وضع داكن
07-06-2025
Logo
الدين والحياة - الرائعة : 042 - امتحان الله بما فضله على الإنسان
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

امتحان الله بما فضله على الإنسان.


قال تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165) ﴾

[ سورة  الأنعام  ]

جعلك طبيباً، والطبيب موثوق، ومُصدَّق، وأنت لا تستطيع أن تناقشه .
 أقسم لي بالله طبيب، قال لي: أستطيع أن أُبيّع رجلاً بيته دون أن يشعر، لكن يخاف من الله فلا يقدر، المحامي يمكن أن يقول: إن الدعوى رابحة، وأنت عندك يقين بالمئة مليون أنها لن تربح، لكن أين ثماني سنوات؟ بعد هذا تبلغه الخبر السيئ مرة واحدة، تكون أخذت منه 500 ألف ليرة، أنت باعتبار أن الله فضلك عليه بالخبرة صار عندك إمكان أن تُمتحن، إما أن تكون صادقاً، أو كاذباً. 
هل يحتاج المريض إلى إيكو أو لا يحتاج ؟ الله يعلم، إذا أنت كلفت مريضاً بصورة شعاعية غالية جداً، والجهاز عندك بالعيادة، تُحاسب، امتحنك الله عز وجل .
تأتي بسؤال صعب جداً، يأخذ معظم الطلاب أصفاراً، يجب أخذ دروساً خصوصية عندك، الأصل أن يكون السؤال معتدلاً، أما أنت فقد افتعلت سؤالاً صعباً جداً حتى تجعل كل الآباء يطلبون منك درساً خصوصياً، رفعك الله فتستغل هذه الخبرة، وتبتز أموال الناس، أم أن تكون صادقاً معهم؟ هذا معنى دقيق جداً ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ) كل واحد منا ممتحن فيما أتاه الله، إن جعله ذكياً فهو ممتحَن بذكائه، هل يستخدم ذكاءه في الإيقاع بين الناس وفي ابتزاز أموالهم؟ وإن جعله محدوداً، هل تكون هذه المحدودية يرافقها استقامة على أمر الله عز وجل؟ وإن جعله قوياً هل تأخذه العزة بالإثم فيسحق من يعارضه، أم يكون وقّافاً عند كتاب الله؟ 
سأل سيدنا عمر رجلاً: أتحبني؟ قال له: والله لا أحبك، قال له: وهل يمنعك بغضك لي من أن تعطيني حقي؟ قال له: لا والله، محبتي أو عدم محبتي لا علاقة لها بإعطائك حقك .
أيها الإخوة؛ هذه الآية مهمة جداً، أنك ممتحنٌ فيما آتاك الله، جعلك قوياً أنت ممتحن، هناك أقوياء في الأرض، لكن لهم حساب دقيق جداً، أعطاك مالاً، امتحنك بالمال، أعطاك صحة، امتحنك بالصحة، أعطاك طلاقة لسان تقنع الناس بالحق أم بالباطل؟ هناك أدباء معهم أدب رفيع جداً يستخدمونه لإضلال الناس، لإثارة شهواتهم، امتحنك بالأدب، رسام امتحنك بالرسم، هل ترسم صور نساء عاريات، أم صوراً طبيعية، يسبح الإنسان ربه إذا رآها، امتحنك، أعطاك مثلاً شكلاً جميلاً، هل تغوي بهذا الشكل الفتيات، أو كلما رأيت نفسك في المرأة تقول: الحمد لله كما حسنت خلقي فحسن خُلقي يا رب، امتحنك بشكل، امتحنك بذكاء، بطلاقة لسان، امتحنك بالمال، امتحنك بالقوة، امتحنك بزوجة صالحة وطيبة، هل تتفنن في إذلالها؟ هذه امرأة ليس لها أحد، مقطوعة، أم تخاف الله فيها؟ امتحنك ببيت مطل على مدرسة، مدرسة بنات، تجلس طوال النهار، وتنظر إليهن من فوق، أم تغض بصرك، وتضع زجاجاً عازلاً مثلاً؟ امتحنك بكل شيء، يعني أنت ممتحن بكل دقيقة فيما آتاك، بماذا ميزك؟ امتحنك فيما آتاك، بدءاً من شكل وسيم، كيف تستخدم هذا الجمال الذي وهبك الله إياه؟ امتحنك بطلاقة لسان، امتحنك بمال، امتحنك بمنصب رفيع.
يعني بهذه الطريقة الله عز وجل قهرنا على أن نكون مع بعضنا بعضاً، تصور رغيف الخبز كم إنسان يحتاج ؟ أرض، وحراسة، وزراعة، وبزار، وتسميد، وسقي، وبعدها حصاد وبعدها دراسة، وبعدها طحن، وبعدها خبز، لتأخذ كيلو خبزاً جاهزاً، لا تعلم كيف يُصنع الخبز، لكن مكّنك من التعليم، تعلّم أولاداً، لكن ما عندك إمكانية أن تصنع الخبز، فامتحنك الله عز وجل، فمنحك ميزة جعلك دائماً مفضلاً أو مفضولاً عليه، امتحنك حينما جعلك مفضلاً، وامتحنك حينما كنت مفضولاً على غيرك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

نص الدعاة

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور