- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
إليكم محتوى هذا الموضوع:
أيها الأخوة الكرام, قال العلماء: إن من كل مائة بويضة من مبيض المرأة تفوز أربعة وثمانون بويضة بفرص التلقيح، وإن من بين الأربع والثمانين البويضة الملقحة لا يصل إلى مكان العُلوق في الرحم إلا تسعة وستون, وأن من التسعة والستين بويضة التي وصلت إلى الرحم, وإلى مكان العُلوق في الرحم, لا يبقى عالقاً في الرحم إلا اثنتان وأربعون
هذا مصداق قول الله عز وجل:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾
يعني أن تعلق البويضة الملقحة في جدار الرحم هذا بمشيئة الله, البويضة نضجت إما أن تلقح وإما أن لا تلقح، لُقحت ووصلت، إما أن تعلق وإما أن لا تعلق، إما أن تستمر وإما أن لا تستمر، هذا معنى قوله تعالى:
﴿وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً﴾
هذا الأجل المسمى أربعون أسبوعاً أو مائتان وثمانون يوماً.
ما هي الأخطار التي قد تنجم إذا خرج الجنين قبل المدة التي فرضت له ؟
ما الذي يحدث إذا خرج الوليد من الرحم قبل هذا التاريخ أو بعد هذا التاريخ؟ من أخطار خروج الجنين من قبل المائتين والثمانين يوماً؛ نقص الوزن ونقص المناعة، واحتمال أن تأتيه نوبات توقف تنفس، وتعرضه لفقر الدم، واليرقان والنزيف القاتل والرضوض لإصابة شبكية العين, إذاً حينما قال الله عز وجل:
﴿وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً﴾
ولو نزل بعد هذا التاريخ، كان هناك احتمال صعوبة الولادة لكبر رأس الجنين, واحتمال نقص الأوكسجين الذي يسبب تلفاً في دماغه، فإذا زادت المدة أو نقصت هناك أخطار هنا وهناك، فقوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾
شاء الله لهذه البويضة أن تتلقح, وشاء لها أن تعلق، وشاء لها أن تستقر, وشاء لها أن تخرج في الوقت المناسب، هذا كله بمشيئة الله وحكمته.
الشيء الذي يلفت النظر؛ هو أن كل تشوه في الجنين في الأعم الأغلب يجعل هذا الجنين يسقط قبل أن يتم مدة الحمل، وهذا من رحمة الله بالخلق، لو حدثت تشوهات خطيرة في الجنين, ومع هذه التشوهات كان احتمال أن يخرج الطفل بعد الولادة معتوهاً, أو مصاباً بعاهة دائمة لوجود خلل خطير في خلقه, الجنين إذا شوهت بنيته في الرحم في الأعم الأغلب يسقط, ولا يتم حمله رحمة بأهله, قال تعالى:
﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾