وضع داكن
25-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 087 - ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة.....
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 أيها الإخوة الكرام: لازلنا في إتحاف المسلم لما في الترغيب و الترهيب من صحيح البخاري و مسلم ، و اليوم الحديث الشريف:

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهَذَا حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثٌ لا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ولا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالْفَلاةِ يَمْنَعُهُ مِنْ ابْنِ السَّبِيلِ وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ فَحَلَفَ لَهُ بِاللَّهِ لَأَخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَا فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا وَفَى وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا لَمْ يَفِ))

[ متفق عليه ]

 أيها الإخوة الكرام: أولاً إن أعظم عقاب يعاقب به الإنسان ألا يكلمه الله لأن الله جل جلاله خاطب المؤمنين في مئتي وتسع وثمانين آية بينما لم يخاطب الكفار في الدنيا ولا في آية واحدة ، لا يوجد في القرآن الكريم يا أيها الذين كفروا إلا آية واحدة يوم القيامة قال تعالى:

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7)﴾

 

[ سورة التحريم: الآية 7]

 إذاً ألا يكلمك الله عز وجل هذا أكبر عقاب ، ألا ينظر إليك هذا أكبر عقاب أن يحجبك عن ذاته العلية هذا أكبر عقاب قال تعالى:

 

﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)﴾

 

[ سورة المطففين: الآية 15]

 لذلك بالمقابل أكبر عطاء إلهي أن تشعر أن بينك وبين الله اتصالاً أن تشعر أن بينك وبين الله خطاً مفتوحاً أن تستطيع أن تناجيه أن تستغفره أن تستسمح منه أن تسترضيه ، قال تعالى:

 

﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)﴾

 

[ سورة المطففين: الآية 15]

﴿ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)﴾

[ سورة البقرة: الآية 159]

 كل واحد في الحياة الدنيا يتوهم أن هناك مكتسبات عالية جداً أقول لكم أيها الإخوة الكرام: من خلال القرآن والسنة إن أكبر كسب يكسبه الإنسان في الدنيا أن يكون له مع الله صلة ولو كان فقيراً أن تكون له مع الله مودة ، قال تعالى:

 

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً (96)﴾

 

[ سورة مريم: الآية 96]

ولا يخفى عنكم أن مودة مع شخص حقير جداً لكنه قوي يتباهى بها الإنسان ، يتباهى بها أيما تباهي بينما المؤمن يعتز أن له مع الله مودة لذلك أدعو فأقول اللهم كما أقررت أعين أهل الدنيا بدنياهم فأقرر أعيننا من رضوانك.
 حينما تمشي في رضاء الله فأنت أسعد الناس حينما تمشي في خدمة خلقه فأنت أسعد الناس حينما تنعقد لك معه صلة فأنت من أسعد الناس أما حينما تشعر أنك مقطوع عن الله وأن الخط بينك وبينه مقطوع وأن حجب كثيفة تحجبك عنه فهذا دليل العمل السيئ.

﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)﴾

[ سورة المطففين: الآية 15]

 لكن بالمناسبة لا يعرف طعم الحجاب إلا من كان له اتصال بالله أما الذي لم يتصل بالله أصلاً كيف يعلم معنى الحجاب ؟

 

((قَالَ ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ولا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ولا يزكيهم... ))

 الله يزكي حينما سئلت السيدة عائشة عن خلق رسول الله قالت كان خلقه القرآن ، اقرأ القرآن الكريم كله تجد أن أخلاقه النبوية صلى الله عليه وسلم متمثلة تماماً لما في القرآن من كمالات.
وفوق أن الله لا يكلمهم ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم

 

 

((... ثَلاثٌ لا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ولا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالْفَلاةِ يَمْنَعُهُ مِنْ ابْنِ السَّبِيلِ))

 لي قريب شاري مزرعة بالمنطقة الغربية من دمشق قريب من القنيطرة حوله سبع عشرة مزرعة فيها آبار مياه بعض الرعيان يتمنى أن يسقي هذه الغنم من هذا الماء كل هذه المزارع طردوه إلا مزرعة واحدة استقبلته وبذلت له الماء بل إن صاحب المزرعة فضلاً عن أن سمح له أن يسقي غنمه بنى له ساقيةً كي يتمكن الغنم من أن يشربوا براحة ساقية طويلة جداً فكل الرعيان في هذه المنطقة يدخلون إلى هذه المزرعة ويسقون أغنامهم من هذه الساقية ، هذا القريب أقسم لي بالله المعظم أنه في بعض الأعوام جفت كل هذه الآبار إلا بئر هذه المزرعة.
الله كريم أنا انتقلت من بيت إلى بيت ففي البيت الجديد زارني أحد علماء دمشق الأجلاء مهنئاً ومعه طبيب هذا الطبيب حدثني قصة والله لا أشبع من تردادها هو طبيب أطفال طبيب خدج ودارس في ألمانيا ومعه أعلى شهادة وعنده جهاز تخطيط دماغ للصغار الخدج المولودون حديثاً وله زوجة دينة كثيراً هذه الزوجة طلبت منه بإلحاح أن يكون أجر التخطيط مجاناً قالت له هؤلاء الصغار أحباب الله والبلد في ضائقة خذ أنت أجور المعاينة واجعل هذا التخطيط لوجه الله أقسم لي بالله العظيم أنه استمر على هذه الحالة قريب من عشر سنوات ولم يتقاضى قرشاً واحداً مقابل التخطيط فجأةً تأتيه رسالة من السفارة الألمانية تقول له تعال قابلنا فذهب للمقابلة فإذا جار له في ألمانيا في فرانكفورت ليس مسلماً هذا الجار ليس له أولاد وهو على فراش الموت أوصى بكل ثروته لكل هذا الطبيب ، أقسم لي بالله عنده مال يكفيه لأولاد أولاد أولاده.
أنت عشر سنوات تقدم هذا التخطيط لوجه الله حتى منَّ الله عنك ولا تجد مكافأة لله في الدنيا ؟ لو أن الله ما كافأه في الدنيا فرضاً له عند الله في الآخرة أجر كبير ، لكن نحن لضعفنا سريعاً ما يكافئنا الله عز وجل تشجيعاً.

 

 

((... ثَلاثٌ لا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ولا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالْفَلاةِ يَمْنَعُهُ مِنْ ابْنِ السَّبِيلِ))

 بالمناسبة أيها الإخوة الكرام: كل واحد قلق على وضعه الإيماني مع الله أنا أطمئن أي أخ يحب العطاء إنه من أهل الآخرة وكل أخ يحب الأخذ إنه من أهل الدنيا بل إن هناك دروساً نتعلمها من بعض الحشرات ، النملة حشرة لكن حشرة صالحة أودع الله فيها جهازين جهاز ضخ وجهاز مص فإذا كانت جائعة استخدمت جهاز المص فإذا كانت شبعى ورأت أختها جائعة استخدمت جهاز الضخ تضخ لها من عصارة هضمها ، هذه الحشرة النملة عندها حب العطاء وقد تجد أناساً كثيرين ما عندهم إلا جهاز مص وجهاز شفط فقط ، لا يسعد إلا بالأخذ اسأل نفسك ما الذي يسعدك أن تعطي أو أن تأخذ ؟ إن كان يسعدك أن تعطي فأنت من أهل الآخرة وإن كان يسعدك أن تأخذ فأنت من أهل الدنيا المؤمن يرى العطاء هو الربح لكن واحد ترك ثروة بمئات الملايين شوهد ابنه بعد يومين متوجهاً إلى مكان ما سؤل إلى أين ذاهب يا فلان قال بالضبط سأذكر الكلمة باللغة العامية قال ذاهب أسكر على روح أبي.
هذا الذي يبخل ويدع ثروة طائلة يأتي أولاده ينفقونها في الحرام يعذب لأنه ما رباهم التربية الصحيحة.
الدنيا تغر وتضر وتمر إذا مات ابن آدم انقطع عمله ، معنى ذلك أن له عملاً كيف إذا مات ابن آدم وليس له عمل ينقطع ما قولكم فكيف إذا مات ابن آدم وله عمل سيئ.
 والله أيها الإخوة الكرام: أنا لا أعجب إلا من إنسان تجاوز الأربعين لأنه من دخل في الأربعين دخل في أسواق الآخرة راقب نفسك لو ذهبت إلى مكان جميل عشرة أيام راقب نفسك بالضبط من بعد اليوم السابع تنعكس النشاطات قطع تذاكر العودة شراء هدايا جمع الأغراض يعني بعد ثلثي المدة في سلوك آخر لذلك قالوا من بلغ الأربعين ولم يغلب خيره شره فليتجهز إلى النار. من دخل في الأربعين دخل في أسواق الآخرة ، لما الإمام القرطبي فسر قوله تعالى:

 

 

﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ﴾

 

[ سورة فاطر: الآية 37]

 قال النذير هو القرآن الكريم والنذير هو قول النبي الكريم قال تعالى:

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45)﴾

 

[ سورة الأحزاب: الآية 45]

 وقالوا النذير سن الأربعين ، الأربعون نذير ، يعني أربعين خريف أربعين ربيع أربعين صيف أربعين شتاء أربعين رمضان ، أربعين سنة ما حج ولا حجة ولا اعتمر ، يعني أكل لشبع ودار وساح وشاهد كل شيء ما الذي بقي عليك ؟ أن تعرف الله ، من دخل في الأربعين دخل في أسواق الآخرة ، بل إن النذير هو الشيب ورد في بعض الآثار أن عبدي قد كبرت سنك وانحنى ظهرك وضعف بصرك وشاب شعرك فاستحي مني فأنا أستحي منك.
إلى متى أنت باللذات مشغول وأنت عن كل ما قدمت مسئول
والنذير هو الشيب والنذير المصائب.
 أيها الإخوة الكرام: من فضل الله على هذا الإنسان بعد الأربعين الخمسين تسمع من كل واحد شيء معي التهاب مفاصل ، هذا معه تضيق بالشرايين ، تضيق بالشرايين ، نقص تروية، خلل بالدسام ، هذا معه قصور في وظائف الكبد ، هذا معه تضخم بروستات ، هذا كله له حكم بالغة تأتي إنذارات إشارات لطيفة من الله أن يا عبدي قد قرب اللقاء بيننا هل أنت مستعد لهذا اللقاء ؟ أحياناً في بعض المؤسسات الراقية قبل الدوام ما ينتهي في مؤشرات كنت في قرية بالتعليم ما كان في كهرباء شبكة كان في كهرباء محرك للقرية يقف الساعة الثانية عشر الساعة الثانية عشر إلا خمسة يطفئ ثانية واحدة اجمع أغراضك
أشعل الشمعة ، أحضر كأس الماء ، هذا الإطفاء لثانية واحدة قبل خمس دقائق له معاني كبيرة.
 إذا نحن جميعاً لا يوجد إنسان بعد الخمسين إلا معه شيء في جسمه ، هذه عبدي قد قرب اللقاء هل أنت مستعد له ، هذا معنى الضعف لأنه أجريت تجربة تفجير قنبلة ذرية في غربي الجزائر يوم كانت الجزائر تحكمها فرنسا ففي صحراءها فجرت قنبلة نووية شيء طبيعي أما الشيء الغير طبيعي بعد أيام من وقوع الانفجار وجدوا عقرباً يمشي في أرض الانفجار مع أن هذه القنبلة النووية ترتفع الحرارة إلى آلاف الدرجات والضغط لا يبقي شيئاً ، في ضغط وفي حرارة فعكف علماء الحيوان خمسة وعشرين سنة على دراسة بنية العقرب النتائج كما يلي أول نتيجة أن العقرب يعيش من دون طعام وشراب سنتين ومن دون هواء ثلاثة أيام ولو نقلته من عشرين تحت الصفر إلى ستين فوق الصفر لا يتأثر وليس فيه دم فيه مصل أصفر ، العقرب يتحمل إشعاع نووي ثلاثمئة ضعف ما يتحمله الإنسان.
 ماذا تستنتجون ؟ كان من الممكن ألا يكون هناك مرض إطلاقاً العقرب أغلى على الله منا ؟ لو الله جعل لنا بنية مثل العقرب ما في مرض إطلاقاً ، هذه الطاولة صنع الإنسان لوضع هذا الكتاب وهذه العلبة لكن لو وقفوا خمسة تتحملهم معنى هذا أن فيها احتياط خمسمئة ضعف عما وظفت له لو الله عمل في كل جهاز ألف احتياط ، الله عامل احتياطات مثلاً الكلية واحد بالعشرين من الكليتين أو واحد بالعشرة من كل كلية بكل جهاز الله خلقه في احتياط ولكن احتياط معقول ، لذلك في مرض والمرض مقصود من الله عز وجل للتقريب فلذلك هذا الذي يمنع فضل الماء يقول الله له اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك ، هذا الماء ليس من صنعك من صنع الله عز وجل ، لو كان من صنع الإنسان والله يمكن الإحصاء من عشرين سنة يكلف لتر الماء تحلية سمعت عشر ريالات يعني مئة وثلاثين ليرة ومع ذلك غير صالح للشرب يحتاج إلى معادن ، ماء الشرب يضاف له مياه الآبار حتى يعتدل.
 ما أنتم له بخازنين وما أنتم له بصانعين ، فالذي يمنع الماء يمنع شيئاً ثميناً جداً ونحن في أيام شح الماء والله عز وجل لا يقنن تقنين عجز بل يقنن تقنين تأديب ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرسل السماء علينا مدرارا ، يعني الجفاف مشكلة كبيرة ما في شيء له معنى مع الجفاف.

 

إخفاء الصور