب يحس، ويشعر، ويتذكر، ويرسل ذبذبات تمكنه من التفاهم مع القلوب الأخرى، ويساعد على تنظيم مناعة الجسم، ويحتوي على معلومات يرسلها إلى كل أنحاء الجسم مع كل نبضة من نبضاته.
ويتساءل بعض الباحثين: هل من الممكن أن تسكن الذاكرة عميقاً في قلوبنا ؟
إن القلب أيها الأخوة، بإيقاعه المنتظم يتحكم بإيقاع الجسد كاملاً، فهو وسيلة للربط بين كل خلية من خلايا الجسم من خلال عمله كمضخة للدم، حيث تعبر كل خلية دم هذا القلب، وتحمل المعلومات منه، وتذهب بها إلى بقية خلايا الجسم، إذاً القلب لا يغذي الجسد بالدم النقي إنما يغذيه أيضاً بالمعلومات.
أيها الأخوة الكرام، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا فلنتخذ حذرنا، الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.
* * *
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه أجمعين.
الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به :
الآن أخواننا الكرام، النتيجة، الخطبة الثانية ملخص الأولى:
يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب، يتألف من أربعين خلية عصبية، أي ما نسميه العقل موجود في مركز القلب، وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه، ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به، يقول تعالى:
﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(46) ﴾
هذه الآية حدّدت لنا مكان القلب، لكي لا يظن أحد أن القلب موجود في الرأس وهو الدماغ، أو أن هناك قلباً غير القلب الذي ينبض في صدرنا، هذه أقوال لا تعتمد على برهان علمي صحيح.
الدور الكبير الذي يلعبه القلب في عملية الفهم والإدراك :
يتحدث العلماء اليوم عن الدور الكبير الذي يلعبه القلب في عملية الفهم والإدراك وفقه الأشياء من حولنا، وهذا ما حدثنا عنه القرآن فقال:
﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا (179) ﴾
أي أن القرآن حدد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان وهو القلب، معظم الذين يزرعون قلباً صناعياً يشعرون بأن قلبهم الجديد قد تحجَّر، ويحسون بقسوة غريبة في صدورهم، وفقدوا الإيمان، والمشاعر، والحب، وهذا ما أشار إليه القرآن في خطاب اليهود:
﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً (74) ﴾
القسوة واللين صفة من صفات القلب حددها لنا القرآن الكريم :
القرآن الكريم حدّد لنا صفة من صفات القلب ألا وهي القسوة واللين، فقال عن الكافرين:
﴿ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(22) ﴾
وفي المقابل قال عن المؤمنين:
﴿ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ (23) ﴾
ثم يؤكد العلماء أن كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحدث، لذلك بدؤوا يتحدثون عن ذاكرة القلب، ولذلك فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا، و يقول تعالى:
﴿ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(154) ﴾
أهمية القلب في :
1 ـ عملية السمع:
يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في عملية السمع أهمية كبيرة، بل إن الخلل الكبير في نظام عمل القلب يؤدي إلى فقد السمع، بحث علمي، وهذا ما رأيته بنفسي قال هذا الباحث: عندما كان في أحد المشافي شاهد رجلاً لم يكن يصلي، وكان يفطر في رمضان، ولم يكن يسمع نداء الحق، وقد أصابه احتشاء بسيط في عضلة القلب، ثم تطور هذا الخلل حتى فقد سمعه تماماً، وآخر كلمة نطقها إنني لا أسمع شيئاً، ولذلك ربط القرآن بين القلب وبين السمع فقال:
﴿ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ(100) ﴾
2 ـ التعلم:
يتحدث الباحثون عن دور القلب في التعلم، وهذا يعتبر من أحدث الأبحاث التي نشرت مؤخراً، ولذلك فإن للقلب دوراً مهماً في العلم والتعلم، لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها، ولذلك فإن القرآن قد ربط بين القلب والعلم، فقال:
﴿ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(93) ﴾
لا يفقهون، لا يسمعون.
المعلومات التي يختزنها القلب معلومات حقيقية صادقة :
تؤكد التجارب الجديدة أن مركز الكذب هو في مقدمة الدماغ في الناصية، في أعلى ومقدمة الدماغ، وأن هذه المنطقة تنشط بشكل كبير أثناء الكذب، أما المعلومات التي يختزنها القلب فهي معلومات حقيقية صادقة، وهكذا فإن الإنسان عندما يكذب بلسانه، فإنه يقول عكس ما يختزنه قلبه من معلومات، لذلك قال تعالى:
﴿ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ (11) ﴾
القلب تتجمع فيه الحقائق، أما الدماغ في منطقة بالمقدمة اسمها الناصية مكان الكذب، فاللسان أحياناً ينطق عن الدماغ كذباً وإذا نطق عن القلب كان صواباً:
﴿ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ (11) ﴾
والله سمى الناصية:
﴿ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)﴾
أهمية القلب في الإيمان والعقيدة :
ملاحظة أخرى، رأينا ذلك الرجل صاحب القلب الصناعي كيف فقد إيمانه بالله بعد عملية الزرع مباشرة، وهذا يعطينا مؤشراً على أن الإيمان يكون بالقلب وليس بالدماغ، وهكذا يؤكد قول بعض الباحثين على أهمية القلب في الإيمان والعقيدة، قال تعالى:
﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنْ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ (41)﴾
الآن نحتاج إلى مراجعة شاكلة لآيات القلب في القرآن الكريم، لنرى أن كل هذه الآيات تتوافق توافقاً مذهلاً مع أحدث بحوث علمية عن مهمات القلب العصبية والشعورية.
دور القلب وأهميته في صلاح النفس فهو مكان الخوف و الرعب :
أبحاث القلب الصناعي أن للقلب دوراً أساسياً في الخوف والرعب، وعندما سألوا صاحب القلب الصناعي عن مشاعره قال بأنه فقد القدرة على الخوف، لم يعد يخاف، أو يتأثر، أو يهتم بشيء من أمور المستقبل.
وهذا ما سبق به القرآن عندما أكد على أن القلوب تخاف:
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) ﴾
وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب، فقال:
﴿ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ (2) ﴾
أما السنة النبوية، سبق النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام علماء الغرب إلى الحديث عن دور القلب وأهميته في صلاح النفس، بل إنه جعل للقلب دوراً مركزياً، فإذا صلح هذا القلب فإن جميع أجهزة الجسد تصلح ـ بالمعنى العلمي ـ وإذا فسد فسوف تفسد جميع أنظمة الجسم، وهذا ما نراه اليوم في عمليات القلب الصناعي، حيث نرى بأن جميع أنظمة الجسم تضطرب، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمئة عام:
(( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ))
أيها الأخوة الكرام، من أدعية النبي عليه الصلاة والسلام:
(( يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ))
الدعاء :
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، انصر المسلمين في كل مكان، وفي شتى بقاع الأرض يا رب العالمين، اللهم أرنا قدرتك بأعدائك يا أكرم الأكرمين.