وضع داكن
01-12-2024
Logo
مقاصد الشريعة - الدرس : 24 - العمل-2 عمل المؤمن عبادة
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
أيها الأخوة الأكارم، مع درس جديد من دروس مقاصد الشريعة الإسلامية.

المؤمن عمله عبادة يرقى بها إلى أعلى عليين:

 تحدثنا في الدرس الماضي عن المقصد الكبير من عمل الإنسان في الدنيا، قال تعالى:

 

﴿ وَقُلِ اعْمَلُواْ ﴾

 

( سورة التوبة الآية: 105 )

وكيف أن هذا العمل لا بد من أن يكون بسبب دوافع ثلاثة، الدافع إلى الطعام والشراب، والدافع إلى الجنس، والدافع إلى تأكيد الذات.
ولكن المؤمن في ضوء هذه الدافع يمكن أن يجعل عمله عبادة يرقى بها إلى أعلى عليين في الدنيا والآخرة، فالعمل لابدّ منه، هناك دوافع بالعمل، إما أن يكون مرشداً وفق منهج الله، تنتفع به في الدنيا والآخرة، إما أن يكون  سلماً ترقى به إلى أعلى عليين، أو أن يكون دركات يهوي بها الإنسان إلى أسفل سافلين.

من خرج عن منهج الله عز وجل كان عمله لا يرضي الله تعالى:

 الآن الحديث عن عمل آخر، عمل لا يرضي الله، ما حقيقته ؟ وما نتائجه ؟ وما مضاره ؟ وما أخطاره ؟.
أولاً: الله عز وجل جبلنا جبلة راقية، أن الإنسان إذا خرج عن منهج الله، إذا عمل عملاً سيئاً، إذا عمل عملاً آذى به إنساناً، أو مخلوقاً، إذا عمل عملاً استغل به إنسان ابتز ماله، غشه، احتال عليه، أخذ منه فوق ما ينبغي،  أعطاه أقل مما ينبغي، كلمة العمل توصف بكلمة جامعة مانعة، عمل صالح، في عدل، في إنصاف، في جمال، في خيرية في صدق، في حكمة، في رحمة، في انضباط.
 وعمل يوصف بكلمة واحدة أيضاً: سيء، في كذب، في احتيال، في ابتزاز في إيهام، في إيذاء للمخلوقات.
 فالإنسان يعيش عمراً مديداً، هذا العمر المديد اشتغل، وأسس شركات، وتاجر وسافر، وتزوج، وأنجب، وزوج أولاده، هذا العمر المديد يضغط بكلمة واحدة، إما أن يقال بعد موته: الله يرحمه، أو أن يقال بلسان الحال: الله لا يرحمه.
فأنت أحد إنسانين، إما أن يكون لك عمل صالح، صالح يبدو في بيتك، زوج صالح، زوج وفيّ، زوج مخلص، أب رحيم، أب عطوف، أب منصف، أب مربٍّ، ابن بار، بنت وفية لأمها وأبيها، منضبطة، محجبة بالبيت،  بالطريق في غض بصر، في ضبط لسان، في ضبط جوارح، بالعمل في صدق، في إخلاص.
 يعني كلمة عمل صالح تنسحب على كل أعمالك في الدنيا، بدءاً من كونك زوجاً أو أباً، أو ابناً، أو أخاً، أو بنتاً، أو زوجة، ثم إلى الحركة بالطريق، ثم إلى وضعك المهني في الحياة، تاجر، طالب، طبيب، مهندس، عامل،  مزارع، ثم بأوقات لهوك يمكن أن تمضي وقت اللهو بطاعة لله، بتأليف للقلوب، بسهرة بريئة، بنزهة نظيفة، أو بنزهة غير نظيفة، بعلاقات غير صحيحة، بكلمات غير منضبطة.

 

المؤمن لا يتقرب إلى الله إلا بالعمل الصالح:

 تصور كل حركتك بالحياة من طعامك، إلى شرابك، إلى دراستك، إلى عملك، إلى تأسيس عملك، إلى علاقاتك الاجتماعية، كل هذا الكم من الحركة قد يوصف صفة واحدة، عمل صالح، العمل حركة.
هذه الطاولة ليس لها عمل صالح، لأنها سكونية، لماذا هي سكونية ؟ ما فيها شهوات، لا تشتهي طاولة أنثى، لا تشتهي أن تأكل، ولا تسافر، جماد، أما أنت مركب فيك شهوات، الشهوات كالمحرك تتحرك، خرج من بيته بالتعبير العامي يريد أن يسر، في مؤمن يسر، لكن نظيف، يأخذ أهله وأولاده لمكان جميل، يأكل طعاماً طيباً، يمازحهم ، يلاطفهم، يرجعون مسرورين، في إنسان يطلق بصره في الحرام على من لا تحل له، يتكلم كلاماً  مؤذياً، غارق في شهواته، غير منضبط في حركاته وسكانته.
 هي النقطة كلها الله يقدرني أشرحها، المؤمن لا يتقرب إلى الله إلا بعمل صالح تجد من الصعب أن تجد مؤمناً كاذباً، مؤمناً محتالاً، مؤمناً دجالاً، مؤمناً متكبراً، لا تستطيع أن تجد، لأنه منضبط مع الله عز وجل،  المؤمن متواضع، المؤمن رحيم، المؤمن منصف.

 

 

المؤمن رحيم و منصف للآخرين:

 والله حدثني أخ أبكاني، راكب سيارته دهس طفلاً، جاء الأب، أخو الطفل همس في أذن الأب، قال له: السيارة تمشي على العشرة، وعلى اليمين، وما في خطأ من السائق أبداً أما أخي قفز إلى أمامها ودُهس، جاءت  الشرطة، قال لهم: أنا دهسته خطأ، هذا ابني وضع كل وزنه بحيث ألا يجر السائق، لأنه سمع أنه لا علاقة له إطلاقاً، هذا منصف يستطيع أن يبتز مال هذا السائق، أليس كذلك ؟.
 أحياناً إنسان يسترخي أمام السيارة، وكأنه أغمي عليه، والسائق لم يعد ينتهي منها بخمسين ألف العملية، يكون السائق ما مسه إطلاقاً.
 والله سمعت قصة في الحج، أن إنساناً راكب مركبته، يمشي بسرعة اعتيادية واجه شاحنة من طريق فرعي، فخفف السرعة إلى أقل درجة، سائق الشاحنة ما تحرك، قام أسرع، بعدما أسرع تحرك أمامه جاء، معه زوجة  وثلاثة أولاد، توفي ولدان وزوجته وقعت القصة أيام فريضة الحج، والمقتول بحادث سير ديته مئة ألف في الأيام العادية، في أيام الحج مئتا ألف ريال، مئتا ألف بثلاثة، ستمئة بخمسة عشر، 12 مليون، جاءت الشرطة  هذا البدوي قال لهم: الحق عليّ ما له علاقة، نظرت إلى هذه الكلمة ؟ خسر فيها 12 مليون، لكن والله أنا أقول: لو لم يكن له إلا هذا العمل لكفى، بريء الثاني.
 الإنصاف، مؤمن ؟! تتبلى الناس ؟ مؤمن ؟! تأخذ ما ليس لك ؟ مؤمن ؟! تدعي أنه مغمى عليك ؟ والسائق لم يفعل شيئاً إطلاقاً، الله كبير، الله كبير وموجود، وما في إلا الله عز وجل.

 

 

العمل إما أن يكون صالحاً أو سيئاً و قد يخلط الإنسان العمل الصالح مع السيئ:

 فيا أيها الأخوة، صدّق يضغط عملك كله بكلمة واحدة، عملك بالبيت كزوج، عملك كابن، عملك كزوجة، عملك كأم، يضغط حركتك بالطريق، عملك بالعمل، ممكن أن تجد فأرة في تنكة الزيت، ممكن، تستطيع أن تبيعها  كمؤمن ؟ تبعثها إلى الصابون، إذا ما في إيمان، يبيعها، ما في جهة تكشفه إطلاقاً.
 أنا أقول: بالنهاية إما أنه لك عمل صالح، أو عمل سيء، في حالة ثالثة الحالة الثالثة: خلطت عملاً صالحاً مع آخر سيئاً، هنيئاً، وأثني على من كان عمله صالحاً ودائماً وأبداً:

 

 

﴿ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ﴾

 

( سورة الفتح الآية: 29 )

الصفة الأولى الصارخة، الكلمة واسعة جداً، أنت أردت أن تقتل عقرباً في قتل مع إحسان ضربة واحدة، لا يتسلى فيه.
مرة كنت بمسكمة، صاد السمك أمامي بالشبكة، والسمك مضطرب اضطراباً مذهلاً، يرد أن يفتح بطنها لينظفها من أحشائها، قلت له: قف، قال لي: يأخذون وقتاً طويلاً ليموتوا، قلت له: أنتظر ساعة، قف، لا أستطيع، في  شرع، والله مضى ساعة حتى سكنوا، المرة الثانية أخذتهم معي بالسيارة، تحركوا بالسيارة، لأن الساعة طويلة، لا أستطيع.

(( إِنَّ الْإِيمَانَ قَيْدُ الْفَتْكِ، لَا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ ))

[ مسند أحمد عن ابن الزبير ]

الدين ليس بالمسجد و إنما بالبيت و العمل:

 انتبه الدين ليس بالجامع، الدين أن توصف بأن لك عملاً صالحاً، تنصح مواطناً جاء من حلب، له معاملة وإنجازها يتم بدقيقة، تعال غداً، لأنه يتكلم مع واحدة، هذا عمل سيء، طبيب مناوب إسعاف جاء شخص سوف   يموت، انتظروا دقيقة، لاحقين اعملوا لنا كأس شاي، مات، عمل سيء، هذه الكلمة تدور معك أينما ذهبت، تدور معك ببيتك، بالطريق بمكتبك الهندسي.
 ما شهدت صبّ السطح، هناك عمال جهلاء، مشوا على الحديد، نزل للأسفل لما صبّ صار مكانه غير طبيعي ما عاد إسمنت مسلح، هو بناء جامعي، صار في جريمة بالجامعة، الفتيات هجموا على الشرفة ليروا تمثيل  الجريمة وقعت الشرفة، لأن المهندس ما أشرف على الصبة، فمشوا على الحديد، الحديد تغير مكانه بالصبة لم يعد مقاوماً، فلما جاءت عشرون طالبة على الشرفة وقعت.
 ركب الصحن، موضوع الصحن موضوع ثانٍ، لكن الآن موضوع ركب صحناً، عوضاً عن ستة براغي برغيين، هبت رياح شديدة وقع الصحن فوق بنت صديقي أرداها ميتةً، بالصف الثامن مثل الوردة، هذا العمل سيء.

 

الذي يأكل ما ليس له سقط من عين الله:

 صدقوني أقل مكان يظهر فيه دين الإنسان هو المسجد، لا تراه يرتدي كلابية بيضاء، وواضع عطر زيتي مسك، هذا عطر العود غالٍ جداً، مسبحة جميلة جداً، وسيدي الله يخلينا إياكم، وأنتم بركتنا، ليس هذا، انظر إليه بالعمل في خطأ ؟ في غش ؟ في مادة مسرطنة وضعها بالمادة الغذائية ؟ في مادة غذائية غير صالحة للاستخدام البشري دبرها، وسوقها، وباعها، وربح أرباحاً طائلة ؟ هناك الدين، صدقوني لا ممكن أن ينصرنا الله إذا ظننا  الدين بالمسجد، ليس بالمسجد، بالحقل، تبخ هرمونات ؟ تخرج الفاكهة كبيرة، وازنة، وغالية، كلها مسرطنة، ممنوعة الهرمونات بالقطر، تأتي تهريب لا يخاف من الله، المزارع في مجال يغش، والتاجر.
 قال لي: عما آخذ كأس عصير، وضع برتقالة عبأت الكأس كله، غير معقول واضع لها مئة سيرنك ماء.

 

 

(( أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))

 

[أخرجه ابن مردويه عن ابن عباس ]

 والله زرت إنساناً والد صديقي، عمره 96 سنة، قال لي: يا عم أنا عملت تحليلاً البارحة كله ظهر طبيعي، كله، 96، كله طبيعي، قال لي: والله ما أكلت قرشاً حراماً بحياتي، ولا أعرف الحرام النسائي، لا هذا ولا هذا،  قال له: يا بني حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر، من عاش تقياً عاش قوياً.
 والله في عندي ألف قصة، الذي يأكل ما ليس له سقط من عين الله، انتهى عند الله، بتعبير آخر: ألغى صلاته، وصيامه، وحجه، وزكاته، تؤذي مسلماً، تضر مسلماً، تبيع دواء انتهى مفعوله، تطلب تحليلاً ليس بحاجة له المريض، تطلب تصويراً ليس بحاجة له، من سيحاسبك ؟ إذا كنت جراح قلب وضعت دساماً صيني ثمنه 30 ألف وبالفاتورة أمريكي ثمنه 65، هذا الذي كان مخدراً يستطيع أن يكشف الخطأ ؟ ما في قوة تكشفه موضوع ثقة  وذمة.

 

المؤمن شخصية فذة يعلم أن الله يراقبه في كل أفعاله:

 لذلك المؤمن شخصية فذة، لا يهم أن يكون مراقباً أو غير مراقب، الله يراقبه المؤمن شخصية فذة.
 والله في هذا البلد نسي شخص بسيارة عمومي عشرين مليون ليرة، بحث عن صاحبها أربعة أيام حتى وصل إليه وقدمها له، عشرين مليون، لكن ظهر صاحب المال ذا ذوق عال، اشتر له مركبة بمليونين، هذا الدين.
 نحن لا نرى ديناً، لو ترون الدين الحياة جنة يا أخوان، لو ترون الدين.
 الأمير عبد القادر الجزائري بالجزائر هو الاسم الأول، كان ساكناً بالشام، له جار فقير، اضطر أن يبيع بيته، جاءه مبلغ بخس، انزعج، قال له: والله لا أبيع جيرة الأمير بثلاثمئة ليرة ذهب، جاء شخص أوصلها للأمير،  بعث وراءه وقال له: هذه ثلاثمئة و لا تترك بيتك، قال: وأنا لا أبيعك.
 الآن من أين يؤلمه الجار ؟ ما الذي يؤلمه ؟ والله يا أخوان ما لكم يمين بيت أرضي له وجيبة داخلية، أراد شخص أن يزوج ابنه، يوجد بهذا البيت دكان أغلق الباب، وعمر حائطاً، وعملها غرفة نوم، دكان بالوجيبة، عمل له حمام مترين بمترين، جاره الذي فوقه اشتكى عليه، لا حجبت الشمس، ولا آذيتك، البيت أرضي، والديار له والوجيبة له، وداخلية وعمّر لابنه فقط حمام ليزوجه، الجار الذي فوقه اشتكى عليه، أين آذاك ؟ هذا المجتمع الذي  يؤذي بعضه ساقط من عين الله، احفظها هذه الكلمة، عملك صالح أم سيء ؟ واسعة جداً، ببيتك، بعملك، بالطريق، بالنزهة، عملك صالح أم سيء ؟.

 

 

زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين:

 أيها الأخوة، القضية تحتاج إلى حركة أخرى، المجيء للمسجد وحده لا يقدم ولا يؤخر، لكن إذا تعلمت، طبقت، واستقمت، والله الذي لا إله إلا هو أنا أخاطب الشباب الآية الكريمة:

 

 

﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾

 

( سورة الطلاق )

 والله زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، لا يوجد عمل، هناك بطالة، فرص عمل لا يوجد، الشهادة ما لها قيمة، الشركات كبيرة وعملاقة كالحيتان يأخذون كل شيء، هذا كله كلام عند الله غير مقبول، المقبول

﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾

 أنت شاب بحاجة إلى بيت، بحاجة لزواج، بحاجة لمهر، بحاجة لعمل اتقِ الله وانظر

﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ ﴾

 هذا كلام خالق الأكوان، ليكن عملك صالحاً.
 مرة جلس إلى جانبي شخص بوليمة، وضع بصحنه طعاماً فيه لبن، أخذ قطعة خبز ومسح الصحن، مسح كأنه غُسل، بقدر ما هو أديب مع الله عز وجل، لا يبقي بصحنه شيء ولا مسحة لبن، مسحها بخبزة، أديب مع الله  كثيراً، أحياناً يدعو خمسة آلاف، ستة آلاف كل سنة (توفي رحمه الله) بيوم واحد يدعوهم للغوطة، يعمل لهم هريسة، هذا الإنفاق يقابله الأدب مع الله في الطعام والشراب.
 تخلق بأخلاق الأنبياء، تخلق بأخلاق المؤمنين، كن صادقاً، كن أميناً، كن ورعاً.

 

طريق الله سالك وكل إنسان بإمكانه أن يسلكه:

 توفي عالم، والله سمعت عنه قصصاً أقسم بالله تأخذ بالألباب من تواضعه وحكمته، وفضله، وعلمه، هكذا الإنسان، أنت إنسان وهو إنسان، لمَ لا تكن بطلاً ؟ لمَ لا تكن شيئاً مذكوراً، وهذا شيء بيد كل إنسان، طريق الله  سالك، وكل إنسان بإمكانه أن يسلكه، أبداً، والطاعة سهلة جداً.

 

﴿ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾

( سورة الأحزاب )

أريد أن أقول لك: إن كلمة عمل صالح واسعة كثير، حتى بالقيادة في عمل صالح، يمشي بسرعة معتدلة، شخص اضطر أن يتجاوزه، يرفع السرعة، يرفع، أحرجه، جاءت سيارة ثانية، هذه بطولة ؟ أنت تمشي بسرعة بطيئة، أراد أن يتجاوزك مستعجل ماذا فعل ؟ في غلظة بالقيادة، في غلظة بالبيع والشراء، هذا الحاضر لم يعجبك اتركها، طول بالك، أخي هكذا السعر، أتمنى أن أراعيك لكن لا أقدر، عندنا تسعير رسمي، نفس الكلام يحكى، هناك  كلام قاسٍ، وهناك كلام لطيف، هناك مشية بأدب، مشية بكبر، أحياناً يقود مركبته جنابي، كتلة كبر، اجلس جلسة طبيعية، واشكر الله عليها، الله أعطاك مركبة.

العمل الصالح ليس بالخارج فقط بل بالبيت أيضاً:

 أيها الأخوة، الذي أتمناه عليكم أن العمل ألا يكون سيئاً، وصدقني أنه بفطرتك تكتشف الخطأ من الصواب، تقدر إذا دخلت للبيت أن تقول السلام عليكم، أن تبتسم، كيف الصحة ؟ إن شاء الله مرتاحين ؟ الله يعطيكِ العافية، ما تكلفك هذه ؟ تنشأ مودة بينك وبينها لا يعلمها إلا الله، يدخل، الأكل جاهز ؟ لا سلام، ولا كلام، ومشغول بالأخبار، وهاتي الجريدة، والآن لا وقت لدي، وابتعدي عني، طول بالك، تنتظرك من ثماني ساعات، ما لها  أحد غيرك.
 أنا لا أقول لكم العمل الصالح بالخارج، وبالبيت ما في مشكلة، العمل الصالح شمولي، من بيتك، لجلستك مع أولادك، ابنك هذا آنسه، ضمه، قبله، شمّه كان النبي الكريم حينما أنجب فاطمة، ضمها، وشمها، وقال:

 

(( ريحانة أشمها وعلى الله رزقها ))

 دع دخولك إلى البيت عيد، هو لا بد من عيد إما بالخروج أو بالدخول، إذا شخص شرس العيد عندما يخرج من البيت، راح، خلصنا، بابا عندك موعد تأخرت على الموعد، يصرفه لأبيه لأنه شرس، وهناك أب لطيف.
 فيا أخوان الأمر بيدك.

 

﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا ﴾

( سورة البقرة الآية: 286 )

(( ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله ))

[ الجامع الصغير عن جبير بن مطعم بسند فيه ضعف ]

على كل إنسان أن يكون عمله صالحاً يلقى الله به و يسعد به في الدنيا والآخرة:

 أعيد مرة ثانية: بيتك جانب، بيتك يعني زوجتك وأولادك، وأمك وأبوك بيتك ، وعملك جانب آخر، لا كذب، ولا غش، ولا رفع سعر، ولا ابتزاز، ولا ذم بضاعة الآخرين، يأتي بظروف بذور من شركات أخرى، يطلب زبوناً لشركة غير شركته، يقول له: هذا بلا نقود لا أريده، هذا للرمي زبالة، هو لماذا اشتراه ؟ من أجل أن يشوه سمعته حرام لا يجوز، وقد يكون أحسن من بذرتك، حتى يبيع بذرته يشتري نوع ثانٍ.
 هذا اللون ما كان يمشي معه فأخاط بنطالاً منه، أنا لابس منه انظر، لماذا لبست منه ؟ من أجل أن تبيعه، أساليب البيع والشراء إذا مبنية على الكذب لا يجوز، أبداً.
 فيا أخوان، أنت بالنهاية لك حركة بالحياة، تخرج من البيت تعمل، تركب سيارة إما أن يكون عملك صالح، بدءاً من بيتك، أنا أقول: منهج الإله عز وجل يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية.
 أرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون عملنا جميعاً صالحاً نلقى الله به، ونسعد به في الدنيا والآخرة.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور