وضع داكن
28-03-2024
Logo
الخطبة : 0742 - الولاء والبراء - تحذير من بعض فتاوى الفضائيات.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى:
  الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضل له، ومَن يضلل فلن تجد له ولياً مُرشدَ.
 وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيّته، وإرغاماً لمَن جحد به وكفر.
 وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عينٌ بنظرٍ أو سمعت أذنٌ بخبر. اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وعلى ذريته ومَن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

دين الله جلَّ جلاله منهجٌ شامل :

 أيها الأخوة المؤمنون... دين الله جلَّ جلاله منهجٌ شامل، ودستورٌ كامل لحركة الإنسان في الحياة، فهذا الإنسان في أيام تخلُّفه الديني يرى منهج الله لا يزيد عن عباداتٍ شعائريَّة، إن دين الله في حقيقته منهجٌ تعامليٌ وشعائري، فيه عباداتٌ تعامليَّة، وفيه عباداتٌ شعائرية، وحينما نختصر الدين إلى هذه العبادات الشعائرية الجوفاء يكون الدين قد انتهى، وقد وصف بأنه لم يبقَ إلا اسمه، ولم يبقَ من القرآن إلا رسمه، الدين منهجٌ شامل.
 يا أيها الأخوة الكرام... كما أن الإنسان على أحد الخطين، فإن كان على أحدِهما فهو بعيدٌ عن الخَطِّ الآخر..

﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾

[ سورة القصص: 50]

 إما أن تستجيب للحق وإما أن تستجيب للهوى، فإن لم تكن على الخط الأول - خط الحق - فأنت على الخط الثاني حكماً، بنص هذه الآية الكريمة:

﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾

[ سورة القصص: 50]

التّولي و التّخلي :

 من هذا القبيل هناك موضوعاتٌ كثيرةٌ في الإسلام، اثنينيةٌ لا ثالث لها؛ إما أن تكون على الخط الأول وهو الصحيح، وإن لم تكن كذلك فأنت على الخط الآخر غير الصحيح..

﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾

[ سورة القصص: 50]

 من هذه الموضوعات على سبيل المثال، إما أن تقول: الله، فالله يتولاَّك، وإما أن تقول: أنا، فالله يتخلَّى عنك. فأنت بين أحد الحالين حال التولي أو حال التخلي..

﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ﴾

[ سورة آل عمران: 123]

 حينما افتقرتم إلى الله عزَّ وجل نصركم الله وتولاَّكم. وأنتم أنتم وفيكم رسول الله يوم قلتم: " لن نغلب من قلة " اعتززتم بقوتكم وبعددكم فتخلَّى الله عنكم..

﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾

[ سورة التوبة : 25]

 أنت بين موضوعين: إما أن تكون مستجيباً لله، وإن لم تكن كذلك فأنت متبعٌ للهوى حكماً، وليس هناك خطٌ ثالث، أنت بين حال التولي إن قلت: الله، وحَّدته وافتقرت إليه، وبين حال التخلي إن اعتززت بعلمك، أو بخبرتك، أو بقدرتك، أو بنسبك، أو بجماعتك، أو بمالك. إن قلت: الله تولاك الله، وإن قلت: أنا تخلى الله عنك ووكلك إلى نفسك، وهذا درسٌ يحتاجه كل مؤمن في كل ساعةٍ من ساعات النهار، بين أن تكون مفتقراً إلى الله؛ وهذا موقفٌ علمي، وواقعيٌ، وصحيح، أنت لا شيء ولكن الله هو كل شيء، وبين أن تتوهَّم أنك قويٌ، أو غنيٌ، أو عالمٌ، أو ذو خبرة عريقة.. إلخ. فعندئذٍ تعتدُّ بها فيتخلى الله عنك.
 هذا موضوعٌ ضربته مثلاً، لكن موضوع الخطبة اليوم موضوعٌ ثالث هو: بعد أن عرفت الله وعرفت منهجه فأنت بين موقفين: موقف الولاء وموقف البراء.

 

الولاء و البراء :

 أيها الأخوة الكرام... المؤمن بين حالين لا ثالث لهما حال الولاء وحال البراء، والولاء والبراء أصلان من أصول الدين، ولابدَّ للمؤمن من أن يتفهَّم المعاني الدقيقة للولاء، الولاء هو القُرب، والولاء هو المُناصرة، والولاء هو الإقرار، والولاء هو التعاون، والبراء هو البعد، والبراء هو التخلي.
 فالولاء والبراء أيها الأخوة أصلان عظيمان من أصول الإسلام، وحينما تخلى الناس عن أصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحينما تخلى الناس عن أصل الولاء والبراء تخلى الله عنهم.
 أيها الأخوة الكرام... القرآن الكريم يؤكد هذه الحقيقة، يقول الله عزَّ وجل:

﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْء﴾

[سورة آل عمران:28]

 ما فيه ذرةٌ من الإيمان.
 يا أيها الأخوة... ليس في كتاب الله حكمٌ فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد، وتحريم ضدِّه، أنت إذا قلت: لا إله إلا الله. وحَّدت الله، ومعنى أنك وحَّدت الله أي أنك آمنت أن الله وحده هو المُحيي، وهو المميت، وهو الرزَّاق، وهو المُقيت، وأنه لا رافع إلا هو، ولا خافض إلا هو، ولا معطي إلا هو، ولا مانع إلا هو، ولا مُعز إلا هو، ولا مذل إلا هو، ولا قابض إلا هو، ولا باسط إلا هو. وأما الخَلق فهم بيد الله عزَّ وجل، يوضِّح هذا قوله تعالى:

﴿فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾

[ سورة هود : 55-56]

 الخلق كلهم أدواتٌ بيد الله عزَّ وجل، قد يأتيك الخير من الله عن طريق زَيد، وقد يأتيك التأديب من الله عن طريق عُبيد، وإذا وحَّدت ونفيت الضدَّ أي الشرك شهدت أنه لا إله إلا الله، ومن لوازم شهادة لا إله إلا الله أن توالي المؤمنين، وأن تتبرَّأ من الكفار والمفسدين.
 أيها الأخوة الكرام... أما أن تقيم علاقةً حميمة، وأن تداهن مداهنةً وخيمة، وأن تُناصر، وأن تدافع عن أهل الكفر والفجور فهذا ينفي عنك الإيمان..

(( من هوي الكفرة حشر معهم ولا ينفعه عمله شيئاً ))

[ كنز العمال عن جابر]

 أيها الأخوة الكرام... آيةٌ ثانية تفيد هذا المعنى الدقيق - معنى الولاء والبراء - يجب أن توالي في الله، ويجب أن تتبرَّأ في الله، أما هذا الذي يُرضي الناس كلَّهم فهو منافق، هذا الذي ليس في حياته كلمة ( لا ) ولو رأى معصيةً ترتكب في وضح النهار هذا ليس فيه من الإيمان شيء، يقول الله عزَّ وجل:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ﴾

[ سورة الممتحنة: 1 ]

 طبعاً إن أقمت علاقةً حميمة، اندماجاً شديداً، قُرباً متيناً، فلابدَّ من أن تتأثر بهؤلاء المنحرفين الفجار، لابدَّ من أن تتأثر بتفكيرهم، لابدَّ من أن تتأثر بتصوّراتهم، لابدَّ من أن تتأثر بعقيدتهم، لابدَّ من أن تتأثر بسلوكهم، لابدَّ من أن تتأثر بانحرافهم، لابدَّ من أن تتأثر بقيمهم، لابدَّ من أن تنحرف معهم وأنت المتضرر الأكبر.

 

الابتعاد عن الولاء لغير المسلمين :

 أيها الأخوة الكرام... الإنسان الذي يدع الصلاة جحوداً بفرضيتها، ويقيم المعاصي استخفافاً بها، والذي يشرب الخمر متباهياً، الإنسان الإباحي المتفلِّت من أمر الدين هذا لا ينبغي أن تصادقه، بل إن صحبة الأراذل تجرح عدالتك، وعندئذٍ لا تقبل شهادتك، صحبة الأراذل مما يجرح العدالة، وجرح العدالة معناه عدم قبول الشهادة، لا ينبغي أن تقيم علاقةً حميمةً، لا ينبغي أن تستنصحه لأنك إن استنصحته لا ينصحك إلا بالباطل، لا ينصحك إلا بالهوى، لا ينصحك إلا بعلاقةٍ لا تُرضي الله، لا ينصحك إلا بكسبٍ يغضب الله، لا ينبغي أن تسأله أصلاً، لا ينبغي أن تقلِّده، إنك إن فعلت هذا فليس من الله في شيء، كلامٌ خطير.
 يا سبحان الله!! كيف أصبح الدين عند الناس صوماً، وصلاةً، وحجاً، وعمرةً، وزكاةً ولا شيء بعد ذلك؟ أين الولاء والبراء؟ أين الصدق والأمانة؟ ماذا قال الإمام جعفر وهو من كبار أصحاب رسول الله حينما سأله النجاشي عن الإسلام؟ عرَّف الإسلام بمجموعة قيمٍ أخلاقية قال: " يا أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية؛ نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونسيء الجوار، حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف أمانته وصدقه وعفافه ونسبه - أرأيت إلى صفات النبي ؟- فدعانا إلى الله لنوحده، ونعبده، ونخلع ما كان يعبد آباؤنا من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء .
 أرأيت إلى تعريف الإسلام من زاوية سيدنا جعفر بن أبي طالب، الذي كان مبعوث رسول الله إلى الحبشة ؟.
 يا أيها الأخوة الكرام... يقول الله عزَّ وجل في الآية الثانية:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ﴾

[ سورة الممتحنة: 1 ]

 علاقة العمل لا شائبة عليها، كل واحدٍ منا له عمل، وقد يضطرُّ أن يقيم علاقاتٍ في حدود العمل، هذه لا تؤاخذ عليها، أنا أتحدَّث عن علاقةٍ حميمة، عن نُزهةٍ طويلة، عن سهرةٍ مديدة، عن ولاءٍ شديد، عن حبٍ متين، أتحدث عن هذا، العلاقات التي تزيد عن علاقات العمل؛ حبٌ، وولاءٌ، ومناصرةٌ، ودفاعٌ، ومودةٌ لإنسانٍ يترك الصلاة جحوداً بفرضيتها، يشرب الخمر متباهياً بها، يسلك سلوكاً إباحياً مستهتراً بقيم المسلمين، مثل هذا الإنسان الفاجر المنسلخ عن دينه ينبغي ألا تقيم معه علاقةً حميمة.
 أيها الأخوة الكرام... إذا أعطيت ولاءً لغير المؤمنين فهذا يدعو إلى الشك في إيمانك، لأن الله عزَّ وجل يقول:

﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ﴾

[ سورة آل عمران: 28 ]

أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله :

 يا أيها الأخوة الكرام... الإسلام ليس أفكاراً تُقْرأ، أو يستمع إليها، الإسلام ليس ثقافةً تحشو بها دماغك، الإسلام ليس قراءاتٍ تقرأها، الإسلام ليس مناظر تُفْتَتَن بها، الإسلام ليس أخباراً تتعاطف معها، الإسلام منهجٌ كامل، الإسلام سلوكٌ قويم، الإسلام منهجٌ حكيم.
 يا أيها الأخوة المؤمنون... يقول عليه الصلاة والسلام:

(( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ))

[ من تخريج أحاديث الإحياء عن البراء بن عازب]

 أوثق عرى الإيمان على الإطلاق الحب في الله والبغض في الله، إنك إن أحببت المؤمنين فهذا حبٌ في الله وهذا عين التوحيد، إنك إن أحببت الأنبياء والمرسلين، والصحابة والتابعين، وأولياء الله العاملين فهذا حبٌ في الله، لأن هناك تطابقاً بين حبِّهم وحب الله عزَّ وجل، ومن ألطف ما تشير إليه الآية الكريمة قوله تعالى:

﴿وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ﴾

[ سورة التوبة: 62 ]

 بضمير المفرد، لأن إرضاء الله عين إرضاء النبي، ولأن إرضاء النبي عين إرضاء الله، فهذا الضمير المفرد الذي جاء مكان الضمير المُثنَّى بحسب قواعد اللغة " والله ورسوله أحق أن يرضوهما " لكن الله عزَّ وجل قال:

﴿وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ﴾

[ سورة التوبة: 62 ]

 فإن أحببت مؤمناً فهذا حبٌ في الله وهو عين التوحيد، إن أحببت عالماً من العلماء العاملين فهذا حبٌ في الله وهو عين التوحيد، إن أحببت تقياً ورعاً فهذا عين الإيمان وهو عين التوحيد، ولكن إن أحببت إنساناً فاسقاً لمنفعةٍ أتتك منه فهذا عين الشرك، هذا اسمه حبٌ مع الله، وشتَّان بين أن تحب في الله وبين أن تحب مع الله، ورد عن الإمام عليٍ كرم الله وجهه أن: " الشرك أخفى من دبيب النملة السمراء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، وأدناه أن تحب على جور - إنسان يجور فتحبه - وأن تبغض على عدل" إنسان نصحك وكان منصفاً فأبغضته، هذا نوعٌ من أنواع الشرك.
 أيها الأخوة الكرام..

(( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ))

[ من تخريج أحاديث الإحياء عن البراء بن عازب]

 إن رأيت إنساناً يستهزئ بالدين، ويقيم على المعاصي، لا يصلي لابدَّ من أن تُنكر عمله وأن تبغض عمله.

 

المؤمن الصادق لا يبغض الكفار ولكنه يبغض عملهم فقط :

 أيها الأخوة... أقول لكم هذه الحقيقة، وهي حقيقةٌ مشرِّفة: المؤمن الصادق لا يبغض الكفار ولكنه يبغض عملهم فقط، فعمير بن وهب حينما التقى بصفوان بن أمية في مكة، في مكانٍ خالٍ من كل إنسان، قال عمير لصفوان: يا صفوان لولا ديونٌ ركبتني، ما أطيق سدادها، ولولا أطفالٌ صغار أخشى عليهم العَنَتَ من بعدي، لذهبت وقتلت محمداً وأرحتكم منه. فانتهزها صفوان بادرةً وقال: أما أولادك فهم أولادي ما امتدَّ بهم العُمر، وأما ديونك فهي عليَّ بلغت ما بلغت، فامضِ لما أردت.
 تروي كتب السيرة أن هذا عمير بن وهب سقى سيفه سماً، وركب راحلته، واتجه إلى المدينة تحت غطاء أن يفكَّ ابنه الأسير، هذا الغطاء الذي يدخل به المدينة وهو يريد قتل محمدٍ ليريح الناس منه. في المدينة رآه عمر بن الخطاب فقال: " هذا عدو الله عمير جاء يريد شراً ". قيَّده بحمَّالة سيفه، وساقه إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال: "هذا يا رسول الله عدو الله عمير جاء يريد شراً ". قال له النبي عليه الصلاة والسلام: " أطلقه يا عمر" ، ففك قيده، قال: " ابتعد عنه يا عمر، ادن مني يا عمير" ، فدنا منه، قال: عمت صباحاً يا محمد، قال: " سلِّم علينا بسلام الإسلام" ، فقال في غلظة: ليس بعيد عهدٍ بسلامنا، هذا سلامنا، قال: "يا عمير ما الذي جاء بك إلينا ؟ "، قال: أريد أن أفدي ابني الذي هو أسيرٌ عندكم، فقال له النبي: " وهذه السيف التي على عاتقك لماذا جئت بها؟" فقال عمير: قاتلها الله من سيوف، وهل نفعتنا يوم بدر ؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام: " يا عُمير ألم تقل لصفوان لولا ديونٌ ركبتني لا أطيق سدادها، ولولا صغارٌ أخشى عليهم العنت من بعدي، لذهبت وقتلت محمداً وأرحتكم منه ؟" فوقف عُمير وقال: أشهد أنك رسول الله، لأن هذا الذي جرى بيني وبين صفوان لا يعلمه أحدٌ إلا الله وأنت رسوله.. وأسلم..
 ذكرت هذه القصة لكلمةٍ قالها عمر، قال عمر: " دخل عمير على رسول الله والخنزير أحب إليّ منه، وخرج من عنده وهو أحب إليّ من بعض أولادي ". المؤمن لا يحقد أبداً؛ إن كره يكره عمل المُنحرف، يكره الخيانة، يكره سوء الأمانة، يكره الكذب، يكره الظُلم، لا يكره إنساناً بذاته لأنه عبدٌ من عباد الله، لذلك لمجرَّد أن يتوب الإنسان الفاجر ينضم إلى جماعة المؤمنين له ما لهم، وعليه ما عليهم.
 أيها الأخوة الكرام... حديثٌ آخر:

(( أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله ))

[ الجامع الصغير عن ابن عباس ]

 ينبغي ألا ترضى. " من غاب عن معصيةٍ فرضيها كان كمن شهدها ". وإن كنتم ترون هذا مبالغاً به، لو أن معصيةً وقعت في أقصى الدنيا في ألاسكا وقلت: جيد، فقد شهدت هذه المعصية، ولك إثم فاعلها، وإن وقعت أمامك معصية فأنكرتها كنت كمن غاب عنها.

 

المؤمن مع الحق ولو كان صاحب الحق كائناً مَن كان :

 يا أيها الأخوة الكرام... لو أن كلاً منا أعلن ولاءه للمؤمنين وبراءته فقط لا غير، ولا أضيف على ذلك شيئاً، أي عليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة، لو أنك واليت المؤمنين وابتعدت عن المنحرفين؛ لم تخالطهم، لم تُقم مودةً عميقةً معهم، لم تجالسهم، لم تسهر معهم، لم تسافر معهم في نزهةٍ طويلة، لم تشاركهم في كسب أموالك، لو أنك ابتعدت عن الفُجَّار والمنحرفين لكان هذا حفظاً لدينك.
 أيها الأخوة الكرام... مثلاً: إنسان منحرف، انحرافه واضح، تفلُّته واضح، ارتكابه للمعاصي واضح، إنكاره للدين واضح، لو أنك أثنيت عليه أمام أطفالك الصغار، هذا الطفل الصغير أنت أبوه، وهو يصدقك، وقد أثنيت عليه، والطفل يرى معاصيه وآثامه، ماذا أحدثت مع هذا الطفل الصغير؟ أحدثت خللاً، اختلت عنده الموازين، اضطربت القيم، لذلك: " إن الله ليغضب إذا مُدِحَ الفاسق ".
 عامله بالإحسان، أي أحسن إليه دون أن تمدحه، دون أن تثني عليه، دون أن تعظمه، إنك إن فعلت هذا أخللت بالموازين والقيم في المجتمع.
 أيها الأخوة الكرام... المؤمن مع الحق ولو كان صاحب الحق كائناً مَن كان، وليس مع الباطل ولو كان أقرب الناس إليه..

﴿لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾

[ سورة المجادلة: 22 ]

 قضيةٌ مصيرية، قضيةٌ يُنْفَى عنك الإيمان بها، إن واليت عدواً لله، إن أقمت معه علاقةً حميمة هذا يخرجك من إيمانك..

﴿لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾

[ سورة المجادلة: 22 ]

الولاء لجميع المؤمنين :

 أيها الأخوة الكرام... شيءٌ آخر الولاء للمؤمنين..

﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾

[ سورة الحجرات: 10 ]

 يجب أن تُعلن الولاء لجميع المؤمنين لا إلى فئةٍ محدودة، لا إلى فُقاعةٍ صغيرة، لا إلى جماعةٍ محدودة، يجب أن تعلن ولاءك وانتماءك لمجموع المؤمنين لأن الله عزَّ وجل يقول:

﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾

[ سورة الحجرات: 10 ]

 بل..

﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾

[ سورة الأنعام: 159 ]

 يقرُّ فضلَهم ولا يجحد فضلهم، بينما الذي يدعو إلى ذاته بدعوةٍ مغلَّفة إلى الله عزَّ وجل هذا من شأنه أن يبتدع ليقول: أنا وحدي على حق، وهذا من شأنه أن يتنافس مع الآخرين لا أن يتعاون معهم، وهذا من شأنه أن يُنكر عليهم فضلهم لا أن يقرَّ بفضلهم.
 أيها الأخوة الكرام... تعلمون أن النبي عليه الصلاة والسلام معصومٌ بمفرده، بينما أمَّته معصومةٌ بمجموعها، وهذا يؤخذ من قول النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه ابن ماجه:

(( إن أمتي لا تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم ))

[ابن ماجه عن أنس ]

على الإنسان أن يكون على الحق اجتمع الناس عليه أو تفرقوا عنه :

 يا أيها الأخوة الكرام... يقول سيدنا عمر بالجابية: " أيها الناس إني قمت فيكم كمقام رسول الله صلى الله عليه وسلَّم فينا، فقال: أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف، ويشهد الشاهد ولا يستشهد، ألا لا يخلونَّ رجلٌ بامرأةٍ إلا كان ثالثهما الشيطان - موطن الشاهد في هذا الكلام - عليكم بالجماعة، وإياكم والفُرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن " الإنسان إذا عاش وحده يتوهَّم أوهاماً لا أصل لها، يفتي لنفسه فتاوى لا وجود لها، أما إذا كان مع الجماعة فمسيرته تُصَحَّح دائماً لأن إخوانه حوله ينصحونه، ويرشدونه، ويأخذون بيده.
 أيها الأخوة الكرام... عن حذيفة بن اليمان قال: كان الناس يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. فقلت:

(( يا رسول الله إنا كنا في جاهليةٍ وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دَخَن، قلت: وما دخنه؟ قال: قومٌ يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر، يفعلون أشياء تعرفها من الدين وأشياء تنكرها، قلت: فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال: نعم، دعاةٌ إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا؟ قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزموا جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعضَّ بأصل شجرةٍ حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ))

[ البخاري عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ]

 لابدَّ من أن تكون على الحق، اجتمع الناس عليه أو تفرقوا عنه.
 أيها الأخوة الكرام... هذا كلامٌ دقيق، وهذا كلامٌ مصيريّ يحدد مصير الإنسان، فالإنسان حينما يوالي غير المؤمنين ينحرف دون أن يشعر، ينحرف خُطوةً خطوة فإذا هو في لحظةٍ من اللحظات خارجٌ من الدين، أما إذا بقي مع جماعة المؤمنين، فإن لم يكن لهم جماعةٌ في آخر الزمان فعليه أن يتبع الكتاب والسنة حتى يلقى الله وهو ناجٍ من فتن آخر الزمان.
 يا أيها الأخوة الكرام... حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن مَلَكَ الموت قد تخطّانا إلى غيرنا وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيس مَن دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز مَن أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني. والحمد لله رب العالمين

* * *

الخطبة الثانية :
 أشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تحذير من بعض فتاوى الفضائيات :

 أيها الأخوة الكرام... أريد أن أعلِّق تعليقاً سريعاً على موضوع الخطبة الأولى، يكفيك أن توالي المؤمنين وأن تبتعد عن المنحرفين؛ فهذا هو الولاء والبراء، وينبغي ألا تمدح فاسقاً، ولا فاجراً، ولا منحرفاً، ولا صاحب بدعة، إن واليت المؤمنين بقلبك، وكنت معهم، وتعاونت معهم، وابتعدت عن أهل الفجور والنفاق، ولم تثنِ عليهم، ولم تمدحهم فقد حققت أصلاً من أصول الدين وهو الولاء والبراء.
 يا أيها الأخوة... كلكم يعلم أن الدين هو النصيحة. قالوا: لمن يا رسول الله ؟ قال:

(( لله، ولرسوله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين وعامتهم ))

[ من الأذكار النووية عن تميم الداري ]

 فأحياناً تُبْتلى الأمة بأدعياء الدين، يرتدون لِباس العلم، يمسخون الشريعة باسم التجديد، ييسروا أسباب الفساد باسم فقه التيسير، يفتحون أبواب الرذيلة باسم الاجتهاد، يهونوا من السنن باسم فقه الأولويات، يوالوا الكفار باسم تحسين صورة الإسلام.
 أيها الأخوة الكرام... لابدَّ نُصحاً للأمة وبراءةً للذمة من لفت نظر بعض الناس إلى ما يتلى في الفضائيات من فتاوى، خذوا دينكم عن الأرضيات لا عن الفضائيات، لأن فتاوى الفضائيات تتناسب مع ما يُبَثُّ في الفضائيات، إن هذا الدين لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا.
 أيها الأخوة الكرام... من بعض ما يُلقى أن بعض الذين يفتون في الفضائيات هتكوا ستر النساء المحجَّبات بكل ما يستطيعون، أعلنوا مراراً أن فصل النساء عن الرجال في المحاضرات بدعةٌ، وأنه من التقاليد التي ليست من الإسلام، وأنه لابدَّ من كسر هذا الحاجز بين النساء والرجال، هو يدعو إلى الاختلاط. لماذا يدعو؟ قال: لعل شاباً يرى فتاةً فيميل إليها فيفتح الله عزَّ وجل بينهما، هذه فتوى بثَّت في الفضائيات.
 أيها الأخوة... لابدَّ للمرأة من أن تشترك في التمثيل والمسرح أيضاً، لابدَّ من أن نجعل الغناء والملاهي مباحةً لكل المسلمين، الغناء حلال، وأن السينما حلالً طيب - هكذا يذكر - وأن هؤلاء الذين اعتزلوا الفن أخطؤوا، ينبغي ألا يعتزلوا لأنه مشروع.
 فكل هذه الفتاوى وأمثالها كثير جداً، وأنا أذكر غَيْضاً من فَيْض، لذلك أيها الأخوة... " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ".

(( ابن عمر دينك دينَك إنه لحمك ودمك خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا))

[كنز العمال عن ابن عمر ]

 قال: المرأة التي تبيع وتشتري شهادتها كشهادة الرجل، وأن نِسَب الربا القليلة لا بأس بها. كلام كثير جداً، وأوراق طويلة أمامي حول فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان تتلى من هذه المحطات الفضائية، فتاوى تتناسب مع ما يُبَثُّ في الفضائيات، فمرةً ثانية وثالثة خذوا دينكم عمَّن تثقون بعلمه وورعه، و..

(( ابن عمر دينك دينَك إنه لحمك ودمك خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا))

[كنز العمال عن ابن عمر ]

أمور الدين ينبغي أن تؤخذ ممن يوثق بعلمه وورعه :

 حقيقةٌ خطيرةٌ ينبغي أن أضعها بين أيديكم؛ إنسان اعتمد على مثل هذه الفتاوى واطمأنَّ واستراح وقال: أنا على حق، لأن الذي حدث الآن أن كل معصيةٍ مهما قبحت لها فتوى تغطيها، كل معصيةٍ حتى أشدّ معصية القرآن الكريم هدد أصحابها بحربٍ من الله ورسوله، هناك فتوى أباحتها، فكأن الفتاوى غطَّت كل انحراف المسلمين، فأنا أقول لكل أخ يسألني عن بعض هذه الفتاوى، أقول له: إن أردت الفتوى فالأمر سهل جداً، هناك فتوى، أما إن أردت التقوى فهذا شيءٌ آخر، ابحث عن التقوى ولا تبحث عن الفتوى، هناك فتوى لكل معصية.
 يا أيها الأخوة... أنت إذا كنت تملك بيتاً، وأردت أن تبيعه، خرجت من بيتك فإذا دلالٌ في وجهك، سألته عن ثمن هذا البيت فأعطاك رقماً، وقال لك: أنا أشتريه بهذا المبلغ، هل تبيعه فوراً أم تسأل مئة دلال آخر؟ لماذا في شأن بيتك تتريَّث، وتتبصر، وتبحث، وتحلل، وتدرس، وتتأمل ولا تتخذ القرار إلا بعد دراسة طويلة جداً، لماذا في شأن بيع بيت تتحرَّى الحق، وفي شأن دينك تقبل أية فتوى بُثَّت من محطة فضائية تتناغم مع هوى ممولي هذه المحطة، تتناغم مع هوى مَن يريدون للناس أن يتبعوا شهواتهم ؟ مرةً ثانية:

(( ابن عمر دينك دينَك إنه لحمك ودمك خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا))

[كنز العمال عن ابن عمر ]

 آخر فقرة: لو أنك فرضاً كنت في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، واختلفت مع أخٍ لك، ورفعت القضية إلى النبي، وكنت فصيحاً ذا حجةٍ، لسناً، متكلماً، ذا بيانٍ، وأقنعت النبي عليه الصلاة والسلام أنك على حق، فأفتى لك، معك الآن فتوى من رسول الله، لا من مفت، لا من عالِم يشكَّ بأمره، معك فتوى من رسول الله، استمع إلى ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام:

(( لعلَّ أحدكم ألحن بحجَّته من الآخر فإذا قضيت له بشيء فإنما أقضي له بقطعةٍ من النار ))

[مسلم عن أم سلمة ]

 فإذا كنت لا تنجو من عذاب الله ومعك فتوى رسول الله فكيف بفتوى لا يعلم مصدرها، ولا حال صاحبها، ولا ورع صاحبها، ولا الدافع وراءها، ولا الهدف منها ؟!! فأمور الدين ينبغي أن تؤخذ ممن يوثق بعلمه وورعه، أما أن تؤخذ من هذه المحطات، فملخَّص هذا التعليق: خذوا دينكم من الأرضيات لا من الفضائيات.

 

الدعاء :

 اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شرّ ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل مَن واليت، ولا يعز مَن عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردُّنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر مولانا رب العالمين. اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك. اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك يا رب العالمين. اللهم صُن وجوهنا باليسار، ولا تبذلها بالإقتار، فنسأل شر خلقك، ونبتلى بحمد مَن أعطى وذم من منع، وأنت من فوقهم ولي العطاء، وبيدك وحدك خزائن الأرض والسماء. اللهم كما أقررت أعين أهل الدنيا بدنياهم، فأقرر أعيننا من رضوانك يا رب العالمين.
 اللهم بفضلك ورحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور