وضع داكن
27-04-2024
Logo
درر 1 - الحلقة : 08 - الكرم .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ بلال :

وآمرةً بالبخلِ قلتُ لها اقْصِـــــــــري فليسَ إِلى ما تأمرينَ سبيـــــــلُ
أَرى الناسَ خلانَ الجـــوادِ ولا أرى بخيلاً له في العالمينَ خليــــــلُ
وإِني رأيتُ البخلَ يزري بأهِلـــــــــــــه فأكرمْتُ نفسي أن يقالَ بخيـلُ
ومن خَيْرِ حالاتِ الفتى لو علمتِه إِذا نالَ شيئاً أن يكونَ ينيـــــلُ
***

الكرم هو عنوان لقائنا مع حضراتكم في هذا البستان الماتع ، ونحن نلتقط من درر الشريعة الغراء لنتعلم من سيد الكرماء صلى الله عليه وسلم ، الذي كان جواداً كالريح المرسلة ، وكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، فهلموا بنا .
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أعزائي المشاهدين أينما كنتم أسعد الله أوقاتكم بالخير واليمن والبركات والطاعات ، ومعكم في حلقة جديدة ولقاء جديد ومع درة جديدة من درر الشريعة السمحاء ، ونتناولها بالبحث والدراسة من خلال كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، واسمحوا لي بداية أن أرحب بفضيلة أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي ، حياكم الله سيدي.
الدكتور راتب :
بارك الله بكم ونفع بكم .
الأستاذ بلال :
سيدي الفاضل اليوم درتنا درة مهمة جداً وهي الكرم أو الجود أو البذل او السخاء أو العطاء ، مطلق العطاء وفي حديث سلمان رضي الله عنه :

((إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ ، يَسْتَحِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ))

[السابع عشر من الفوائد المنتقاة عن سلمان الفارسي ]

فالكريم اسم من أسماء الله الحسنى جل جلاله بل من أسمائه الأكرم :

﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ٍ ﴾

[ سورة العلق: 3 ]

ونحن لو أردنا أن نتخلق بخلق الكرم ونكون كرماء ، النبي صلى الله عليه وسلم كان جواداً وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان كالريح المرسلة صلى الله عليه وسلم ، فلو أردنا أن نتخلق بهذا الخلق النبوي العظيم فمن أين نبدأ ؟

 

الناس جميعاً تبع لقوي أو نبي :

الدكتور راتب :
نبدأ من أن بني البشر يقع على رأسهم زمرتان هم الأقوياء والأنبياء

الأقوياء ملكوا الرقاب بقوتهم ، والأنبياء ملكوا القلوب بكمالهم ، الأقوياء عاش الناس لهم ، الأنبياء عاشوا للناس ، الأقوياء يمدحون في حضرتهم ، والأنبياء يمدحون في غيبتهم ، هذه المفارقة الحادة بين الأقوياء والأنبياء تعني أن الناس جميعاً تبع لقوي أو نبي ، فالذي يسعده أن يعطي من علمه ، من ماله ، من جاهه ، من خبرته ، من حكمته ، من أتباع الأنبياء ، والذي يسعده أن يأخذ من الناس أموالهم ، ويأخذ منهم حريتهم ، من أتباع الأقوياء ، وشتان بين من يملك قلوب الناس وبين من يملك رقابهم ، فلذلك الناس جميعاً تبع لقوي أو نبي ، لذلك النقطة الدقيقة 

جداً الأنبياء جاؤوا الحياة ولم يأخذوا والأقوياء أخذوا ولم يعطوا ، لذلك الأقوياء ملكوا الرقاب فقط والأنبياء ملكوا القلوب

من هنا أن الأنبياء عاشوا للناس ، والأقوياء عاش الناس لهم ، والحياة تنتهي وكل إنسان يحاسب على عمله ، فالبطولة أن تكون من أتباع الأنبياء ، أن تبني حياتك على العطاء ، السبب ما من تعريف جامع مانع دقيق للإنسان كتعريف الإمام الجليل الحسن البصري وهو سيد التابعين : " الإنسان بضعة أيام - هو زمن - كلما انقضى يوم انقضى بضع منه" .
ولأنه زمن ، ولأن أثمن ما يملكه الإنسان هو الزمن ، ولأن رأس مال الإنسان هو الزمن ، ولأن الإنسان زمن أقسم الله له بمطلق الزمن فقال تعالى :

﴿و العصر* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾

[ سورة العصر: 1-2 ]

عجيب لماذا هو خاسر يا رب ؟ قيل : لأن مضي الزمن يستهلكه .

 

الإنسان زمن و العاقل من ينفق وقته إنفاقاً استثمارياً :

الإنسان زمن ، بضعة أيام ، هذا الزمن هو رأس ماله ، أو أثمن شيء يملكه أو هو ينفق استهلاكاً أو استثماراً

فإذا أكلنا ، وشربنا ، واستمتعنا بالحياة ، ونمنا ، واستيقظنا ، وذهبنا إلى عملنا ، ورجعنا إلى البيت ، وأكلنا ، وشربنا ، وسهرنا ، هذا إنفاق الوقت استهلاكاً ، وإنفاق الوقت استهلاكاً ليس له أثر مستقبلي إطلاقاً ، البطولة والذكاء والعقل والتفوق أن تنفقه استثماراً ، أي أن تفعل في هذا الزمن الذي سينقضي عملاً ينفعك بعد اتقضاء الزمن ، هذا إنفاق استثماري ، فلذلك جاءت كلمة إلا :

﴿و العصر* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا ﴾

[ سورة العصر: 1- 3]

إلا أداة استثناء ، ما بعد إلا مستثنى من الخسارة ، فالإنسان بإمكانه ببساطة بالغة أن يتلافى الخسارة إذا فعل أربعة أشياء :

﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾

[ سورة العصر:3]

أي بحث عن الحقيقة حتى عرفها ، بحث عن حقيقة هذا الدين ، عن حقيقة رب العالمين ، عن حقيقة هذا الإسلام ، عن حقيقة الدنيا ، عن حقيقة الآخرة ، بحث عن الحقيقة ،

﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾

ولما بحث عن الحقيقة جاءت حركته موافقة لمنهج الله ،

﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾

عرف أن سرّ وجوده العمل الصالح ، وأن الله جاء به إلى الدنيا ليدفع ثمن الجنة ، وثمن الجنة عمل صالح :

﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾

[ سورة النحل : 32]

إذاً إنفاق الوقت إنفاقاً استثمارياً أي طلب العلم ، والعمل وفق العلم ، والتقرب إلى الله بالعمل الصالح ، وأن تصبر على طلب العلم ، وعلى العمل به ، وعلى إنفاقه بالعمل الصالح ، فهذا الذي قاله الله عز وجل :

﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾

[ سورة العصر:3]

فالإنسان بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه ، هذا المعنى الدقيق جداً كما قال الإمام الشافعي :" لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم " سورة العصر ، هو خاسر لأن مضي الوقت يستهلكه ، إنسان ركب قطاراً والمحطة الأخيرة محددة ، لو نظر إلى ساعته كل حركة بعقرب الثواني يقترب من الهدف .
الأستاذ بلال :
بارك الله بكم أستاذنا الكريم تفسير موفق ومجمل وواسع ، لو انتقلنا الآن إلى المحور الثاني في حديثنا عن الكرم أو الجود أو العطاء ، وهنا أريد أن أؤصل شرعياً لمسألة الجود والكرم ، وأنا أقرأ في السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال له : لمن هذا الوادي من الغنم ؟ قال : هو لك ، قال : أتهزأ بي ؟ قال : لا والله ، هو لك ، قال : أشهد أنك رسول الله تعطي عطاء من لا يخشى الفقر . وأنتم عرفتم الكرم بأنه مطلق العطاء ، وهنا يحضرني قوله تعالى :

﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾

[ سورة الليل الآيات : 5- 7 ]

وكأن طريق الجنة هو العطاء .

 

البشر على اختلاف مللهم ونحلهم وانتماءاتهم صنفان :

1 ـ فريق أعطى و اتقى و صدّق بالحسنى :

الدكتور راتب :
هؤلاء البشر على اختلاف مللهم ، ونحلهم ، وانتماءاتهم ، وأعراقهم ، وأنسابهم ، وطوائفهم عند الله صنفان فقط الأول:

﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾

[ سورة الليل: 5-6]

صدَّق أنه مخلوق للجنة والجنة الحسنى :

﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾

[ سورة يونس الآية : 26 ]

فلما صدق أنه مخلوق للجنة اتقى أن يعصي الله ، كنتيجة حتمية من تصديقه للجنة اتقى أن يعصي الله ، وبنى حياته على العطاء ، أعطى مطلق العطاء ، أعطى من علمه، من ماله ، من جاهه ، من قوته ، مطلق العطاء .
كتيب صغير ألّف عن رسول الله فيه الإهداء مؤثراً ، فالذي ألّف الكتاب خاطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا من جئت الحياة فأعطيت و لم تأخذ ، يا من قدست الوجود كله ، ورعيت قضية الإنسان ، يا من زكيت سيادة العقل ونهنهت غريزة القطيع ، يا من هيأك تفوقك لتكون واحداً فوق الجميع ، فعشت واحداً بين الجميع ، يا من كانت الرحمة مهجتك، والعدل شريعتك ، والحب فطرتك ، والسمو حرفتك ، ومشكلات الناس عبادتك ".
فلذلك حينما نفهم على الله حكمة مجيئنا إلى الدنيا ، جئنا من أجل أن ندفع ثمن الجنة ، وثمن الجنة هو العطاء ، تعطي من علمك ، من مالك ، من خبرتك ، من جاهك ، حجم الإنسان عند الله بحجم عطائه .
الأستاذ بلال :
الفريق الثاني سيدي .

2 ـ و فريق بخل و استغنى و كذب بالحسنى :

الدكتور راتب :

﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾

[ سورة الكهف: 103-104]

الأستاذ بلال :
الفريق الأول :

﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾

[ سورة الليل: 5-6]

الفريق الثاني ؟
الدكتور راتب :
الفريق الثاني :

﴿ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى*وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ﴾

[ سورة الليل: 8-9 ]

كذب أنه مخلوق للجنة ، آمن بالدنيا ، شيء طبيعي جداً أن يستغني عن طاعة الله، بنى حياته على الأخذ ، ولا يدري أنه يجمع هذه الأموال يوماً بيوم ، وشهراً بشهر ، فإذا بلغت قمة الجمع يأتي ملك الموت يسحبه من الدنيا ويخسر كل شيء في ثانية .
الأستاذ بلال :
لذلك الآية :

﴿ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ﴾

[ سورة الليل: 11 ]

الخط البياني للمؤمن في صعود مستمر :

الدكتور راتب :
وكأن الخط البياني للمؤمن خط بياني صاعد صعوداً مستمراً

وما الموت إلا نقطة على هذا الخط ، والصعود يستمر بعد الموت ، وأما غير المؤمن فقد يصعد صعوداً حاداً لسبب أو لآخر ثم يهوي إلى أسفل سافلين .
الأستاذ بلال :
جزاك الله خيراً ، لو انتقلنا إلى المحور الأخير في هذا اللقاء الطيب والذي نخصصه عادة لتطبيق هذا الخلق ، خلق الكرم ، الإسلام جاء والعرب يتفاخرون بالكرم وحاتم الطائي وما أدراكم ما حاتم الطائي ، ويفتخرون بالكرم ، لكن الإسلام رشد الكرم ، قال تعالى :

﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾

[ سورة البقرة: 195]

كيف يلقي الإنسان بنفسه إلى التهلكة ؟ ما علاقة ذلك بالكرم ؟

 

إنفاق المال يجب أن يكون في حدود ما يرضي الله عز وجل :

الدكتور راتب :
والله هو يلقي بنفسه في التهلكة إذا لم ينفق ، ويلقي بنفسه في التهلكة إذا أنفق ماله كله ، فهو بين :

﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ ﴾

[ سورة الإسراء: 29]

فالإنفاق لا بد منه لكن الشيء الدقيق جداً أنك إذا أنفقت المال على أهلك ، وعلى ولدك ، وأن تضع اللقمة في فم زوجتك هي لك صدقة ، يدخل الإنفاق الداخلي المنزلي للزوجة والأولاد من باب الإنفاق الذي يرضي الله عز وجل ، ولا يطؤون موطئاً إلا كتب لهم به عمل صالح ، فلذلك أنا حينما أفهم أن سرّ مجيئي للدنيا العمل الصالح يعني العطاء ، يعني مطلق العطاء ، وحينما يأتي أجل الإنسان ويرى مكانه في الجنة ، أو مقامه في الجنة ، يقول : لم أر شراً قط ، والذي جاء إلى الدنيا وبنى حياته على الأخذ حينما يلوح له شبح الموت يقول : لم أر خيراً قط .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الكريم : الكرم فضيلة بين إسراف أو تبذير مذموم وبين بخل ممقوت .

 

الإنفاق أحد أركان حياة المؤمن :

الدكتور راتب :
لكن هو علة وجودنا ، حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح

والعمل الصالح عطاء ، عطاء من علمك ، عطاء من خبرتك ، عطاء من مالك ، عطاء من جاهك ، عطاء مما أوتيت ، قال تعالى :

﴿ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ ﴾

[ سورة البقرة: 254]

أي شيء رزقته يجب أن تنفق منه ، والإنفاق أحد أركان حياة المؤمن .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الكريم آخر شيء سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه جاء بماله قال له النبي صلى الله عليه وسلم : ماذا أبقيت لنفسك ؟ قال: الله ورسوله . وفيما أعلم والتعليق لكم لم يرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قبِل من إنسان ماله كله إلا الصديق رضي الله عنه ؟

 

أبو بكر الصديق سيد المؤمنين :

الدكتور راتب :
لأنه سيد المؤمنين ، ليس بعد الأنبياء إلا الصديق ، لا يوجد مكان بعد الأنبياء إلا الصديق ، وما صبّ في صدري شيء إلا صببته في صدر أبي بكر ، تكريماً له .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الكريم فهمت من كلامكم أننا ندرب أنفسنا على الكرم من خلال البذل والعطاء ، ومن خلال فهمنا لعلة وجودنا وهي العمل الصالح .

تدريب النفس على الكرم لينقلب إلى سجية فيها :

الدكتور راتب :

(( وإنما الكرم بالتكرم ))

[الطبراني عن أبي الدرداء ]

يمكن أن نبدأ بتصنع الكرم لكن بعد حين يصبح طبعاً التفعل تصنع ، يمكن أن نبدأ بالتصنع ثم ينقلب الكرم إلى سجية .

 

خاتمة و توديع :

الأستاذ بلال :
بارك الله بكم ، ونفع بكم ، هذه الحقيقة كلمات طيبة ومباركة ، وفيها خير كثير لو تمثلناها في حياتنا وعشناها واقعاً في أيامنا ودهورنا ، وشكراً لكم ، وأنتم أخوتي المشاهدين بارك الله بكم ، وأشكر لكم حسن متابعتكم ، وحتى نلتقيكم في درة جديدة من هذه الدرر المباركة التي نلتقطها من بحر الشريعة الزاخر بأنوار الأخلاق الحميدة والراقية ، حتى ذلك الوقت أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتم أعمالكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور