ثم يكون طواف الإفاضة تثبيتاً لهذه الحقائق وتلك المشاعر، ثم يطوف طواف الوداع لينطلق منه إلى بلده إنساناً آخر، إنساناً استنار قلبه بحقائق الإيمان، وأشرقت نفسه بأنوار القرب، وعقد العزم على تحقيق ما عاهد الله عليه، وإذا صح أن الحج رحلة إلى الله فإنه يصح أن تكون الرحلة قبل الأخيرة، لتكون الرحلة الأخيرة مفضية إلى جنة عرضها السماوات والأرض. متابعة القراءة
وحينما يتجه الحاج لسَوق الهدي، ونحر الأضاحي، وكأن الهدي هدية إلى الله تعبيراً عن شكره لله على نعمة الهدى التي هي أثمن نعمة على الإطلاق، وكأن ذبح الأضحية ذبح لكل شهوة ورغبة في إرضاء الله عز وجل، وتضحية بكل غالٍ ورخيص، ونفس ونفيس في سبيل مرضاة الله رب العالمين. ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ متابعة القراءة
وبعد أن يفيض الحجاج من عرفات، وقد حصلت لهم المعرفة، واستنار قلبه، وصحت رؤيته، يرى أن السعادة كلها في طاعة الله، وأن الشقاء كله في معصيته عندئذ يرى عداوة الشيطان، وكيف أنه يعد أولياء بالفقر، إذا أنفقوا، ويخوفهم مما سوى الله، إذا أنابوا وتابوا، وما يعدهم الشيطان إلا غروراً قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ متابعة القراءة
لذلك لا يسع الحاج بعد أن أفاض من عرفات، وقد حصل له هذا اللقاء الأكبر، وأشرقت في نفسه أنواره، واصبغت نفسه بصبغة الله، لا يسعه وقد ذكر فضل الله عليه، عند المشعر الحرام، ذكره، وشكره على نعمة الهدى، والقرب، لا يسعه وقد عبر تعبيراً رمزيا عن عداوته الأبدية للشيطان، برمي جمرة العقبة، لا يسعه بعد أن لبى دعوة ربه، وحظي بقربه، ورأى طرفاً من جلال ربه، وكماله، وإكرامه، لا يسعه إلا أن يكبر الله على متابعة القراءة
ركن الحج الأكبر الوقوف بعرفة، ((فالحـج عرفة)) كما قال علية الصلاة والسلام لذلك يعد " يوم عرفة " يوم اللقاء الأكبر، بين العبد المنيب المشتاق، وبين ربه التواب الرحيم، فيوم عرفة يوم المعرفة، ويوم عرفة يوم المغفرة، ويوم عرفة يوم تتنزل فيه الرحمات على العباد من خالق الأرض والسماوات، ومن هنا قيل: من وقف في عرفات، ولم يغلب على ظنه أن الله قد غفر له، فلا حج له. عن جابر رضي الله عنه: قال رسول متابعة القراءة
قال تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ [ سورة البقرة: 158] وقد ورد في اللغة أن المشاعر هي المعالم والمناسك... أي الأعمال التي يؤمر بها الحاج , في تلك الأماكن , ومفردها: شعيرة. وفي قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾ [ سورة البقرة: 198] والمشعر المعلم الظاهر , وجمعها (( مشاعر)) والمشاعر المقدسة هي متابعة القراءة
ولكي تؤدى هذه العبادة العظيمة، على نحو يقبلها الله، ويرضى عنها، ولئلا ينفق الإنسان المال الكثير، والوقت الثمين، ويتجشم المشاق، ثم لا تقبل حجته، ويقال له: لا لبيك ولا سعديك ... وحجك مردود عليك ! لئلا تضيع حجته سدى .. عليه أن يتوب قبل الذهاب إلى الحج، من كل الذنوب والآثام، كبيرها وصغيرها، جليلها وحقيرها، فيتجنب كل كسب حرام، وكل علاقة متلبسة بالآثام، عليه أن يؤدي الحقوق، ويقلع عن الذنوب، متابعة القراءة
من فقه الرّجل أن يتحرّك في حياته وفْق سُلَّم الأوْلويَّات، فإذا أدَّى حجَّة الإسلام، وهي حجَّة الفريضة، وتاقَتْ نفسهُ إلى أن يحجّ مرّة ثانية وثالثة... وكان مستطيعًا بِمَاله، وبدنه، وموافقة أولي الأمر له، ولم يُسْهِم من خلال تصريح غير مطابق للواقع في حِرْمان مسلمٍ من حجّة الفريضة، وكان قد أدَّى كلّ ما عليه من واجبات تجاه والديه وأولاده وأخوته وأخواته وأصدقائهِ وجيرانه، فلا عليه أن يحجّ متابعة القراءة
وبما ان عبادة الحج فرضها الله على المستطيع، في العمر كله مرة واحدة فان اخل الحاج في مناسكها، فلم يؤد ركنا، او نسي واجبا، او ترك سنة، او حرص على سنة، ادت الى انتهاك حرمة، او اقتراف معصية، او فعل محظورا، فقد ابطل حجه، او لزمه الدم، او اساء او قصر او ترك الاولى، ان فعل هذا، فقد ضيع فرصة فريدة، لا تتكرر، فرصة لمغفرة ذنبه واستحقاقه جنة ربه، كل هذا بسبب الجهل، الذي هو اعدى اعداء الانسان، فالجاهل متابعة القراءة
وما دام الحجّ من العبادات المالية، التي تسْتوجِبُ إنفاق المال، فلا بد في المال الذي سينفقه الحاج في هذه الفريضة من أن يكون مالاً طيباً وحلالاً... قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا )) ( رواه مسلم) وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ((إذا خرج الحاج حاجا بنفقة متابعة القراءة